-A +A
جبير بن محمد بن جبير
اتصلت بي احد قريباتي تريد مني التدخل في موقف حصل لابنها مع عامل جاء إلى دارها لإصلاح "الدش" الذي أوقعته عاصفة ترابية مرت على مدينة الرياض قبل شهر تقريبا. تقول المرأة: استعنا بفني تركيب أطباق التقاط البث التلفزيوني "دش" ولــ"دش" من جنسية ذلك العامل نصيب، احضره ابني ذو الأربعة عشر عاما من بين مئات العمال المنتشرين في المحلات الواقعة بالقرب من طريق التحلية بالرياض، وعندما صعد السطح لمباشرة عمله سأل ابني: بابا فين؟ قال له: أبي مسافر، تبسم العامل وهز رأسه، وحين انتهى من إصلاح العطب.. قال له: أنا فيه رسيفر مرة كويس يجيب......................(كلام ما ينقال).
قلت لقريبتي ماذا بمقدري أن افعل مع هذا العامل؟ لو كان الوحيد ربما كان لي موقف جدي معه، لكن هناك الآلاف من أمثاله غالبيتهم من أبناء جلدته، وكلهم يلعبون نفس الدور القذر الذي قام به ذلك العامل مع ابنك التي جاهدت مع والده في تربيته طيلة أربعة عشر عاما تربية صالحة وعلى مستوى عال من المحافظة حتى جاء ذلك العامل ليهدم كل ما بنيتموه في لحظة واحدة. هذا الموقف أو فلنقل هذه الجريمة الأمنية والأخلاقية والاقتصادية التي قام بها هذه العامل الفاسد والمُفسد في وضح النهار دون مراعاة لقيم المجتمع ولا لقوانين البلاد ولا لدين ندين نحن وإياه به.. ماذا بمقدورنا أن نفعل تجاهه؟ أقولها صريحة لو دخل مثل هذا العامل منزل اكبر مسئول في هذه البلد لقام بنفس المحاولة لاختراق داره وإفساد ذوق أبنائه والتشويش عليهم.. فمن يردعه؟ ومن ماذا يخاف؟ وعلى ماذا يخاف؟

كثير من نوعية ذلك العمال ومن هم على شاكلته لا حاجة لنا به، وإلا هل من المعقول أننا في حاجة إلى بائع مساويك (أعواد أراك) عند أبواب المساجد، لا أظن عاقل سيجيب بنعم.. لكنه الإحسان من أهل الإحسان "مسئولين ومواطنين" لعماله لا تستحق.. وقد حان الحزم معها وكل الإجراءات التي ستتخذها الجهات المختصة سيقف وراءها الجميع.