عراقيون ينقلون متظاهرا أصيب خلال اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب في ميدان التحرير بوسط بغداد، أمس. (أ.ف.ب)
عراقيون ينقلون متظاهرا أصيب خلال اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب في ميدان التحرير بوسط بغداد، أمس. (أ.ف.ب)
-A +A
«عكاظ»،أ.ف.ب (بغداد) okaz_policy@
قتل 19شخصاً على الأقل منذ مساء الثلاثاء خلال أقوى حركة احتجاجية دامية تشهدها العراق منذ سقوط الرئيس السابق صدام حسين وذلك على خلفية تورط الحكومات المتعاقبة في الفساد وزيادة الفقر والبطالة في أوساط الشباب إضافة إلى تدخلات القيادات الإرهابية في طهران.

وتوسعت المظاهرات أمس (الخميس) لتمتد إلى مدن عدة في الجنوب لتشمل 9 محافظات مع العاصمة بغداد التي شهدت انتشار الاحتجاجات إلى 5 أحياء، من بينها حي الزعفرانية جنوب العاصمة، حيث أقدم المتظاهرون على حرق الإطارات والتحرك بمجاميع منظمة في مناطق عدة لمحاولة الوصول إلى ساحة التحرير وسط بغداد، إلا أن القوات الأمنية حاولت منعهم من الوصول بتفريقهم بالقوة المفرطة.


وقال ناشط في الاحتجاجات: «هذه المظاهرات عفوية شبابية غير مدعومة من أحد وليست مسيرة من حزب أو رجل دين. هي تظاهرات وطن وهدفنا إصلاح هذا البلد الذي خربه الفساد وانهكته الطائفية»، مضيفاً:«خططنا أن نذهب إلى ساحة التحرير ونبعث مطالبنا لرئيس الحكومة ونعتصم هناك إلى أن يتم تلبيتها، إلا أننا فوجئنا بالقوة المفرطة والرد العنيف من الحكومة علينا».

وقال رئيس نقابة العمال في العراق صفوان عاصم لـ«العربية.نت»: «الآن ليس وقت الإصلاح بل وقت التغيير الجذري لمنظومة 9 أبريل 2003 الذي جاء بعد سقوط نظام صدام حسين»، مؤكداً أن الجماهير العراقية رفضت هذه الأحزاب السياسية التي تُسير البلد بالمليشيات والأحزاب المرتبطة بإيران وأعلنوها صراحة أنهم يريدون التغيير الجذري لهذه المنظومة تماماً.

وأضاف: «تتهمنا إيران ورجالها في العراق بأننا متظاهرون مسيسون ومدعومون من السفارة الأمريكية، ونحن نقول لهم إن المتظاهرين لا يملكون أجور نقل لحضورهم إلى ساحات المظاهرة في مختلف المدن العراقية بل نحن فقراء لا نملك خبزاً لعائلاتنا وأطفالنا»، مطالباً بحكومة انتقالية واتفاق بين اللجان الشعبية والتنسيق بين المحافظات لإزاحة منظومة 2003 وإجراء تغيير شامل وحذر من العنف المفرط قائلاً:«العنف المفرط سيقابل من قبل الشباب بالإصرار على إدامة المظاهرة السلمية» لافتاً إلى أن المظاهرات هدفها حياة كريمة لأبناء وعوائل القوات الأمنية.

بدوره، أعلن مجلس محافظة بغداد تعطيل العمل أمس في كلّ الدوائر التابعة له بهدف السماح لقوّات الأمن بتعزيز نفسها وتشديد قبضتها في مواجهة المتظاهرين، فيما أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت عن «قلقها البالغ»، داعية السلطات إلى «ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات».