في موسم هطول الأمطار يضع أهالي عسير أياديهم على قلوبهم حذر السيول والصواعق، اذ ما تزال ذاكرة المنطقة تحتفظ بالعديد من حوادث الأودية التي راح ضحيتها عدد من المواطنين. في أحد المجالس بمدينة أبها ناقش عدد من المجتمعين أخطار السيول والأمطار وكيفية الحد من الآثار المترتبة عليها. محمد عوض عسيري: منذ القدم استطاع المواطن في عسير ان يتعايش مع بيئته الجنوبية القاسية، ورغم قسوة الطبيعة إلا ان جيل الآباء والأجداد استطاعوا التكيف مع بيئتهم على الرغم من التحديات. منطقة عسير بما أنها بيئة متعددة في طبيعتها الجغرافية انتشرت وتنوعت فيها مظاهر الحياة ومصادر الرزق ليجد أهل عسير أنفسهم قديما بين مربي الماشية الذين تمثل لهم المواشي مصدر رزق وعيش وبين مزارعين عاشوا على دخل مزارعهم وما تجود به من خيرات موسمية مرتبطة كل الارتباط بنزول المطر وآخرين كانت لهم حرف يدوية تشكل مصدر دخل لا بأس به.
ارتباط المطر بالحياة
الشاب عبد الله اليزيدي: نحن في عسير لنا ارتباط وثيق بالمطر وهو ارتباط فطري فبمجرد هطول الأمطار يشعر الشخص أن رحمة الله تعالى تعم الأخضر واليابس وقديما كانت عين المواطن في عسير لا تنفك تراقب السماء وألسنة الناس تلهج صباح مساء في طلب الغيث فرعاة الإبل والغنم والبقر ينتظرون من مولاهم فرجه القريب لتنبت الأرض وتخضر وترعى مواشيهم وأهل الطين من رواد الزراعة لا ينفكون في طلب المطر والغيث لتمتلئ آبارهم وترتوي مزارعهم وتفيض بالخير أوديتهم ومن هنا ارتبطت حياة المواطن في عسير منذ القدم بالأمطار وباتت جزءا من حياتهم إلا أنها بالرغم من ذلك تبقى جزءا من معاناتهم ومصدر قلق بالنسبة لهم.
حكاية الموت
وقد شهد المجتمع العسيري والسعودي بأسره أكبر حادثة مأساوية ارتبطت بالسيول كان ميدانها عقبة ضلع التي باتت من أشهر مكامن الموت في المملكة نظرا لعدة اعتبارات من أهمها أنها الطريق الذي يربط بين منطقتي جازان وعسير ورواد هذه العـــقـبـة كـثـر وتحظى بكثافــــة مرورية عالية على مدار السنة وتتضاعف هذه الكثافة مع اختلاف مواسم السياحة في منطقة عسير حيث تتضاعف الأعداد في فصل الشتاء نظرا لكثرة الباحثين عن الدفء والذين تبدأ قوافلهم تملأ جنبات هذا الطريق وتعم كل مناطق الأودية الدافئة في تهامة لأن عقبة ضلع تعتبر مجمعا للأودية الكبيرة القادمة من المرتفعات المجاورة لها والتي تأتي في أغلب الأحيان دون سابق إنذار.
