هذا شطر من بيت شعر لأبي العلاء المعري، إلى جانب الكثير مما يدعو إلى احترام وتبجيل الطبيب والمعلم مثل قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً، ولكن للأسف نرى هذه الأيام تهجماً غير لائق في الصحافة على المعلم والطبيب بحجة حقوق الإنسان والتربية الحديثة، وإن لم ينتبه المسؤولون عن الإعلام لهذا الأمر فسيقودنا ذلك إلى مصير مجهول من سوء العلاقة بين المعلم والتلميذ وبين الطبيب والمريض، وكل هذا ليس في صالح أي طرف من هذه الأطراف الأربعة المهمة في علاقة إنسانية عالية المستوى.
دفعني لكتابة هذه المقالة ما اطلعت عليه في جريدة «عكاظ» العدد 15185 يوم الاثنين 16/3/1429هـ تحت عنوانين الأول تحقيق: ضرب الطالبات في المراحل المبكرة يهدد مستقبلهن صفحة 15 والثاني مقالة بعنوان التشهير بالأطباء سلاح ذو حدين صفحة 18. ولنقرأ ما جاء في الخبر الأول من تعليقات بعض القراء على حادث تعرض طفلة في الصف الأول ابتدائي للضرب على يد ثلاث من معلماتها، يقول أحدهم يجب نقل المعلمات إلى مناطق نائية جداً حتى يعرفن طعم الغربة ومفروض التربية والتعليم تعوض البنت بمبالغ مالية جمة، وهكذا تعليقات أخرى انفعالية لا تستند إلى عدل ولا منطق، فكما نعرف أنه إذا جاءك شخص يشكو شخصاً آخر بأنه فقأ عينه، فانتظر حتى ترى الشخص الاخر فقد تكون عيناه مفقوءتين!! وهنا أود أن أسأل بعض الأسئلة للأخ الذي طرح الرأي السابق:
1- هل سألت نفسك ماذا فعلت الطفلة لكي تضربها ثلاث من معلماتها؟؟ قد يقول ولكنها طفلة وهنا أسأل ماذا لو عرفنا مثلاً أن هذه الطفلة شتمت معلماتها أو قذفت إحداهن بحذائها، هل هذا مقبول لديه لو أن إحدى هذه المعلمات كانت زوجته أو أخته؟!
2- على ماذا استند في إصدار حكمه لنقل المعلمات لمناطق نائية؟
3- لماذا التربية والتعليم تعوض البنت بمبالغ جمة؟
وماذا لو أن التي ضربت الطفلة أمها لأنه صدر منها نفس التصرف الذي صدر تجاه معلماتها؟ وهل نلوم هنا الطفلة لو أنها أخطأت؟ أم الأسرة التي لم تربها؟ يا إخواني اتركونا من موضوع التربية الحديثة فأجيالنا تربت على يد الأب والأم والمعلم وهي تربية أنجبت رجالاً ونساءً على مستويات راقية من الأخلاق الحميدة، ومبدأ العقاب والثواب من مبادئ ديننا الحنيف وجاء في أعظم دستور على وجه الأرض منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وحتى يوم القيامة وواضعه هو خالق البشر ومن يعرف طبيعتهم، ألا وهو القرآن الكريم العظيم. وجاء أيضاً في سنة مربي البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويجب علينا أن لا نأخذ كل ما يأتينا من الغرب على علاته فهويتنا الإسلامية وعلاقاتنا مع بعضنا البعض كأسر وأفراد تقوم على مبادئ راقية وسامية وليس على تعويض البنت بمبالغ مالية جمة!! حتى وإن أخطأت المعلمة أو المعلم. ومبادئ ديننا أعظم من مبادئ حقوق الإنسان الدولية وتربية نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أفضل من التربية الحديثة، ولو التزم كل منا بتلك المبادئ لما تشوشت أفكارنا هذا التشويش الذي أرى أنه سيؤدي بنا إلى خراب كبير في العلاقة بين البيت والمدرسة والطالب والمعلم. وخير ما جاء في ذلك الخبر هو تعليق الخبير التربوي العمري جزاه الله خيراً حيث قال: للأسف انبرى كل واحد منا لإصدار حكمه على المعلمات دون أن يعرفوا ما حدث بالضبط وهذه مصيبة والله وخاصة من أناس لم يمارسوا العمل الميداني، ولو مارسوه لرأوا مصائب تحصل في المدارس في ظل الانفتاح الإعلامي و غياب دور الأسرة وهذه تجربة ومعايشة 25 عاماً في التعليم الابتدائي ليست من فراغ، هداكم الله.
