مما يعرف انه في بداية وأثناء الاصدار اليومي لصحيفة الجزيرة كانت مؤسسة «الجزيرة» تواجه أزمة مالية حادة جداً.. لدرجة أنها كانت تعجز عن تسديد مرتبات الموظفين. وعليه كان الشيخ صالح العجروش يقدم من ماله الخاص لمؤسسة الجزيرة للصحافة ما يمكنها من تسديد التزاماتها المالية.. واستمرت وتكررت مثل هذه المواقف كثيراً.. التي دعمت المؤسسة ووفرت لها الاستقرار المالي والاداري.. هذه المواقف كانت محط تقدير واستحسان كل القائمين على مؤسسة الجزيرة الصحفية.. من أعضاء وموظفين.. كلهم شعروا بالفضل الكبير الذي قدمه “أبو خالد” لمؤسستهم. وفي داخل مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر.. حيث مكتب المدير العام الذي يجلس عليه الشيخ صالح العلي العجروش. كان الرجل هو ذاته لم يتغير.. مكتبه كان مشرعا لا يوجد مدير مكتب أو سكرتير يمنع أحدا أو يعطل دخول أحد.. كان يعرف جميع الموظفين وبأسمائهم وكان يحرص على معايدتهم أثناء الاعياد وزيارتهم في مكاتبهم فردا فرداً.. ودون أي استثناء.
كان يسأل عن الموظف الغائب.. ومرات كثيرة قدم مساعدات مادية ومعنوية لعدد من موظفي المؤسسة.
وعن سياسة العجروش الادارية يذكر عنه أنه كان يجمع حنان الأبوة مع رهبة الادارة.. وتنتهي أمامه المشاكل والصعوبات في العمل إلى لا شيء.. كان رجلاً دقيقاً في الحديث ومستمعا جيدا.. ويستطيع انتقاء العبارات مع المداعبة.
من الاعلاميين الملازمين للشيخ صالح العلي العجروش ومن أكثر المقربين اليه الاعلامي المعروف حاسن البنيان.. والذي لازم الثنائي الاعلامي الناجح صالح العجروش وخالد المالك.
وكان شاهد عيان على بداية المرحلة الثانية لتأسيس صحيفة الجزيرة.. وشارك في الاصدار اليومي لها وتحولها من أسبوعية إلى يومية واستمر في العمل بالصحيفة حتى موجة الاستقالات التي شهدتها المؤسسة بعد استقالة المالك الاعلامي اللامع حاسن البنيان يحمل في دواخله الكثير من الاحاديث والأسرار عن حياة الراحل صالح العجروش.. كيف لا؟ وهو من أكثر المزاملين له -يرحمه الله- لذا كان لابد ان نلتقيه لكشف الكثير من الأسرار.
في البداية كان السؤال، كيف كانت علاقته بالشيخ صالح العجروش فأجاب: كان أبو خالد “رحمه الله” من أوائل من عرفت قبل 32 سنة في بدء مشواري الصحفي عندما عملت عام 1972 محرراً قبيل انطلاقة صحيفة الجزيرة في اصدارها اليومي بعد القرار المصيري الذي اتخذه رئيس التحرير خالد المالك بدعم ومساندة قوية من المدير العام الشيخ صالح العجروش.
وعن نجاح الاصدار اليومي يقول البنيان: استطيع ان أؤكد جازماً أنه لولا العلاقة الوثيقة التي ربطت بين الشيخ صالح العلي العجروش كمدير عام للمؤسسة والاستاذ خالد الحمد المالك كرئيس لتحرير الجريدة، في مطلع السبعينات الميلادية من القرن الماضي لما كانت هذه الانطلاقة الكبيرة لجريدة الجزيرة اليومية ولما تحقق النجاح المتصاعد للاندفاعة القوية نحو تحقيق معدلات قياسية في غضون 3-5 سنوات.. بشكل أزعج وأقلق القائمين على الصحف المنافسة الأخرى ولا سيما الرياض باعتبارها المنافسة لها في المنطقة الوسطى.. وهي التي سبقت الجزيرة بسنوات في اصدارها اليومي.
