اختتم مؤتمر (فكر 17) بعد الاحتفال بانعقاده الأول في المملكة العربية السعودية في الظهران في (مركز إثراء) الدولي الذي يعتبر من أحدث مراكز المؤتمرات العالمية تصميما وتجهيزا وتنظيما مستوحي من التراث بفن معماري حديث بأحدث التقنيات العالمية بإدارة وإشراف الشركة العملاقة (أرامكو).
وكان لي الشرف أن أكون أحد المدعوين من قبل سمو الأمير خالد الفيصل الذي تبنى قيادة طرح المواضيع الفكرية المستقبلية للشعوب والأوطان العربية، والحقيقة من يتابع المواضيع التي طرحت منذ إنشاء مؤسسة الفكر العربي وانعقاد مؤتمرات الفكر العربي يلحظ أن جميع الطروحات تسابق الزمن وترسم الخطط المستقبلية وتستشعر التغيرات المتسارعة في العالم وأثرها على الفكر العربي، ورغم اختلاف وجهات النظر وتنوع الطرح من قبل الحاضرين والمشاركين في الحوار في جلسات المؤتمرات إلا أن مبدأ حرية الطرح والنقاش والحوار وحق الاختلاف البرلماني هو الأساس في الحوار، ومن أهم ما يميز مؤتمرات الفكر العربي تنوع مواضيع المؤتمر ولم تقتصر على موضوع واحد فقط، فما يشغل الفكر العربي مواضيع عديدة منها الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والتعليمي والشبابي وغيرها من مواضيع تهم الأمة العربية.
ورغم أن الأمير خالد الفيصل صاحب المبادرة ورئيس المؤتمر والمؤسسة، مع إصراره على المشاركة الشخصية في كل المؤتمرات، إلا أنه هو الأقل عددا وأكثر فائدة في كلماته ومداخلاته حيث ألقى سموه خلال حفل الافتتاح كلمة هي الأساس قال فيها:
«عَالم ينتفض على الديمقراطية
وعالِم يبحث أنظمة ابتكارية
وفوضى «خنّاقة» عربية
ونظام اقتصادي مادي
ينذر بكارثة عالمية
ونحن العرب.. أمم شتى
تهيم وفي نفسها «شيء من حتى»
لغتها هوية.. وهويتها لغة
ماضيها مجيد
وحاضرها شهيد
ومستقبلها عنيد
إنه المستقبل الرقمي الآلي
كان يومًا خيالي
فأصبح عالميًا تنافسي
نحن العرب.. ولا عجب!
نعم استُعمرنا
نعم ظُلمنا
نعم فرّطنا
ولكنّا لم نستسلم
العقول هنا.. والفرصة هنا
اقدحوا العقل بالفرصة
والحكمة بالحنكة
واطرحوا: فكر إنسان عربي جديد». إنها كلمات مفكر عربي أصيل.
وحيث إنني أهتم بالاقتصاد كثيرا فإن جميع المؤتمرات قد خصصت مواضيع متعلقة بالاقتصاد لأهميته في الفكر العربي، ومن أهم مواضيع مؤتمر (فكر 17) الذي أنهى فعالياته الخميس الماضي كان موضوع القرن الجديد الاقتصاد الرقمي الذي يعتبر من أهم التحولات الاقتصادية في العالم، وهو موضوع يهم الاقتصاد العالمي والعربي والاقتصاد الخليجي بصفة خاصة، وأهم عنصر في نجاح الاقتصاد الرقمي هو البنية التحتية للتحول الإلكتروني، ومن أهم احتياجات البنية التحتية الإنترنت وتطوير سرعته وهذا ما تحقق في المملكة العربية السعودية التي استطاعت خلال السنتين الماضيتين أن تتحول من الترتيب (125) عالميا إلى (25) عالميا وهي قفزة عظيمة وأصبحت المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا في النمو الاقتصادي الرقمي، والمرتبة الثالثة عشرة في حجم الاقتصاد الرقمي، ويعود الفضل لهذا التطور في نمو الاقتصاد الرقمي في المملكة إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الذي أخذ المبادرة بتشكيل اللجنة الوطنية للتحول الرقمي لتضع أهداف وبرامج ومبادرات التحول الرقمي خلال السنتين الماضيتين، واستطاعت هذه اللجنة أن تحقق إنجازات عظيمة.
