تعرضت المنطقة العربية لمشروعين غاية في الخطورة: الإسلام السياسي السني المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين وتاريخها والدعم الدولي الذي حظيت به، والذي بلغ أوجه في مشروع العام ٢٠١١، الذي انتهى بالإخوان المسلمين في السلطة في مصر. المشروع الثاني يتمثل في الثورة الإسلامية الإيرانية وتصديرها للمنطقة ونشر المذهب، وتكمن خطورة المشروعين في كونهما مناوئين بالضرورة لمشروع الدولة الوطنية. الدولة الوطنية بصفتها النموذج الوحيد الضامن للاستقرار في المنطقة كما في كل العالم.
لم يكن الخلاص من مشروع الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين أمراً سهلاً، ولقد بذلت دول الاستقرار في المنطقة كثيرا من الجهد والمال والدبلوماسية والمواجهات بمختلف اشكالها لتصل إلى هذا الواقع الذي تراجع فيه ذلك المشروع وانهزم بالكامل، لم يكن المشروع واقعيا ولا قابلا للاستمرار وحتى الذين تورطوا فيه لا يزالوا يواجهون آثار تلك المرحلة، وما تعيشه اليوم تركيا وقطر إنما هو ضريبة ذلك التورط العميق في مشروع استهدف الاستقرار والدولة الوطنية في المنطقة.
الخطر الثاني الذي لا يزال قائما ويمثل تهديدا فعليا للدولة الوطنية في المنطقة وتهديدا للاستقرار العالمي يتمثل في النظام الإيراني، ليس بسبب سلوكه القائم وإنما بسبب تركيبته الأساسية ومنطلقاته والقيم التي بني عليها، وهو ما يجعل من تغيير السلوك أو العدول عما يقوم به مجرد احتمالات أو إجراءات مؤقتة لن تحد من خطورته على الاستقرار وعلى مستقبل الدولة الوطنية في المنطقة.
التخلص من المشاريع والكيانات الأيديولوجية هو تحد قائم في منطقتنا فقط بعد أن تخلص منها العالم، هذه المنطقة التي تعج بالإرهاب والطائفية والحروب التي تعود كلها إلى عامل واحد: الأيديولوجيات التوسعية العابرة للحدود والتي لا يمكن معها بناء الاستقرار والتنمية والمستقبل لأنها ليست في الأساس أهدافا ولا منطلقات لتلك الكيانات.
أفسد النظام الإيراني كل شيء في محيطه وتحول إلى أزمة كبرى امتد تأثيرها إلى كل العالم الذي بات موقنا وبعد أربعين عاما أنه لا أمل في إصلاح النظام وأن هذه المنطقة الحيوية والمهمة للعالم لا يمكن أن تجد الاستقرار الذي تنشده في ظل بقاء النظام ومشاريعه التوسعية.
السعودية والإمارات دول الاستقرار في المنطقة، وقد واجهت التحدي الأول وانتصرت فيه لصالح الدولة الوطنية العربية وشهدت المنطقة استقرارا نسبيا منذ أن بدأ العمل على مواجهة مشاريع الإسلام السياسي وجماعة الإخوان بكل امتداداتها وفروعها واستأنفت بعض دول المنطقة مشاريعها المستقبلية واستعادت أمنها وأصبحت فاعلة ومؤثرة في بناء استقرار المنطقة.
اليوم يبني العالم إجماعا جديدا تجاه النظام الإيراني وتمثل قمم مكة الثلاث المنبر العالمي الأبرز لبناء ذلك الإجماع ومنح الغطاء السياسي العام لكل مواجهة تستهدف التخلص من هذا الخطر اليومي في المنطقة الذي يمثله ذلك النظام، يتوازى ذلك مع يقين دولي تقوده الولايات المتحدة ومعها العالم غالبا للتخلص من هذا النظام الذي لا ينتمي لعصرنا ولا لواقعنا.
