كنت أشاهد برنامجا حواريا أمريكيا عبر إحدى القنوات الفضائية يتحدث عن العنف الشفهي عبر الانترنت بين المراهقين وآثار هذا العنف على الضحايا، حيث استضافت فيه المذيعة مجموعة من المراهقين والمراهقات وبعض الأمهات والآباء والمتخصصين في قضايا العنف، وقد كشف البرنامج من خلال الحوار مع عدد من المراهقين والمراهقات أن الانترنت أصبح أداة للعنف اللفظي قد يصل إلى حد القتل. فالاستهزاء والسخرية بين المراهقين والمراهقات عبر الانترنت كانا سببين في جرح مشاعر البعض وضعف الثقة بالنفس لدى البعض الآخر. كما أن التهديد بنشر خصوصيات البعض والصور الشخصية غير اللائقة كان سببا في إصابة البعض بالقلق والاكتئاب والاحباط وخيبة الأمل ونوبات بكاء حادة.
تقول إحدى المراهقات إن تهديد صديقتي لي بنشر خصوصياتي والأسرار التي بيننا على الانترنت جعلتني أفقد الثقة بالاخرين وأصبحت أشك بصدق صداقتها لي وانطويت على نفسي واعتزلت الناس، وتقول مراهقة أخرى أنها تتلقى من البعض رسائل تستهزئ بشكلها وتسخر من سمنتها وبدانتها وتحرضها على قتل نفسها فهذا أفضل لها من البقاء على قيد الحياة ففقدت ثقتها في نفسها وأصبحت تفكر بالانتحار للخلاص، وتقول مراهقة ثالثة أن أصدقاءها وصديقاتها يحرضونها على الاساءة لأعز صديقاتها في المدرسة ويقولون عن صديقتها كلاما بذيئا لمجرد أنها رفضت مصاحبتهم واضطرت لتنفيذ طلبات الأصدقاء والصديقات وأساءت لصديقتها فعلا لأنهم كانوا يهددونها بالمقاطعة والعقوبة إن لم تنفذ طلباتهم، وتقول مراهقة رابعة أنها عانت كثيرا من رسائل عنصرية تحثها على الانتحار لأنها سمراء البشرة ولا تستحق الحياة، وتقول مراهقة خامسة أن هناك من كان يهددها بالقتل إن لم تمكنه من نفسها، وتقول مراهقة سادسة أنها اضطرت للسرقة من ممتلكات والديها وإعطاء المسروقات للمجرم الذي كان يهددها بالإيذاء إن لم تستجب لطلباته.
نوبات بكاء حادة ومريرة صدرت عن الضحايا وهن يتحدثن عن تجاربهن المريرة مع الانترنت وما يحدث فيه من اساءات وتهديدات وتحريض وسخرية متكررة، بل إن أحد الآباء عرض تجربة ابنه المراهق الذي انتحر بسبب سخرية زملائه منه وإساءاتهم المتكررة له وتحريضهم له على الانتحار عبر الانترنت.
تذكرت وأنا أشاهد البرنامج قول الله تعالى في كتابه الكريم "ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان" وقوله تعالى "لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم" وأدركت حقيقة ما يتركه التنابز بالألقاب على الضحية من آثار نفسية وجسدية مدمرة قد تصل إلى حد الانتحار لا سمح الله. فكما هو معلوم أن المراهقين والمراهقات يتمحورون حول ذواتهم كثيرا في هذه المرحلة العمرية الحساسة، لذلك هم حساسون جدا للصورة التي يبدون عليها أمام نظرائهم والآخرين، وإذا ما تم استغلال هذه الحساسية من البعض للاساءة لهم والسخرية منهم عبر الانترنت فإن ردود أفعال بعضهم تأخذ شكل نوبات بكاء مستمرة أو شكل قلق واكتئاب واحباط وانعزال عن الاخرين، أو فقدان الثقة بالنفس، أو ربما لجأ البعض إلى تعاطي المخدرات والمسكرات لتجنب الألم، أو قد يستجيب البعض للتهديد والابتزاز وينفذ ما يطلب منه أو منها فيشعر بفقدان الكرامة والاهانة والامتهان، وربما لجأ إلى الانتحار هروبا من هذا الواقع المؤلم.
خلاصة القول هي أن تعامل المراهق أو المراهقة مع الانترنت قد تكون له انعكاسات سلبية على حالته المزاجية والانفعالية والنفسية تسببها طبيعة الرسائل التي يتلقاها عبر الدردشة أو البريد الالكتروني في غفلة منا فتدمر شخصيته أو يستجيب لها بالانتحار في أسوأ الاحتمالات ... وهنا يأتي دور التربية الأسرية في بناء شخصية سوية للفرد منذ طفولته كي يتعامل مع الاخرين باحترام وتقدير بغض النظر عن أداة التواصل التي يتواصل بها معهم، كما يبرز دور الأسرة والوالدين تحديدا في ملاحظة ما قد يبدو على ملامح وسلوكيات المراهق أوالمراهقة من شوائب قد تكون انعكاسا لمواقف سلبية يتعرضان لها أثناء تصفحهما للانترنت... هذا وللجميع أطيب تحياتي.