إن حجم الاقتصاد الرقمي في العالم حوالى 22% من إجمالي الناتج المحلي، تأتي الولايات المتحدة في مقدمة دول العالم في الاقتصاد الرقمي بحوالى 10 تريليونات دولار بحوالى 58% من الناتج المحلي الإجمالي، وتأتي الصين بعدها بحوالى 3 تريليونات دولارثم بقية دول العالم.
ويرى الخبراء في جلسة الاقتصاد الرقمي في مؤتمر (فكر 17) أن 71% من الشباب في عام 2019م يتسوقون عبر شبكة الإنترنت، ورغم هذا التوجه الكبير على المستوى العالمي والمحلي نحو الاقتصاد الرقمي إلا أنه وللأسف لم تستطع جامعاتنا الحكومية والأهلية مجاراة هذا التحول السريع نحو الاقتصاد الرقمي حيث كما أفاد أحد مستشاري شركة (أرامكو) لتحسين الأداء وأحد المشاركين في جلسة الاقتصاد الرقمي أنه لا يوجد في الجامعات السعودية حتى تاريخه تخصصات مستقلة أو كليات متخصصة في مجال التجارة الإلكترونية في الوقت الذي تحولت كليات التجارة والأعمال في العديد من جامعات الولايات المتحدة إلى كليات متخصصة في التجارة الإلكترونية، وفي وجهة نظري أنه ينبغي أن تكون الجامعات بصفة عامة لديها المرونة في إنشاء أو تغيير تخصصات لمواكبة التحولات المتسارعة في العديد من المجالات في العالم.
انتهى مؤتمر (فكر 17) (نحو فكر عربي جديد) وإذا جاز لي أن أضيف للعنوان فإنني أضيف (نحو (بناء) فكر عربي جديد) لأن البناء يعتمد على الأساس، وأساس الفكر يبدأ من (التعليم) أي بناء فكر جديد لطلبة العلم في المدارس والجامعات، وتجربة الصين في التحول من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي وضعت لها خطة (لمدة 50 عاما) بدأت من غرس فكر الرأسمالية في أذهان الطلاب من المدارس الابتدائية إلى الدراسات العليا حتى ظهر جيل جديد لا يعرف شيئا عن الاشتراكية إنما تم بناء فكره منذ الطفولة على الفكر الرأسمالي.
* كاتب اقتصادي سعودي
abdullahdahlan@yahoo.com
وكان لي الشرف أن أكون أحد المدعوين من قبل سمو الأمير خالد الفيصل الذي تبنى قيادة طرح المواضيع الفكرية المستقبلية للشعوب والأوطان العربية، والحقيقة من يتابع المواضيع التي طرحت منذ إنشاء مؤسسة الفكر العربي وانعقاد مؤتمرات الفكر العربي يلحظ أن جميع الطروحات تسابق الزمن وترسم الخطط المستقبلية وتستشعر التغيرات المتسارعة في العالم وأثرها على الفكر العربي، ورغم اختلاف وجهات النظر وتنوع الطرح من قبل الحاضرين والمشاركين في الحوار في جلسات المؤتمرات إلا أن مبدأ حرية الطرح والنقاش والحوار وحق الاختلاف البرلماني هو الأساس في الحوار، ومن أهم ما يميز مؤتمرات الفكر العربي تنوع مواضيع المؤتمر ولم تقتصر على موضوع واحد فقط، فما يشغل الفكر العربي مواضيع عديدة منها الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والتعليمي والشبابي وغيرها من مواضيع تهم الأمة العربية.
ورغم أن الأمير خالد الفيصل صاحب المبادرة ورئيس المؤتمر والمؤسسة، مع إصراره على المشاركة الشخصية في كل المؤتمرات، إلا أنه هو الأقل عددا وأكثر فائدة في كلماته ومداخلاته حيث ألقى سموه خلال حفل الافتتاح كلمة هي الأساس قال فيها:
«عَالم ينتفض على الديمقراطية
وعالِم يبحث أنظمة ابتكارية
وفوضى «خنّاقة» عربية
ونظام اقتصادي مادي
ينذر بكارثة عالمية
ونحن العرب.. أمم شتى
تهيم وفي نفسها «شيء من حتى»
لغتها هوية.. وهويتها لغة
ماضيها مجيد
وحاضرها شهيد
ومستقبلها عنيد
إنه المستقبل الرقمي الآلي
كان يومًا خيالي
فأصبح عالميًا تنافسي
نحن العرب.. ولا عجب!
