لا أجد فرقاً بين الرئيس الأمريكي بوش واليهودي أولمرت فكلاهما وجه واحد لعملة واحدة، ولهذا لم أستغرب عندما قرر الرئيس بوش حضور الاحتفالات الصهيونية بذكرى مرور ستين عاماً على احتلال الأراضي الفلسطينية، فهذا الرئيس يبدو في كثير من الأحيان أكثر حماساً من الصهاينة على ارتكاب كل الجرائم البشعة التي نراها بشكل شبه يومي في فلسطين.
الرئيس بوش ومنذ بداية توليه الرئاسة وهو يعلن أنه أول رئيس أمريكي يعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وما فتئ يردد هذه الأقوال حتى وهو على وشك الزوال.. ولم نر الدولة الفلسطينية قامت بل إنه استقبل الرئيس الفلسطيني في آخر زيارة له بصورة أزعجت الأخير وجعلته يعود من واشنطن بدون وعود حتى ولو كانت كاذبة.
وبمناسبة الوعود الكاذبة فكلنا نتذكر أنه قبل خمس سنوات أعلن نهاية حربه في العراق وها هي الحرب تزداد يوماً بعد آخر، والدمار يزداد يوماً بعد آخر، ومع هذا كله فما زال الرئيس يعلن أنه حقق تقدماً كبيراً في العراق وأن العراق سيكون النموذج الحقيقي للديمقراطية في العالم العربي!!
وما قاله عن العراق يقوله عن أفغانستان مع أن الجميع يعرف أن قوة طالبان في ازدياد، بل إنهم كادوا يقتلون الرئيس الأفغاني قبل عدة أيام.
الصهاينة يستعدون للاحتفال بمرور ستين عاماً على اغتصابهم لفلسطين، وهم يحتفلون يومياً بقتل أعداد من الفلسطينيين؛ رجالاً ونساءً وأطفالاً، كما يحتفلون بحصار أكثر من مليون ونصف المليون من المواطنين ومنع أهم مقومات الحياة عنهم، والقول إن الفلسطينيين أعداء يجب محاربتهم على الدوام.
من حق الصهاينة أن يفعلوا ما يشاؤون، ومن حقهم أن يقولوا ما يروق لهم، ولكن ماذا قال العرب، وماذا سيفعلون؟!
يدور حديث كثير حول التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والصهاينة، وقد قبل الفلسطينيون هذه التهدئة التي تم بحثها في مصر وتحت رعايتها ولكن الصهاينة حسب كل أقوال زعمائهم أعلنوا أنهم لن يقبلوا هذه التهدئة لأنها -كما يقولون- تصب في مصلحة «حماس» وهم لا يريدون لحماس وكل أهالي غزة أن يعيشوا في هدوء مادامت الأوضاع كلها تصب في صالحهم.
الصهاينة ارتكبوا مجزرة بشعة في بيت حانون فقتلوا عائلة بأكملها، أم وأربعة من أبنائها، فماذا حدث؟!
الرئيس الأمريكي لم ير مطلقاً هذه المجزرة، ولم ير الجثث المتفحمة للأطفال وأمهم وإنما الذي رآه فقط الصواريخ الفلسطينية التي تنطلق من غزة وكأن هذه الصواريخ هي التي تحدث المجازر في إسرائيل!!
وزيرة الخارجية الصهيونية كانت أكثر وقاحة فقررت -فضّ الله فاها- أن المسلحين الفلسطينيين هم الذين قتلوا العائلة كلها ولا علاقة للجنود الصهاينة بهذه المجزرة!!
بطبيعة الحال هذه ليست أول عائلة يقتل العديد من أفرادها، وليست أول عائلة تهدم منازلها وتجرف مزارعها فهناك العديد من هذه العوائل التي أصيبت وتفرقت وفقدت العديد من أبنائها.
والجرائم الصهيونية لم يسلم منها أحد؛ لا من قادة المقاومة جميعاً، ولا من الأفراد الذين لا علاقة لهم بالمقاومة، ولا من الحجر أو الشجر..
