الجماهير الرياضية هي ملح ونكهة كل منافسة رياضية وهي من تعطي للتنافس اثارته ومتعته وتحفز اللاعبين لتقديم أرقى المستويات وتسطير إبداعاتهم على المستطيل الأخضر إلا أن رياضة منطقة عسير عامة وكرة القدم خاصة لاتحظى بذلك الدعم الجماهيري بل على العكس فمدرجات استاد مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية بالمحالة بأبها وملاعب أندية المنطقة تشتكي من جفاء عشاقها ومن صدودهم عنها عبر هذا التقرير المقتضب حاولنا أن نتعرف على الأسباب التي أدت إلى عزوف الجماهير في منطقة عسير عن مساندة فرقها والزحف إلى مدرجات المحالة..ناقشنا ذلك مع العديد من الشخصيات الرياضية في المنطقة وخرجنا بالحصيلة التالية:
ظاهرة محلية
ففي البداية تحدث رئيس نادي أبها سعد حامد الأحمري قائلاً: العزوف الجماهيري عن حضور المباريات في الملاعب ظاهرة محلية على مستوى المملكة وليس على مستوى منطقة عسير فقط ولعل ذلك يعود إلى عدة أسباب من أهمها ومع الأسف الشديد بعض الإعلام المتحيز الذي ساهم بشكل كبير في هجر المتابعين للرياضة لما يطرحه من أفكار مسمومة وهدامة جعلت البعض يهجر الرياضة حتى لا يحرق أعصابه ولا يتعب نفسه بكثرة التفكير فيما يطرحه ذلك الإعلام وهذا الكلام لا ينطبق على كافة الصحف المحلية أو الإعلاميين ولكن على البعض الذي يروج لأفكار وأهداف معروفة كما أن لتدني مستوى التحكيم ومع الأسف دور كبير في ذلك فلم يعد المتابع يرغب في الحضور إلى الملعب حتى لايشاهد فريقه وهو يتعرض للإجحاف وسلب حقوقه وهذان السببان ربما يكونان عاملين في جميع المناطق أما على مستوى منطقة عسير فإن لهبوط مستوى الأندية دور كبير في ابتعاد الجمهور فالمشجع يريد أن يرى فريقه في أحلى وأجمل حلة ومستوى فني ولا يريد أن يشاهده وهو متواضع لايقدم سوى المستويات التي تكدره وتتعبه بالإضافة إلى نضوب المواهب وعدم ظهورها ولعل السبب في ذلك يعود إلى القصور في التعليم الرياضي فالمدارس لم تعد تهتم بالرياضة وإبراز المواهب واكتشافها ومن ثم الزج بها في الأندية كما أن للتعامل غير الرياضي من رجال الأمن مع الجماهير جعلها تهجر الملاعب إضافة إلى أن النقل التلفزيوني للمباريات جعل الجماهير تحبذ مشاهدة المباريات في منازلها فلو حجبت المباريات عن المدن التي تقام فيها لأكتظت الملاعب بالجماهير والأهم من ذلك غياب الحوافز التي تقدم للجماهير وغياب الدعاية والإعلان عن المباريات فمباريات المناطق ودوري الأولى والثانية لاتجد الدعاية الكافية ويقتصر الموضوع على خبر صغير في الصحف وهذا يغيب المنافسات عن الأنظار.
وقال رئيس نادي ضمك المهندس سعيد بن عوير: لعل من أهم الأسباب بعد المدينة الرياضية عن مدينتي أبها وخميس مشيط ووجود القنوات الرياضية الناقلة للمباريات وتضارب المباريات مع مباريات الدوري الممتاز وغياب الوعي الرياضي لدى الجماهير كما أن للدعاية الإعلامية الضعيفة دور في الغياب الظاهر للعيان وطالب ابن عوير بإيجاد حوافز للجماهير تجعلهم حريصين على الحضور للملاعب.