انقاذ «الرياض»
وحول كيفية وطبيعة هذا الانزعاج يقول البنيان: استعملت الاختطاف المتبادل، لعناصر التحرير ورسامي الكاريكاتير وكذلك ظهرت حرب البيانات الصحفية المتبادلة عن حجم التوزيع ومعدلات أرباح الميزانيات السنوية، ولولا تدخل مسؤول كبير في مدينة الرياض لايقافها لما توقفت. وفي رده على ما يعرف بأن الشيخ صالح العجروش.. ساهم في انقاذ الرياض الجريدة من أزمة الورق أوضح البنيان أنه من المفارقات ان الجزيرة الناشئة في سوق الاصدار اليومي آنذاك انقذت جريدة الرياض في أواخر السبعينات الميلادية عند نشوب أزمة ورق الصحف العالمية.. حيث لم يمانع الشيخ صالح العجروش وخالد المالك في امداد صحيفة الرياض بكميات من (رول) ورق الطباعة وهو الخبر الذي وصل لعلم مدير مكتب صحيفة “عكاظ” في الرياض آنذاك الزميل الصحفي عبدالله علي أحمد فنشر خبرا مدويا في الصفحة السابعة بـ “عكاظ” تحت عنوان مثير (صحيفة الجزيرة تصدر صحيفة الرياض) مما أثار حفيظة رئيس تحرير الرياض الاستاذ تركي العبدالله السديري فنشر ردا عنيفا لكنه لم ينف الخبر. وهذا بالتأكيد خدم الانطلاقة الناجحة للجزيرة في عصرها الذهبي بقيادة العجروش والمالك.
وعن العلاقة المميزة جدا بين العجروش والمالك يستطرد البنيان: شكلت هذه العلاقة سابقة في تاريخ المؤسسات الصحفية من حيث التوأمة في الانسجام والتنسيق والتعاون مما قاد “الجزيرة” نحو التفوق والانتشار وبالتالي ارتفاع معدلات التوزيع وحجم الاعلان بين جميع الصحف التي سبقتها بسنوات عديدة في الاصدار اليومي.
الخروج من الباب الآخر
ولو لم يكن الشيخ صالح العلي العجروش -رحمه الله- متحمسا للتعاون مع رئيس التحرير خالد المالك لما تحقق للأخير استقطاب الكفاءات من المحررين والفنيين ولما استطاع زيادة عدد الصفحات واصدار الملاحق ومن ثم تحقيق المشروع الكبير بشراء مطابع “الأوفس” الحديثة وانتهاء مرحلة الطباعة العتيقة عبر أحرف الرصاص.. واصدار أول صحيفة “مسائية” (المسائية) في المملكة والخليج بل ان الشيخ صالح العجروش -رحمه الله- اعطى بمباركة من مجلس الادارة برئاسة الشيخ عبدالله العبدالعزيز السديري لرئيس التحرير للصرف السخي حتى ان المالك منح من العجروش صلاحيات مالية واسعة للتعامل المباشر مع المدير العام وأمين الخزينة في المؤسسة.
وعن أسباب انسحاب العجروش بعد استقالة المالك آنذاك يقول البنيان: عندما خرج المالك من الجزيرة في مطلع الثمانينات الميلادية خرج الشيخ صالح العلي العجروش -رحمه الله- من الباب الآخر لأنه وجد برحيل (توأمه) ان استمراره ليس في صالحه ولا في صالح العمل. وبالفعل تدهورت أوضاع المؤسسة والجريدة من بعد خروج هذا الثنائي الناجح.. حتى عاد أخيرا المالك ولم تسمح الظروف الصحية للعجروش بالعودة مجدداً.
