لا يمكن حصر المعالم التاريخية لمخلاف جرش في المدينة الأثرية، إذ تشير عدة مصادر إلى وجود علاقة وثيقة بين المواقع التاريخية باعتبارها ضمن حدود مخلاف جرش وجزءا من هويته الأثرية . ولعل أهم هذه الآثار التي ما زالت ماثلة للعيان طريق التجارة القديم الذي يخترق الجهة الشرقية من منطقة عسير عند ظهران الجنوب يلاحظ أن الاقدمين قد أحسنوا اختيار مسالكه بعيداً عن مجاري السيول والأمطار ، ويبدو أن حرصهم على تحديد الطريق الذي يمر عبر الجبال والسهول وضفاف الأودية قد دفعهم إلى اختيار مسارات يسهل اقتفاء الأثر عبرها وتحديد اتجاه السير الصحيح ( في رحلة الشتاء إلى اليمن ) دون التوهان في منطقة تجمع طبيعتها بين الجبال والصحاري والأودية والسهول ، وما تزال بعض الأجزاء من جوانب الطريق المبنية بالحجر، وأرضياته المرصوفة قائمة حتى اليوم ، وقد روعي في هذا الجزء من الطريق ( كما هو الحال عليه في بقية الأجزاء ) الاهتمام براحة المسافرين فأنشئت المحطات ومصادر المياه على مسافات مناسبة كما يدل على ذلك بقايا المباني والآبار التي طمرتها الأتربة والرمال .
وإضافة إلى مدينة جرش تنتشر في عسير عددا من المدن الأثرية وتكاد تكون إحدى العلامات البارزة، التي لا تخلو منها أي محافظة والأمثلة على ذلك كثيرة ففي الجهة الشمالية حيث تقع مدينة الجهوة الأثرية على حافة وادي النماص من جهة الجنوب، ذكرها الهمداني في كتابه ( صفة جزيرة العرب ) وأشار الى سعتها ووصفها بأنها أكبر من مدينة جرش، وأنها قاعدة لسلطنة صغيرة، وكان ذلك في عام 320هـ ، وما زالت بقايا أسسها القديمة وآثار سورها المنيع المبني بالحجارة ذات الحجم الكبير باقية حتى الآن أما سوقها القديم المعروف باسم سوق الرس، فللأسف لم يبق منه شيء بسبب الزحف العمراني والزراعي ، ومن الآثار الباقية في موقع المدينة بقايا الأفران وخبث الحديد التي تشير الى أن سكان مدينة الجهوة القدماء مارسوا مهنة تعدين الحديد أيضاً .
طريق الفيل
ويرى البعض أن وصف الطريق بطريق التجارة القديم ويذهب إلى أن الطريق الذي يخترق جرش من الجهة الشرقية هو طريق الفيل ويقصد به طريق فيلة إبرهة الحبشي، ويبرز كأحد أهم المعالم التاريخية في مخلاف جرش، ومازالت آثاره ظاهرة في منطقة ظهران الجنوب بالقرب من سراة عبيدة ، وتبدو معالم الطريق واضحة للعيان ويظهر على شكل ممرات جوانبها مبنية من الأحجار، أما أماكن السير فمرصوفة بطريقة تقليدية حيث ألقيت الأحجار والصخور بين جانبي الممر ثم أهيل عليها التراب، وعمدوا إلى وضع الأحجار للحفاظ على تماسك الممر وللحد من انجراف التربة بسب عوامل التعرية والأمطار . كما تشكل القلاع القديمة جانبا مهما من هوية مخلاف جرش، ولا يمكن حصر مواقع هذه القلاع في موقع محدد، فهي تنتشر في جميع أنحاء المنطقة من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق مرورا بوسطها ، كما أنها منتشرة في السهول والجبال وفي الأجزاء التهامية والسروية أيضا ، ولا تزال آثار القلاع باقية كشاهد حي يتحدث عن تاريخ هذه المنطقة وقد لعبت دوراً كبيراً في التحصين والدفاع عن المنطقة.
قلعة شمسان
ومن أبرز هذه القلاع شمسان وتقع في أبها عند قاعدة جبل متوسط الارتفاع عثر فيه على عدد من المدافن الحجرية عبارة عن رجوم كبيرة بالإضافة الى عدد من الأبنية المختلفة شيدت أسسها بألواح حجرية ما زالت قائمة حتى الآن ، أما الملتقطات فهي عبارة عن مجموعة من الأدوات الحجرية والصوانية بأحجام وأشكال متباينة تميزت بدقة وإتقان صناعتها تعود بتاريخها الى الألف الثالث ق.م ´ كما عثر في الموقع أيضاً على مجموعة من الكسر الفخارية ذات البطانة الحمراء يرجع زمنها الى الألف الأول ق.م. كما تشتهر شمسان بالقلعة المعروفة باسمها (قلعة شمسان ) وهي بناء كبير من الحجر يبلغ طوله 90م وعرضه 50م تميزت هذه القلعة باحتوائها على ثلاثة أبراج دفاعية في ثلاث من زواياها فقط بينما المعتاد أن يكون عدد الأبراج الركنية أربعة ، في كل زاوية برج كما تلاحظ أن كل برج يختلف عن الآخر من ناحية الشكل المعماري .