الحواري أكثر شعبية
من جهته قال رئيس نادي جرش عبدالله ناحي :من أهم الأسباب التي جعلت الجماهير في منطقة عسير بعيدة عن الحضور للملاعب ومساندة أنديتها وفرقها بعد أماكن إقامة المباريات عن مناطق التجمع السكاني إضافة إلى ضعف المستوى الفني الذي أحبط الجماهير كما أنه ومع الأسف أن معظم فرق الأندية أصبحت محتكرة من قبل بعض فرق الحواري فالإداري الذي يحضر من الحارة يجلب معه لاعبين معينين من فريق الحواري الذي ينتمي له ويبعد اللاعبين الآخرين وهذا لايروق للجماهير الغيورة التي تريد أن تشاهد فريقها يقدم مستويات جيدة بعيداً عن العنصرية والمحسوبيات.
وبدورة أكد رئيس نادي المصيف أحمد بن سحمان على أن الأسباب التي أدت إلى عزوف جماهير عسير عن الملاعب كثيرة منها أسباب تحكيمية فالمشجع لايريد أن يحضر لمساندة فريقه ويشاهد حقه يهضم بصافرة أو قرار خاطئ كما أن لاختفاء المتعة والإثارة في المنافسات دوراً هاماً في العزوف الجماهيري ناهيك عن أن شعبية فرق الحواري أصبحت أكبر من شعبية الأندية كما أن مواعيد المباريات غير مناسبة فهي تقام عقب صلاة العصر و في أوقات الدوام الرسمي مما يجعل المشجع قليل الرغبة في الذهاب للملاعب عقب عودته من عمله ويفضل الراحة على الفرجة أما مواعيد نهائيات المنطقة فلها الدور الكبير في ذلك فمنافساتها تقام ومع الأسف متزامنة مع الامتحانات الدراسية مما يبعد الجمهور وهو محق فنحن في الأندية نعاني من ابتعاد اللاعبين في تلك الأوقات فكيف لايغيب الجمهور وللإعلام دور في ذلك أيضاً فالتغطية الإعلامية بكل أسف مقتصرة على الدوري الممتاز بشكل كبير يليه دوري الدرجة الأولى ودوري المناطق لايحضى إلا بالقليل والقليل جداً من التغطية الإعلامية وهذا يغيبه عن الأنظار ويجعل المشجع والمحب لا يعلم متى تقام مباريات ناديه.
فيما قال رئيس نادي الشهيد علي المسعودي:إن من أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف الجماهير عن حضور المنافسات في منطقة عسير غياب الدور الإعلامي الذي غيب عن أنظار المشاهدين والمتابعين منافسات المنطقة فأصبح الجمهور غير ملم بمواعيد المباريات والمنافسات بالإضافة إلى أن القنوات الفضائية الناقلة للمنافسات المحلية سرقت الجميع من الحضور للمباريات أيضاً بعد مقرات الأندية عن التجمع السكني قلل من مرتادي الأندية ومن المتابعة الجماهيرية وأهم الأسباب بل أقواها تأثيراً هو ضعف المنافسة وضعف المستوى الفني فالمتابع يبحث عن متعة ورقي في المستوى.
