-A +A
ردينة فارس ـ غزة
الأزمة الإنسانية في غزة تتزايد قسوتها يوما بعد يوم ..والحصار الخانق يشتد ويضغط على الغزاويين ، فمن أزمة انقطاع الكهرباء الى أزمة المحروقات التي شلت الحياة بشكل كامل ،فأغلقت المخابز ابوابها وتوقف العمل في كل شيء. وحسب تعبير احد السكان فإن حرب التجويع بدأت الآن.
طابور العاطلين

الأدوية اصبحت شحيحة في الصيدليات ..وأسعار السلع من مواد غذائية وغيرها ارتفعت بشكل جنوني.المواطن الذي فقد عمله بات عاجزا عن توفير أبسط مقومات الحياة لأسرته حتى الخبز لم يعد بإمكانه الحصول عليه.. البطالة وصلت أرقاما مخيفة بعد أن فاقت الـ 80% بعد انضمام التجار والصيادين وسائقي السيارات والمزارعين الى طابور العاطلين عن العمل ، بسبب اغلاق جميع المصانع والورش ، وتوقف الفلاحين عن الزراعة بسبب نقص الوقود ،
حظر تجول
التاجر محمد الحداد قال لـ"عكاظ" ما حل بنا كارثة بكل ما في المعنى من كلمة ، فخسائري وصلت الى أكثر من 200 ألف دولار ، وفي حال تمكنت من إدخال بضائعي المحتجزة في الموانئ الإسرائيلية منذ يونيو الماضي إن وصلت بحالة جيدة فلن تغطي خسائري .. الذي يسير في شوارع غزة يظن أن حظرا للتجول فرض على المواطنين بعد توقف غالبية سيارات النقل العام عن العمل ولا توجد الا السيارات المتهالكة التي تفوح منها رائحة الفلافل وأحيانا رائحة سمك السردين لأنها تعمل على الزيت المحروق والمخلوط بالجاز أو السولار.
المشي بالاكراه
خالد مدرس ثانوي قال: سيارتي تعمل على البنزين ومتوقفة منذ أكثر من شهر ونصف اعتمدت في بداية الازمة على مكاتب التاكسيات ومنذ أسبوع توقف المكتب وبدأت المعاناة حيث أنني اضطر للسير مشيا على الأقدام حتى أصل الى مدرستي. إيناس طالبة جامعية قالت إن المشي جيد ولكن عندما يكون برضاك ولكن أن تمشي مرغما مسافة خمسة كيلومترات لتصل الى جامعتك وقد أنهكك التعب فكيف ستقدر على الفهم والتحصيل ؟؟
ويبدو أن سياسة العقاب الجماعي التي تفرضها سلطات الاحتلال على قطاع غزة نهايتها ليست قريبة ، فأصحاب شركات البترول أعلنوا أن سلطات الاحتلال لن تخفف من شدة الحصار وأن إسرائيل ما زالت ترفض إدخال السولار والبنزين وحتى غاز الطبخ الذي بدأ المواطن الغزي يستخدمه كوقود للسيارات في عمليات التنقل منعت دخوله.