أما العنوان الثاني فهو: التشهير بالأطباء سلاح ذو حدين لأستاذنا الفاضل الدكتور الأستاذ عبدالله باسلامة والذي ختم مقالته بقوله: وفي رأيي أن التشهير بالأطباء جزافاً وبدون ترو ودراسة تفاصيل كل حالة والانتظار لما تسفر عنه اللجنة القضائية، هذا الذي نراه كل يوم على صفحات الجرائد، حيث يؤخذ قول المريض وأهله ويهمل التحقيق ونتائجه، يجب أن لا يكون هذا هو السائد، لأن هذا يؤدي إلى أن يتخذ بعض الأطباء مواقف سلبية في أعمالهم وبخاصة الوافدين منهم. كما أن هناك أخطاء بشرية خارجة عن الإرادة فهي إن حدثت لا تدل على الترصد وسبق الإصرار!! وأرجو أن نتعامل مع مهنة الطب بشيء من الإنصاف، وهذا لا يعني أبداً أن نتسامح مع المخطئ والمهمل الذي يمارس دون خبرة كافية وعلم تام والله من وراء القصد.
وهذا ما دعوت إليه في مقالة سابقة لي بجريدة «عكاظ» بعنوان «اتقي الله في الأطباء يا صحافة»، وأقول اليوم اتقي الله في المعلمين يا صحافة، ونحن لا ندعو إلى العنف ضد الطلاب أو الطالبات ولكن في الوقت نفسه لا نقبل هذا الهجوم على المعلمين من قبل الطلاب، فالأجيال الحاضرة «زودتها حبتين» كما يقولون، بما يروه في الإعلام من تهجم وتهكم بالمعلم حتى أصبح المعلم والمعلمة «ملطشة لمن هب ودب».
نحن ندعو إلى الوسطية وبناء الثقة والاحترام بين المعلم والتلميذ وبين الطبيب والمريض، ونقول للطالب حتى لو أخطأ المدرس في حقك فهو في مقام والدك ويريد مصلحتك، بدلاً من أن نخلق هذا العداء بحجج واهية (كما نفعل بين آدم وحواء) والذي سيؤدي إلى علاقة سيئة بين الطرفين لا تخدم المصلحة العامة ولا تخدم الطالب ولا المعلم ولا الطبيب ولا المريض ولا الزوج ولا الزوجة، وما نتاج خلق هذا العداء إلا دمار للبيوت وارتفاع في نسب الطلاق التي تزداد عاماً بعد عام، والتوتر في العلاقة بين المعلم وتلميذه يؤدي لخسران الطالب أكثر لأن المعلم حين لا يشعر بالعلاقة الطيبة والمحترمة بينه وبين تلميذه لا يعطيه كل علمه وتوجيهاته بل يكتفي بإعطاء درسه ولا يوجهه لو رآه على خطأ، والطبيب سيكتفي بإجراء العمليات السهلة والبسيطة بعداً عن المشاكل وبذلك نخسر الكفاءات الوطنية العالية فهل هذا ما تريده الصحافة والصحافيون؟!!
دفعني لكتابة هذه المقالة ما اطلعت عليه في جريدة «عكاظ» العدد 15185 يوم الاثنين 16/3/1429هـ تحت عنوانين الأول تحقيق: ضرب الطالبات في المراحل المبكرة يهدد مستقبلهن صفحة 15 والثاني مقالة بعنوان التشهير بالأطباء سلاح ذو حدين صفحة 18. ولنقرأ ما جاء في الخبر الأول من تعليقات بعض القراء على حادث تعرض طفلة في الصف الأول ابتدائي للضرب على يد ثلاث من معلماتها، يقول أحدهم يجب نقل المعلمات إلى مناطق نائية جداً حتى يعرفن طعم الغربة ومفروض التربية والتعليم تعوض البنت بمبالغ مالية جمة، وهكذا تعليقات أخرى انفعالية لا تستند إلى عدل ولا منطق، فكما نعرف أنه إذا جاءك شخص يشكو شخصاً آخر بأنه فقأ عينه، فانتظر حتى ترى الشخص الاخر فقد تكون عيناه مفقوءتين!! وهنا أود أن أسأل بعض الأسئلة للأخ الذي طرح الرأي السابق:
1- هل سألت نفسك ماذا فعلت الطفلة لكي تضربها ثلاث من معلماتها؟؟ قد يقول ولكنها طفلة وهنا أسأل ماذا لو عرفنا مثلاً أن هذه الطفلة شتمت معلماتها أو قذفت إحداهن بحذائها، هل هذا مقبول لديه لو أن إحدى هذه المعلمات كانت زوجته أو أخته؟!