اسطوانة مشروخة
أما أمين عام نادي أبها السابق يحيى ناصر قال :لن آتي بجديد أن تحدثت وشرحت أسباب عزوف الجماهير عن المباريات بمنطقة عسير فهي مشكلة للأسف عانت منها الكرة السعودية في مختلف المنافسات المحلية هذا الموسم وهي مشكلة اعتقد بأنها بدأت في الظهور من الموسمين الماضيين بالتحديد واستفحلت في هذا الموسم حتى شاهدنا المنتخب السعودي يخوض مباريات بنقص حاد في الجماهير لم نتعود عليه سابقا ولكن اختصر واحصر كلامي عن منطقة عسير فأنا لا اتفق مع الأسطوانة المشروخة التي تقول بأن موقع استاد مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية بالمحالة بعيد عن مدينتي أبها والخميس فأنا أرى بأن موقعه استراتيجي ومتوسط بين المدينتين والآن أصبح موقعا بين تلاقي المدينتين حيث امتدت له يد العمران والأحياء الجديدة وأصبح قريبا من عدد من المصالح الحكومية والتجارية ولكن قد يكون للتشبع دوره حيث تغيرت الأنظار لدى المشجع الرياضي حيث تحول اهتماماته من المحلية إلى العالمية بفضل الانفتاح الذي نعيشه حاليا فهناك متابعين كثر للدوريات العالمية فلو قدر لأحدنا أن زار إحدى المدارس الابتدائية أو المتوسطة لشاهد أمرا عجيبا هو ارتداء أغلب الطلاب لملابس وشعارات الأندية العالمية الأسبانية والإنكليزية والإيطالية حتى أن أي طالب صغير يعرف تشكيلة أي فريق عالمي بسهولة فلم يصبح المشجع الرياضي ينتظر مباراة واحدة في الأسبوع تقام في مدينته كما كان سابقا فطوال الأسبوع يشاهد المباريات العالمية والمحلية تنقل له بسهولة أينما كان ويشاهد التحليلات وكواليس المباريات أفضل من حضوره حتى للملعب ولكن أمام هذه المشكلة يجب أن تدرس هذه الظاهرة عن طريق مراكز بحوث علمية تساهم فيها الجامعات والجهات المختصة لضرورة إعادة الجماهير الهاربة من المباريات سواء في عسير أو المناطق الأخرى لأنها ملح المباريات فلن يرتقي مستوى اللاعبين والحكام والفرق إلا بحضور الجماهير فإذا كانت هناك مباريات تقام بدون جمهور فهي عقاب للاعبين والفريقين مهما كان مستواها فمن الحلول لا بد من دراسة الظاهرة وتضافر الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية للعمل لإعادة الجماهير فهناك مثلا ما يقابل الجماهير من إشكالات أمنية مثل كثرة التفتيش الأمني على جماهير تحضر لتشاهد مباراة في كرة القدم وكذلك بعد المواقف كما في ملعب المحالة وغيره من الملاعب وقلة المواصلات التي تذهب للملعب فلو تم التنسيق مع إحدى شركات النقل لتأمين عدد من الحافلات تمر على ملعب المباراة وبأسعار عادية في طريق سيرها من مدينتي أبها والخميس خصوصا وأن هناك طريقا يربط بين المدينتين من وراء المعلب خلاف طريق الملك فهد الرئيسي ويوضع الملعب نقطة تمركز قبل المباراة وبعدها تصله الحافلات من المدينتين وكذلك توفير بعض الخدمات داخل الملعب مثل خدمة البوفيهات الغائبة وكذلك إصلاح الساعة التي لها سنتان ولا تعمل سوى التوقيت فيجب استبدالها بساعة إلكترونية حديثة حيث أظن أنها الوحيدة التي لا تزال في ملاعبنا فساعة المحالة لها أكثر من عشرين سنة ولا تقدم أي معلومة جيدة للجماهير وكذلك الاهتمام بإدارة الملعب لجلب الجماهير مثل الإعلانات والصوتيات التي يجب أن تعمل بصورة جيدة كما أن تطور الأندية خصوصا أبها وضمك يتمثل في الإعلان عن المباريات والاهتمام بروابط المشجعين حتى تستقطب اعدادا كبيرة من الجماهير.
تدوير النهائيات
وأشار عضو مجلس إدارة نادي النخيل حسن الصيعري إلى أن مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمنطقة عسير يتحمل مانسبته 90 ـ 95 % من الغياب الجماهيري في عسير نظراً للجدولة غير الجيدة للدوري في عسير إضافة إلى عدم تدوير النهائيات بين الأندية فأرى أنه من الجيد أن تقام النهائيات في ضيافة الأندية بالتداول ولا تقتصر على إقامتها على استاد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالمحالة كما أنه ومع الأسف الشديد هنالك دور كبير للقصور الإعلامي فالإعلام غائب عن دوري المنطقة بالإضافة إلى القصور في الدعاية والإعلان عن المباريات والمنافسات وأكد الصيعري على أن الجمهور يتحمل الجزء الأكبر من الغياب ولذلك أسبابه فلعل ضعف المنافسة دور هام في ذلك فالمتابع يريد أن يستمتع بمنافسة قوية وهذا الأمر غير متوفر في منافسات دوري عسير كما أن الناس انشغلوا بأمور الحياة والارتباطات الاجتماعية التي تشكل عبئا كبيرا على أبناء منطقة عسير.
