بداية عزيزي القارئ اسمح لي بأن نتأمل التاريخ قليلاً، ونتأمل أيضاً هذا التسارع في العالم من حولنا، هل يمكنك التنبؤ من هم الذين سيبقون في الذاكرة؟
التاريخ والحاضر يبرهنان لنا أن البقاء للفن والجمال، فكتب الأدب بأصنافها نجدها تتخايل على الأرفف منذ آلاف السنين، واللوحات التشكيلية ما زالت تحرك فينا الشجن وتخلق بداخلنا مائة سؤال، وتلك الأناشيد الناعمة والناعسة تلهم الوجدان.
إنهم أسياد الفكر والفن وعصارة الإبداع البشري هم بلا شك مفخرة للإنسانية، ذلك لأن الفن ببساطة يجعل الأشخاص أكثر هدوءا وتقبلا ومصداقية.
ونعود بسؤال آخر لماذا الطفولة المبكرة والتربية الفنية والجمالية؟
كونها فترة مهمة في إيداع تلك القيم الجمالية، فذاكرة الطفل رغم صغرها إلا أنها عظيمة بخيالها تساهم في بناء ثقافي ومعرفي، تبني شخصية سوية ومتزنة بشكل تلقائي وعذب ومريح للطفل، ولو تحدثنا عن القوالب الجمالية المقدمة للطفل نذكر منها:
القصة، فهي فن من فنون الأدب، لا تختلف عن أدب الكبار إلا أن له معايير تناسب الطفل وتلائم بناءه الفكري والمعرفي واللغوي.
المسرح، أحد روافد الأدب المقدم للطفل منصة مرتفعة ترفع ذائقة الطفل فكراً وأسلوباً، وتخيلاً، وتساعد أيضاً في تهذيب النفس والوجدان، كما أنها تتيح للطفل مواجهة الجمهور بوقت مبكر دون خوف، مع القدرة على ضبط النفس والتدرب على ذلك.
الرسم، يستطيع الطفل بذاكرته وخياله أن يحتفظ بتلك الصور التي يلتقطها من المحيط الخارجي ثم التعبير عنها من خلال الرسم، ويعتبر دمج الطفل بالطبيعة بوقت كافٍ وسيلة محفزة لغزارة من الأفكار والأشكال والألوان.
الشعر، وهو بشكل عام يبعث في النفس سروراً وبهجة، وله وقع خاص على الطفل وهناك أبيات انسيابية بسيطة تلائم ذائقة الطفل ومناسبة لعمره وقدرته على الحفظ، اعرض هنا بعض الأبيات الشعرية للشاعر عبداللطيف محرز، حوار بين طفل وأمه..
يقول الطفل:
أنت أمي علميني ** كيفَ أخطو ساعديني
علميني كيفَ أرقى ** شفقَ الحلمِ الحنونِ
فترد الأم:
أنت يا عيني صغير ** وغداً تغدو كبير
سوفَ ترتاد الفضاء ** تشعل النجمَ ضياء
الفن يجعل من الأماكن خطابا للتنفس، تمضي اللحظات ويمضي عمر الإنسان ولكن المحطات المليئة بالفن لن تمضي، تجد قبضتها محكمة، تدون لتبقى، إنها المفخرة لأي أمة منتجة ومبدعة.
الفن بكل أدواته هو محاولات لخلق مزاج جيد وانعكاس جيد، لذلك الكتابة هبة، الرسم هبة، دقة التصوير هبة، الإنشاد هبة، والشعر هبة، فهل نساعد أطفالنا لامتلاك تلك الهبات أو بعض منها، إنها الزوايا التي تغذي الفكر والوجدان والوطن والتاريخ.
hsmtaaw@gmail.com
التاريخ والحاضر يبرهنان لنا أن البقاء للفن والجمال، فكتب الأدب بأصنافها نجدها تتخايل على الأرفف منذ آلاف السنين، واللوحات التشكيلية ما زالت تحرك فينا الشجن وتخلق بداخلنا مائة سؤال، وتلك الأناشيد الناعمة والناعسة تلهم الوجدان.
إنهم أسياد الفكر والفن وعصارة الإبداع البشري هم بلا شك مفخرة للإنسانية، ذلك لأن الفن ببساطة يجعل الأشخاص أكثر هدوءا وتقبلا ومصداقية.
ونعود بسؤال آخر لماذا الطفولة المبكرة والتربية الفنية والجمالية؟
كونها فترة مهمة في إيداع تلك القيم الجمالية، فذاكرة الطفل رغم صغرها إلا أنها عظيمة بخيالها تساهم في بناء ثقافي ومعرفي، تبني شخصية سوية ومتزنة بشكل تلقائي وعذب ومريح للطفل، ولو تحدثنا عن القوالب الجمالية المقدمة للطفل نذكر منها:
القصة، فهي فن من فنون الأدب، لا تختلف عن أدب الكبار إلا أن له معايير تناسب الطفل وتلائم بناءه الفكري والمعرفي واللغوي.
المسرح، أحد روافد الأدب المقدم للطفل منصة مرتفعة ترفع ذائقة الطفل فكراً وأسلوباً، وتخيلاً، وتساعد أيضاً في تهذيب النفس والوجدان، كما أنها تتيح للطفل مواجهة الجمهور بوقت مبكر دون خوف، مع القدرة على ضبط النفس والتدرب على ذلك.
الرسم، يستطيع الطفل بذاكرته وخياله أن يحتفظ بتلك الصور التي يلتقطها من المحيط الخارجي ثم التعبير عنها من خلال الرسم، ويعتبر دمج الطفل بالطبيعة بوقت كافٍ وسيلة محفزة لغزارة من الأفكار والأشكال والألوان.
الشعر، وهو بشكل عام يبعث في النفس سروراً وبهجة، وله وقع خاص على الطفل وهناك أبيات انسيابية بسيطة تلائم ذائقة الطفل ومناسبة لعمره وقدرته على الحفظ، اعرض هنا بعض الأبيات الشعرية للشاعر عبداللطيف محرز، حوار بين طفل وأمه..
يقول الطفل:
أنت أمي علميني ** كيفَ أخطو ساعديني
علميني كيفَ أرقى ** شفقَ الحلمِ الحنونِ
فترد الأم:
أنت يا عيني صغير ** وغداً تغدو كبير
سوفَ ترتاد الفضاء ** تشعل النجمَ ضياء
الفن يجعل من الأماكن خطابا للتنفس، تمضي اللحظات ويمضي عمر الإنسان ولكن المحطات المليئة بالفن لن تمضي، تجد قبضتها محكمة، تدون لتبقى، إنها المفخرة لأي أمة منتجة ومبدعة.
الفن بكل أدواته هو محاولات لخلق مزاج جيد وانعكاس جيد، لذلك الكتابة هبة، الرسم هبة، دقة التصوير هبة، الإنشاد هبة، والشعر هبة، فهل نساعد أطفالنا لامتلاك تلك الهبات أو بعض منها، إنها الزوايا التي تغذي الفكر والوجدان والوطن والتاريخ.
hsmtaaw@gmail.com