المكان: إحدى الجامعات السعودية.
اليوم الأول
احتفلت الجامعة اليوم بتوقيع عقود التعاون مع 20 عالماً من خارج المملكة من بينهم 10 من الفائزين بجائزة نوبل في الطب والعلوم والاقتصاد، للمساهمة في تدريس برامج الدراسات العليا المدفوعة التي استحدثتها أخيراً، وكذلك لقيادة المجموعات البحثية التي أقرها مجلس الجامعة لتتواءم مع متطلبات خطط التنمية، وستكون هذه العقود لمدة 10 سنوات ليتسنى لهولاء العلماء تأسيس المختبرات البحثية الخاصة بهم واستقطاب باحثين للعمل فيها، وابتعاث مجموعة من المعيدين في تخصصات محددة تتطلبها هذه المعامل. وبهذه الخطوة استطاعت الجامعة حل إشكالية عدم التجانس بين الاهتمامات البحثية لأعضاء هيئة التدريس فيها، وكذلك ترشيد برنامج الابتعاث بشكل أكثر كفاءة.
اليوم الثاني
نجحت الجامعة في إقناع أكبر شركتين في مجال البتروكيميائيات في المملكة لرعاية برنامج بكالوريوس وبرنامج دراسات عليا، وفي ضوء ذلك ستقدم الشركتان منحاً دراسية لـ200 طالب سنوياً للدراسة في هذه البرامج، مع تقديم تدريب صيفي في مرافق الشركة، وفي المقابل تزود الشركتان الجامعة بالمهارات الدراسية المتوقعة لبناء الخطط الدراسية في ضوئها، وكذلك توفير مجموعة من المعامل ذات التقنيات المتقدمة.
اليوم الثالث
على عكس اليومين السابقين، لم يكن اليوم وردياً بالنسبة لإدارة الجامعة، فقد رفض مجلس الأمناء المصادقة على الميزانية السنوية المقترحة للجامعة لوجود ملاحظات على الميزانيات التشغيلية، وكذلك لعدم استطاعة المجالس التنفيذية في الجامعة تحقيق النمو الكافي في الإيرادات الذاتية خلال العام المالي المنصرم، كما أن المجالس الاستشارية لكل من أعضاء هيئة التدريس والطلاب أثارت العديد من النقاط حول تدني مستوى مراكز الخدمات بالجامعة وتقليدية الأنشطة الطلابية وعدم وجود بدائل جيدة، وكذلك انخفاض مستوى الطلبة المستجدين نظراً لتغيير الجامعة بعض معايير القبول دون التنسيق مع الأقسام المعنية، وهو ما أثر على جودة المدخلات لتلك البرامج.
اليوم الرابع
شهدت الجامعة اليوم حراكاً أكاديمياً لافتاً، تمثل في عقد اجتماع للجنة الشؤون التعليمية لمحاولة وضع التصور المبدئي لدمج مجموعة من الأقسام والتخصصات بالجامعة، بما يحقق متطلبات سوق العمل ويقضي على الترهل الأكاديمي الذي شهدته بعض الكليات، وكان من بين المقترحات فكرة إنشاء قسم متخصص في النمذجة الصناعية يضم متخصصين في الهندسة والفيزياء والحاسب والرياضيات، وكذلك إنشاء قسم متخصص في دراسات الأنثروبولوجيا يضم متخصصين في التاريخ والجغرافيا واللغات والتربية.
كما شهد اليوم أيضاً، تنظيم الجامعة أول ورشة عمل على مستوى المملكة، لوضع تصور لمهام مجالس الأمناء بما يتوافق مع رؤية المملكة للعقد القادم، وعلى الرغم من أن مجالس الأمناء كانت خطوة إيجابية لنظام الجامعات الحالي عند تدشينه، إلا أن مهام هذه المجلس، كانت مكبلة بالعديد من القيود البيروقراطية، وتطمح مجالس الأمناء للحصول على صلاحيات أكبر بما يضمن مشاركة أكبر للطلاب وأعضاء هيئة التدريس في صناعة القرار بالجامعات، وكذلك تفعيل مبادئ الحوكمة بشكل أكبر.
اليوم الخامس
اليوم كان موعد اجتماع مجلس الأمناء بالجامعة، وأحد أهم مواضيعه، البحث عن رئيس جديد للجامعة، فعلى الرغم من نجاحات الرئيس الحالي إلا أن مجلس الأمناء رصد العديد من الملاحظات على أداء الجامعات خلال هذه الفترة، مثل: عدم قدرة الجامعة في الوصول إلى النسبة المستهدفة للنمو في الأوقاف الجامعية والتي تقدر بـ 20% سنوياً، وكذلك انخفاض مستوى رضا الطلاب عن الخدمات والبرامج الطلابية، وكذلك عدم قدرة الجامعة على التقدم بشكل كبير في المؤشر الوطني والدولي للبحث العلمي والابتكار. وأقر المجلس تشكيل لجنة متخصصة للبحث ومقابلة المرشحين لعرضها على الاجتماع القادم للمجلس.
