نفس السيناريو يتكرر كل مرة، كلما اشتدت الأزمات والمشاكل الداخلية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعصفت الأزمات بحياة شعبه اليومية واقتصاد بلاده المتهاوي، انبرى لصرف الأنظار وتصدير أزماته إلى الخارج، مرة يتحدث عن القضية الفلسطينية، ومرة عن اللاجئين السوريين، وأخرى عن حقوق الإنسان في مصر وليبيا واليمن والعراق.
لم يعد أردوغان يملك الكثير من الإمكانات التي يخدع بها العالم، كما كان يفعل في السابق، فقد باتت كل أوراقه مكشوفة، الليرة فقدت 300% من قيمتها خلال السنوات الخمس الأخيرة، والاقتصاد يتلقى الصدمة وراء الأخرى، البطالة تتزايد والتضخم يواصل ارتفاعه، ورؤوس أموال المستثمرين من الصين والخليج العربي وبعض الدول الأوروبية تواصل الهروب من بلاده، وأعداد السياح تتراجع، الوضع العام لخصته وكالة بلومبيرغ في جملة واحدة «تركيا تسير حالياً في طريق من المحتمل أن يؤدي إلى الخراب».
يواصل أردوغان تصريحات الاستفزازية، متناسياً الانهيار الكبير الذي يواجه كل القطاعات في بلاده، ارتفاع غير مسبوق لمعدلات الديون بسبب سياساته التعسفية، التي أفقدت مليون مواطن تركي وظائفهم خلال عام واحد فقط، ليرتفع إجمالي العاطلين عن العمل إلى 4 ملايين و730 ألف شخص، والديون الخاصة بالقطاع الخاص إلى 222 مليار دولار، والديون الخارجية إلى 127 مليار دولار.
يعيش الرئيس أردوغان وهم عودة الإمبراطورية العثمانية، ويحلم أن يكون زعيماً للعالم الإسلامي وحامي حمى القدس، وينسى أن يده ملطخة بدماء أهل السنة من الشعب السوري وأكراد العراق والشام، يواصل ملاحقة حزب العمل الكردي ووصف كل من يعارضه في الرأي بأنه «إرهابي»، في حين يحتضن جماعة الإخوان المصنفة على قائمة الإرهاب الدولي، ويجعل بلاده منبراً إعلامياً لنشاطها العالمي.
عبث حقيقي ومحاولة يائسة من رجل يعيش خارج إطار الزمن، يعاني من خسائر متتالية، على المستوى الحِزبي أو على الساحة الداخلية التركية والساحة الدولية، وقمة المفارقات أنه يمارس كل هذه الانتهاكات الصارخة ويواجه معارضيه بهذا الكم من الغل والقمع، ويعتبر نفسه رهينة لحرية زائفة وعدالة مزعومة.
يا لها من مفارقات ساخرة يكشف عنها الرئيس التركي وهو يخرج كل يوم بخطب وتصريحات استفزازية تثير علامات الاستفهام، ينصب نفسه قاضيا ومسؤولاً عن العدالة في منطقة الشرق الأوسط، وهو الذي شن حملة اعتقالات في بلاده، بعد المحاولة الانقلابية المزعومة، شملت نحو 160 ألف شخص، من ضمنهم عسكريون، ومعلمون، وقضاة، وأطباء، وأكاديميون، وموظفون، إضافة إلى صحفيين، ونواب، كما تم إغلاق 2200 مؤسسة تعليمية خاصة، و19 اتحاداً عمالياً، ونحو 150 مؤسسة إعلامية.
فضح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الاستراتيجية القمعية لأردوغان، حين أعلن أن عدد المعتقلين في العام الماضي بلغ 750 ألفا و239 شخصا، بينهم أكثر من 52 ألفا فقط بشبهة الانتماء إلى الداعية فتح الله جولن، أين العدالة التي يتحدث عنها في تركيا، وسجون بلاده تشهد حالات سحل وتعذيب واغتيالات اعترفت بها المنظمات الحقوقية.
عن أي حرية يتحدث أردوغان بعد أن جعل تركيا أكثر دول العالم سجناً للصحفيين والإعلاميين، بعد أن سجن المئات من العاملين في الحقل الإعلامي، وتسبب في فرار عشرات الآلاف بسبب حملات القمع التي يمارسها، وأوجد ما يزيد على 75 ألف معتقل سياسي بين مدني وعسكري، وأنشأ عشرات السجون شهدت وفاة المئات تحت التعذيب أو بسبب المرض نتيجة الأوضاع السيئة، علاوة على فصل 130 ألف موظف حكومي بشكل تعسفي، ومصادرة 3 آلاف جامعة ومدرسة ومؤسسة تعليمية مع فصل آلاف الأكاديميين.