من الجمال ما قتل
مرعي حسن يقول: مع المطر تتعدد الصور الجمالية في عسير وتتدفق اوديتها بما ينفع الناس وترسم صورا حية تكسب المشاهد الشيء الكثير من المتعة إلا أن من الجمال ما قتل وموسم الامطار في عسير الذي يتزامن مع موسم السياحة الشتوية وخروج الناس للاستمتاع بالاجواء الدافئة في بطون الاودية في تهامة يعد من ضروب الجمال والمتعة التي يحظى بها ساكنو منطقة عسير مادامت الأمور تسير على ما يرام ولم تحدث مأساة تتحول معها معالم الجمال الى أتراح إلا أن الإقبال الشديد الذي تشهده أودية عسير في موسم الشتاء البارد يظهر معه العديد من المخالفات التي قد تتسبب في كوارث -لا قدر الله- وتظهر بعض الممارسات الخاطئة من بعض الأسر والأشخاص على حد سواء ولا يختلف كثيرا إن كانت تلك الممارسات صادرة من أشخاص أو أفراد لأنها في النهاية تمس أرواحا بشرية في حال حدث مكروه ومن بين أهم الممارسات الخاطئة الجلوس في الأودية دون تحسب لما قد تأتي به خاصة أن أودية عسير تأتيها السيول من قمم الجبال دون أن يعلم من في أسفل الوادي بقدومها لتشكل بذلك خطرا كبيرا يجرف معه كل ما يقابله.
موسم محفوف بالخطر
ياسر القحطاني (أحد هواة الرحلات البرية): موسم الأمطار في عسير محفوف بالمخاطر للطبيعة الجغرافية للمنطقة فهي عامل مساعد لان تكون هذه الأمطار مصدر خطر فانحدار السيول من أعالي الجبال الشاهقة ووجود الأودية عوامل مساعدة لنشوء الخطر المباغت ويكفي مثالا الأشخاص الذين التهمتهم السيول وقد مررت بتجربة قاسية مع عدد من أصدقائي وذلك عندما داهمنا سيل كبير ونحن في أحد الأودية إلا أن الله قدر ولطف، حيث كنا نجلس في أحد أودية ضلع وكان الجو صحوا إلا أننا فوجئنا بدورية الدفاع المدني تنادي عبر مكبر الصوت وتأمرنا بالخروج من الوادي إلا أننا لم نستجب لأننا لم نر داعيا لذلك وبعد حوالى ربع ساعة سمعنا صوتا مدويا قادما من أعلى الوادي فاستقلينا سيارتنا وتركنا أغراضنا في الوادي على أمل أن نعود بعد أن نعرف مصدر ذلك الصوت وبعد أن خرجنا من الوادي بأقل من دقيقة تقريبا فوجئنا بسيل ضخم يجرف أغراضنا ويملأ جنبات الوادي الذي كنا نجلس فيه لنتبين أن مناطق السراة حظيت بمطر غزير سالت منه الأودية دون أن نشعر بذلك ولكن الله قدر ولطف.
تصور خاطئ
هاني أحمد: من بين المظاهر السلبية الأخرى التي تظهر في الأودية إصرار البعض على عبور الأودية بسياراتهم دون مراعاة لما قد يترتب على ذلك من مخاطر إلا أن البعض ترتسم في مخيلته فكرة أن السيارات التي تتمتع بدفع رباعي لا يمكن للسيل أن يجرفها وهذا الأمر الذي أغرى الكثيرين ممن جرفت سياراتهم.
مخاطرة في الوادي
محمد الشهري: أصريت مع أحد الأصدقاء أن نعبر أحد الأودية في عسير بالرغم من أنه كان يجري بقوة وبالرغم من محاولات العديد من الأشخاص منعي من النزول إلا أنني أصريت على ذلك ونزلت إلى الوادي وعند وصولي لمنتصف الوادي انطفأت السيارة وبدأ السيل يجرفنا شيئا فشيئا حتى علقنا على صخرة بجوار الوادي وتدخل الناس الذين كانوا يحاولون منعنا من النزول للوادي لينقذونا من موت محقق.
خالد عسيري: لا تقتصر الممارسات الخاطئة على النزول في الأودية رغبة في النزهة والمتعة فهناك من يرعى أغنامه ومواشيه في الأودية نظرا لتوفر العشب فيها متجاهلا الأخطار التي قد تلحق به وبمواشيه وقد شهد أحد أودية عسير أحد الحوادث عندما جرفت السيول أكثر من خمسة عشر رأسا من الأغنام كانت ترعاها إمرأة عجوز في الوادي دون علمها بنزول سيل قادم من الجبال البعيدة.