إن ما كتب أعلاه قد يكون طموحات بعيون الواقع اليوم، لكني أؤمن بأن ثمة جيلاً واعداً لو قرأه في زمنه سيقول: يا الله... أهذه حقاً كانت أحلامهم في 2019؟
* أستاذ الرياضيات - جامعة الطائف
اليوم الأول
احتفلت الجامعة اليوم بتوقيع عقود التعاون مع 20 عالماً من خارج المملكة من بينهم 10 من الفائزين بجائزة نوبل في الطب والعلوم والاقتصاد، للمساهمة في تدريس برامج الدراسات العليا المدفوعة التي استحدثتها أخيراً، وكذلك لقيادة المجموعات البحثية التي أقرها مجلس الجامعة لتتواءم مع متطلبات خطط التنمية، وستكون هذه العقود لمدة 10 سنوات ليتسنى لهولاء العلماء تأسيس المختبرات البحثية الخاصة بهم واستقطاب باحثين للعمل فيها، وابتعاث مجموعة من المعيدين في تخصصات محددة تتطلبها هذه المعامل. وبهذه الخطوة استطاعت الجامعة حل إشكالية عدم التجانس بين الاهتمامات البحثية لأعضاء هيئة التدريس فيها، وكذلك ترشيد برنامج الابتعاث بشكل أكثر كفاءة.
اليوم الثاني
نجحت الجامعة في إقناع أكبر شركتين في مجال البتروكيميائيات في المملكة لرعاية برنامج بكالوريوس وبرنامج دراسات عليا، وفي ضوء ذلك ستقدم الشركتان منحاً دراسية لـ200 طالب سنوياً للدراسة في هذه البرامج، مع تقديم تدريب صيفي في مرافق الشركة، وفي المقابل تزود الشركتان الجامعة بالمهارات الدراسية المتوقعة لبناء الخطط الدراسية في ضوئها، وكذلك توفير مجموعة من المعامل ذات التقنيات المتقدمة.
اليوم الثالث
على عكس اليومين السابقين، لم يكن اليوم وردياً بالنسبة لإدارة الجامعة، فقد رفض مجلس الأمناء المصادقة على الميزانية السنوية المقترحة للجامعة لوجود ملاحظات على الميزانيات التشغيلية، وكذلك لعدم استطاعة المجالس التنفيذية في الجامعة تحقيق النمو الكافي في الإيرادات الذاتية خلال العام المالي المنصرم، كما أن المجالس الاستشارية لكل من أعضاء هيئة التدريس والطلاب أثارت العديد من النقاط حول تدني مستوى مراكز الخدمات بالجامعة وتقليدية الأنشطة الطلابية وعدم وجود بدائل جيدة، وكذلك انخفاض مستوى الطلبة المستجدين نظراً لتغيير الجامعة بعض معايير القبول دون التنسيق مع الأقسام المعنية، وهو ما أثر على جودة المدخلات لتلك البرامج.
اليوم الرابع
شهدت الجامعة اليوم حراكاً أكاديمياً لافتاً، تمثل في عقد اجتماع للجنة الشؤون التعليمية لمحاولة وضع التصور المبدئي لدمج مجموعة من الأقسام والتخصصات بالجامعة، بما يحقق متطلبات سوق العمل ويقضي على الترهل الأكاديمي الذي شهدته بعض الكليات، وكان من بين المقترحات فكرة إنشاء قسم متخصص في النمذجة الصناعية يضم متخصصين في الهندسة والفيزياء والحاسب والرياضيات، وكذلك إنشاء قسم متخصص في دراسات الأنثروبولوجيا يضم متخصصين في التاريخ والجغرافيا واللغات والتربية.
كما شهد اليوم أيضاً، تنظيم الجامعة أول ورشة عمل على مستوى المملكة، لوضع تصور لمهام مجالس الأمناء بما يتوافق مع رؤية المملكة للعقد القادم، وعلى الرغم من أن مجالس الأمناء كانت خطوة إيجابية لنظام الجامعات الحالي عند تدشينه، إلا أن مهام هذه المجلس، كانت مكبلة بالعديد من القيود البيروقراطية، وتطمح مجالس الأمناء للحصول على صلاحيات أكبر بما يضمن مشاركة أكبر للطلاب وأعضاء هيئة التدريس في صناعة القرار بالجامعات، وكذلك تفعيل مبادئ الحوكمة بشكل أكبر.
اليوم الخامس
اليوم كان موعد اجتماع مجلس الأمناء بالجامعة، وأحد أهم مواضيعه، البحث عن رئيس جديد للجامعة، فعلى الرغم من نجاحات الرئيس الحالي إلا أن مجلس الأمناء رصد العديد من الملاحظات على أداء الجامعات خلال هذه الفترة، مثل: عدم قدرة الجامعة في الوصول إلى النسبة المستهدفة للنمو في الأوقاف الجامعية والتي تقدر بـ 20% سنوياً، وكذلك انخفاض مستوى رضا الطلاب عن الخدمات والبرامج الطلابية، وكذلك عدم قدرة الجامعة على التقدم بشكل كبير في المؤشر الوطني والدولي للبحث العلمي والابتكار. وأقر المجلس تشكيل لجنة متخصصة للبحث ومقابلة المرشحين لعرضها على الاجتماع القادم للمجلس.
إن ما كتب أعلاه قد يكون طموحات بعيون الواقع اليوم، لكني أؤمن بأن ثمة جيلاً واعداً لو قرأه في زمنه سيقول: يا الله... أهذه حقاً كانت أحلامهم في 2019؟
* أستاذ الرياضيات - جامعة الطائف