-A +A
عادل النجار-جدة
يواصل عباس حداوي مؤسس الرياضة المدرسية ورائد الحركة الكشفية في الحلقة الثانية من تاريخ ذكرياته حديثه عن دور الأمير عبد الله الفيصل في دعم الأندية وتنظيم المسابقات في الوقت التي كانت الرياضة السعودية تعيش بداياتها ..و يتطرق الحداوي لقصة سفره لمصر والانخراط في دورة اليونسكو لوضع الأسس المتينة للرياضة السعودية و قصة تأسيس لعبة السباحة والأسس التي وضعها للأندية كي تستمر بقوة ليومنا هذا....
بعد تبويب الأندية وإقامة المباريات كيف كان مستوى المنافسة؟

كنا نعمل ليلا ونهارا من اجل تفعيل الأنشطة الرياضية على مستوى الأندية ونجحنا في ذلك ولكن الوضع كان محزنا لان كل فريق كان يضم سعوديا وباقي افراده أجانب.
كما نجحنا في تسجيل اندية المنطقة الوسطى واندية المنطقة الشرقية ووضعنا لائحة دوري كرة القدم التي تميزت بنص المادة «لا يسمح لغير السعوديين بالاشتراك في الدوري العام» اتاحت هذه المادة تواجد اللاعب السعودي في ملاعب كرة القدم واصبح يمثل المملكة على المستوى العربي والدولي حتى عم الاحتراف الداخلي وقريبا بعون الله يصبح احتراف اللاعب السعودي على المستوى العربي والدولي متى تمتع بالسلوك الرياضي واللياقي. كما سجلنا اندية الالعاب الجماعية والفردية.
لعبة كرة السلة - الطائرة - تنس الطاولة - العاب القوى وبدأت هذه الاندية تقيم مباريات داخل المملكة وحصلت بعضها على كأس ارامكوا في المنطقة ا لشرقية وقد قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتسجيل الاتحادات الرياضية للالعاب الجماعية والفردية على المستوى العربي والدولي واقامت المنشآت الرياضية للاندية كما تدعم الاندية مادياً وعمت معظم مناطق المملكة .
ومن المواقف الطريفة ان فريقا مصريا طلب منا أقامة مباراة ودية في لعبة كرة القدم وشكلنا فريقا لخوض اللقاء .. فطلبنا من أعضاء الفريق الذي كان معظم لاعبيه أجانب عدا عبد الله كعكي بان يمنحوا الاخير فرصة تسجيل أهداف والبروز في اللقاء كي نشجع الحضور على ممارسة اللعبة وهو ماحصل .وعقب نهاية اللقاء صافح الأمير عبد الله الفيصل الذي كان في مقدمة الحضور الكعكي وهنأه على مستواه وقدم له هدية خاصة عبارة عن سيارة وفي المباراة الثانية التي خاضها الكعكي مع فريقه ظهر بمستوى اقل بعد أن رفض اللاعبون التعاون معه داخل الملعب خشية حصوله على سيارة أخرى .
الاتحاد والاهلي
كيف كان وضع الأندية في ذلك الوقت ؟
كان وضعها سيئا ويمكن تسمى ملاعب والأمير عبد الله الفيصل كان يدعمها بكل ما عنده من مال وأتذكر بعد انتهاء مباراة منتخبنا في كأس الخليج الثانية طلب احد اعضاء نادي الاتحاد ان يلعب مباراة مع فريق اجنبي فوافق الامير على اقامة المباراة وطلب منه العضو الاتحادي ملابس للفريق قبل أن يخوض بعض المباريات فأمر سموه بصرف طقمين واستغربت منه هذا الموقف فقال لي الرياضة بدون تنافس لن تتطور والأهلي يحتاج اللعب أمام الاتحاد ليطور مستواه ويصبح فريقا قويا بحكم أن الاتحاد أول ناد تأسس في ذلك الوقت ويملك مجموعة من اللاعبين الجيدين لكنهم لا يجدون الدعم الكافي .
صناعة الابطال
لماذا اصررت على المشاركة في دورة مركز اليونسكو الدولي بالقاهرة لتنمية المجتمع ؟ ولماذا كان بحثك عن رعاية الشباب من القرية حتى المجلس الاعلى لرعاية الشباب ؟
السبب الوحيد هو أنني شعرت بأهمية الرياضة في مجالات رعاية الشباب وخاصة التربية الكشفية لأن قيادتنا الرشيدة في ذلك الوقت كانت تدعم الأنشطة الرياضية والشباب ومن اجل انجاح المسابقات والبدء في صناعة الأبطال لابد لنا أن نضع الأسس الأولية لنسير عليها .وكانت مدة الدورة ثلاثة أشهر شارك فيها نخبة من ابرز الشخصيات الرياضية العربية المهتمة بتنمية المجتمع التي كان لها دور فعال في دولها جاءت لتقدم أبحاثها لتفيد وتستفيد من هذا التجمع العالمي فالتقيت الدكتور عبد الخالق علام امين عام منظمة رعاية الشباب في مصر وسبق له أن درسني في المعهد العالي للتربية الرياضية وطلبت من سعادته ان تتاح الفرصة لي لزيارة مجالات رعاية الشباب من القرية إلى المجلس الاعلى فوافق على الفور ووكل لي شخصا يرافقني لجميع الاتحادات للاستفادة من التجارب المصرية في هذا المجال وفعلا اكتسبت خبرة ادارية كبيرة ساعدتني بعد ذلك في التعامل مع الأندية وتنظيم البطولات.