لكن إذا كان الصهاينة يفعلون ما يعتقدون أنه حق، فماذا فعل العرب في الدفاع عن بلد عربي وعن شعب عربي وعن المقدسات الإسلامية في فلسطين؟!
بعض الدول العربية لازالت تقيم علاقات طبيعية مع الصهاينة بحجة أن هذه العلاقة تصب في مصلحة الفلسطينيين؛ فإذا كان الأمر كذلك فأين هذه المصلحة ومتى نراها؟ أليس من الواجب أن تظهر في هذه الظروف المأساوية التي يمر بها سكان غزة».
إن واجب دولنا العربية أن لا تقف مكتوفة الأيدي فتعطي دعماً مباشراً للصهاينة ليفعلوا ما يشاؤون لأنهم يرون أن العرب صامتون والغرب والأمريكان مؤيدون..
إن أبسط الحقوق الإنسانية أن يفتح معبر رفح ولا يكتفى بالقول إن هناك معاهدات لا تسمح بمثل هذا العمل لأنهم يرون أن الصهاينة لا يمتثلون لأية قوانين مهما كانت الجهة التي تصدرها فلماذا العرب وحدهم هم من ينبغي أن يمتثل لقوانين ظالمة؟!
ومن واجب العرب جميعاً أن يدعموا أهالي غزة بكل شيء يحتاجونه من أجل الدفاع عن أنفسهم، لأنهم بهذا العمل يرفعون مكانتهم أمام العالم كله ويجبرون الآخرين على احترامهم.
الصهاينة استقبلوا الرئيس كارتر ببرود شديد، بل لم يسمحوا له بزيارة غزة لأنه -فقط- أعلن عن رغبته في لقاء بعض قادة حماس، وأكثر من ذلك شنوا عليه حملة شرسة، وسؤالي: هل يستطيع العرب أن يفعلوا شيئاً من هذا مع أعدائهم؟! للصهاينة أن يحتفلوا كما يشاؤون، وللرئيس بوش أن يحتفل معهم كما يشاء، لكن الواضح أن هذه الدولة ورغم مرور الستين عاماً ورغم كل الإمكانات لديها قد فشلت.
ليت العرب جميعاً يتحركون وليتهم يدركون أنهم يملكون كل عناصر القوة، وأنهم أقوى بكثير من الصهاينة ومن معهم.. ليت..!!
* أكاديمي وكاتب سعودي
للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 113 مسافة ثم الرسالة
الرئيس بوش ومنذ بداية توليه الرئاسة وهو يعلن أنه أول رئيس أمريكي يعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وما فتئ يردد هذه الأقوال حتى وهو على وشك الزوال.. ولم نر الدولة الفلسطينية قامت بل إنه استقبل الرئيس الفلسطيني في آخر زيارة له بصورة أزعجت الأخير وجعلته يعود من واشنطن بدون وعود حتى ولو كانت كاذبة.
وبمناسبة الوعود الكاذبة فكلنا نتذكر أنه قبل خمس سنوات أعلن نهاية حربه في العراق وها هي الحرب تزداد يوماً بعد آخر، والدمار يزداد يوماً بعد آخر، ومع هذا كله فما زال الرئيس يعلن أنه حقق تقدماً كبيراً في العراق وأن العراق سيكون النموذج الحقيقي للديمقراطية في العالم العربي!!
وما قاله عن العراق يقوله عن أفغانستان مع أن الجميع يعرف أن قوة طالبان في ازدياد، بل إنهم كادوا يقتلون الرئيس الأفغاني قبل عدة أيام.
الصهاينة يستعدون للاحتفال بمرور ستين عاماً على اغتصابهم لفلسطين، وهم يحتفلون يومياً بقتل أعداد من الفلسطينيين؛ رجالاً ونساءً وأطفالاً، كما يحتفلون بحصار أكثر من مليون ونصف المليون من المواطنين ومنع أهم مقومات الحياة عنهم، والقول إن الفلسطينيين أعداء يجب محاربتهم على الدوام.
من حق الصهاينة أن يفعلوا ما يشاؤون، ومن حقهم أن يقولوا ما يروق لهم، ولكن ماذا قال العرب، وماذا سيفعلون؟!