مقترحات للحد من الكوارث
أعضاء المجالس اقترحوا بعض الحلول التي تحد من كوارث السيول من أبرزها دعم فرق الدفاع المدني في المناطق التي تشهد كوارث متكررة ونشر الوعي العام لدى المواطن والمقيم في عسير وافتتاح مراكز دفاع مدني للمتطوعين من الشباب الذين لديهم الرغبة الجامحة في العمل التطوعي وممارسته تحت إشراف أجهزة رسمية تدرب وتشرف على هذه المراكز ودعم المشاريع الحالية وتطويرها وخاصة مشاريع درء أخطار السيول.
ارتباط المطر بالحياة
الشاب عبد الله اليزيدي: نحن في عسير لنا ارتباط وثيق بالمطر وهو ارتباط فطري فبمجرد هطول الأمطار يشعر الشخص أن رحمة الله تعالى تعم الأخضر واليابس وقديما كانت عين المواطن في عسير لا تنفك تراقب السماء وألسنة الناس تلهج صباح مساء في طلب الغيث فرعاة الإبل والغنم والبقر ينتظرون من مولاهم فرجه القريب لتنبت الأرض وتخضر وترعى مواشيهم وأهل الطين من رواد الزراعة لا ينفكون في طلب المطر والغيث لتمتلئ آبارهم وترتوي مزارعهم وتفيض بالخير أوديتهم ومن هنا ارتبطت حياة المواطن في عسير منذ القدم بالأمطار وباتت جزءا من حياتهم إلا أنها بالرغم من ذلك تبقى جزءا من معاناتهم ومصدر قلق بالنسبة لهم.
حكاية الموت
وقد شهد المجتمع العسيري والسعودي بأسره أكبر حادثة مأساوية ارتبطت بالسيول كان ميدانها عقبة ضلع التي باتت من أشهر مكامن الموت في المملكة نظرا لعدة اعتبارات من أهمها أنها الطريق الذي يربط بين منطقتي جازان وعسير ورواد هذه العـــقـبـة كـثـر وتحظى بكثافــــة مرورية عالية على مدار السنة وتتضاعف هذه الكثافة مع اختلاف مواسم السياحة في منطقة عسير حيث تتضاعف الأعداد في فصل الشتاء نظرا لكثرة الباحثين عن الدفء والذين تبدأ قوافلهم تملأ جنبات هذا الطريق وتعم كل مناطق الأودية الدافئة في تهامة لأن عقبة ضلع تعتبر مجمعا للأودية الكبيرة القادمة من المرتفعات المجاورة لها والتي تأتي في أغلب الأحيان دون سابق إنذار.
من الجمال ما قتل
مرعي حسن يقول: مع المطر تتعدد الصور الجمالية في عسير وتتدفق اوديتها بما ينفع الناس وترسم صورا حية تكسب المشاهد الشيء الكثير من المتعة إلا أن من الجمال ما قتل وموسم الامطار في عسير الذي يتزامن مع موسم السياحة الشتوية وخروج الناس للاستمتاع بالاجواء الدافئة في بطون الاودية في تهامة يعد من ضروب الجمال والمتعة التي يحظى بها ساكنو منطقة عسير مادامت الأمور تسير على ما يرام ولم تحدث مأساة تتحول معها معالم الجمال الى أتراح إلا أن الإقبال الشديد الذي تشهده أودية عسير في موسم الشتاء البارد يظهر معه العديد من المخالفات التي قد تتسبب في كوارث -لا قدر الله- وتظهر بعض الممارسات الخاطئة من بعض الأسر والأشخاص على حد سواء ولا يختلف كثيرا إن كانت تلك الممارسات صادرة من أشخاص أو أفراد لأنها في النهاية تمس أرواحا بشرية في حال حدث مكروه ومن بين أهم الممارسات الخاطئة الجلوس في الأودية دون تحسب لما قد تأتي به خاصة أن أودية عسير تأتيها السيول من قمم الجبال دون أن يعلم من في أسفل الوادي بقدومها لتشكل بذلك خطرا كبيرا يجرف معه كل ما يقابله.
