إلى حد كبير.. لا يعد تاريخ أرامكو السعودية مجرد تاريخ للزيت، ولكنه أيضا تاريخ للمعرفة. فإلى جانب دوره في إحداث نقلة نوعية في القوى العاملة في الشركة، لعب التدريب أيضا دورا في تحول المملكة وشعبها، حيث كانت برامج التدريب في بداية الشركة بمثابة الحافز لانتشار المدارس في أنحاء المملكة. وبعد نحو 75 عاما لا يزال التزام الشركة بالتعليم والمعرفة يذهب بآثاره لأبعد من حدود الشركة. لكم أن تتخيلوا حال المنطقة الشرقية اليوم دون هذه المدارس المئة وتسع وثلاثين -ابتدائية ومتوسطة وثانوية- التي بنتها ومولتها أرامكو السعودية لتعليم الأولاد والبنات في هذه المنطقة. كما يمكنكم تخيل العائد على الاستثمار من تمويل ما يزيد على 10 آلاف منحة دراسية للشباب والفتيات. ناهيكم عن أثر البرامج التدريبية التي مكنت السعوديين من تشغيل أكبر شركة لتصدير الزيت في العالم.
عندما وصل الجيولوجيون الأوائل للتنقيب عن الزيت في المملكة في 23 سبتمبر 1933، كانت المنطقة خالية من أية صناعة أو مدارس أو طرق. وتطلب إنشاء صناعة الزيت في بلد لم يشهد صناعات من قبل استيراد ليس فقط التكنولوجيا ولكن أيضا لغة هذه التكنولوجيا ممثلة في الإنكليزية، ومعرفة كيفية استخدام تلك التكنولوجيا. وقد تضمنت اتفاقية الامتياز التي تسمح لاستاندرد أويل أوف كاليفورنيا بالتنقيب عن الزيت مادة حول توظيف السعوديين للعمل في الشركة، ونصت في المادة 23 على ما يلي: يتولى الأمريكيون بموجب هذا العقد إدارة الشركة والإشراف عليها، وعليهم توظيف المواطنين السعوديين بقدر ما هو ممكن عمليا، وطالما وجدت الشركة موظفين سعوديين مناسبين لا يجوز لها توظيف رعايا الدول الأخرى. وقد تم رصد هذه المادة بعناية لتكون فاتحة العصر الصناعي لآلاف السعوديين.
وكان كل طاقم من طواقم الحفر والتنقيب الأولى قد اشتق لنفسه لغة خاصة به باستخدام مزيج من الكلمات الإنكليزية والعربية للتواصل بين المهندسين والجيولوجيين الأمريكيين وأطقم الحفر السعودية. ولم يكن اثنان من هذه الطواقم يستخدمان اللغة نفسها. وكان على من يرغب في الانتقال من طاقم إلى آخر تعلم لغة الطاقم الجديد.
معالم التدريب في تاريخ أرامكو
في 1934م سجّلت الشركة أول حالة تدريب فقد كتب الجيولوجي سوك هوفر في مذكراته أنه درب موظفا سعوديا اسمه عبدالعزيز على استخدام البارومتر الجاف، وهو أداة تم استخدامها في رسم خرائط قبة الدمام قبل حفر أول بئر اختبارية. وفي 1935م بدأ تدريب السعوديين على رأس العمل بمنصة حفر البئر الاختبارية الأولى في الشركة، الدمام رقم 1. "التدريب هو مهمتنا الثانية إن لم تكن الأولى" هكذا كتب فلويد أوليقر، المدير المقيم، إلى مقر الشركة في نيويورك في 1936م حيث تم توظيف آلاف من السعوديين الجدد لبرامج الحفر والإنشاء الكبرى. وأطلق اكتشاف الزيت في قبة الدمام في 3 مارس 1938م الشرارة لأول توسعة كبرى في الشركة، حيث تم توظيف مئات العمال السعوديين للمساعدة في بناء ورش جديدة، ومرافق معالجة الزيت، ومباني المكاتب، والمساكن. ونشأت في 1939م أول فصول للتدريب الصناعي للسعوديين ذات مواعيد منتظمة يتم عقدها في معمل تركيز الزيت في الظهران.