من جهته قال المشرف العام على كرة القدم بنادي الشهيد:الأسباب التي أدت لغياب الجمهور في عسير كثيرة ولعل من أهمها عدم اهتمام الأندية بروابط المشجعين وعدم تطويرها كذلك افتقار ملاعب الأندية لوسائل الراحة من مدرجات وغيرها من الوسائل التي تساعد على الحضور وعدم وجود وسائل الجذب للجمهور كالحوافز والوسائل الترفيهية إضافة إلى الجدولة غير الجيدة للمباريات فغالبية المباريات تقام في أيام العمل الرسمية والأندية بعيدة عن بعضها البعض والمسافة لا تساعد الجمهور على اللحاق بفرقها كما أن لعدم الاهتمام الإعلامي بدوري عسير دور كبير في ذلك.
قوة المنافسة
وكان للمسؤول عن أنشطة الرياضة في منطقة عسير رأيه في هذا الموضوع فتحدث مساعد مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعسير الأستاذ إدريس المالكي فقال :العزوف الجماهيري عن حضور المباريات والمنافسات ليس مقتصراً على منطقة عسير بل هذه المشكلة عامة على مستوى المملكة وقد يكون للتشبع الكروي لدى الجماهير دور هام للغاية في عدم حضور الجماهير للمباريات بالإضافة إلى أن الجمهور يبحث عن التنافس القوي والمستوى الجيد المرتبط بالنتائج الجيدة وربما أن المنافسة في عسير لاترقى إلى الطموح وحول من يتهم مكتب رعاية الشباب بأن يتحمل المسؤولية الأولى وقال المالكي نحن في المكتب قبل انطلاق الدوري نجتمع مع مسؤولي الأندية وبرغبتهم نقيم مباريات الدوري على ملاعب الأندية وهم من يحددون مواعيد المباريات والنهائيات تقام على الاستاد الرياضي وفي مدة وجيزة ونهاية الأسبوع أما من جهة المقولة التي تقول أن لبعد المدينة الرياضية عن التجمع السكني دور في غياب الجماهير فهذه مقولة قديمة واسطوانة مشروخة فالمحالة في وسط المدينة حالياً وقريبة للغاية من التجمع السكني ومسافة الـ10 دقائق إلى 15 دقيقة ليست بتلك المسافة الكبيرة ولكن هذه مجرد أعذار.
ظاهرة محلية
ففي البداية تحدث رئيس نادي أبها سعد حامد الأحمري قائلاً: العزوف الجماهيري عن حضور المباريات في الملاعب ظاهرة محلية على مستوى المملكة وليس على مستوى منطقة عسير فقط ولعل ذلك يعود إلى عدة أسباب من أهمها ومع الأسف الشديد بعض الإعلام المتحيز الذي ساهم بشكل كبير في هجر المتابعين للرياضة لما يطرحه من أفكار مسمومة وهدامة جعلت البعض يهجر الرياضة حتى لا يحرق أعصابه ولا يتعب نفسه بكثرة التفكير فيما يطرحه ذلك الإعلام وهذا الكلام لا ينطبق على كافة الصحف المحلية أو الإعلاميين ولكن على البعض الذي يروج لأفكار وأهداف معروفة كما أن لتدني مستوى التحكيم ومع الأسف دور كبير في ذلك فلم يعد المتابع يرغب في الحضور إلى الملعب حتى لايشاهد فريقه وهو يتعرض للإجحاف وسلب حقوقه وهذان السببان ربما يكونان عاملين في جميع المناطق أما على مستوى منطقة عسير فإن لهبوط مستوى الأندية دور كبير في ابتعاد الجمهور فالمشجع يريد أن يرى فريقه في أحلى وأجمل حلة ومستوى فني ولا يريد أن يشاهده وهو متواضع لايقدم سوى المستويات التي تكدره وتتعبه بالإضافة إلى نضوب المواهب وعدم ظهورها ولعل السبب في ذلك يعود إلى القصور في التعليم الرياضي فالمدارس لم تعد تهتم بالرياضة وإبراز المواهب واكتشافها ومن ثم الزج بها في الأندية كما أن للتعامل غير الرياضي من رجال الأمن مع الجماهير جعلها تهجر الملاعب إضافة إلى أن النقل التلفزيوني للمباريات جعل الجماهير تحبذ مشاهدة المباريات في منازلها فلو حجبت المباريات عن المدن التي تقام فيها لأكتظت الملاعب بالجماهير والأهم من ذلك غياب الحوافز التي تقدم للجماهير وغياب الدعاية والإعلان عن المباريات فمباريات المناطق ودوري الأولى والثانية لاتجد الدعاية الكافية ويقتصر الموضوع على خبر صغير في الصحف وهذا يغيب المنافسات عن الأنظار.
