لم تقتصر جماليات «موسم الطائف» هذا العام على المصيف وأجوائه العليلة ونسماته الباردة، أو فعاليات «سوق عكاظ» الحدث الأبرز في صيف السعودية فحسب، بل جاءت المفاجأة هذه المرة محمولة على ظهر «جمل»، لتخطف معها «الهجن» مساحة كبيرة من الضوء طوال 45 يوماً، حوّلت سباق الطائف من حدث خافت في عقودٍ مضت إلى لوحة مضيئة وأخّاذة جذبت الصغار قبل الكبار، وسط تنظيم وبيئة عالية الإعداد والتجهيز.
مفاهيم الشباب والأسر التي توافدت على الميدان تغيرت عن مفاهيم قديمة ظلت تسكن أذهانهم، فأدركوا أن الهجن لم تعد فقط تركض فوق الرمال حاملة الماء والكلأ كما كانوا يقرأون ويشاهدون في الأفلام والمسلسلات، بل أصبحت اليوم شريكاً في السياحة والترفيه.
واقتنع الزوار بأن سباقات اليوم أصبحت متطوّرة عن سباقات الأمس، فلم تتعاظم الجوائز فقط، بل تغيرت الهجن وزادت جمالاً، فأصبح الهجانة في الصفوف الأولى، والمشاركون من صفوة الملاك في الخليج.
بوصلات التطوير اتجهت إلى لجان التنظيم والتحكيم، وتعددّت الثقافات والرؤى، وانطلق مهرجان ولي العهد للهجن من المحلية إلى العالمية في خطوات متسارعة خلال عامين، دخل معها موسوعة «غينيس» للأرقام في عامه الأول عن مشاركة 11 ألف مطيّة، وفي عامه الثاني عن أكبر مجسّم هجن.
وسجّلت الفعاليات المصاحبة حدثاً بارزاً وحضوراً لافتاً في قرية «هجن» من الزوار والمصطافين بشكل يومي للمتعة والسمر والتسامر، يتخللها أكثر من 20 فعالية متنوعة، بينها السيرك العالمي، والبيانو، واللعب بالنار، والرؤوس الفارغة.
وحضرت المطاعم العالمية لأول مرّة، وزوايا القهوة والموسيقى الهادئة، كما استُحدث في القرية مسرح باهٍ شهدت جنباته العديد من المسرحيات وحفلات الطرب، وعن يمينه أسواق السدو والسيوف والبنادق، والخوص والهدايا والمنحوتات والتراثيات بأنواعها، يجاورها متحف يُقدِّم تاريخ الهجن بطريقه علمية، وشاشات لعرض «الهولوغرام».
ويشير لـ«عكاظ» عدد من الزوار بينهم سلطان الزهراني، إلى أن مهرجان الهجن اكتسح الأضواء، ولفت بدر الشمري إلى ما وجده من متعة وسمر، وذكر شباب العتيبي أنه أصبح حدثاً عربياً ودولياً، وأكد آخرون أن هذا التنوّع يعكس الفكر الإبداعي في قمرة قيادته.
يُذكر أن 13 قناة فضائية من السعودية ودول خليجية نقلت سباقات الهجن من أرضية ميدان الطائف التاريخي، نظراً لحجم الاهتمام الجماهيري الذي يتابع ويرصد كل أحداث المهرجان وتطوراته بشكل متتابع.