من علامات المجتمع المتحضر أن ينصاع أفراده بإرادتهم الواعية أو تحت سلطة القانون للنظام فلا مكان للفوضى ولا مكان للاستهتار واللامبالاة.
المجتمعات البربرية هي فقط من تعمها الفوضى العارمة فلا الضمير الحي يحكم سلوكيات أفرادها ولا سلطة القانون تستطيع ضبطها.
بل إن من يخضع للنظام في مثل هذه المجتمعات إما بفعل ضميره الحي ووعيه الحضاري أو بسبب خوفه من سطوة القانون يعد إنسانا شاذا وغبيا وخارجا عن المألوف والسائد وينظر إليه بعين الشفقة والاحتقار. فهو لا يجيد فنون الفهلوة والمراوغة والتذاكي وخرق النظام ومخالفة القوانين والأنظمة، لذلك من الطبيعي أن يوصم هذا الانسان المنضبط بالمسكين والمغفل.
انظروا إلى السلوك المروري المتهور والفوضوي لأغلب قائدي المركبات في شوارعنا وطرقاتنا وعند الاشارات المرورية، وانظروا إلى حجم القاذورات في دورات المياه على الطرقات والمنتزهات وحتى في الجبال والصحاري، وانظروا إلى مساجدنا والشوارع المحيطة بها أثناء صلاة الجمعة لتروا العجب العجاب من رمي الأحذية في كافة أرجاء المسجد وإغلاق الشوارع بسيارات المصلين وقطع الاشارات المرورية من أجل اللحاق بالصلاة.. وكأن ديننا لم يأمرنا بالنظافة وإعطاء الطريق حقه وإماطة الأذى واحترام النظام فلماذا يتجاهل الخطيب كل تلك الأمور ولا يناقشها في خطبته خاصة وأن هذه السلوكيات غير الحضارية والمخالفة لأبسط تعاليم ديننا الحنيف كي تكون قضايا تربوية يناقشها في خطبه وينبه المصلين إلى عدم ارتكابها..
وانظروا إلى الفوضى العارمة التي تئن من وطأتها أغلب مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية بسبب سلوكيات المراجعين القائمة على الأنانية والفهلوة وعدم الانتظام، بل إن من بين الموظفين أنفسهم من يجرح كرامة بعض المراجعين بممارسات غير حضارية حين يفضل شخصا على آخر في تقديم الخدمة وينتقي بفعل القرابة أو المعرفة أو بفعل الانتماء القبلي أو المناطقي أو حتى بفعل المنفعة والمصلحة الشخصية من يخدمهم دون مراعاة لمشاعر المنضبطين والملتزمين بالنظام.
وانظروا إلى معاناة سيارات الاسعاف والدفاع المدني ودوريات الشرطة حين تنطلق من أجل إسعاف مصاب أو إطفاء حريق أو الوصول إلى موقع حادث بسبب لا مبالاة قائدي المركبات بها وعدم فسح الطريق أمامها..
وانظروا إلى جلافة التعامل بين المراجع والموظف وبين رجل الأمن والمواطن وحتى بين الأستاذ الجامعي والطالب..
وانظروا إلى الكتابات والشخبطات وإخفاء المعالم لكثير من اللوحات الارشادية وجدران المنازل والمستشفيات والكباري والمدارس.
وانظروا لحجم المعاكسات وقلة الأدب التي تتعرض لها المرأة وهي تسير في الشارع أو في أسواقنا التجارية أو حتى وهي تسير مع السائق في مركبتها وما تتعرض له من ملاحقات ومطاردات تقدح في كرامتها وإنسانيتها..
ثم نلوم الضحية ونبرئ ساحة المجرم الحقيقي ونقدم له العذر للاستمرار في ممارساته الطائشة والاجرامية باتهام المرأة بالسفور أو التبرج..
وانظروا إلى هوامير الأسهم وبطاقات سوا والمساهمات العقارية الوهمية والأدوية واللحوم والأغذية الفاسدة وما يمارسونه بحق البسطاء من الناس لسرقة أموالهم والضحك عليهم والمتاجرة بصحتهم.
أسألكم بالله هل هذه الممارسات أعلاه وغيرها الكثير للأسف تنم عن مجتمع متحضر؟
فإذا كان من الشطارة أن تقوم بتلك الممارسات فأين موقعنا على سلم الرقي والتحضر؟
بل أين نحن من تعاليم ديننا الحنيف ونحن من يدعي دوما بأننا وحدنا مجتمع الفضيلة في هذا الكون؟!.
أظن أنه من السابق لأوانه أن نطلق على أنفسنا المجتمع المتحضر مادامت مثل هذه الممارسات السلوكية الخاطئة تنخر في جسد مجتمعنا وتجد لها بيئة خصبة ومناسبة تسمح بنموها وانتشارها ولا يردعها ضمير حي أو سلطة قانون... فهل نحن حقا مجتمع متحضر؟.
