-A +A
جبير بن محمد بن جبير
أعيش أو تحديدا تعيش معي والدتي وزوجتي وابنتي، رغم أني أقرب شخص للأطراف الثلاثة من حيث العلاقة، وأقرب شخص للأجيال الثلاثة من حيث الزمن... إلا أني أحس حين يتحدثون وانا بينهم كمن سجن مع غير جنسه، اعرف ما يتحدثون عنه.. لكن أحيانا لا افهم فأضطر للسؤال عن أشياء واخجل عن أشياء أخرى..!! وأصد حين يتهامسون وافهم من نظراتهم إنني شخص غير مرحب بوجوده فأتزحزح عن مكاني قبل أن اطرد علانية. هؤلاء هن نساء عائلتي.. اعرف الكثير من همومهن بحكم القرابة واجهل الكثير من اهتماماتهن بحكم اختلاف الجنس، فكيف بنساء مجتمعي اللواتي لهن هموم واهتمامات لا حصر لها ولا عدد، ولا اعتقد أن هناك رجلا مهما بلغ من فهم لخصوصيات المرأة وتردد في تعاطي قضاياها يقدر على الفهم بنفس قدرة فهم المرأة للمرأة.
إن تلمس احتياجات المرأة من قبل المرأة أصبح ضرورة ملحة ليس

لجلب مصلحة لها بل لدفع ضرر عنها، فخصوصية مجتمعنا جعلت الرجل بعيدا عن المرأة وكل يوم يزداد التباعد بين الطرفين، بدءا من الممارسات الفردية داخل الأسرة الواحدة وانتهاء بتشريعات يسنها المشرع. هناك الكثير من الجوانب في حياة المرأة تحتاج إلى دراسات ومناقشات وحلول من قبلهن أنفسهن، تصب في مصلحة الرجل أولا، فشؤون الأسرة مثلا هن أولى بمناقشتها من الرجل، ابتداء من رعاية الطفل وانتهاء بظاهرة العنف الأسري التي اجتاحت البيوت، كذلك قضايا الزواج والطلاق والنفقة والحضانة والسكن تحتاج إلى حلول بشكلها العام ولكل حالة بحالة، كما أن تعليم الفتاة وتوسيع تخصصاته بهدف فتح مجالات عمل أكبر أمامها للقضاء على بطالة الفتيات المؤرقة من الأجدر أن تشارك فيها المرأة، أما الأمر العاجل في تصوري فيتمحور في تقديم الاستشارات والحلول لمشكلات الأسر وتوعيتها.
dr.jobair@gmail.com