-A +A
«عكاظ» (بيروت)
أثار صمت السلطة اللبنانية «المطبق» إزاء عمليات الترهيب التي نفذتها مليشيا «حزب الله، وحركة أمل» وعاثت فساداً وتدميراً في محاولة لترهيب الثوار والإيحاء بأن الشارع سيكون في قادم الأيام محفوفاً بالمخاطر العديد من علامات الاستفهام، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها موالو «نصر الله، ونبيه بري» مثل تلك الأفعال التخريبية، فقد أقدموا الشهر الماضي أيضاً على تصرفات مماثلة، إلا أن المحتجين أعادوا لاحقاً نصب الخيام.

صمت السلطة على المشهد المليشياوي جعل أصابع الاتهام تتجه نحوها كونها تلعب الدور نفسه «شيطنة الثورة» في محاولة للقضاء عليها.


لكن ما لا تعلمه السلطة، خصوصا «حزب الله»، أن ما بعد 17 أكتوبر ليس كما قبله، وأنهم أكبر الخاسرين، وأن عودتهم للعب أي دور في المرحلة المرتقبة أصبحت الآن مستحيلة، فإذا كان قبول عودة بعضهم ممكنا في وقت سابق، فإنه الآن صار مستحيلاً، فتحطيم الخيام ومهاجمة المتظاهرين وسبهم على مرأى ومسمع من كل الأطراف عمق الشرخ بين الشعب والحكام.

السلطة الأمنية أيضا كان دورها مستفزاً لجهة وقوفها كجدار فاصل بين الشارعين دون أن تقدم على خطوة واحدة بالرغم من أعمال التخريب والإرهاب التي مورست ضد محتجين سلميين من قبل «بلطجية المليشيات».

ولم يكتف المليشياويون بكيل الشتائم والإهانات للمتظاهرين والمتظاهرات، بل رددوا هتافات داعمة لنصرالله، وبري، وهتافات طائفية أخرى. في المقابل، ردّ المتظاهرون بترديد النشيد الوطني اللبناني والهتاف بـ«ثورة، ثورة» و«ثوار أحرار، منكمل (نتابع) المشوار». واعتبر داني عياش أن هدف الهجوم كان «إخافتنا كأشخاص لمنعنا من المضي قدماً والبقاء في منازلنا». وقال إن ما جرى «يمنحنا جميعاً، على الأقل نحن الموجودين هنا، شعوراً بالتصميم على مواصلة تحركنا».

ودخلت الاحتجاجات غير المسبوقة (الإثنين) يومها الأربعين، فيما تراوح الأزمة السياسية مكانها وسط مخاوف من انهيار اقتصادي ومالي، رغم تحذيرات المجتمع الدولي ودعوته للإسراع بتشكيل حكومة تحظى بالثقة.