يدور حديث كثير حول التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والصهاينة، وقد قبل الفلسطينيون هذه التهدئة التي تم بحثها في مصر وتحت رعايتها ولكن الصهاينة حسب كل أقوال زعمائهم أعلنوا أنهم لن يقبلوا هذه التهدئة لأنها -كما يقولون- تصب في مصلحة «حماس» وهم لا يريدون لحماس وكل أهالي غزة أن يعيشوا في هدوء مادامت الأوضاع كلها تصب في صالحهم.
الصهاينة ارتكبوا مجزرة بشعة في بيت حانون فقتلوا عائلة بأكملها، أم وأربعة من أبنائها، فماذا حدث؟!
الرئيس الأمريكي لم ير مطلقاً هذه المجزرة، ولم ير الجثث المتفحمة للأطفال وأمهم وإنما الذي رآه فقط الصواريخ الفلسطينية التي تنطلق من غزة وكأن هذه الصواريخ هي التي تحدث المجازر في إسرائيل!!
وزيرة الخارجية الصهيونية كانت أكثر وقاحة فقررت -فضّ الله فاها- أن المسلحين الفلسطينيين هم الذين قتلوا العائلة كلها ولا علاقة للجنود الصهاينة بهذه المجزرة!!
بطبيعة الحال هذه ليست أول عائلة يقتل العديد من أفرادها، وليست أول عائلة تهدم منازلها وتجرف مزارعها فهناك العديد من هذه العوائل التي أصيبت وتفرقت وفقدت العديد من أبنائها.
والجرائم الصهيونية لم يسلم منها أحد؛ لا من قادة المقاومة جميعاً، ولا من الأفراد الذين لا علاقة لهم بالمقاومة، ولا من الحجر أو الشجر..
لكن إذا كان الصهاينة يفعلون ما يعتقدون أنه حق، فماذا فعل العرب في الدفاع عن بلد عربي وعن شعب عربي وعن المقدسات الإسلامية في فلسطين؟!
بعض الدول العربية لازالت تقيم علاقات طبيعية مع الصهاينة بحجة أن هذه العلاقة تصب في مصلحة الفلسطينيين؛ فإذا كان الأمر كذلك فأين هذه المصلحة ومتى نراها؟ أليس من الواجب أن تظهر في هذه الظروف المأساوية التي يمر بها سكان غزة».
إن واجب دولنا العربية أن لا تقف مكتوفة الأيدي فتعطي دعماً مباشراً للصهاينة ليفعلوا ما يشاؤون لأنهم يرون أن العرب صامتون والغرب والأمريكان مؤيدون..
إن أبسط الحقوق الإنسانية أن يفتح معبر رفح ولا يكتفى بالقول إن هناك معاهدات لا تسمح بمثل هذا العمل لأنهم يرون أن الصهاينة لا يمتثلون لأية قوانين مهما كانت الجهة التي تصدرها فلماذا العرب وحدهم هم من ينبغي أن يمتثل لقوانين ظالمة؟!
ومن واجب العرب جميعاً أن يدعموا أهالي غزة بكل شيء يحتاجونه من أجل الدفاع عن أنفسهم، لأنهم بهذا العمل يرفعون مكانتهم أمام العالم كله ويجبرون الآخرين على احترامهم.
الصهاينة استقبلوا الرئيس كارتر ببرود شديد، بل لم يسمحوا له بزيارة غزة لأنه -فقط- أعلن عن رغبته في لقاء بعض قادة حماس، وأكثر من ذلك شنوا عليه حملة شرسة، وسؤالي: هل يستطيع العرب أن يفعلوا شيئاً من هذا مع أعدائهم؟! للصهاينة أن يحتفلوا كما يشاؤون، وللرئيس بوش أن يحتفل معهم كما يشاء، لكن الواضح أن هذه الدولة ورغم مرور الستين عاماً ورغم كل الإمكانات لديها قد فشلت.
ليت العرب جميعاً يتحركون وليتهم يدركون أنهم يملكون كل عناصر القوة، وأنهم أقوى بكثير من الصهاينة ومن معهم.. ليت..!!
* أكاديمي وكاتب سعودي
للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 113 مسافة ثم الرسالة