وعن الصحفي العجروش يقول البنيان: خلال عملي في تحرير الجزيرة، اكتشفت وزملائي في الشيخ صالح العجروش -رحمه الله- صحافيا بالفطرة وليس مجرد مسؤول وخبير في الشؤون الادارية والمالية، فلقد كان يسهم ويقدم لنا افكاراً جديرة بمتابعة خبرية أو تناول تحقيق صحافي لشأن اجتماعي أو تربوي أو فكري أو اقتصادي كما عرف -رحمه الله- عبر زاويته اليومية الشهيرة صباح الخير على الصفحة الأخيرة من الجزيرة بنقده بأسلوبه الممتع لأداء أجهزة الخدمات الحكومية من بلديات وطرق ومستشفيات وتعليم وغيرها، وكانت معظم كتاباته تلاقي قبولا وردود افعال ايجابية عند القراء.. وصدى طيبا عند كبار المسؤولين الذين يتجاوبون على الدوام مع انتقاداته وملاحظاته لمعرفتهم الجيدة بوطنية الرجل الصادقة وغيرته على مصالح الوطن والمواطن.
كان يسأل عن الموظف الغائب.. ومرات كثيرة قدم مساعدات مادية ومعنوية لعدد من موظفي المؤسسة.
وعن سياسة العجروش الادارية يذكر عنه أنه كان يجمع حنان الأبوة مع رهبة الادارة.. وتنتهي أمامه المشاكل والصعوبات في العمل إلى لا شيء.. كان رجلاً دقيقاً في الحديث ومستمعا جيدا.. ويستطيع انتقاء العبارات مع المداعبة.
من الاعلاميين الملازمين للشيخ صالح العلي العجروش ومن أكثر المقربين اليه الاعلامي المعروف حاسن البنيان.. والذي لازم الثنائي الاعلامي الناجح صالح العجروش وخالد المالك.
وكان شاهد عيان على بداية المرحلة الثانية لتأسيس صحيفة الجزيرة.. وشارك في الاصدار اليومي لها وتحولها من أسبوعية إلى يومية واستمر في العمل بالصحيفة حتى موجة الاستقالات التي شهدتها المؤسسة بعد استقالة المالك الاعلامي اللامع حاسن البنيان يحمل في دواخله الكثير من الاحاديث والأسرار عن حياة الراحل صالح العجروش.. كيف لا؟ وهو من أكثر المزاملين له -يرحمه الله- لذا كان لابد ان نلتقيه لكشف الكثير من الأسرار.
في البداية كان السؤال، كيف كانت علاقته بالشيخ صالح العجروش فأجاب: كان أبو خالد “رحمه الله” من أوائل من عرفت قبل 32 سنة في بدء مشواري الصحفي عندما عملت عام 1972 محرراً قبيل انطلاقة صحيفة الجزيرة في اصدارها اليومي بعد القرار المصيري الذي اتخذه رئيس التحرير خالد المالك بدعم ومساندة قوية من المدير العام الشيخ صالح العجروش.
وعن نجاح الاصدار اليومي يقول البنيان: استطيع ان أؤكد جازماً أنه لولا العلاقة الوثيقة التي ربطت بين الشيخ صالح العلي العجروش كمدير عام للمؤسسة والاستاذ خالد الحمد المالك كرئيس لتحرير الجريدة، في مطلع السبعينات الميلادية من القرن الماضي لما كانت هذه الانطلاقة الكبيرة لجريدة الجزيرة اليومية ولما تحقق النجاح المتصاعد للاندفاعة القوية نحو تحقيق معدلات قياسية في غضون 3-5 سنوات.. بشكل أزعج وأقلق القائمين على الصحف المنافسة الأخرى ولا سيما الرياض باعتبارها المنافسة لها في المنطقة الوسطى.. وهي التي سبقت الجزيرة بسنوات في اصدارها اليومي.