وقال رئيس نادي ضمك المهندس سعيد بن عوير: لعل من أهم الأسباب بعد المدينة الرياضية عن مدينتي أبها وخميس مشيط ووجود القنوات الرياضية الناقلة للمباريات وتضارب المباريات مع مباريات الدوري الممتاز وغياب الوعي الرياضي لدى الجماهير كما أن للدعاية الإعلامية الضعيفة دور في الغياب الظاهر للعيان وطالب ابن عوير بإيجاد حوافز للجماهير تجعلهم حريصين على الحضور للملاعب.
الحواري أكثر شعبية
من جهته قال رئيس نادي جرش عبدالله ناحي :من أهم الأسباب التي جعلت الجماهير في منطقة عسير بعيدة عن الحضور للملاعب ومساندة أنديتها وفرقها بعد أماكن إقامة المباريات عن مناطق التجمع السكاني إضافة إلى ضعف المستوى الفني الذي أحبط الجماهير كما أنه ومع الأسف أن معظم فرق الأندية أصبحت محتكرة من قبل بعض فرق الحواري فالإداري الذي يحضر من الحارة يجلب معه لاعبين معينين من فريق الحواري الذي ينتمي له ويبعد اللاعبين الآخرين وهذا لايروق للجماهير الغيورة التي تريد أن تشاهد فريقها يقدم مستويات جيدة بعيداً عن العنصرية والمحسوبيات.
وبدورة أكد رئيس نادي المصيف أحمد بن سحمان على أن الأسباب التي أدت إلى عزوف جماهير عسير عن الملاعب كثيرة منها أسباب تحكيمية فالمشجع لايريد أن يحضر لمساندة فريقه ويشاهد حقه يهضم بصافرة أو قرار خاطئ كما أن لاختفاء المتعة والإثارة في المنافسات دوراً هاماً في العزوف الجماهيري ناهيك عن أن شعبية فرق الحواري أصبحت أكبر من شعبية الأندية كما أن مواعيد المباريات غير مناسبة فهي تقام عقب صلاة العصر و في أوقات الدوام الرسمي مما يجعل المشجع قليل الرغبة في الذهاب للملاعب عقب عودته من عمله ويفضل الراحة على الفرجة أما مواعيد نهائيات المنطقة فلها الدور الكبير في ذلك فمنافساتها تقام ومع الأسف متزامنة مع الامتحانات الدراسية مما يبعد الجمهور وهو محق فنحن في الأندية نعاني من ابتعاد اللاعبين في تلك الأوقات فكيف لايغيب الجمهور وللإعلام دور في ذلك أيضاً فالتغطية الإعلامية بكل أسف مقتصرة على الدوري الممتاز بشكل كبير يليه دوري الدرجة الأولى ودوري المناطق لايحضى إلا بالقليل والقليل جداً من التغطية الإعلامية وهذا يغيبه عن الأنظار ويجعل المشجع والمحب لا يعلم متى تقام مباريات ناديه.
