يبدو أن مرارة الهزيمة في إسطنبول لم تُطفئ لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جذوة الغضب التي يضمرها تجاه حزب الشعب الجمهوري المعارض، منذ هزيمة مرشح حزب أردوغان «العدالة والتنمية» أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو في الانتخابات لاختيار رئيس بلدية إسطنبول بفارق نحو 14 ألف صوت.
إذ أعلنت مسؤولة في الحزب المعارض أن محكمة تركية أصدرت اليوم (الجمعة) حكما يقضي بسجن جنان قفطانجي أوغلو، مسؤولة حزب الشعب الجمهوري المعارض في منطقة إسطنبول، لنحو 10 سنوات بمزاعم «الدعاية الإرهابية» و«إهانة رئيس الدولة» و«إهانة موظف» و«إهانة الجمهورية التركية» و«الحض على الكراهية» حسب قضاء أردوغان. وكشفت المسؤولة أنه تم الحكم على جنان بالسجن 9 سنوات و8 أشهر.
وكانت جنان التي استقطبت محاكمتها اهتماما كبيرا داخل تركيا وخارجها، تواجه عقوبة السجن حتى 17 عاما.
وذكرت تقارير إخبارية أنه تم توجيه التهم إلى جنان قفطانجي على خلفية نشر تعليقات خاصة بقضية احتجاجات جيزي بارك، التي شهدت موجة من المظاهرات والاضطرابات المدنية في عام 2013، فيما اعتبر رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، التهم الموجهة لها بأنها «تشويه لسمعتها السياسية» و«محاولة لتقييد الحقوق والحريات».
وأوضحت المسؤولة في الحزب المعارض أن قفطانجي أوغلو لن يتم سجنها في انتظار محاكمتها أمام الاستئناف خلال 6 أشهر.
وطوال محاكمتها، نددت قفطانجي أوغلو بـ«محاكمة سياسية» تهدف في رأيها ورأي أنصارها إلى معاقبتها على دورها في فوز مرشح المعارضة في انتخابات بلدية إسطنبول.
وتعتبر قفطانجي أوغلو مهندسة حملة أكرم إمام أوغلو الذي تغلب على مرشح الرئيس رجب طيب إردوغان في اسطنبول في مارس الفائت، ثم في يونيو بعد إلغاء الانتخابات الأولى.
وحضر إمام أوغلو قسما من المحاكمة اليوم.
وتجمع المئات صباح اليوم أمام محكمة إسطنبول تعبيرا عن دعمهم لقفطانجي أوغلو.