Dr_Fauzan_99@hotmail.com
تقول إحدى المراهقات إن تهديد صديقتي لي بنشر خصوصياتي والأسرار التي بيننا على الانترنت جعلتني أفقد الثقة بالاخرين وأصبحت أشك بصدق صداقتها لي وانطويت على نفسي واعتزلت الناس، وتقول مراهقة أخرى أنها تتلقى من البعض رسائل تستهزئ بشكلها وتسخر من سمنتها وبدانتها وتحرضها على قتل نفسها فهذا أفضل لها من البقاء على قيد الحياة ففقدت ثقتها في نفسها وأصبحت تفكر بالانتحار للخلاص، وتقول مراهقة ثالثة أن أصدقاءها وصديقاتها يحرضونها على الاساءة لأعز صديقاتها في المدرسة ويقولون عن صديقتها كلاما بذيئا لمجرد أنها رفضت مصاحبتهم واضطرت لتنفيذ طلبات الأصدقاء والصديقات وأساءت لصديقتها فعلا لأنهم كانوا يهددونها بالمقاطعة والعقوبة إن لم تنفذ طلباتهم، وتقول مراهقة رابعة أنها عانت كثيرا من رسائل عنصرية تحثها على الانتحار لأنها سمراء البشرة ولا تستحق الحياة، وتقول مراهقة خامسة أن هناك من كان يهددها بالقتل إن لم تمكنه من نفسها، وتقول مراهقة سادسة أنها اضطرت للسرقة من ممتلكات والديها وإعطاء المسروقات للمجرم الذي كان يهددها بالإيذاء إن لم تستجب لطلباته.
نوبات بكاء حادة ومريرة صدرت عن الضحايا وهن يتحدثن عن تجاربهن المريرة مع الانترنت وما يحدث فيه من اساءات وتهديدات وتحريض وسخرية متكررة، بل إن أحد الآباء عرض تجربة ابنه المراهق الذي انتحر بسبب سخرية زملائه منه وإساءاتهم المتكررة له وتحريضهم له على الانتحار عبر الانترنت.
تذكرت وأنا أشاهد البرنامج قول الله تعالى في كتابه الكريم "ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان" وقوله تعالى "لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم" وأدركت حقيقة ما يتركه التنابز بالألقاب على الضحية من آثار نفسية وجسدية مدمرة قد تصل إلى حد الانتحار لا سمح الله. فكما هو معلوم أن المراهقين والمراهقات يتمحورون حول ذواتهم كثيرا في هذه المرحلة العمرية الحساسة، لذلك هم حساسون جدا للصورة التي يبدون عليها أمام نظرائهم والآخرين، وإذا ما تم استغلال هذه الحساسية من البعض للاساءة لهم والسخرية منهم عبر الانترنت فإن ردود أفعال بعضهم تأخذ شكل نوبات بكاء مستمرة أو شكل قلق واكتئاب واحباط وانعزال عن الاخرين، أو فقدان الثقة بالنفس، أو ربما لجأ البعض إلى تعاطي المخدرات والمسكرات لتجنب الألم، أو قد يستجيب البعض للتهديد والابتزاز وينفذ ما يطلب منه أو منها فيشعر بفقدان الكرامة والاهانة والامتهان، وربما لجأ إلى الانتحار هروبا من هذا الواقع المؤلم.
خلاصة القول هي أن تعامل المراهق أو المراهقة مع الانترنت قد تكون له انعكاسات سلبية على حالته المزاجية والانفعالية والنفسية تسببها طبيعة الرسائل التي يتلقاها عبر الدردشة أو البريد الالكتروني في غفلة منا فتدمر شخصيته أو يستجيب لها بالانتحار في أسوأ الاحتمالات ... وهنا يأتي دور التربية الأسرية في بناء شخصية سوية للفرد منذ طفولته كي يتعامل مع الاخرين باحترام وتقدير بغض النظر عن أداة التواصل التي يتواصل بها معهم، كما يبرز دور الأسرة والوالدين تحديدا في ملاحظة ما قد يبدو على ملامح وسلوكيات المراهق أوالمراهقة من شوائب قد تكون انعكاسا لمواقف سلبية يتعرضان لها أثناء تصفحهما للانترنت... هذا وللجميع أطيب تحياتي.
Dr_Fauzan_99@hotmail.com