تشترط إسرائيل الاعتراف بما اغتصبته من أراض وممتلكات الفلسطينيين أساساً لاشتراكها بحوار الأديان الذي نادى به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وما علمت أن هذا الشرط مرفوض جملة وتفصيلاً.. لماذا؟
لأن اغتصاب الأراضي والممتلكات يعد جريمة في كل دين سماوي لم يحرفه المنحرفون عن ما أمر الله طبقاً للنصوص الصحيحة غير المحرفة.
والشرط مرفوض لأننا لا نحاور الدول ولكن نحاور المنتمين إلى هذا الدين أو ذاك مما أتى به المرسلون من عند الله، وهم الأنبياء والرسل.
والدين السماوي الذي أتى به موسى عن ربه بريء مما يدعيه كثير من الذين أسهموا باغتصاب الأراضي واستحلال الدماء والأموال، فشريعة موسى عليه السلام بريئة مما يدعيه المنحرفون من بني إسرائيل. لأن الله إنما يرسل الرسل لكي يرشدوا أتباعهم إلى الهدى والحق، وليس إلى البحث عن أساليب الانحراف واختلاق ما لا يرضى به الله، فهم يدعون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وهذا كفر صريح وخروج عن الملة.
لذا فإن اليهود والنصارى وغيرهم من أتباع الرسالات السماوية هم المدعوون للاشتراك بالحوار، وليس دولاً معينة، وبخاصة من أدمنوا اغتصاب الأرض وحجز غير اليهود في أحياء محاطة بجدر عازلة الهدف منها إجبار هؤلاء على الانتحار أو الهرب للخلاص من العقاب العنصري المتحيز الذي تمارسه دولة تدعي الحضارة والحرية. لقد قدم العرب على مر العصور السابقة (منذ بداية الاحتلال) تنازلات كثيرة، وفي كل مرة يقدمون المزيد من هذه التنازلات فلا يجدون من الطرف الآخر إلا التحايل.
ولازلت أذكر (اقتراح أبورقيبة) في بداية الستينات الميلادية بقبوله ما كانت إسرائيل تعرضه من الاعتراف بحدودها القديمة قبل حرب 1967 التي مكنتها (بسبب تصلب سابق من العرب) من أن تحتل المزيد من الأراضي، لقد رفضوا آنذاك ما لا يفكرون بالحصول عليه الآن. ولا يحلمون به.
وصارت المبادرات العربية فيها من التسامح ما لا ترضى به إسرائيل لأنها دولة اعتادت على العدوان والتمدد، وبالتالي فلن يرضيها إلا ما يراه متطرفوها يحقق المزيد من الأرض.
ولعل المبادرة العربية الداعية للسلام فتحت لها مجالاً جديداً لفرض شروط غير منطقية لكي تتوسع، وتؤذي وتقوم بأعمال شاذة.
تهيئ لها المزيد من الهيمنة، والمزيد من القتل والتشريد، فهل الاعتراف بها كدولة سوف يوقفها عند حد معين؟ أشك في ذلك.. لماذا؟!
لأن تاريخها المليء بالعدوان والاغتصاب لا يوحي بأن هذه الدولة المزروعة على أرض مغتصبة سوف ترضى بالقليل، بل إن أي تنازل سوف يقود إلى أعمال واعتداءات جديدة هدفها المزيد من اغتصاب الأرض، وتشريد السكان.
في المقال الذي نشر في صحيفة هاآرتس (الإسرائيلية) أن عدم الاعتراف بدولة إسرائيل يعد معاداة للسامية، وأظن أن هذه الإشارة ما هي إلا نوع من الابتزاز الذي تعودناه من هذه الدولة الغاصبة، وإلا فكيف يأتي منا نحن العرب المعاداة لأبناء سام فنحن من سلالة سام عليه السلام وبالتالي إذا عادينا سلالة سام بسبب الانتماء (كما يفعل الابتزازيون) فإننا نعادي أنفسنا أولاً.. وهذا لن يحدث.
المهم في الموضوع ليس انتساب اليهود لسام هو سبب عدم اعترافنا بدولتهم الغاصبة وإنما نعاديها بسبب اغتصابها لأرض عاش عليها الفلسطينيون (مسلمون ونصارى ويهود) دهوراً يصعب عدها أو إحصاؤها، وكانوا متعايشين إلى أن جاء العنصريون فشتتوها ومن ثم فالحوار بين الأديان وليس بين السلالات، لأن الديانات عندما جاء بها الأنبياء كانت لهداية البشر نحو الأسلوب الأسلم نحو عبادة الإله الواحد الأحد، فمن استجاب للدعوة فهو الفائز ومن رفضها أو حرفها فهو الجاني على نفسه (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
فإذا كان اليهود لديهم الرغبة في الحوار فليكن ذلك بصفتهم من أتباع موسى عليه السلام، وليس لأنهم من سلالة سام، ومثل ذلك عندما يأتي المسيحي ليشارك في الحوار يقبل ذلك حتى وإن كان عربياً فأساس الحوار هو الانتساب إلى ديانة سماوية، وليس بوصفه من مواطني هذه الدولة أو تلك.
hamoud@albadr.com
لأن اغتصاب الأراضي والممتلكات يعد جريمة في كل دين سماوي لم يحرفه المنحرفون عن ما أمر الله طبقاً للنصوص الصحيحة غير المحرفة.