نعم استُعمرنا
نعم ظُلمنا
نعم فرّطنا
ولكنّا لم نستسلم
العقول هنا.. والفرصة هنا
اقدحوا العقل بالفرصة
والحكمة بالحنكة
واطرحوا: فكر إنسان عربي جديد». إنها كلمات مفكر عربي أصيل.
وحيث إنني أهتم بالاقتصاد كثيرا فإن جميع المؤتمرات قد خصصت مواضيع متعلقة بالاقتصاد لأهميته في الفكر العربي، ومن أهم مواضيع مؤتمر (فكر 17) الذي أنهى فعالياته الخميس الماضي كان موضوع القرن الجديد الاقتصاد الرقمي الذي يعتبر من أهم التحولات الاقتصادية في العالم، وهو موضوع يهم الاقتصاد العالمي والعربي والاقتصاد الخليجي بصفة خاصة، وأهم عنصر في نجاح الاقتصاد الرقمي هو البنية التحتية للتحول الإلكتروني، ومن أهم احتياجات البنية التحتية الإنترنت وتطوير سرعته وهذا ما تحقق في المملكة العربية السعودية التي استطاعت خلال السنتين الماضيتين أن تتحول من الترتيب (125) عالميا إلى (25) عالميا وهي قفزة عظيمة وأصبحت المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا في النمو الاقتصادي الرقمي، والمرتبة الثالثة عشرة في حجم الاقتصاد الرقمي، ويعود الفضل لهذا التطور في نمو الاقتصاد الرقمي في المملكة إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الذي أخذ المبادرة بتشكيل اللجنة الوطنية للتحول الرقمي لتضع أهداف وبرامج ومبادرات التحول الرقمي خلال السنتين الماضيتين، واستطاعت هذه اللجنة أن تحقق إنجازات عظيمة.
إن حجم الاقتصاد الرقمي في العالم حوالى 22% من إجمالي الناتج المحلي، تأتي الولايات المتحدة في مقدمة دول العالم في الاقتصاد الرقمي بحوالى 10 تريليونات دولار بحوالى 58% من الناتج المحلي الإجمالي، وتأتي الصين بعدها بحوالى 3 تريليونات دولارثم بقية دول العالم.
ويرى الخبراء في جلسة الاقتصاد الرقمي في مؤتمر (فكر 17) أن 71% من الشباب في عام 2019م يتسوقون عبر شبكة الإنترنت، ورغم هذا التوجه الكبير على المستوى العالمي والمحلي نحو الاقتصاد الرقمي إلا أنه وللأسف لم تستطع جامعاتنا الحكومية والأهلية مجاراة هذا التحول السريع نحو الاقتصاد الرقمي حيث كما أفاد أحد مستشاري شركة (أرامكو) لتحسين الأداء وأحد المشاركين في جلسة الاقتصاد الرقمي أنه لا يوجد في الجامعات السعودية حتى تاريخه تخصصات مستقلة أو كليات متخصصة في مجال التجارة الإلكترونية في الوقت الذي تحولت كليات التجارة والأعمال في العديد من جامعات الولايات المتحدة إلى كليات متخصصة في التجارة الإلكترونية، وفي وجهة نظري أنه ينبغي أن تكون الجامعات بصفة عامة لديها المرونة في إنشاء أو تغيير تخصصات لمواكبة التحولات المتسارعة في العديد من المجالات في العالم.
انتهى مؤتمر (فكر 17) (نحو فكر عربي جديد) وإذا جاز لي أن أضيف للعنوان فإنني أضيف (نحو (بناء) فكر عربي جديد) لأن البناء يعتمد على الأساس، وأساس الفكر يبدأ من (التعليم) أي بناء فكر جديد لطلبة العلم في المدارس والجامعات، وتجربة الصين في التحول من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي وضعت لها خطة (لمدة 50 عاما) بدأت من غرس فكر الرأسمالية في أذهان الطلاب من المدارس الابتدائية إلى الدراسات العليا حتى ظهر جيل جديد لا يعرف شيئا عن الاشتراكية إنما تم بناء فكره منذ الطفولة على الفكر الرأسمالي.
* كاتب اقتصادي سعودي
abdullahdahlan@yahoo.com