-A +A
هاني اللحياني-مكة المكرمة
أكد باحث في الشؤون التاريخية والآثار ان الاهمال الذي يعاني منه وادي فاطمة أحد أشهر أودية مكة المكرمة ساهم في طمس كثير من آثار الحضارات والثقافات التي ازدهرت في موقعه منذ القدم مطالبا من الجهات المعنية الاهتمام به وتحويله الى متحف واسع يحفظ ما تبقى من أنظمة الري التي شيدت على ضفافه منذ العصور القديمة.
قصور تاريخية

الباحث في الآثار والشؤون التاريخية بدر بن ستير اللحياني يقول ان الوادي شهد مناشط مختلفة عبر التاريخ وما خلفته تلك المناشط من آثار خير دليل على تنوع الحياة وتفاوتها واختلاف مشاربها ومن تلك الآثار انظمة الري المتطورة والبرك العملاقة وبقايا القلاع والمنشآت الحجرية.
وربما كانت هناك مبان وقصور تاريخية الا انها دمرت تماما كما حدث لحصن البرقة الذي يضرب به المثل في العلو بيد اننا اليوم بالكاد نتحصل على اساسات لا تمثل 10% من اصله كما ضاعت اساطين المرزز بفعل التوسع العمراني.
مؤكدا اللحياني ان هناك نشاطا بشريا عمرانيا هائلا كان عليه الوادي خلال القرن التاسع والعاشر وهو ما تثبته بقايا المباني المنتشرة والروايات التاريخية.
واضاف كما ان الدراسات اثبتت وجود ادوات حجرية تعود الى العصى الموستيري اضافة الى ادوات حجرية تعود الى العصر الآشوري. وفي العصر الجاهلي ذكر الازرقي في تاريخ مكة عن ابن عباس قوله "ان بمكة حياً يقال له العماليق فكانوا في عزة وكثرة وثروة وكانت لهم اموال كثيرة,ترعى بمكة وما حولها من مر ونعمان وما حول ذلك.. ويقول اللحياني ربما يكون العماليق هم الذين تمكنوا من هذه الصناعات الحجرية بغض النظر عن الضبط التاريخي المنهجي.
انظمة الري
ومضى قائلا وفي السنة الثامنة نزله النبي صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف مقاتل وكانت اقامته صلى الله عليه وسلم بالوادي وتحديدا شمال الجموم كما يعتبر العصر العباسي أزهى عصور وادي فاطمة وفيه تم اصلاح العيون وتطويرها وفق نظم ري مستحدثة أدت الى نقلة نوعية في جميع الانشطة الزراعية ومن ابرز معالم الانشطة التجارية التي ظلت قائمة سوق "مجنة" الذي استمر الى ما بعد سنة 129هـ وظل الوادي في القرون المتأخرة كالقرن التاسع والعاشر الهجري محتفظا بنشاطه الزراعي القوي ويثبت ذلك اهتمام الولاة بمكة بعيون الوادي واستصلاحها وبقاء البرك التي يمر بها الحجاج عامرة.
وطالب اللحياني بتحويل قنوات الري والآثار المشيدة المتبقية حول الوادي الى متحف واسع مفتوح يسهل على السياح مشاهدتها. وأهاب بالجهات المعنية وعلى رأسها الهيئة العليا للسياحة ان تتبنى ذلك المقترح.