-A +A
فريدة صالح شطا
لم تعد هناك جدوى من الكلام حول الغلاء، فقد امتلأت الصحف وفاضت بمقالات ونداءات واسترحامات.. إلا أن مسألة الغلاء أو مؤشر الغلاء يتزايد صعوداً.. والله وحده يعلم إلى أين؟! ولا أبالغ إن قلت انه لم يبق كاتب أو محرر إلا وتناول المسألة، تارة تحليلا ورجاء تارة أخرى، برغم أن هناك من تبنى موقفاً مختلفاً وجدف في اتجاه آخر وحده إذ أصرّ ولا يزال عند رأيه بأن سبب الغلاء عالمياً وأننا "عود في طرف حزمة" ونحن إن كنا نقر بأن الغلاء عالمي وليس محلياً، إلا أننا نؤكد بمسؤولية التجار الجزئية وإصرارهم على عدم تقديم تنازلات أو التضحية بجزء من الأرباح مراعاة منهم لأحوال أغلب المواطنين.
ولأننا ندور وسندور في نفس الدوائر رأيت أن أتجه إلى ناحية أخرى وفئة اخرى، هي نفس الفئة التي وهبها الله أمرين الأول ـ نعمة الثراء والثاني وهو الأهم الرحمة والإحساس بالآخرين ـ وهؤلاء ليسوا بالضرورة من التجار بل إنهم لا بد ألا يكونوا من التجار.. وأول ما أطلبه منهم هو دفع (دية الحليب) وذلك بعد إعلان تجار الحليب عن تأخير تطبيق قرار خفض سعر الحليب لخمسة أشهر قادمة، مبررين ذلك بالمخزون الكبير (الذي أعتقد أنه قد تم شراؤه قبل ارتفاع الأسعار العالمية). ما علينا.. المهم في الموضوع أن أسعار الحليب ستظل كما هي حتى ينتهي هذا المخزون – ودعوتي هنا لأصحاب القلوب الرحيمة من الموسرين بدفع دية هذا المخزون من الحليب أو فرق السعر أو.. إلخ، للتجار للإفراج عن عبوات الحليب بالأسعار المخفضة!! ولا أظن أن هناك من يعترض على هذه الفكرة التي جاءتني بناءً على ما ينشر هنا وهناك عن جمع دية المقتول لتخليص القاتل والتي دخلت قيمتها كتاب جينيس لأنها صارت بالملايين، ولم يعد في تجميعها أي صعوبة فأهل الخير كثيرون والحمد لله!.. فإذا كان جمع دية لتخليص القاتل من القتل يتم بمثل هذه السهولة والأريحية برغم أنه أزهق روحاً سواء عن قصد أو عن غير قصد.. لذلك سيكون سهلاً جمع دية لتخليص الحليب وغيره من السلع الغذائية من أسرها وإيصالها للناس وبينهم أطفال أبرياء.. فهل نبدأ الحملة؟ خاصة أن تحذيراً من الغرفة التجارية صدر قبل أيام عن توقع حدوث أزمة دقيق في رمضان؟! التحذير الذي أثار ليس مخاوفنا فقط بل تعجبنا!! إذا كانت بوادر الأزمة تلوح قبل أربعة أشهر أليس من الأولى العمل على تفاديها بدلاً من إثارة البلبلة بين الناس؟. الذين سيبدأون قطعا من الآن في تجميع أكبر قدر منه، مما يبكر بظهور الأزمة، ناهيك عن التلف المؤكد للدقيق المعروف باستحالة تخزينه. وهل من مهام الغرفة التجارية إصدار هذه التحذيرات أم أن من واجبها البحث مع الجهات المعنية عن أفضل السبل لتجنب حدوث الأزمة؟ أسئلة وأسئلة.. ولا أعرف ما هي الإجابة؟. هل يوجد من يعرف أو يخمن على أقل تقدير؟؟؟

للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 137 مسافة ثم الرسالة