أول مدرسة تابعة للشركة
وفي 1941م افتتحت أول مدرسة تابعة للشركة في الظهران أبوابها لتعليم الإنكليزية، لغة صناعة الزيت، والحساب للموظفين السعوديين. وقد تم افتتاح مدرسة "الجبل" في الظهران للسعوديين الواعدين دون سن 18 عاما في 1944م حيث تقاضى الموظفون لأول مرة مرتبا من أجل الذهاب إلى المدرسة. وقد شمل المنهج الموسع تدريس اللغتين العربية والإنكليزية والاختزال والطباعة والعلوم وسلامة مكان العمل. . ويقول أول رئيس سعودي لأرامكو السعودية وزير البترول والثروة المعدنية، علي النعيمي، متذكرا أول يوم له في مدرسة الجبل في 1945م: "رأيت ذاك المعلم بلحيته الكثة الحمراء يشير إلى السبورة، والجميع يصيح this is a fox، فقلت مثلهم، وتلك الطريقة التي بدأ بها الجميع تعليمهم".
وقادت نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945م إلى بدء التوسعة الكبرى الثانية للشركة، والتي كان أبرز معالمها بناء مصفاة جديدة لتكرير الزيت في رأس تنورة. وفي هذه السنة وحدها، وظفت أرامكو 10.683 من العمال الجدد، معظمهم سعوديون.
ابتعاث السعوديين
وفي 1947م تم ابتعاث سبعة سعوديين إلى جامعات في الولايات المتحدة ضمن برنامج الابتعاث الذي تموله أرامكو، وهم طليعة الآلاف من السعوديين الذين حصلوا على درجات جامعية من الولايات المتحدة من خلال برنامج الابتعاث في الشركة. كما تم في نفس العام افتتاح أول مدرسة للتدريب على مهارات «العمل»، مدرسة الحرف العربية، في رأس تنورة.
وصدرت التعليمات في 1949م لجميع دوائر الشركة بتخصيص ساعة واحدة من أصل ثماني ساعات في يوم العمل لتدريب الموظفين السعوديين. وأسهم هذا البرنامج في رفع مستوى المهارات لنحو 12000 موظف سعودي على مدى السنوات الخمس التي أعقبت ذلك. كما تخرج في نفس السنة أول 10 مشرفين سعوديين من برنامج التدريب على الوظائف الإشرافية للسعوديين. ويتذكر النائب التنفيذي الأسبق للرئيس ناصر العجمي بداياته مع الشركة في 1950م قائلا: أخذوني إلى ورشة إعادة بناء المحركات. وهناك رأيت قطعا من معدات قذرة بفعل الطين والزيت. وقالوا لي: هذا هو عملك، أمسك خرطوم البخار هذا وقم بتنظيف هذه المعدات، وتلك كانت البداية.
وتولى لأول مرة في نفس السنة أيضًا طاقم سعودي بالكامل تشغيل معمل فرز الغاز من الزيت رقم 3 قرب بقيق. وفي غضون عام واحد كانت الطواقم السعودية تقوم بتشغيل 3 معامل أخرى في منطقة بقيق. كما تمت ترقية 3 سعوديين إلى وظائف عليا، ما أهلهم للسكن في مساكن الشركة في الظهران.
برنامج المنح الدراسية للسعوديين
في 1951م تم تدشين برنامج المنح الدراسية للسعوديين، وتم منح عشرة موظفين منحا دراسية لمدة خمس سنوات كاملة للحصول على دبلوم المدارس العليا في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم الانتقال للدراسة في إحدى الجامعات المعتمدة في الشرق الأوسط. وفي 1952م تبنت أرامكو نظام "التدريب من أجل الترقي" كأساس لمكافأة الموظفين السعوديين القادرين على النجاح في إتمام مهام محددة قبل الدفع بهم إلى درجات وظيفية أعلى. وفي 1953م أعلن رئيس أرامكو ر. ل. كييس ضرورة تدريب الموظفين السعوديين في جميع المستويات الوظيفية بما في ذلك وظائف الإدارة. وكان من المميز في تاريخ الشركة وتحديدا في 1954م العثور على شدقم رقم 12، وهو أول بئر زيت يتم العثور عليه بأيد سعودية خالصة. وفي نفس هذه السنة شرعت أرامكو في إنشاء مدارس لأبناء الموظفين السعوديين المقيمين في المنطقة الشرقية، ليصل عدد هذه المدارس في النهاية إلى 139 مدرسة ضمن برنامج المدارس الحكومية التي بنتها أرامكو.
