* توقفت أمام قبر سيد الشهداء، أعز فتيان قريش وأقواهم شكيمة، أزاحم في الصفوف التي تعرف من تناديه: أسد الله. وسالت دموعي شخصية في عيني، ومع دموعي عاد بي التاريخ المضيء موقفاً إثر موقف، وموقعة تتلوها موقعة. وكان من الصعب على إنسان مسلم أن لا يتوقف أمام هذا المزار الذي يحكي لكل مسلم: كفاح، وتضحيات وهو يضحي بدمه الزكي الطاهر، في سبيل نشر دعوة أعظم الرسل.
وفي ما حاول تجسيده/ خالد محمد خالد، وصفه بقوله: «كان حمزة يحمل عقلاً نافذاً، وضميراً مستقيماً.. وحين عاد إلى بيته، ونضا عنه متاعب يومه، جلس يفكّر، ويدير خواطره على هذا الذي حدث من قريب.
كيف أعلن إسلامه، ومتى؟! لقد أعلنه في لحظةٍ من لحظات الحَميَّة، والغضب، والانفعال.. بعد أن ساءه أن يُساء إلى ابن أخيه، ويظلم دون أن يجد له ناصراً، فغضب له وأخذته الحميَّة لشرف بني هاشم، فشجَّ رأس أبي جهل وصرخ في وجهه بإسلامه.
* ولكن، هل هذا هو الطريق الأمثل لكي يغادر الإنسان دين آبائه وقومه.. دين الدهور والعصور. ثم يستقبل ديناً جديداً لم يختبر بعد تعاليمه، ولا يعرف عن حقيقته إلا قليلاً؟! صحيح أنه لا يشكّ لحظة في صدق «محمد» ونزاهة قصده، ولكن أيمكن أن يستقبل امرؤ ديناً جديداً، بكل ما يفرضه من مسؤوليات وتبعات، في لحظة غضب، مثلما صنع «حمزة» الآن؟!
لقد كان يطوي صدره على احترام هذه الدعوة الجديدة التي يحمل ابن أخيه لواءها، ولكن.. إذا كان مقدوراً له أن يكون أحد أتباع هذه الدعوة، المؤمنين بها، والذائدين عنها.. فما الوقت المناسب للدخول في هذا الدين؟!
* * *
* وفي لحظات وداعه يوم (أحد)، لم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تحيَّة يودعه بها خيراً من أن يصلّي عليه بعدد شهداء المعركة جميعاً... حتى صلى عليه الصلاة والسلام على عمّه يومئذ سبعين صلاة.
* * *
* آخر الكلام:
* قال عبدالله بن رواحة:
بكَت عيني وحقَّ لها بُكاها
وما يُغني البكاء ولا العويل
على أسدِ الإله غداةَ قالوا:
أحمزة ذا كُم الرجُل القتيل
أصيبَ المسلمون به جميعاً
هناك وقد أصيبَ به الرسول
أبا يَعلي، لكَ الأركان هُدَّت
وأنت الماجدُ البَرُّ الوصول
A_Aljifri@Hotmail.Com
للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 156 مسافة ثم الرسالة
وفي ما حاول تجسيده/ خالد محمد خالد، وصفه بقوله: «كان حمزة يحمل عقلاً نافذاً، وضميراً مستقيماً.. وحين عاد إلى بيته، ونضا عنه متاعب يومه، جلس يفكّر، ويدير خواطره على هذا الذي حدث من قريب.
كيف أعلن إسلامه، ومتى؟! لقد أعلنه في لحظةٍ من لحظات الحَميَّة، والغضب، والانفعال.. بعد أن ساءه أن يُساء إلى ابن أخيه، ويظلم دون أن يجد له ناصراً، فغضب له وأخذته الحميَّة لشرف بني هاشم، فشجَّ رأس أبي جهل وصرخ في وجهه بإسلامه.
* ولكن، هل هذا هو الطريق الأمثل لكي يغادر الإنسان دين آبائه وقومه.. دين الدهور والعصور. ثم يستقبل ديناً جديداً لم يختبر بعد تعاليمه، ولا يعرف عن حقيقته إلا قليلاً؟! صحيح أنه لا يشكّ لحظة في صدق «محمد» ونزاهة قصده، ولكن أيمكن أن يستقبل امرؤ ديناً جديداً، بكل ما يفرضه من مسؤوليات وتبعات، في لحظة غضب، مثلما صنع «حمزة» الآن؟!
لقد كان يطوي صدره على احترام هذه الدعوة الجديدة التي يحمل ابن أخيه لواءها، ولكن.. إذا كان مقدوراً له أن يكون أحد أتباع هذه الدعوة، المؤمنين بها، والذائدين عنها.. فما الوقت المناسب للدخول في هذا الدين؟!
* * *
* وفي لحظات وداعه يوم (أحد)، لم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تحيَّة يودعه بها خيراً من أن يصلّي عليه بعدد شهداء المعركة جميعاً... حتى صلى عليه الصلاة والسلام على عمّه يومئذ سبعين صلاة.
* * *
* آخر الكلام:
* قال عبدالله بن رواحة:
بكَت عيني وحقَّ لها بُكاها
وما يُغني البكاء ولا العويل
على أسدِ الإله غداةَ قالوا:
أحمزة ذا كُم الرجُل القتيل
أصيبَ المسلمون به جميعاً
هناك وقد أصيبَ به الرسول
أبا يَعلي، لكَ الأركان هُدَّت
وأنت الماجدُ البَرُّ الوصول
A_Aljifri@Hotmail.Com
للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 156 مسافة ثم الرسالة