كيف يرتدي أردوغان عباءة الدين، ويعد نفسه المدافع عن الخلافة الإسلامية، وهو الذي حول بلاده لأكبر سوق لتجارة الرقيق والهجرة.
أين حمرة الخجل يا زعيم؟
ahmed.s.g696@gmail.com
لم يعد أردوغان يملك الكثير من الإمكانات التي يخدع بها العالم، كما كان يفعل في السابق، فقد باتت كل أوراقه مكشوفة، الليرة فقدت 300% من قيمتها خلال السنوات الخمس الأخيرة، والاقتصاد يتلقى الصدمة وراء الأخرى، البطالة تتزايد والتضخم يواصل ارتفاعه، ورؤوس أموال المستثمرين من الصين والخليج العربي وبعض الدول الأوروبية تواصل الهروب من بلاده، وأعداد السياح تتراجع، الوضع العام لخصته وكالة بلومبيرغ في جملة واحدة «تركيا تسير حالياً في طريق من المحتمل أن يؤدي إلى الخراب».
يواصل أردوغان تصريحات الاستفزازية، متناسياً الانهيار الكبير الذي يواجه كل القطاعات في بلاده، ارتفاع غير مسبوق لمعدلات الديون بسبب سياساته التعسفية، التي أفقدت مليون مواطن تركي وظائفهم خلال عام واحد فقط، ليرتفع إجمالي العاطلين عن العمل إلى 4 ملايين و730 ألف شخص، والديون الخاصة بالقطاع الخاص إلى 222 مليار دولار، والديون الخارجية إلى 127 مليار دولار.
يعيش الرئيس أردوغان وهم عودة الإمبراطورية العثمانية، ويحلم أن يكون زعيماً للعالم الإسلامي وحامي حمى القدس، وينسى أن يده ملطخة بدماء أهل السنة من الشعب السوري وأكراد العراق والشام، يواصل ملاحقة حزب العمل الكردي ووصف كل من يعارضه في الرأي بأنه «إرهابي»، في حين يحتضن جماعة الإخوان المصنفة على قائمة الإرهاب الدولي، ويجعل بلاده منبراً إعلامياً لنشاطها العالمي.
عبث حقيقي ومحاولة يائسة من رجل يعيش خارج إطار الزمن، يعاني من خسائر متتالية، على المستوى الحِزبي أو على الساحة الداخلية التركية والساحة الدولية، وقمة المفارقات أنه يمارس كل هذه الانتهاكات الصارخة ويواجه معارضيه بهذا الكم من الغل والقمع، ويعتبر نفسه رهينة لحرية زائفة وعدالة مزعومة.
يا لها من مفارقات ساخرة يكشف عنها الرئيس التركي وهو يخرج كل يوم بخطب وتصريحات استفزازية تثير علامات الاستفهام، ينصب نفسه قاضيا ومسؤولاً عن العدالة في منطقة الشرق الأوسط، وهو الذي شن حملة اعتقالات في بلاده، بعد المحاولة الانقلابية المزعومة، شملت نحو 160 ألف شخص، من ضمنهم عسكريون، ومعلمون، وقضاة، وأطباء، وأكاديميون، وموظفون، إضافة إلى صحفيين، ونواب، كما تم إغلاق 2200 مؤسسة تعليمية خاصة، و19 اتحاداً عمالياً، ونحو 150 مؤسسة إعلامية.
فضح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الاستراتيجية القمعية لأردوغان، حين أعلن أن عدد المعتقلين في العام الماضي بلغ 750 ألفا و239 شخصا، بينهم أكثر من 52 ألفا فقط بشبهة الانتماء إلى الداعية فتح الله جولن، أين العدالة التي يتحدث عنها في تركيا، وسجون بلاده تشهد حالات سحل وتعذيب واغتيالات اعترفت بها المنظمات الحقوقية.
عن أي حرية يتحدث أردوغان بعد أن جعل تركيا أكثر دول العالم سجناً للصحفيين والإعلاميين، بعد أن سجن المئات من العاملين في الحقل الإعلامي، وتسبب في فرار عشرات الآلاف بسبب حملات القمع التي يمارسها، وأوجد ما يزيد على 75 ألف معتقل سياسي بين مدني وعسكري، وأنشأ عشرات السجون شهدت وفاة المئات تحت التعذيب أو بسبب المرض نتيجة الأوضاع السيئة، علاوة على فصل 130 ألف موظف حكومي بشكل تعسفي، ومصادرة 3 آلاف جامعة ومدرسة ومؤسسة تعليمية مع فصل آلاف الأكاديميين.
كيف يرتدي أردوغان عباءة الدين، ويعد نفسه المدافع عن الخلافة الإسلامية، وهو الذي حول بلاده لأكبر سوق لتجارة الرقيق والهجرة.
أين حمرة الخجل يا زعيم؟
ahmed.s.g696@gmail.com