-A +A
زياد عيتاني ـ بيروت، ربيع شاهين ـ القاهرة
بدأت اللجنة الوزارية العربية مهمتها في بيروت وسط تكتم شديد من أعضاء اللجنة التي يرأسها وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني حول أجواء المحادثات التي أجراها في بيروت. الوفد وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي حيث كان في استقباله وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة أمل النائب علي بزي وانتقل إلى قصر عين التينة حيث عقد اجتماعاً مطولاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وغادر دون الادلاء بأي تصريح ليعقد بعد ذلك اجتماعاً مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وصول الوفد العربي سمح بفتح طريق المطار الدولي بعد إزالة السواتر إلا أن عبورها بقي مقتصراً على سيارات الوفد العربي، فيما أكدت مصادر مطلعة في المعارضة لـ"عكاظ": "ان طريق المطار سيتم إعادة اقفالها بعد مغادرة الوفد العربي في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي كافة المسائل العالقة". الوزير المستقيل فوزي صلوخ لفت بعد وصول الوفد إلى أن المؤشرات تدل على أن مجلس الوزراء سيلغي القرارين الحكوميين، وقال : "يبدو أن الوفد يحمل جدولاً موضوعياً للتوصل إلى حلّ، والمؤشرات تدل على أن مجلس الوزراء سيتراجع عن هذين القرارين أو سيأخذ إجراء بإلغائهما، والإلغاء هو اهم شيء، فالتجميد لا ينفع، وعند إلغاء هذين القرارين نعود إلى طاولة الحوار وسيعود الأمر إلى ما كان عليه في الخامس من مايو".
مصادر أمنية مطلعة في بيروت أشارت لـ"عكاظ" ان "الهدوء الذي يسود المناطق اللبنانية حالياً هو رهن للتطورات السياسية في الساعات الثماني والأربعين المقبلة، ففي حال تمّ التوصل إلى تسوية على قاعدة تراجع الحكومة عن القرارين موضوع النزاع، فإن الهدوء سيتوسع ويترسخ، وفي حال لم يتم التوصل إلى هكذا تسوية، فإن الاوضاع الأمنية ستتدهور لتعود المعارك وبشكل أكثر شراسة.

ميدانياً، استمر الهدوء الحذر في كافة المناطق التي شهدت توتراً في الأيام الماضية. فالطرق في بيروت ما تزال مقطوعة في جسر فؤاد شهاب، كورنيش المزرعة مقابل جامع عبد الناصر وعلى مستديرة الطيونة، فيما كانت الحركة خجولة جداً في الشوارع الداخلية كما لم يلتزم الكثير من الموظفين بالحضور إلى مراكز عملهم لصعوبة الانتقال وخوفاً من بعض التجاوزات.
من جهتها اعلنت دمشق امس دعمها جهود اللجنة الوزارية العربية حول لبنان، ودعت كل الاطراف اللبنانيين الى الحوار، بحسب ما صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.
وقال المصدر المسؤول في اول رد فعل سوري رسمي على مهمة الوفد ان سوريا "تؤكد دعمها جهود اللجنة الوزارية العربية برئاسة دولة قطر والهادفة الى وضع المبادرة العربية موضع التنفيذ كخطة متكاملة ببنودها الثلاثة".
وقالت مصادر في الجامعة العربية إن اللجنة ستقدم تقريرا مفصلا عن نتائج مهمتها التي بدأت أمس وإبلاغ الدول العربية بنتائج مهمتها عقب انتهاء مهمتها. من جهة ثانية اكد البيت الابيض ان الولايات المتحدة تتوقع ان يتولى مجلس الامن الدولي الاسبوع المقبل معالجة الازمة التي شهدها لبنان. فيما قال نائب رئيس مجلس الامن القومي في البيت الابيض اليوت ابرامز ان واشنطن تعتزم تكثيف ضغوطها على سوريا وايران لدعمهما المفترض لتحرك حزب الله ضد الحكومة اللبنانية. مضيفا "سنقوم ببعض الخطوات خلال الاسبوع الجاري وقد نبدأ بمجلس الامن الدولي".