تركيات يحملن علامات بأرقام مختلفة ترمز إلى قتل النساء خلال احتجاج على العنف ضد المرأة في إسطنبول أمس. (أ ف ب)
تركيات يحملن علامات بأرقام مختلفة ترمز إلى قتل النساء خلال احتجاج على العنف ضد المرأة في إسطنبول أمس. (أ ف ب)
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_policy@
أكد الباحث الأكاديمي والكاتب التركي غوكهان باجيك، أن تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان دخلت تحت الوصاية الروسية منذ أن أسقطت الطائرات التركية طائرة حربية روسية فوق الحدود السورية في عام 2015. ووصف باجيك، وهو خبير في العلاقات الدولية، في مقال نشره موقع «أحوال تركية» أمس (السبت) العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا بـأنها «شراكة غير متكافئة»، محذرا من أن الوصاية الروسية على الحكومة التركية تؤثر حتى على السياسة الداخلية في تركيا.

وفي ما يتعلق بالأبعاد الدولية لوصاية موسكو على أنقرة، لفت الأكاديمي التركي إلى أن الرئيس التركي لا يبدو أنه سيتخلى عن شراء منتجات الدفاع الروسية، على الرغم من الانتقادات المتزايدة من حلفائه الغربيين.


واعتبر أن أردوغان يسعى لاستخدام علاقاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين كورقة ضغط على الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلا أنه رأى: أن ثمة مشكلة كبيرة في علاقاته مع روسيا، إذ تتجاهل موسكو استراتيجية تركيا ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد، إضافة إلى أن روسيا اكتسبت نفوذاً في قضية أكراد سورية.

ونعت الكاتب تحوّل تركيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودخولها في شبكة معقدة من العلاقات تُعد فيها روسيا القوة المهيمنة بـ«المفارقة الكبرى في سياسة أردوغان الخارجية»، موضحا ذلك بأن تحالف أردوغان مع زعيم (بوتين) دمر حلمه الخاص بالإطاحة بحكومة الأسد. وقال إن الطبيعة غير المتكافئة لعلاقات تركيا مع روسيا ملحوظة في مجالات أخرى، مثل نظام التأشيرات والصادرات والواردات بين البلدين، مشدّدا على أن الفصل في كل هذه المجالات لموسكو لا لأنقرة.

وأعرب عن دهشته إزاء سكوت أو تغاضي حكومة إسلامية مع حليفها القومي عن تزايد نفوذ دولة أجنبية في تركيا قائلا: لكن من المدهش أنه على الرغم من موجة القومية في الداخل، فإن أردوغان لا يشعر بالقلق من نفوذ روسيا المتزايد. ومن المثير للاهتمام، أن المشاعر القومية الإسلامية في تركيا إما صامتة بشأن روسيا أو إيجابية. ولا ينتقد أردوغان أو حلفاؤه المتطرفون في حزب الحركة القومية روسيا.

واعتبر باجيك إستراتيجية بوتين تجاه تركيا من أكبر نجاحاته في السياسة الخارجية قائلا: قام بوتين بتوجيه تركيا من حليفة رئيسية للولايات المتحدة إلى جرح نازف داخل حلف الناتو. لكن بالنسبة لبوتين، فإن إبقاء تركيا داخل الناتو قد يكون أفضل من رؤيتها تنسحب بالكامل من التحالف الغربي، ووصف الرئيس الروسي بأنه «ذكي» بما فيه الكفاية ليدرك أن إبقاء تركيا في مأزق بين روسيا والغرب في صالحه.