Dr_Fauzan_99@hotmail.com
المجتمعات البربرية هي فقط من تعمها الفوضى العارمة فلا الضمير الحي يحكم سلوكيات أفرادها ولا سلطة القانون تستطيع ضبطها.
بل إن من يخضع للنظام في مثل هذه المجتمعات إما بفعل ضميره الحي ووعيه الحضاري أو بسبب خوفه من سطوة القانون يعد إنسانا شاذا وغبيا وخارجا عن المألوف والسائد وينظر إليه بعين الشفقة والاحتقار. فهو لا يجيد فنون الفهلوة والمراوغة والتذاكي وخرق النظام ومخالفة القوانين والأنظمة، لذلك من الطبيعي أن يوصم هذا الانسان المنضبط بالمسكين والمغفل.
انظروا إلى السلوك المروري المتهور والفوضوي لأغلب قائدي المركبات في شوارعنا وطرقاتنا وعند الاشارات المرورية، وانظروا إلى حجم القاذورات في دورات المياه على الطرقات والمنتزهات وحتى في الجبال والصحاري، وانظروا إلى مساجدنا والشوارع المحيطة بها أثناء صلاة الجمعة لتروا العجب العجاب من رمي الأحذية في كافة أرجاء المسجد وإغلاق الشوارع بسيارات المصلين وقطع الاشارات المرورية من أجل اللحاق بالصلاة.. وكأن ديننا لم يأمرنا بالنظافة وإعطاء الطريق حقه وإماطة الأذى واحترام النظام فلماذا يتجاهل الخطيب كل تلك الأمور ولا يناقشها في خطبته خاصة وأن هذه السلوكيات غير الحضارية والمخالفة لأبسط تعاليم ديننا الحنيف كي تكون قضايا تربوية يناقشها في خطبه وينبه المصلين إلى عدم ارتكابها..
وانظروا إلى الفوضى العارمة التي تئن من وطأتها أغلب مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية بسبب سلوكيات المراجعين القائمة على الأنانية والفهلوة وعدم الانتظام، بل إن من بين الموظفين أنفسهم من يجرح كرامة بعض المراجعين بممارسات غير حضارية حين يفضل شخصا على آخر في تقديم الخدمة وينتقي بفعل القرابة أو المعرفة أو بفعل الانتماء القبلي أو المناطقي أو حتى بفعل المنفعة والمصلحة الشخصية من يخدمهم دون مراعاة لمشاعر المنضبطين والملتزمين بالنظام.
وانظروا إلى معاناة سيارات الاسعاف والدفاع المدني ودوريات الشرطة حين تنطلق من أجل إسعاف مصاب أو إطفاء حريق أو الوصول إلى موقع حادث بسبب لا مبالاة قائدي المركبات بها وعدم فسح الطريق أمامها..
وانظروا إلى جلافة التعامل بين المراجع والموظف وبين رجل الأمن والمواطن وحتى بين الأستاذ الجامعي والطالب..
وانظروا إلى الكتابات والشخبطات وإخفاء المعالم لكثير من اللوحات الارشادية وجدران المنازل والمستشفيات والكباري والمدارس.
وانظروا لحجم المعاكسات وقلة الأدب التي تتعرض لها المرأة وهي تسير في الشارع أو في أسواقنا التجارية أو حتى وهي تسير مع السائق في مركبتها وما تتعرض له من ملاحقات ومطاردات تقدح في كرامتها وإنسانيتها..
ثم نلوم الضحية ونبرئ ساحة المجرم الحقيقي ونقدم له العذر للاستمرار في ممارساته الطائشة والاجرامية باتهام المرأة بالسفور أو التبرج..
وانظروا إلى هوامير الأسهم وبطاقات سوا والمساهمات العقارية الوهمية والأدوية واللحوم والأغذية الفاسدة وما يمارسونه بحق البسطاء من الناس لسرقة أموالهم والضحك عليهم والمتاجرة بصحتهم.
أسألكم بالله هل هذه الممارسات أعلاه وغيرها الكثير للأسف تنم عن مجتمع متحضر؟
فإذا كان من الشطارة أن تقوم بتلك الممارسات فأين موقعنا على سلم الرقي والتحضر؟
بل أين نحن من تعاليم ديننا الحنيف ونحن من يدعي دوما بأننا وحدنا مجتمع الفضيلة في هذا الكون؟!.
أظن أنه من السابق لأوانه أن نطلق على أنفسنا المجتمع المتحضر مادامت مثل هذه الممارسات السلوكية الخاطئة تنخر في جسد مجتمعنا وتجد لها بيئة خصبة ومناسبة تسمح بنموها وانتشارها ولا يردعها ضمير حي أو سلطة قانون... فهل نحن حقا مجتمع متحضر؟.
Dr_Fauzan_99@hotmail.com