فيما قال رئيس نادي الشهيد علي المسعودي:إن من أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف الجماهير عن حضور المنافسات في منطقة عسير غياب الدور الإعلامي الذي غيب عن أنظار المشاهدين والمتابعين منافسات المنطقة فأصبح الجمهور غير ملم بمواعيد المباريات والمنافسات بالإضافة إلى أن القنوات الفضائية الناقلة للمنافسات المحلية سرقت الجميع من الحضور للمباريات أيضاً بعد مقرات الأندية عن التجمع السكني قلل من مرتادي الأندية ومن المتابعة الجماهيرية وأهم الأسباب بل أقواها تأثيراً هو ضعف المنافسة وضعف المستوى الفني فالمتابع يبحث عن متعة ورقي في المستوى.
اسطوانة مشروخة
أما أمين عام نادي أبها السابق يحيى ناصر قال :لن آتي بجديد أن تحدثت وشرحت أسباب عزوف الجماهير عن المباريات بمنطقة عسير فهي مشكلة للأسف عانت منها الكرة السعودية في مختلف المنافسات المحلية هذا الموسم وهي مشكلة اعتقد بأنها بدأت في الظهور من الموسمين الماضيين بالتحديد واستفحلت في هذا الموسم حتى شاهدنا المنتخب السعودي يخوض مباريات بنقص حاد في الجماهير لم نتعود عليه سابقا ولكن اختصر واحصر كلامي عن منطقة عسير فأنا لا اتفق مع الأسطوانة المشروخة التي تقول بأن موقع استاد مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية بالمحالة بعيد عن مدينتي أبها والخميس فأنا أرى بأن موقعه استراتيجي ومتوسط بين المدينتين والآن أصبح موقعا بين تلاقي المدينتين حيث امتدت له يد العمران والأحياء الجديدة وأصبح قريبا من عدد من المصالح الحكومية والتجارية ولكن قد يكون للتشبع دوره حيث تغيرت الأنظار لدى المشجع الرياضي حيث تحول اهتماماته من المحلية إلى العالمية بفضل الانفتاح الذي نعيشه حاليا فهناك متابعين كثر للدوريات العالمية فلو قدر لأحدنا أن زار إحدى المدارس الابتدائية أو المتوسطة لشاهد أمرا عجيبا هو ارتداء أغلب الطلاب لملابس وشعارات الأندية العالمية الأسبانية والإنكليزية والإيطالية حتى أن أي طالب صغير يعرف تشكيلة أي فريق عالمي بسهولة فلم يصبح المشجع الرياضي ينتظر مباراة واحدة في الأسبوع تقام في مدينته كما كان سابقا فطوال الأسبوع يشاهد المباريات العالمية والمحلية تنقل له بسهولة أينما كان ويشاهد التحليلات وكواليس المباريات أفضل من حضوره حتى للملعب ولكن أمام هذه المشكلة يجب أن تدرس هذه الظاهرة عن طريق مراكز بحوث علمية تساهم فيها الجامعات والجهات المختصة لضرورة إعادة الجماهير الهاربة من المباريات سواء في عسير أو المناطق الأخرى لأنها ملح المباريات فلن يرتقي مستوى اللاعبين والحكام والفرق إلا بحضور الجماهير فإذا كانت هناك مباريات تقام بدون جمهور فهي عقاب للاعبين والفريقين مهما كان مستواها فمن الحلول لا بد من دراسة الظاهرة وتضافر الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية للعمل لإعادة الجماهير فهناك مثلا ما يقابل الجماهير من إشكالات أمنية مثل كثرة التفتيش الأمني على جماهير تحضر لتشاهد مباراة في كرة القدم وكذلك بعد المواقف كما في ملعب المحالة وغيره من الملاعب وقلة المواصلات التي تذهب للملعب فلو تم التنسيق مع إحدى شركات النقل لتأمين عدد من الحافلات تمر على ملعب المباراة وبأسعار عادية في طريق سيرها من مدينتي أبها والخميس خصوصا وأن هناك طريقا يربط بين المدينتين من وراء المعلب خلاف طريق الملك فهد الرئيسي ويوضع الملعب نقطة تمركز قبل المباراة وبعدها تصله الحافلات من المدينتين وكذلك توفير بعض الخدمات داخل الملعب مثل خدمة البوفيهات الغائبة وكذلك إصلاح الساعة التي لها سنتان ولا تعمل سوى التوقيت فيجب استبدالها بساعة إلكترونية حديثة حيث أظن أنها الوحيدة التي لا تزال في ملاعبنا فساعة المحالة لها أكثر من عشرين سنة ولا تقدم أي معلومة جيدة للجماهير وكذلك الاهتمام بإدارة الملعب لجلب الجماهير مثل الإعلانات والصوتيات التي يجب أن تعمل بصورة جيدة كما أن تطور الأندية خصوصا أبها وضمك يتمثل في الإعلان عن المباريات والاهتمام بروابط المشجعين حتى تستقطب اعدادا كبيرة من الجماهير.