وكان إنشاء مبنى جديد للورش في الظهران في 1956م، يضم 162 عاملا، يشكل السعوديون نسبة 70% منهم دلالة على نجاح برنامج التدريب. وبين 1955م و1957م تم إنشاء مراكز جديدة ومتسعة للتدريب الصناعي في الظهران ورأس تنورة وبقيق. وفي 1956م تم إنشاء لجنة تطوير السعوديين لتحديد ووضع أهداف وظيفية للموظفين السعوديين الذين يظهرون إمكانية شغل المناصب التنفيذية في الشركة. وبدأت محطة تليفزيون أرامكو البث في سبتمبر 1957 مكرسة ثلث وقتها للمواضيع التعليمية التي يقدمها مدربون في أرامكو. وفي 1959م أكمل أكثر من 1000 سعودي أساسيات دورة دراسية إشرافية، كشرط أساسي للترقية إلى وظيفة مشرف.
جامعة عالمية على أرض أرامكو
فتحت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أبوابها في 1963م، وكانت تسمى كلية البترول والمعادن، على أرض تبرعت بها أرامكو متاخمة لمقر الشركة في الظهران.
وتم في 1965م تركيب أول جهاز محاكاة للتدريب على أعمال التكرير في مصفاة رأس تنورة مزود بلوحة عرض عرضها ثمانية أقدام مع أضواء ملونة متعددة. وفي 1968م تم دمج أنشطة التدريب في الشركة في مكان واحد هو قسم التدريب الصناعي. وضم القسم حوالى 300 موظف وله صلاحية إجراء أنشطه التدريب في الظهران وبقيق ورأس تنورة. أما في 1970م فقد كان جميع الموظفين تقريبا في الوظائف الإدارية والإشرافية والمهنية، أي حوالى 1400 شخص، يحضرون برنامجا تدريبيا لمدة أسبوع، وهو التدريب الأكثر كثافة في تاريخ الشركة. ويهدف إلى تحسين علاقات العمل، وخاصة بين السعوديين والمغتربين. وما بين 1970م و1980م مرت الشركة بمرحلة توسعة كبرى، ففي غضون 10 سنوات زاد عدد المسجلين في فصول التدريب من حوالى 1000 إلى ما يزيد عن 10 آلاف ولمواجهة النقص الحاد في الفصول الدراسية، اضطرت الإدارة إلى استئجار مرافق تدريب في أماكن بعيدة مثل مصر.
وقد تم في 1972م إنشاء شعبة جديدة للتدريب على رأس العمل لتدريب الحرفيين المهرة. وسرعان ما توسعت لتشمل تدريب واختبار السائقين، وبرنامج قصير الأجل لتدريب المقاولين. وفي 1973م تم إنشاء وحدة لوضع المناهج الدراسية والاختبارات لتوحيد اختبارات التدريب ونتائجها.
وقد حصلت الحكومة السعودية في 1974م على حصة قدرها 60% في أرامكو، مما أدى إلى زيادة سريعة في عدد السعوديين الذين يجري إعدادهم لتولي وظائف الإدارة. وفي غضون ثلاث سنوات ارتفع عدد السعوديين المبتعثين للدراسة الجامعية في الخارج من حوالى 30 إلى 500، مع تسجيل حوالى 600 موظف سعودي في مراكز جديدة للتدريب على الإدارة في الشركة.
تدريب النساء
وفي 1976م فتحت إدارة التدريب مركزًا للتدريب على الأعمال المكتبية الخاصة للنساء، وقد بدأ المركز بعشر متدربات وثلاث معلمات ومشرفة. وفي عام 1982م، انتقل المركز إلى مبنى جديد مكون من طابقين هو المبنى رقم 1450 الذي يضم 24 قاعة دراسية كبيرة يمكنها استيعاب نحو 500 طالبة. أما في 1980م فقد تم إنشاء برنامج تطوير اللغة الإنكليزية للمهنيين لتحسين المهارات اللغوية للخريجين السعوديين من الجامعات المحلية وغيرها من الكليات التي لا تدرس باللغة الإنكليزية. وقد تم إرسال 100 متدرب إلى معاهد لغوية في الولايات المتحدة. ثم تحول إلى برنامج داخلي في 1983م، وأعيدت تسميته ليصبح برنامج اللغة الإنكليزية للمهنيين.