انقاذ «الرياض»
وحول كيفية وطبيعة هذا الانزعاج يقول البنيان: استعملت الاختطاف المتبادل، لعناصر التحرير ورسامي الكاريكاتير وكذلك ظهرت حرب البيانات الصحفية المتبادلة عن حجم التوزيع ومعدلات أرباح الميزانيات السنوية، ولولا تدخل مسؤول كبير في مدينة الرياض لايقافها لما توقفت. وفي رده على ما يعرف بأن الشيخ صالح العجروش.. ساهم في انقاذ الرياض الجريدة من أزمة الورق أوضح البنيان أنه من المفارقات ان الجزيرة الناشئة في سوق الاصدار اليومي آنذاك انقذت جريدة الرياض في أواخر السبعينات الميلادية عند نشوب أزمة ورق الصحف العالمية.. حيث لم يمانع الشيخ صالح العجروش وخالد المالك في امداد صحيفة الرياض بكميات من (رول) ورق الطباعة وهو الخبر الذي وصل لعلم مدير مكتب صحيفة “عكاظ” في الرياض آنذاك الزميل الصحفي عبدالله علي أحمد فنشر خبرا مدويا في الصفحة السابعة بـ “عكاظ” تحت عنوان مثير (صحيفة الجزيرة تصدر صحيفة الرياض) مما أثار حفيظة رئيس تحرير الرياض الاستاذ تركي العبدالله السديري فنشر ردا عنيفا لكنه لم ينف الخبر. وهذا بالتأكيد خدم الانطلاقة الناجحة للجزيرة في عصرها الذهبي بقيادة العجروش والمالك.
وعن العلاقة المميزة جدا بين العجروش والمالك يستطرد البنيان: شكلت هذه العلاقة سابقة في تاريخ المؤسسات الصحفية من حيث التوأمة في الانسجام والتنسيق والتعاون مما قاد “الجزيرة” نحو التفوق والانتشار وبالتالي ارتفاع معدلات التوزيع وحجم الاعلان بين جميع الصحف التي سبقتها بسنوات عديدة في الاصدار اليومي.
الخروج من الباب الآخر
ولو لم يكن الشيخ صالح العلي العجروش -رحمه الله- متحمسا للتعاون مع رئيس التحرير خالد المالك لما تحقق للأخير استقطاب الكفاءات من المحررين والفنيين ولما استطاع زيادة عدد الصفحات واصدار الملاحق ومن ثم تحقيق المشروع الكبير بشراء مطابع “الأوفس” الحديثة وانتهاء مرحلة الطباعة العتيقة عبر أحرف الرصاص.. واصدار أول صحيفة “مسائية” (المسائية) في المملكة والخليج بل ان الشيخ صالح العجروش -رحمه الله- اعطى بمباركة من مجلس الادارة برئاسة الشيخ عبدالله العبدالعزيز السديري لرئيس التحرير للصرف السخي حتى ان المالك منح من العجروش صلاحيات مالية واسعة للتعامل المباشر مع المدير العام وأمين الخزينة في المؤسسة.
وعن أسباب انسحاب العجروش بعد استقالة المالك آنذاك يقول البنيان: عندما خرج المالك من الجزيرة في مطلع الثمانينات الميلادية خرج الشيخ صالح العلي العجروش -رحمه الله- من الباب الآخر لأنه وجد برحيل (توأمه) ان استمراره ليس في صالحه ولا في صالح العمل. وبالفعل تدهورت أوضاع المؤسسة والجريدة من بعد خروج هذا الثنائي الناجح.. حتى عاد أخيرا المالك ولم تسمح الظروف الصحية للعجروش بالعودة مجدداً.
وعن الصحفي العجروش يقول البنيان: خلال عملي في تحرير الجزيرة، اكتشفت وزملائي في الشيخ صالح العجروش -رحمه الله- صحافيا بالفطرة وليس مجرد مسؤول وخبير في الشؤون الادارية والمالية، فلقد كان يسهم ويقدم لنا افكاراً جديرة بمتابعة خبرية أو تناول تحقيق صحافي لشأن اجتماعي أو تربوي أو فكري أو اقتصادي كما عرف -رحمه الله- عبر زاويته اليومية الشهيرة صباح الخير على الصفحة الأخيرة من الجزيرة بنقده بأسلوبه الممتع لأداء أجهزة الخدمات الحكومية من بلديات وطرق ومستشفيات وتعليم وغيرها، وكانت معظم كتاباته تلاقي قبولا وردود افعال ايجابية عند القراء.. وصدى طيبا عند كبار المسؤولين الذين يتجاوبون على الدوام مع انتقاداته وملاحظاته لمعرفتهم الجيدة بوطنية الرجل الصادقة وغيرته على مصالح الوطن والمواطن.