عشرون عاماً تمر على مجموعة العشرين التي تأسست في عام 1999، وتهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي الدولي وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والاقتصادات الكبرى من جهة، والبلدان منخفضة الدخل من جهة أخرى، في إدراك بأن مصالح البشر مشتركة، وأن المخاطر لا تؤمن بالحدود الجغرافية.
هذا الإدراك يزيد وبدأت الدول الكبرى تتحمل مسؤولياتها، فضعف التنمية في بعض البلدان، يدفع سكانها إلى الهجرة إلى الأماكن الأغنى، وتجاهل الأمراض في بلاد فقيرة، لا يمنع وصول الفايروس دون تأشيرة إلى مجتمعات أخرى.
ولا بد خاصة والقمة في اليابان، البلد العريق في صناعة الريبوتات، تذكر الحديث القديم المتجدد عن الذكاء الصناعي، وعن ما تقتله الآلة من وظائف، وما يبتكره العقل البشري من وظائف وفرص أخرى، مع ما تمثله التقنية نفسها من فرصة لدول ومنظمات مارقة لتحويلها إلى ضرر للبشرية.
وعن هذا التحدي قال الأمير محمد بن سلمان في كلمته بالجلسة الختامية للقمة: «نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنية غير المسبوقة، وآفاق النمو غير المحدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل، أن تجلب للعالم فوائد ضخمة، وفي الوقت ذاته فقد ينتج عن هذه الابتكارات تحديات جديدة مثل تغير أنماط العمل والمهارات اللازمة للتأقلم مع مستقبل العمل وكذلك زيادة مخاطر الأمن السيبراني وتدفق المعلومات مما يستوجب علينا معالجة هذه التحديات في أقرب وقت لتفادي تحولها إلى أزمات اقتصادية واجتماعية».
وتحقيق هذه الأهداف التنموية لمستقبل الإنسان لا يخضع فقط لتحديات الموارد الطبيعية وتوحيد الرؤية فقط، بل يخضع لتحديات تسبق الاقتصاد، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وهو أمر للمملكة دور ريادي فيه، كما أشاد بذلك الرئيس دونالد ترمب، ودور المملكة يأتي على عدة مستويات، من التصدي الأمني، إلى الرقابة المالية، وصولا للتصدي الفكري.
كما أن المملكة حاضنة الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، كان لها إسهام كبير في نشر الخطاب الوسطي، وتدمير الخطاب المتطرف كما قال سمو ولي العهد في مناسبة سابقة، وتحملت المملكة بكل شجاعة شظايا التصدي لجماعات إرهابية مثل داعش وحزب الله والإخوان المسلمين، ومن يقف يدعم هذه التنظيمات كالنظام الإيراني والقطري.
ولعل آخر الشواهد قيام القوات الخاصة السعودية بعملية نوعية ناجحة في الداخل اليمني، تم على إثرها إلقاء القبض على «أمير» تنظيم داعش الإرهابي باليمن (أبو أسامة المهاجر) والمسؤول المالي للتنظيم وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له.
كما أن إرهاب الدول يتعدى الضرر الأمني إلى الضرر الاقتصادي، فمهاجمة إيران لناقلات النفط ومحاولة إغلاق مضيق هرمز، وما حدث سابقاً من مهاجمة ناقلات نفط قبالة الحديدة، يؤثر على سلامة الإمدادات، وعلى أسعار النفط والتأمين، وهو ما يدفعه المستهلك في نهاية الأمر، وهو من يعرف ضرر كل دولار إضافي يزيد بسبب القرصنة الإيرانية.
وهنا تأتي أهمية أخرى للمملكة، كدولة رئيسة في موثوقية إمدادات الطاقة، وقد كان ملف الطاقة على طاولة النقاش بين الرئيس بوتين وسمو ولي العهد، ضمن عدة لقاءات ثنائية عقدها الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين، لتؤكد أهمية المملكة للعالم في عدة ملفات.
وأهمية المملكة يضاف إليها أهمية القائد المختلف الذي كان في القمة يحمل في رصيده إنجازاً كبيراً وإصلاحاً داخلياً خلال السنوات القليلة الماضية، في فترة لا تخلو من التحديات الداخلية، ومنطقة لا تخلو من التحديات الخارجية، وبلغة الواثق والمصمم لرفعة بلده قال الأمير محمد: «نحاول أن نفعل أفضل ما لدينا لبلدنا، السعودية، وهذه رحلة طويلة».