إنشاء دائرة للتدريب
كما تم إنشاء إدارة تطوير الكفاءات الوظيفية للإشراف على تطوير نحو 21.000 من المهنيين السعوديين في الدرجة 11 - 14. وقد تم دمج هذه الإدارة مع إدارة التدريب في 1982م تحت مسمى دائرة التدريب وتطوير الكفاءات الوظيفية.
عندما وصل الجيولوجيون الأوائل للتنقيب عن الزيت في المملكة في 23 سبتمبر 1933، كانت المنطقة خالية من أية صناعة أو مدارس أو طرق. وتطلب إنشاء صناعة الزيت في بلد لم يشهد صناعات من قبل استيراد ليس فقط التكنولوجيا ولكن أيضا لغة هذه التكنولوجيا ممثلة في الإنكليزية، ومعرفة كيفية استخدام تلك التكنولوجيا. وقد تضمنت اتفاقية الامتياز التي تسمح لاستاندرد أويل أوف كاليفورنيا بالتنقيب عن الزيت مادة حول توظيف السعوديين للعمل في الشركة، ونصت في المادة 23 على ما يلي: يتولى الأمريكيون بموجب هذا العقد إدارة الشركة والإشراف عليها، وعليهم توظيف المواطنين السعوديين بقدر ما هو ممكن عمليا، وطالما وجدت الشركة موظفين سعوديين مناسبين لا يجوز لها توظيف رعايا الدول الأخرى. وقد تم رصد هذه المادة بعناية لتكون فاتحة العصر الصناعي لآلاف السعوديين.
وكان كل طاقم من طواقم الحفر والتنقيب الأولى قد اشتق لنفسه لغة خاصة به باستخدام مزيج من الكلمات الإنكليزية والعربية للتواصل بين المهندسين والجيولوجيين الأمريكيين وأطقم الحفر السعودية. ولم يكن اثنان من هذه الطواقم يستخدمان اللغة نفسها. وكان على من يرغب في الانتقال من طاقم إلى آخر تعلم لغة الطاقم الجديد.
معالم التدريب في تاريخ أرامكو
في 1934م سجّلت الشركة أول حالة تدريب فقد كتب الجيولوجي سوك هوفر في مذكراته أنه درب موظفا سعوديا اسمه عبدالعزيز على استخدام البارومتر الجاف، وهو أداة تم استخدامها في رسم خرائط قبة الدمام قبل حفر أول بئر اختبارية. وفي 1935م بدأ تدريب السعوديين على رأس العمل بمنصة حفر البئر الاختبارية الأولى في الشركة، الدمام رقم 1. "التدريب هو مهمتنا الثانية إن لم تكن الأولى" هكذا كتب فلويد أوليقر، المدير المقيم، إلى مقر الشركة في نيويورك في 1936م حيث تم توظيف آلاف من السعوديين الجدد لبرامج الحفر والإنشاء الكبرى. وأطلق اكتشاف الزيت في قبة الدمام في 3 مارس 1938م الشرارة لأول توسعة كبرى في الشركة، حيث تم توظيف مئات العمال السعوديين للمساعدة في بناء ورش جديدة، ومرافق معالجة الزيت، ومباني المكاتب، والمساكن. ونشأت في 1939م أول فصول للتدريب الصناعي للسعوديين ذات مواعيد منتظمة يتم عقدها في معمل تركيز الزيت في الظهران.
أول مدرسة تابعة للشركة
وفي 1941م افتتحت أول مدرسة تابعة للشركة في الظهران أبوابها لتعليم الإنكليزية، لغة صناعة الزيت، والحساب للموظفين السعوديين. وقد تم افتتاح مدرسة "الجبل" في الظهران للسعوديين الواعدين دون سن 18 عاما في 1944م حيث تقاضى الموظفون لأول مرة مرتبا من أجل الذهاب إلى المدرسة. وقد شمل المنهج الموسع تدريس اللغتين العربية والإنكليزية والاختزال والطباعة والعلوم وسلامة مكان العمل. . ويقول أول رئيس سعودي لأرامكو السعودية وزير البترول والثروة المعدنية، علي النعيمي، متذكرا أول يوم له في مدرسة الجبل في 1945م: "رأيت ذاك المعلم بلحيته الكثة الحمراء يشير إلى السبورة، والجميع يصيح this is a fox، فقلت مثلهم، وتلك الطريقة التي بدأ بها الجميع تعليمهم".