موسم محفوف بالخطر
ياسر القحطاني (أحد هواة الرحلات البرية): موسم الأمطار في عسير محفوف بالمخاطر للطبيعة الجغرافية للمنطقة فهي عامل مساعد لان تكون هذه الأمطار مصدر خطر فانحدار السيول من أعالي الجبال الشاهقة ووجود الأودية عوامل مساعدة لنشوء الخطر المباغت ويكفي مثالا الأشخاص الذين التهمتهم السيول وقد مررت بتجربة قاسية مع عدد من أصدقائي وذلك عندما داهمنا سيل كبير ونحن في أحد الأودية إلا أن الله قدر ولطف، حيث كنا نجلس في أحد أودية ضلع وكان الجو صحوا إلا أننا فوجئنا بدورية الدفاع المدني تنادي عبر مكبر الصوت وتأمرنا بالخروج من الوادي إلا أننا لم نستجب لأننا لم نر داعيا لذلك وبعد حوالى ربع ساعة سمعنا صوتا مدويا قادما من أعلى الوادي فاستقلينا سيارتنا وتركنا أغراضنا في الوادي على أمل أن نعود بعد أن نعرف مصدر ذلك الصوت وبعد أن خرجنا من الوادي بأقل من دقيقة تقريبا فوجئنا بسيل ضخم يجرف أغراضنا ويملأ جنبات الوادي الذي كنا نجلس فيه لنتبين أن مناطق السراة حظيت بمطر غزير سالت منه الأودية دون أن نشعر بذلك ولكن الله قدر ولطف.
تصور خاطئ
هاني أحمد: من بين المظاهر السلبية الأخرى التي تظهر في الأودية إصرار البعض على عبور الأودية بسياراتهم دون مراعاة لما قد يترتب على ذلك من مخاطر إلا أن البعض ترتسم في مخيلته فكرة أن السيارات التي تتمتع بدفع رباعي لا يمكن للسيل أن يجرفها وهذا الأمر الذي أغرى الكثيرين ممن جرفت سياراتهم.
مخاطرة في الوادي
محمد الشهري: أصريت مع أحد الأصدقاء أن نعبر أحد الأودية في عسير بالرغم من أنه كان يجري بقوة وبالرغم من محاولات العديد من الأشخاص منعي من النزول إلا أنني أصريت على ذلك ونزلت إلى الوادي وعند وصولي لمنتصف الوادي انطفأت السيارة وبدأ السيل يجرفنا شيئا فشيئا حتى علقنا على صخرة بجوار الوادي وتدخل الناس الذين كانوا يحاولون منعنا من النزول للوادي لينقذونا من موت محقق.
خالد عسيري: لا تقتصر الممارسات الخاطئة على النزول في الأودية رغبة في النزهة والمتعة فهناك من يرعى أغنامه ومواشيه في الأودية نظرا لتوفر العشب فيها متجاهلا الأخطار التي قد تلحق به وبمواشيه وقد شهد أحد أودية عسير أحد الحوادث عندما جرفت السيول أكثر من خمسة عشر رأسا من الأغنام كانت ترعاها إمرأة عجوز في الوادي دون علمها بنزول سيل قادم من الجبال البعيدة.
مقترحات للحد من الكوارث
أعضاء المجالس اقترحوا بعض الحلول التي تحد من كوارث السيول من أبرزها دعم فرق الدفاع المدني في المناطق التي تشهد كوارث متكررة ونشر الوعي العام لدى المواطن والمقيم في عسير وافتتاح مراكز دفاع مدني للمتطوعين من الشباب الذين لديهم الرغبة الجامحة في العمل التطوعي وممارسته تحت إشراف أجهزة رسمية تدرب وتشرف على هذه المراكز ودعم المشاريع الحالية وتطويرها وخاصة مشاريع درء أخطار السيول.