لقد تخلصنا من الخلافة والإسلام السياسي كمهدد كبير في المنطقة، واليوم نحشد العالم للمواجهة والتخلص من الأمامية الخمينية بوصفها منتجا آخر من منتجات الإسلام السياسي ومهددا كبيرا للدولة الوطنية التي هي ضمان الاستقرار والمستقبل.
* كاتب سعودي
yameer33@hotmail.com
لم يكن الخلاص من مشروع الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين أمراً سهلاً، ولقد بذلت دول الاستقرار في المنطقة كثيرا من الجهد والمال والدبلوماسية والمواجهات بمختلف اشكالها لتصل إلى هذا الواقع الذي تراجع فيه ذلك المشروع وانهزم بالكامل، لم يكن المشروع واقعيا ولا قابلا للاستمرار وحتى الذين تورطوا فيه لا يزالوا يواجهون آثار تلك المرحلة، وما تعيشه اليوم تركيا وقطر إنما هو ضريبة ذلك التورط العميق في مشروع استهدف الاستقرار والدولة الوطنية في المنطقة.
الخطر الثاني الذي لا يزال قائما ويمثل تهديدا فعليا للدولة الوطنية في المنطقة وتهديدا للاستقرار العالمي يتمثل في النظام الإيراني، ليس بسبب سلوكه القائم وإنما بسبب تركيبته الأساسية ومنطلقاته والقيم التي بني عليها، وهو ما يجعل من تغيير السلوك أو العدول عما يقوم به مجرد احتمالات أو إجراءات مؤقتة لن تحد من خطورته على الاستقرار وعلى مستقبل الدولة الوطنية في المنطقة.
التخلص من المشاريع والكيانات الأيديولوجية هو تحد قائم في منطقتنا فقط بعد أن تخلص منها العالم، هذه المنطقة التي تعج بالإرهاب والطائفية والحروب التي تعود كلها إلى عامل واحد: الأيديولوجيات التوسعية العابرة للحدود والتي لا يمكن معها بناء الاستقرار والتنمية والمستقبل لأنها ليست في الأساس أهدافا ولا منطلقات لتلك الكيانات.
أفسد النظام الإيراني كل شيء في محيطه وتحول إلى أزمة كبرى امتد تأثيرها إلى كل العالم الذي بات موقنا وبعد أربعين عاما أنه لا أمل في إصلاح النظام وأن هذه المنطقة الحيوية والمهمة للعالم لا يمكن أن تجد الاستقرار الذي تنشده في ظل بقاء النظام ومشاريعه التوسعية.
السعودية والإمارات دول الاستقرار في المنطقة، وقد واجهت التحدي الأول وانتصرت فيه لصالح الدولة الوطنية العربية وشهدت المنطقة استقرارا نسبيا منذ أن بدأ العمل على مواجهة مشاريع الإسلام السياسي وجماعة الإخوان بكل امتداداتها وفروعها واستأنفت بعض دول المنطقة مشاريعها المستقبلية واستعادت أمنها وأصبحت فاعلة ومؤثرة في بناء استقرار المنطقة.
اليوم يبني العالم إجماعا جديدا تجاه النظام الإيراني وتمثل قمم مكة الثلاث المنبر العالمي الأبرز لبناء ذلك الإجماع ومنح الغطاء السياسي العام لكل مواجهة تستهدف التخلص من هذا الخطر اليومي في المنطقة الذي يمثله ذلك النظام، يتوازى ذلك مع يقين دولي تقوده الولايات المتحدة ومعها العالم غالبا للتخلص من هذا النظام الذي لا ينتمي لعصرنا ولا لواقعنا.
لقد تخلصنا من الخلافة والإسلام السياسي كمهدد كبير في المنطقة، واليوم نحشد العالم للمواجهة والتخلص من الأمامية الخمينية بوصفها منتجا آخر من منتجات الإسلام السياسي ومهددا كبيرا للدولة الوطنية التي هي ضمان الاستقرار والمستقبل.
* كاتب سعودي
yameer33@hotmail.com