هل المكان الجميل هو المحفز الوحيد للسائح؟!
السعودية تحتضن عدداً من مواقع التراث العالمي، وتضاريس خلابة وأماكن بكراً من صحراء ممتدة برمال ذهبية قلّ نظيرها إلى سلاسل جبال متنوعة إلى بحار فيروزية. إن الأماكن مهما بلغ سحرها وتأهيلها تظل مجرد نقاط في خط رحلة سياحية مع منظمي رحلات، كما أن الأفلام السياحية التسويقية مهما كانت ذات فكرة جميلة بصور ساحرة التقطتها عين فنان مبدع، إلاّ أنها ذات حصاد موسمي مع صدور التأشيرة السياحية.
مع كل هذا الجمال الساحر للمكان والتراث والصور الفائقة الروعة والتسهيلات هل تستطيع السياحة السعودية بهذه المقومات أن تبلغ أوج ذروتها في 2030 أمام التحديات السياسية والاقتصادية؟
بلا شك القوة الناعمة هي محرض مُلح على السياحة، فهل نمتلك هذه القوة ونحن على أرض الأنبياء والشعراء والعرب الأوائل..؟ بالتأكيد نمتلك كنزاً من القوة الناعمة، ولكنه تحت رمال ذهبية، وفي الذاكرة السعودية.
خلال الأسبوع الماضي شاهدت فيلماً تسويقياً قصيراً أعدته الهيئة العامة للسياحة مكوناً من صور خلابة لأماكن ساحرة أدهشت السعوديين أكثر من غيرهم حيث تساءل البعض: هل نملك كل هذا السحر والجمال حقا؟!. وفي الأسبوع نفسه شاهدت فيلما سينمائياً ساحراً عن الملك فيصل رحمه الله «ولد ملكاً» وعلى الرغم أن أحداث الفيلم صُورت في أماكن متفرقة إلاّ أن تلك التي صورت في السعودية بأجوائها القديمة وبيوتاتها وصحرائها مع الأزياء القديمة واللوحات من العرضة النجدية كانت محفزاً سياحياً غيرعادي لزيارة الصحراء والبيوت الطينية، والعاصمة الرياض من قبل ومن بعد والعيش وسط احتفالات السعودي بفرحه ونصره.
إن الأفلام السينمائية الناجحة تعد تسويقاً غير مباشر طويل الأمد، فهي قوة ناعمة تستلب القلوب، وتثير الدهشة الكامنة حول المكان والإنسان.
مع رؤية 2030 يفترض أن يكون العالم قد كوّن عنا في المملكة العربية السعودية صورة سحرية ومدهشة تشبه الصور في ألف ليلة وليلة.. صوراً غير النفط، وبعض مواقفنا السياسية الحاسمة، كما يفترض أن نحصد ما زرعناه طيلة سنوات من محاولاتنا الدائمة لمبادرات السلام ومحاربة الإرهاب.
بعد عقد من الزمن هل ستكون السعودية وجهة تثير شهية المبدع والفنان والكاتب وبالتالي عامة الناس من جميع أصقاع الأرض؟! هذه الصورة لن تكون بتغريدات أو بثرثرة على منصات التواصل الاجتماعي، أو بمؤتمرات ذات أسلوب مباشر كان ضرر بعضها أكثر من نفعها. هذه الصورة ستتأتى مع نقل حر ومبدع لحياتنا وأسلوبنا في العيش من خلال صناعة الأفلام السينمائية. إننا مؤهلون لنصنع الدهشة بصناعة الأفلام التي توازي حياتنا الاجتماعية، فيها من الحب والنبل والجمال والكرم الذي يقابل الشرور ويحاربها بمعيار إنساني عالمي. لا بمعيار شعبوي استلب حتى ذلك الناقد الذي صار رهين الغوغائيين.
* كاتبة سعودية
abeeralfowzan@hotmail.com
السعودية تحتضن عدداً من مواقع التراث العالمي، وتضاريس خلابة وأماكن بكراً من صحراء ممتدة برمال ذهبية قلّ نظيرها إلى سلاسل جبال متنوعة إلى بحار فيروزية. إن الأماكن مهما بلغ سحرها وتأهيلها تظل مجرد نقاط في خط رحلة سياحية مع منظمي رحلات، كما أن الأفلام السياحية التسويقية مهما كانت ذات فكرة جميلة بصور ساحرة التقطتها عين فنان مبدع، إلاّ أنها ذات حصاد موسمي مع صدور التأشيرة السياحية.
مع كل هذا الجمال الساحر للمكان والتراث والصور الفائقة الروعة والتسهيلات هل تستطيع السياحة السعودية بهذه المقومات أن تبلغ أوج ذروتها في 2030 أمام التحديات السياسية والاقتصادية؟
بلا شك القوة الناعمة هي محرض مُلح على السياحة، فهل نمتلك هذه القوة ونحن على أرض الأنبياء والشعراء والعرب الأوائل..؟ بالتأكيد نمتلك كنزاً من القوة الناعمة، ولكنه تحت رمال ذهبية، وفي الذاكرة السعودية.
خلال الأسبوع الماضي شاهدت فيلماً تسويقياً قصيراً أعدته الهيئة العامة للسياحة مكوناً من صور خلابة لأماكن ساحرة أدهشت السعوديين أكثر من غيرهم حيث تساءل البعض: هل نملك كل هذا السحر والجمال حقا؟!. وفي الأسبوع نفسه شاهدت فيلما سينمائياً ساحراً عن الملك فيصل رحمه الله «ولد ملكاً» وعلى الرغم أن أحداث الفيلم صُورت في أماكن متفرقة إلاّ أن تلك التي صورت في السعودية بأجوائها القديمة وبيوتاتها وصحرائها مع الأزياء القديمة واللوحات من العرضة النجدية كانت محفزاً سياحياً غيرعادي لزيارة الصحراء والبيوت الطينية، والعاصمة الرياض من قبل ومن بعد والعيش وسط احتفالات السعودي بفرحه ونصره.
إن الأفلام السينمائية الناجحة تعد تسويقاً غير مباشر طويل الأمد، فهي قوة ناعمة تستلب القلوب، وتثير الدهشة الكامنة حول المكان والإنسان.
مع رؤية 2030 يفترض أن يكون العالم قد كوّن عنا في المملكة العربية السعودية صورة سحرية ومدهشة تشبه الصور في ألف ليلة وليلة.. صوراً غير النفط، وبعض مواقفنا السياسية الحاسمة، كما يفترض أن نحصد ما زرعناه طيلة سنوات من محاولاتنا الدائمة لمبادرات السلام ومحاربة الإرهاب.
بعد عقد من الزمن هل ستكون السعودية وجهة تثير شهية المبدع والفنان والكاتب وبالتالي عامة الناس من جميع أصقاع الأرض؟! هذه الصورة لن تكون بتغريدات أو بثرثرة على منصات التواصل الاجتماعي، أو بمؤتمرات ذات أسلوب مباشر كان ضرر بعضها أكثر من نفعها. هذه الصورة ستتأتى مع نقل حر ومبدع لحياتنا وأسلوبنا في العيش من خلال صناعة الأفلام السينمائية. إننا مؤهلون لنصنع الدهشة بصناعة الأفلام التي توازي حياتنا الاجتماعية، فيها من الحب والنبل والجمال والكرم الذي يقابل الشرور ويحاربها بمعيار إنساني عالمي. لا بمعيار شعبوي استلب حتى ذلك الناقد الذي صار رهين الغوغائيين.
* كاتبة سعودية
abeeralfowzan@hotmail.com