وقادت نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945م إلى بدء التوسعة الكبرى الثانية للشركة، والتي كان أبرز معالمها بناء مصفاة جديدة لتكرير الزيت في رأس تنورة. وفي هذه السنة وحدها، وظفت أرامكو 10.683 من العمال الجدد، معظمهم سعوديون.
ابتعاث السعوديين
وفي 1947م تم ابتعاث سبعة سعوديين إلى جامعات في الولايات المتحدة ضمن برنامج الابتعاث الذي تموله أرامكو، وهم طليعة الآلاف من السعوديين الذين حصلوا على درجات جامعية من الولايات المتحدة من خلال برنامج الابتعاث في الشركة. كما تم في نفس العام افتتاح أول مدرسة للتدريب على مهارات «العمل»، مدرسة الحرف العربية، في رأس تنورة.
وصدرت التعليمات في 1949م لجميع دوائر الشركة بتخصيص ساعة واحدة من أصل ثماني ساعات في يوم العمل لتدريب الموظفين السعوديين. وأسهم هذا البرنامج في رفع مستوى المهارات لنحو 12000 موظف سعودي على مدى السنوات الخمس التي أعقبت ذلك. كما تخرج في نفس السنة أول 10 مشرفين سعوديين من برنامج التدريب على الوظائف الإشرافية للسعوديين. ويتذكر النائب التنفيذي الأسبق للرئيس ناصر العجمي بداياته مع الشركة في 1950م قائلا: أخذوني إلى ورشة إعادة بناء المحركات. وهناك رأيت قطعا من معدات قذرة بفعل الطين والزيت. وقالوا لي: هذا هو عملك، أمسك خرطوم البخار هذا وقم بتنظيف هذه المعدات، وتلك كانت البداية.
وتولى لأول مرة في نفس السنة أيضًا طاقم سعودي بالكامل تشغيل معمل فرز الغاز من الزيت رقم 3 قرب بقيق. وفي غضون عام واحد كانت الطواقم السعودية تقوم بتشغيل 3 معامل أخرى في منطقة بقيق. كما تمت ترقية 3 سعوديين إلى وظائف عليا، ما أهلهم للسكن في مساكن الشركة في الظهران.
برنامج المنح الدراسية للسعوديين
في 1951م تم تدشين برنامج المنح الدراسية للسعوديين، وتم منح عشرة موظفين منحا دراسية لمدة خمس سنوات كاملة للحصول على دبلوم المدارس العليا في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم الانتقال للدراسة في إحدى الجامعات المعتمدة في الشرق الأوسط. وفي 1952م تبنت أرامكو نظام "التدريب من أجل الترقي" كأساس لمكافأة الموظفين السعوديين القادرين على النجاح في إتمام مهام محددة قبل الدفع بهم إلى درجات وظيفية أعلى. وفي 1953م أعلن رئيس أرامكو ر. ل. كييس ضرورة تدريب الموظفين السعوديين في جميع المستويات الوظيفية بما في ذلك وظائف الإدارة. وكان من المميز في تاريخ الشركة وتحديدا في 1954م العثور على شدقم رقم 12، وهو أول بئر زيت يتم العثور عليه بأيد سعودية خالصة. وفي نفس هذه السنة شرعت أرامكو في إنشاء مدارس لأبناء الموظفين السعوديين المقيمين في المنطقة الشرقية، ليصل عدد هذه المدارس في النهاية إلى 139 مدرسة ضمن برنامج المدارس الحكومية التي بنتها أرامكو.