والشرط مرفوض لأننا لا نحاور الدول ولكن نحاور المنتمين إلى هذا الدين أو ذاك مما أتى به المرسلون من عند الله، وهم الأنبياء والرسل.
والدين السماوي الذي أتى به موسى عن ربه بريء مما يدعيه كثير من الذين أسهموا باغتصاب الأراضي واستحلال الدماء والأموال، فشريعة موسى عليه السلام بريئة مما يدعيه المنحرفون من بني إسرائيل. لأن الله إنما يرسل الرسل لكي يرشدوا أتباعهم إلى الهدى والحق، وليس إلى البحث عن أساليب الانحراف واختلاق ما لا يرضى به الله، فهم يدعون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وهذا كفر صريح وخروج عن الملة.
لذا فإن اليهود والنصارى وغيرهم من أتباع الرسالات السماوية هم المدعوون للاشتراك بالحوار، وليس دولاً معينة، وبخاصة من أدمنوا اغتصاب الأرض وحجز غير اليهود في أحياء محاطة بجدر عازلة الهدف منها إجبار هؤلاء على الانتحار أو الهرب للخلاص من العقاب العنصري المتحيز الذي تمارسه دولة تدعي الحضارة والحرية. لقد قدم العرب على مر العصور السابقة (منذ بداية الاحتلال) تنازلات كثيرة، وفي كل مرة يقدمون المزيد من هذه التنازلات فلا يجدون من الطرف الآخر إلا التحايل.
ولازلت أذكر (اقتراح أبورقيبة) في بداية الستينات الميلادية بقبوله ما كانت إسرائيل تعرضه من الاعتراف بحدودها القديمة قبل حرب 1967 التي مكنتها (بسبب تصلب سابق من العرب) من أن تحتل المزيد من الأراضي، لقد رفضوا آنذاك ما لا يفكرون بالحصول عليه الآن. ولا يحلمون به.
وصارت المبادرات العربية فيها من التسامح ما لا ترضى به إسرائيل لأنها دولة اعتادت على العدوان والتمدد، وبالتالي فلن يرضيها إلا ما يراه متطرفوها يحقق المزيد من الأرض.
ولعل المبادرة العربية الداعية للسلام فتحت لها مجالاً جديداً لفرض شروط غير منطقية لكي تتوسع، وتؤذي وتقوم بأعمال شاذة.
تهيئ لها المزيد من الهيمنة، والمزيد من القتل والتشريد، فهل الاعتراف بها كدولة سوف يوقفها عند حد معين؟ أشك في ذلك.. لماذا؟!
لأن تاريخها المليء بالعدوان والاغتصاب لا يوحي بأن هذه الدولة المزروعة على أرض مغتصبة سوف ترضى بالقليل، بل إن أي تنازل سوف يقود إلى أعمال واعتداءات جديدة هدفها المزيد من اغتصاب الأرض، وتشريد السكان.
في المقال الذي نشر في صحيفة هاآرتس (الإسرائيلية) أن عدم الاعتراف بدولة إسرائيل يعد معاداة للسامية، وأظن أن هذه الإشارة ما هي إلا نوع من الابتزاز الذي تعودناه من هذه الدولة الغاصبة، وإلا فكيف يأتي منا نحن العرب المعاداة لأبناء سام فنحن من سلالة سام عليه السلام وبالتالي إذا عادينا سلالة سام بسبب الانتماء (كما يفعل الابتزازيون) فإننا نعادي أنفسنا أولاً.. وهذا لن يحدث.
المهم في الموضوع ليس انتساب اليهود لسام هو سبب عدم اعترافنا بدولتهم الغاصبة وإنما نعاديها بسبب اغتصابها لأرض عاش عليها الفلسطينيون (مسلمون ونصارى ويهود) دهوراً يصعب عدها أو إحصاؤها، وكانوا متعايشين إلى أن جاء العنصريون فشتتوها ومن ثم فالحوار بين الأديان وليس بين السلالات، لأن الديانات عندما جاء بها الأنبياء كانت لهداية البشر نحو الأسلوب الأسلم نحو عبادة الإله الواحد الأحد، فمن استجاب للدعوة فهو الفائز ومن رفضها أو حرفها فهو الجاني على نفسه (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
فإذا كان اليهود لديهم الرغبة في الحوار فليكن ذلك بصفتهم من أتباع موسى عليه السلام، وليس لأنهم من سلالة سام، ومثل ذلك عندما يأتي المسيحي ليشارك في الحوار يقبل ذلك حتى وإن كان عربياً فأساس الحوار هو الانتساب إلى ديانة سماوية، وليس بوصفه من مواطني هذه الدولة أو تلك.
hamoud@albadr.com