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
هذا الإدراك يزيد وبدأت الدول الكبرى تتحمل مسؤولياتها، فضعف التنمية في بعض البلدان، يدفع سكانها إلى الهجرة إلى الأماكن الأغنى، وتجاهل الأمراض في بلاد فقيرة، لا يمنع وصول الفايروس دون تأشيرة إلى مجتمعات أخرى.
ولا بد خاصة والقمة في اليابان، البلد العريق في صناعة الريبوتات، تذكر الحديث القديم المتجدد عن الذكاء الصناعي، وعن ما تقتله الآلة من وظائف، وما يبتكره العقل البشري من وظائف وفرص أخرى، مع ما تمثله التقنية نفسها من فرصة لدول ومنظمات مارقة لتحويلها إلى ضرر للبشرية.
وعن هذا التحدي قال الأمير محمد بن سلمان في كلمته بالجلسة الختامية للقمة: «نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنية غير المسبوقة، وآفاق النمو غير المحدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل، أن تجلب للعالم فوائد ضخمة، وفي الوقت ذاته فقد ينتج عن هذه الابتكارات تحديات جديدة مثل تغير أنماط العمل والمهارات اللازمة للتأقلم مع مستقبل العمل وكذلك زيادة مخاطر الأمن السيبراني وتدفق المعلومات مما يستوجب علينا معالجة هذه التحديات في أقرب وقت لتفادي تحولها إلى أزمات اقتصادية واجتماعية».
وتحقيق هذه الأهداف التنموية لمستقبل الإنسان لا يخضع فقط لتحديات الموارد الطبيعية وتوحيد الرؤية فقط، بل يخضع لتحديات تسبق الاقتصاد، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وهو أمر للمملكة دور ريادي فيه، كما أشاد بذلك الرئيس دونالد ترمب، ودور المملكة يأتي على عدة مستويات، من التصدي الأمني، إلى الرقابة المالية، وصولا للتصدي الفكري.
كما أن المملكة حاضنة الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، كان لها إسهام كبير في نشر الخطاب الوسطي، وتدمير الخطاب المتطرف كما قال سمو ولي العهد في مناسبة سابقة، وتحملت المملكة بكل شجاعة شظايا التصدي لجماعات إرهابية مثل داعش وحزب الله والإخوان المسلمين، ومن يقف يدعم هذه التنظيمات كالنظام الإيراني والقطري.
ولعل آخر الشواهد قيام القوات الخاصة السعودية بعملية نوعية ناجحة في الداخل اليمني، تم على إثرها إلقاء القبض على «أمير» تنظيم داعش الإرهابي باليمن (أبو أسامة المهاجر) والمسؤول المالي للتنظيم وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له.
كما أن إرهاب الدول يتعدى الضرر الأمني إلى الضرر الاقتصادي، فمهاجمة إيران لناقلات النفط ومحاولة إغلاق مضيق هرمز، وما حدث سابقاً من مهاجمة ناقلات نفط قبالة الحديدة، يؤثر على سلامة الإمدادات، وعلى أسعار النفط والتأمين، وهو ما يدفعه المستهلك في نهاية الأمر، وهو من يعرف ضرر كل دولار إضافي يزيد بسبب القرصنة الإيرانية.
وهنا تأتي أهمية أخرى للمملكة، كدولة رئيسة في موثوقية إمدادات الطاقة، وقد كان ملف الطاقة على طاولة النقاش بين الرئيس بوتين وسمو ولي العهد، ضمن عدة لقاءات ثنائية عقدها الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة العشرين، لتؤكد أهمية المملكة للعالم في عدة ملفات.
وأهمية المملكة يضاف إليها أهمية القائد المختلف الذي كان في القمة يحمل في رصيده إنجازاً كبيراً وإصلاحاً داخلياً خلال السنوات القليلة الماضية، في فترة لا تخلو من التحديات الداخلية، ومنطقة لا تخلو من التحديات الخارجية، وبلغة الواثق والمصمم لرفعة بلده قال الأمير محمد: «نحاول أن نفعل أفضل ما لدينا لبلدنا، السعودية، وهذه رحلة طويلة».
* كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com