كان الثاني من شهر سبتمبر الجاري يوما مفصليا في الحياة السياسية التركية، وفي مسيرة حزب العدالة والتنمية الذي تقلد السلطة منذ 2002 بمجموعة من رفاق الدرب، إذ كان الحزب على موعد مع «تصفير» الأصدقاء، حين أعلنت اللجنة التنفيذية إحالة أحمد داوود أوغلو صاحب نظرية «تصفير المشاكل» مع الجوار إلى مجلس تأديبي توطئة لعزله.
الأسماء الأخرى من الحزب التي أيضا أحيلت إلى التأديب على رغم أهميتها، مثل يهان سيف أوستون وسلجوق أوزداغ وعبدالله باسكي، لم تأخذ حصتها من الزوبعة كما حدث مع أوغلو، ذلك أن مسيرة أوغلو التاريخية اللصيقة بالرئيس طيب أردوغان كانت محل تساؤل، كيف للصديق أن يعاقب صديقه على الانتقاد؟
بدأت رحلة الخلاف منذ مايو 2016، عندما أعلن رئيس الوزراء التركي حينذاك داوود أوغلو نيته الخروج من رئاسة الحكومة لخلافاته مع أردوغان على إدارة الملفات السياسية في المنطقة، فيما كان اعتراض أوغلو على النظام الرئاسي الذي دأب من أجله أردوغان مفترق الطرق بين رفيقي الدرب.
غاب أوغلو عن المشهد وأخذ يظهر في مناسبات ضيقة متفرغا للعمل الأكاديمي في الجامعة، باستثناء ظهوره بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2017 ليثبت لأردوغان أنه ورغم الخلاف مع بقاء هيبة الدولة في ظل العدالة.
في الآونة الأخيرة ارتفعت حدة الانتقاد ضد أردوغان، وتقدم أوغلو وعلي باباجان وعبدالله غول الأصوات التي تهاجم سياسته. لم يحتمل أردوغان هذه الانتقادات في ظل اتهامه بالتفرد بالحكم، وكان بين الفينة والأخرى يرد على انتقادات الرفاق ويدعوهم للظهور والحديث بشكل علني.
في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي، صعّد أوغلو الهجوم على أردوغان وكأنه يخطط لمواجهة من داخل الحزب لإحداث رأي عام مضاد، مهددا بفضح رفيقه السابق، بالقول: «إن الكثير من دفاتر الإرهاب إذا فتحت لن يستطيع أصحابها النظر في وجوه الناس.. إنني أقول لكم الحقيقة». واعتبر في تصريحات هزت الأوساط السياسية أن الفترة من الأول من يونيو حتى الأول من نوفمبر من عام 2015 تعد أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا.
ورأى البعض أن أوغلو كان فعلا يريد فتح الملفات ضد الرفيق الحزبي أمام المحكمة، وهذا ما يفسر تعجيل حزب العدالة بعقد اجتماع لمدة 5 ساعات خرج بقرار التأديب تمهيدا للفصل.
وقد خرج أوغلو (الخوجا)، أي المعلم بالتركية، مع عدد من الشخصيات السياسية البارزة عن حزب الفضيلة الذي كان يتزعمه رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، ووقع مع عدد من الشخصيات عريضة لتأسيس «العدالة والتنمية»، ونجحوا في ذلك، إذ بلغ عدد المنشقين الموقعين على العريضة وقتها 124 عضوا.
ومنذ ذلك الحين؛ ظل الخوجا من بين أبرز مؤسسي الحزب الجديد إلى جانب أردوغان، ورئيس تركيا السابق عبدالله غول، ووزير الاقتصاد والخارجية السابق علي باباجان، ووزير الطاقة السابق حلمي جولار، ونائب رئيس الوزراء المتحدث الرسمي السابق باسم الحكومة بولنت أرينتش.
واليوم ينهي أردوغان خدمات أوغلو لينتهي مشوار رفاق الحزب، لكن ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
كل المؤشرات تقول إن أوغلو ورفاقه المفصولين من الحزب سيتجهون إلى تأسيس حزب جديد قريبا، ويدعمه في ذلك وجود العديد من الشخصيات البارزة في الساحة السياسية بينهم عبدالله غول وعلي باباجان، خصوصا أن حزب العدالة أخذ طابع الترهل وبات محل انتقادات شعبية، وظهر ذلك في اكتساح مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم داوود أوغلو الانتخابات البلدية لمرتين متتاليتين.