وما الذي شد انتباهك في ذلك الوقت؟
الذي شد انتباهي هو المجلس الأعلى لرعاية الشباب حيث أن هذا المجلس مؤلف من العديد من اللجان مهمتها مناقشة الأبحاث الميدانية لأي شخص لديه القدرة على ذلك وتصرف لهم بدل انتقال ومكافأة فورية في حال قبول البحث وهذا زود رعاية الشباب المصرية بالكثير من الأبحاث الميدانية التي استفادت منها الرياضة المصرية في السنوات الأخيرة وأصبحت الأفضل عربيا .
السباحة والقوى
يقال ان لك حكاية مع تأسيس لعبة السباحة في المملكة ..فكيف تم ذلك؟
خلال تواجدي في لجنة التعاقد للمدرسين والموجهين بالقاهرة التقيت بالمدرس والمدرب كمال محروس في السعودية بحكم عملي في المعارف فلم أجد أي وظيفة شاغرة في ذلك الوقت سوى في مدينة (صفوى ) وفي مدرسة ابتدائية وطلبت منه العمل هناك وبعد عام تم نقله إلى الرياض وخلال تواجده أسس لعبة السباحة هناك وفوجئت بعدد السباحين الذين تخرجوا من تحت يده حيث لم يكن هناك مسبح بل كان يدربهم في العيون بحكم أن مدينة (صفوى) غنية بالعيون وبعد نهاية العام الدراسي طلب محروس ان يبقى عام آخر حتى يتمكن من اعداد فريق للسباحة .
وألعاب القوى؟
كنت أحب العاب القوى كثيرا وألعابها الـ28 شيقة ومثيرة للمتابع لذلك كنا نهتم بإقامة بطولات تجميعية وصل المشاركون فيها لـ400 لاعب تكفلنا بمصاريف البطولة كاملة وكانت من انجح البطولات وكانت تقام سنويا في مدينة الرياض ويفتتحها وزير المعارف ويسكن هؤلاء الطلبة في القسم الداخلي لمعهد التربية الرياضية المتوسط .
مشاركات خارجية
هل كانت لكم مشاركات خارجيةفي ذلك الوقت ؟
بكل تأكيد حيث كانت ثاني مشاركة لنا في دورة الألعاب العربية المدرسية في الإسكندرية عام 1975 ميلادي و بالرغم من ضيق الوقت الا اننا استأجرنا مقر مدرسة فيكتوريا في الإسكندرية والتي تعتبر من أفخم مدارس مصر لإقامة المعسكر هناك لمدة شهر استعدادا للبطولة العربية وبفضل الله حققنا نتائج ايجابية رغم قصر فترة الإعداد وحداثة الرياضة في مجتمعنا.
ما هي الفكرة من إقامة بطولات المناطق؟
هذه الفكرة راودتني أثناء مشاركتي في البطولة المدرسية بعدما عانيت الأمرين لأعداد الفرق قبل المشاركة فوجدت ان أفضل طريقة لإعداد الفرق واللاعبين هي اقامة بطولة تحت مسمى منتخبات المناطق تقام على مرحلتين لتسهل علينا اختيار اللاعبين والفرق الجاهزة للمشاركات الخارجية لأنه في زماننا لم تكن المشاركات الخارجية مجدولة بالأسلوب الحديث اللي يوضح مشاركاتك القادمة فكنا ننتظر الدعوات لنشكل فرقنا ونسافر للمشاركة.
بطولة الخليج
وكيف تم تكليفكم لإدارة المنتخب ومهرجان افتتاح بطولة الخليج الثانية؟
في الفترة التي كان يستعد فيها الأمير خالد الفيصل لتولي منصب أمير منطقة عسير حدث فراغ في الرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث كان سموه رئيسا لها فاسندت مهام تنظيم بطولة الخليج لوزارة الشؤون الاجتماعية فطلب مني الوزير عبد الرحمن أبو الخيل وزير الشؤون الاجتماعية آنذاك فتح ملف التنظيم معي للوقوف على آخر المستجدات وإنجاح هذا المحفل واذكر انه قال لي احتاج لمساعدتك فطلبت منه تسليم ملف البطولة للأمير عبد الله الفيصل لأنه أكثر من يفهم في الرياضة وهو مؤسسها الحقيقي .. فطلب مني السفر إلى جدة لأخذ موافقته فقدمت لسموه الاقتراح ووافق بصفته رئيسا للاتحاد في ذلك الوقت والأحق بالإشراف على البطولة وطلبت من سموه تحديد موعد للوزير ليقدم له ملف الاستضافة فرفض وقال أنا من سيذهب إلى الرياض لمقابلة أبا الخيل واستلام الأمور بشكل رسمي وأثناء المقابلة شكر سموه الوزير على الاختيار وقال له: انا موافق بشرط أن يشرف عباس على المنتخب كمدير ومن بعدها انخرطنا في العمل للدورة الخليجية واعداد المنتخب .