وكان إنشاء مبنى جديد للورش في الظهران في 1956م، يضم 162 عاملا، يشكل السعوديون نسبة 70% منهم دلالة على نجاح برنامج التدريب. وبين 1955م و1957م تم إنشاء مراكز جديدة ومتسعة للتدريب الصناعي في الظهران ورأس تنورة وبقيق. وفي 1956م تم إنشاء لجنة تطوير السعوديين لتحديد ووضع أهداف وظيفية للموظفين السعوديين الذين يظهرون إمكانية شغل المناصب التنفيذية في الشركة. وبدأت محطة تليفزيون أرامكو البث في سبتمبر 1957 مكرسة ثلث وقتها للمواضيع التعليمية التي يقدمها مدربون في أرامكو. وفي 1959م أكمل أكثر من 1000 سعودي أساسيات دورة دراسية إشرافية، كشرط أساسي للترقية إلى وظيفة مشرف.
جامعة عالمية على أرض أرامكو
فتحت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أبوابها في 1963م، وكانت تسمى كلية البترول والمعادن، على أرض تبرعت بها أرامكو متاخمة لمقر الشركة في الظهران.
وتم في 1965م تركيب أول جهاز محاكاة للتدريب على أعمال التكرير في مصفاة رأس تنورة مزود بلوحة عرض عرضها ثمانية أقدام مع أضواء ملونة متعددة. وفي 1968م تم دمج أنشطة التدريب في الشركة في مكان واحد هو قسم التدريب الصناعي. وضم القسم حوالى 300 موظف وله صلاحية إجراء أنشطه التدريب في الظهران وبقيق ورأس تنورة. أما في 1970م فقد كان جميع الموظفين تقريبا في الوظائف الإدارية والإشرافية والمهنية، أي حوالى 1400 شخص، يحضرون برنامجا تدريبيا لمدة أسبوع، وهو التدريب الأكثر كثافة في تاريخ الشركة. ويهدف إلى تحسين علاقات العمل، وخاصة بين السعوديين والمغتربين. وما بين 1970م و1980م مرت الشركة بمرحلة توسعة كبرى، ففي غضون 10 سنوات زاد عدد المسجلين في فصول التدريب من حوالى 1000 إلى ما يزيد عن 10 آلاف ولمواجهة النقص الحاد في الفصول الدراسية، اضطرت الإدارة إلى استئجار مرافق تدريب في أماكن بعيدة مثل مصر.
وقد تم في 1972م إنشاء شعبة جديدة للتدريب على رأس العمل لتدريب الحرفيين المهرة. وسرعان ما توسعت لتشمل تدريب واختبار السائقين، وبرنامج قصير الأجل لتدريب المقاولين. وفي 1973م تم إنشاء وحدة لوضع المناهج الدراسية والاختبارات لتوحيد اختبارات التدريب ونتائجها.
وقد حصلت الحكومة السعودية في 1974م على حصة قدرها 60% في أرامكو، مما أدى إلى زيادة سريعة في عدد السعوديين الذين يجري إعدادهم لتولي وظائف الإدارة. وفي غضون ثلاث سنوات ارتفع عدد السعوديين المبتعثين للدراسة الجامعية في الخارج من حوالى 30 إلى 500، مع تسجيل حوالى 600 موظف سعودي في مراكز جديدة للتدريب على الإدارة في الشركة.
تدريب النساء
وفي 1976م فتحت إدارة التدريب مركزًا للتدريب على الأعمال المكتبية الخاصة للنساء، وقد بدأ المركز بعشر متدربات وثلاث معلمات ومشرفة. وفي عام 1982م، انتقل المركز إلى مبنى جديد مكون من طابقين هو المبنى رقم 1450 الذي يضم 24 قاعة دراسية كبيرة يمكنها استيعاب نحو 500 طالبة. أما في 1980م فقد تم إنشاء برنامج تطوير اللغة الإنكليزية للمهنيين لتحسين المهارات اللغوية للخريجين السعوديين من الجامعات المحلية وغيرها من الكليات التي لا تدرس باللغة الإنكليزية. وقد تم إرسال 100 متدرب إلى معاهد لغوية في الولايات المتحدة. ثم تحول إلى برنامج داخلي في 1983م، وأعيدت تسميته ليصبح برنامج اللغة الإنكليزية للمهنيين.
إنشاء دائرة للتدريب
كما تم إنشاء إدارة تطوير الكفاءات الوظيفية للإشراف على تطوير نحو 21.000 من المهنيين السعوديين في الدرجة 11 - 14. وقد تم دمج هذه الإدارة مع إدارة التدريب في 1982م تحت مسمى دائرة التدريب وتطوير الكفاءات الوظيفية.