-A +A
ردينة فارس - غزة
في ظل الحصار المفروض من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية على غزة ، ازدهرت تجارة التهريب عبر الأنفاق على الحدود المصرية الفلسطينية، فعمليات التهريب لا تقتصر على المواد الغذائية والدخان والمخدرات والأسلحة .. بل تهريب البشر ممن يرغبون في الهروب من جحيم غزة ، أو ممن تقطعت بهم السبل ويبحثون عن أي وسيلة للعودة إلى الوطن والمنزل والأهل.
والأنفاق ظاهرة ليست بالجديدة بل هي قديمة، ولكن في ظل الحصار انتعشت وباتت تشكل تجارة رابحة جدا لأصحاب الأنفاق وبعض الجماعات المتنفذة حيث تقوم بالإشراف على عمليات التهريب كي تأخذ نصيبها من الضرائب على البضائع المهربة التي وصلت أسعارها إلى أرقام خيالية بسبب ندرتها وقلتها في السوق الفلسطينية .

المواطن الذي يريد أي سلعة عليه أن يتصل بأحد الوسطاء للوصول إلى المسؤولين عن الأنفاق ،وطبعا كل هذا في السر .. حتى المواطن الذي يرغب في السفر للهرب من جحيم غزة أو من يحمل فيزا خاصة " الشنجن " التي أصبحت تكلف آلاف الدولارات لراغبي الهجرة من غزة إلى أوروبا يلجأ إلى عصابات التهريب كي يخرج من غزة عبر نفق بعد أن يتم عمل اللازم لسفره عبر صحراء سيناء بالاتفاق مع تجار آخرين على الجانب الآخر من الحدود ، ويغامر المواطن الراغب في الهرب بحياته عبر الأنفاق ، فهناك عدة حوادث وقعت وتقع يوميا بسبب انهيار هذه الأنفاق ، وكثيرا ما نسمع عن وفاة مواطنين عند انهيار أحد الأنفاق على من بداخله ، أو خلال عمليات حفر الأنفاق .
مواطنة عرفت نفسها بأم محمد قالت لـ " عكاظ" إنها اضطرت للمغامرة بحياتها وحياة ثلاثة من أطفالها من أجل العودة إلى غزة عبر أحد الأنفاق بعد أن تقطعت بهم السبل.
وتنهدت وهي تستذكر التجربة المرة بالقول إنني دفعت آلاف الدولارات كي يتم نقلنا عبر النفق ، وأنه تم تخديري ولم أفق إلا بعد وصولي إلى رفح الفلسطينية. وأضافت أنني كنت أشعر بآلام في جميع أنحاء جسدي ، وما أن نظرت في المرآة حتى هالني منظري ، يبدو أن النفق كان ضيقا ، وقد أصيب جسدي بكدمات ورضوض ، ووجهي تهشم جراء ارتطامي بجدران النفق أثناء سحبي ،
وتدور أحاديث جانبية بين المواطنين عن عمليات تهريب البضائع عبر الأنفاق، ومنها السولار الذي يباع في السوق السوداء لسائقي السيارات، والذين يضطرون لشرائه رغم الأسعار الخيالية، حيث بلغ سعر "جالون " السولار سعة 17 لترا مئة دولار.