2- على ماذا استند في إصدار حكمه لنقل المعلمات لمناطق نائية؟
3- لماذا التربية والتعليم تعوض البنت بمبالغ جمة؟
وماذا لو أن التي ضربت الطفلة أمها لأنه صدر منها نفس التصرف الذي صدر تجاه معلماتها؟ وهل نلوم هنا الطفلة لو أنها أخطأت؟ أم الأسرة التي لم تربها؟ يا إخواني اتركونا من موضوع التربية الحديثة فأجيالنا تربت على يد الأب والأم والمعلم وهي تربية أنجبت رجالاً ونساءً على مستويات راقية من الأخلاق الحميدة، ومبدأ العقاب والثواب من مبادئ ديننا الحنيف وجاء في أعظم دستور على وجه الأرض منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وحتى يوم القيامة وواضعه هو خالق البشر ومن يعرف طبيعتهم، ألا وهو القرآن الكريم العظيم. وجاء أيضاً في سنة مربي البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويجب علينا أن لا نأخذ كل ما يأتينا من الغرب على علاته فهويتنا الإسلامية وعلاقاتنا مع بعضنا البعض كأسر وأفراد تقوم على مبادئ راقية وسامية وليس على تعويض البنت بمبالغ مالية جمة!! حتى وإن أخطأت المعلمة أو المعلم. ومبادئ ديننا أعظم من مبادئ حقوق الإنسان الدولية وتربية نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أفضل من التربية الحديثة، ولو التزم كل منا بتلك المبادئ لما تشوشت أفكارنا هذا التشويش الذي أرى أنه سيؤدي بنا إلى خراب كبير في العلاقة بين البيت والمدرسة والطالب والمعلم. وخير ما جاء في ذلك الخبر هو تعليق الخبير التربوي العمري جزاه الله خيراً حيث قال: للأسف انبرى كل واحد منا لإصدار حكمه على المعلمات دون أن يعرفوا ما حدث بالضبط وهذه مصيبة والله وخاصة من أناس لم يمارسوا العمل الميداني، ولو مارسوه لرأوا مصائب تحصل في المدارس في ظل الانفتاح الإعلامي و غياب دور الأسرة وهذه تجربة ومعايشة 25 عاماً في التعليم الابتدائي ليست من فراغ، هداكم الله.
أما العنوان الثاني فهو: التشهير بالأطباء سلاح ذو حدين لأستاذنا الفاضل الدكتور الأستاذ عبدالله باسلامة والذي ختم مقالته بقوله: وفي رأيي أن التشهير بالأطباء جزافاً وبدون ترو ودراسة تفاصيل كل حالة والانتظار لما تسفر عنه اللجنة القضائية، هذا الذي نراه كل يوم على صفحات الجرائد، حيث يؤخذ قول المريض وأهله ويهمل التحقيق ونتائجه، يجب أن لا يكون هذا هو السائد، لأن هذا يؤدي إلى أن يتخذ بعض الأطباء مواقف سلبية في أعمالهم وبخاصة الوافدين منهم. كما أن هناك أخطاء بشرية خارجة عن الإرادة فهي إن حدثت لا تدل على الترصد وسبق الإصرار!! وأرجو أن نتعامل مع مهنة الطب بشيء من الإنصاف، وهذا لا يعني أبداً أن نتسامح مع المخطئ والمهمل الذي يمارس دون خبرة كافية وعلم تام والله من وراء القصد.
وهذا ما دعوت إليه في مقالة سابقة لي بجريدة «عكاظ» بعنوان «اتقي الله في الأطباء يا صحافة»، وأقول اليوم اتقي الله في المعلمين يا صحافة، ونحن لا ندعو إلى العنف ضد الطلاب أو الطالبات ولكن في الوقت نفسه لا نقبل هذا الهجوم على المعلمين من قبل الطلاب، فالأجيال الحاضرة «زودتها حبتين» كما يقولون، بما يروه في الإعلام من تهجم وتهكم بالمعلم حتى أصبح المعلم والمعلمة «ملطشة لمن هب ودب».
نحن ندعو إلى الوسطية وبناء الثقة والاحترام بين المعلم والتلميذ وبين الطبيب والمريض، ونقول للطالب حتى لو أخطأ المدرس في حقك فهو في مقام والدك ويريد مصلحتك، بدلاً من أن نخلق هذا العداء بحجج واهية (كما نفعل بين آدم وحواء) والذي سيؤدي إلى علاقة سيئة بين الطرفين لا تخدم المصلحة العامة ولا تخدم الطالب ولا المعلم ولا الطبيب ولا المريض ولا الزوج ولا الزوجة، وما نتاج خلق هذا العداء إلا دمار للبيوت وارتفاع في نسب الطلاق التي تزداد عاماً بعد عام، والتوتر في العلاقة بين المعلم وتلميذه يؤدي لخسران الطالب أكثر لأن المعلم حين لا يشعر بالعلاقة الطيبة والمحترمة بينه وبين تلميذه لا يعطيه كل علمه وتوجيهاته بل يكتفي بإعطاء درسه ولا يوجهه لو رآه على خطأ، والطبيب سيكتفي بإجراء العمليات السهلة والبسيطة بعداً عن المشاكل وبذلك نخسر الكفاءات الوطنية العالية فهل هذا ما تريده الصحافة والصحافيون؟!!