تركيا ولادة بالأحزاب والمتغيرات من الداخل، خصوصا أن المرحلة الآن حساسة على المستوى الإقليمي والداخلي.. فهل نشهد حزبا يناطح «العدالة والتنمية»؟
الأسماء الأخرى من الحزب التي أيضا أحيلت إلى التأديب على رغم أهميتها، مثل يهان سيف أوستون وسلجوق أوزداغ وعبدالله باسكي، لم تأخذ حصتها من الزوبعة كما حدث مع أوغلو، ذلك أن مسيرة أوغلو التاريخية اللصيقة بالرئيس طيب أردوغان كانت محل تساؤل، كيف للصديق أن يعاقب صديقه على الانتقاد؟
بدأت رحلة الخلاف منذ مايو 2016، عندما أعلن رئيس الوزراء التركي حينذاك داوود أوغلو نيته الخروج من رئاسة الحكومة لخلافاته مع أردوغان على إدارة الملفات السياسية في المنطقة، فيما كان اعتراض أوغلو على النظام الرئاسي الذي دأب من أجله أردوغان مفترق الطرق بين رفيقي الدرب.
غاب أوغلو عن المشهد وأخذ يظهر في مناسبات ضيقة متفرغا للعمل الأكاديمي في الجامعة، باستثناء ظهوره بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2017 ليثبت لأردوغان أنه ورغم الخلاف مع بقاء هيبة الدولة في ظل العدالة.
في الآونة الأخيرة ارتفعت حدة الانتقاد ضد أردوغان، وتقدم أوغلو وعلي باباجان وعبدالله غول الأصوات التي تهاجم سياسته. لم يحتمل أردوغان هذه الانتقادات في ظل اتهامه بالتفرد بالحكم، وكان بين الفينة والأخرى يرد على انتقادات الرفاق ويدعوهم للظهور والحديث بشكل علني.
في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي، صعّد أوغلو الهجوم على أردوغان وكأنه يخطط لمواجهة من داخل الحزب لإحداث رأي عام مضاد، مهددا بفضح رفيقه السابق، بالقول: «إن الكثير من دفاتر الإرهاب إذا فتحت لن يستطيع أصحابها النظر في وجوه الناس.. إنني أقول لكم الحقيقة». واعتبر في تصريحات هزت الأوساط السياسية أن الفترة من الأول من يونيو حتى الأول من نوفمبر من عام 2015 تعد أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا.
ورأى البعض أن أوغلو كان فعلا يريد فتح الملفات ضد الرفيق الحزبي أمام المحكمة، وهذا ما يفسر تعجيل حزب العدالة بعقد اجتماع لمدة 5 ساعات خرج بقرار التأديب تمهيدا للفصل.
وقد خرج أوغلو (الخوجا)، أي المعلم بالتركية، مع عدد من الشخصيات السياسية البارزة عن حزب الفضيلة الذي كان يتزعمه رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، ووقع مع عدد من الشخصيات عريضة لتأسيس «العدالة والتنمية»، ونجحوا في ذلك، إذ بلغ عدد المنشقين الموقعين على العريضة وقتها 124 عضوا.
ومنذ ذلك الحين؛ ظل الخوجا من بين أبرز مؤسسي الحزب الجديد إلى جانب أردوغان، ورئيس تركيا السابق عبدالله غول، ووزير الاقتصاد والخارجية السابق علي باباجان، ووزير الطاقة السابق حلمي جولار، ونائب رئيس الوزراء المتحدث الرسمي السابق باسم الحكومة بولنت أرينتش.
واليوم ينهي أردوغان خدمات أوغلو لينتهي مشوار رفاق الحزب، لكن ما هي السيناريوهات المتوقعة؟
كل المؤشرات تقول إن أوغلو ورفاقه المفصولين من الحزب سيتجهون إلى تأسيس حزب جديد قريبا، ويدعمه في ذلك وجود العديد من الشخصيات البارزة في الساحة السياسية بينهم عبدالله غول وعلي باباجان، خصوصا أن حزب العدالة أخذ طابع الترهل وبات محل انتقادات شعبية، وظهر ذلك في اكتساح مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم داوود أوغلو الانتخابات البلدية لمرتين متتاليتين.
تركيا ولادة بالأحزاب والمتغيرات من الداخل، خصوصا أن المرحلة الآن حساسة على المستوى الإقليمي والداخلي.. فهل نشهد حزبا يناطح «العدالة والتنمية»؟