تدوير النهائيات
وأشار عضو مجلس إدارة نادي النخيل حسن الصيعري إلى أن مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمنطقة عسير يتحمل مانسبته 90 ـ 95 % من الغياب الجماهيري في عسير نظراً للجدولة غير الجيدة للدوري في عسير إضافة إلى عدم تدوير النهائيات بين الأندية فأرى أنه من الجيد أن تقام النهائيات في ضيافة الأندية بالتداول ولا تقتصر على إقامتها على استاد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالمحالة كما أنه ومع الأسف الشديد هنالك دور كبير للقصور الإعلامي فالإعلام غائب عن دوري المنطقة بالإضافة إلى القصور في الدعاية والإعلان عن المباريات والمنافسات وأكد الصيعري على أن الجمهور يتحمل الجزء الأكبر من الغياب ولذلك أسبابه فلعل ضعف المنافسة دور هام في ذلك فالمتابع يريد أن يستمتع بمنافسة قوية وهذا الأمر غير متوفر في منافسات دوري عسير كما أن الناس انشغلوا بأمور الحياة والارتباطات الاجتماعية التي تشكل عبئا كبيرا على أبناء منطقة عسير.
من جهته قال المشرف العام على كرة القدم بنادي الشهيد:الأسباب التي أدت لغياب الجمهور في عسير كثيرة ولعل من أهمها عدم اهتمام الأندية بروابط المشجعين وعدم تطويرها كذلك افتقار ملاعب الأندية لوسائل الراحة من مدرجات وغيرها من الوسائل التي تساعد على الحضور وعدم وجود وسائل الجذب للجمهور كالحوافز والوسائل الترفيهية إضافة إلى الجدولة غير الجيدة للمباريات فغالبية المباريات تقام في أيام العمل الرسمية والأندية بعيدة عن بعضها البعض والمسافة لا تساعد الجمهور على اللحاق بفرقها كما أن لعدم الاهتمام الإعلامي بدوري عسير دور كبير في ذلك.
قوة المنافسة
وكان للمسؤول عن أنشطة الرياضة في منطقة عسير رأيه في هذا الموضوع فتحدث مساعد مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعسير الأستاذ إدريس المالكي فقال :العزوف الجماهيري عن حضور المباريات والمنافسات ليس مقتصراً على منطقة عسير بل هذه المشكلة عامة على مستوى المملكة وقد يكون للتشبع الكروي لدى الجماهير دور هام للغاية في عدم حضور الجماهير للمباريات بالإضافة إلى أن الجمهور يبحث عن التنافس القوي والمستوى الجيد المرتبط بالنتائج الجيدة وربما أن المنافسة في عسير لاترقى إلى الطموح وحول من يتهم مكتب رعاية الشباب بأن يتحمل المسؤولية الأولى وقال المالكي نحن في المكتب قبل انطلاق الدوري نجتمع مع مسؤولي الأندية وبرغبتهم نقيم مباريات الدوري على ملاعب الأندية وهم من يحددون مواعيد المباريات والنهائيات تقام على الاستاد الرياضي وفي مدة وجيزة ونهاية الأسبوع أما من جهة المقولة التي تقول أن لبعد المدينة الرياضية عن التجمع السكني دور في غياب الجماهير فهذه مقولة قديمة واسطوانة مشروخة فالمحالة في وسط المدينة حالياً وقريبة للغاية من التجمع السكني ومسافة الـ10 دقائق إلى 15 دقيقة ليست بتلك المسافة الكبيرة ولكن هذه مجرد أعذار.