وتعتبر هذه القلعة الأشهر بين القلاع وهي تقع في الشمال من أبها تطل على الطريق العام القادم من عقبة شعار ومن عقبة الصماء، وهي أكبر القلاع مساحة لها باب غربي كبير ومحاطة بسور وفيها أبراج للحراسة والقلعة قد طالتها يد الاهمال وبحاجة للترميم فهي تمثل جزءاً من تاريخ المنطقة وكانت مقراً لاطلاق مدفع رمضان وموقعها الجيد فوق قمة جبل شمسان يتيح لها أن تأخذ مكانتها السياحية إذا ما استثمرت بشكل صحيح.
جبل ذرة
جبل ذرة يتوسط مدينة أبها وهو يطل على مدينة أبها من مختلف الاتجاهات فهو كالحارس الأمين لهذه المدينة ويطلق عليه اليوم مسمى الجبل الأخضر وهو يعتبر من أبرز معالم المدينة لارتفاعه واطلالته على المدينة وعلى سهول ووديان تهامة .
قلعة أبو خيال والدقل
تقع هذه القلعة على قمة جبل أبو خيال وعلى الحزام الدائري وتشرف بشكل مباشر على وادي ضلع .
وقلعة الدقل جبل مرتفع يقع شمال مدينة أبها ، وتظل هذه القلاع وغيرها من الأماكن الأثرية التي تؤكد أن عسير غنية بآثارها وتراثها وهذه القلاع بحاجة إلى عناية وترميم لإبرازها لتكون عامل جذب سياحي إلى جانب مقومات السياحة الأخرى في عسير لاسيما في ظل انتشارها في كافة أرجاء المنطقة .
ورغم أن هذه القلاع تكاد تشترك في طريق بنائها سواء التي تقع في الوادي أو الجبل ولا تختلف كثيرا عن شكلها الداخلي والخارجي إلا أن لكل قلعة وظيفتها الخاصة حيث يشير الباحث في علم الآثار أحمد العمري إلى أن القلاع الواقعة بجوار الأودية وبالقرب من المزارع كانت تستخدم للأغراض السلمية من خلال تخزين الحبوب والثمار والمنتوجات الزراعية أما القلاع التي بنيت على قمم الجبال وسفوحها فإنها كانت تستخدم كأبراج مراقبة في الغزوات والحروب لرصد الأعداء بالإضافة إلى استخدامها كمصدات أولية لرصد ومنع طلاع الغزاة .
ويختلف الباحث التاريخي الدكتور علي الغامدي مع هذه الرؤية حيث يشير إلى أن هذه القلاع متعددة الأغراض سواء التي تقع على ضفاف الأودية أو التي تقع على قمم الجبال ففي السلم تستخدم للأغراض السلمية كتخزين المواد والمنتوجات الزراعية أما في الحروب فتستخدم للتحصين وكأبراج مراقبة وكمواقع للرماه لصد الغزاة . ويضيف الدكتور الغامدي : الذي يؤكد هذا الرأي هو تشابه التصميم في هذه القلاع السهلية والجبلية منها فهناك مواقع في كل منها للتخزين إضافة إلى مواقع في أعلى هذه القلاع لجلوس الرماة وفتحات يمكن رمي السهام من خلالها أو رصد القادمين من مسافات بعيدة وكما أن وقوع هذه القلاع في قمم الجبال يسمح بمجال أبعد للرؤية فإنها في الغالب تقع على جبال تنتشر المزارع والقرى في سفوحها . وبإلقاء نظرة على هذه القلاع نجد أن معظمها يتكون من جزءين الأول عبارة عن قاعدة مربعة الشكل مبنية من الأحجار ويتراوح عرضها وطولها ما بين 3 إلى 5 أمتار أما ارتفاع القاعدة فيصل إلى 4 أمتار أما الجزء الثاني من القلعة فيبنى من الحجر والطين على القاعدة بشكل دائري أو مربع ويرتفع البناء أحيانا إلى أكثر من 10 أمتار ويلاحظ أن قاعدة القلعة تتسع كثيرا ويمكن استخدامها للتخزين فيما تضيق القلعة كلما صعدنا ، وفي أعلى القلعة توجد فتحات صغيرة وخلفها أماكن للجلوس لا تكفي إلا لجلوس شخص واحد وتبدو في أحد جوانب القلعة سلالم من الأخشاب وهي عبارة عن أغصان منحنية أدخل طرفاها في أحد الأركان بشكل متساو بحيث يمكن استخدامها عند الصعود .
وإضافة إلى مدينة جرش تنتشر في عسير عددا من المدن الأثرية وتكاد تكون إحدى العلامات البارزة، التي لا تخلو منها أي محافظة والأمثلة على ذلك كثيرة ففي الجهة الشمالية حيث تقع مدينة الجهوة الأثرية على حافة وادي النماص من جهة الجنوب، ذكرها الهمداني في كتابه ( صفة جزيرة العرب ) وأشار الى سعتها ووصفها بأنها أكبر من مدينة جرش، وأنها قاعدة لسلطنة صغيرة، وكان ذلك في عام 320هـ ، وما زالت بقايا أسسها القديمة وآثار سورها المنيع المبني بالحجارة ذات الحجم الكبير باقية حتى الآن أما سوقها القديم المعروف باسم سوق الرس، فللأسف لم يبق منه شيء بسبب الزحف العمراني والزراعي ، ومن الآثار الباقية في موقع المدينة بقايا الأفران وخبث الحديد التي تشير الى أن سكان مدينة الجهوة القدماء مارسوا مهنة تعدين الحديد أيضاً .
طريق الفيل
ويرى البعض أن وصف الطريق بطريق التجارة القديم ويذهب إلى أن الطريق الذي يخترق جرش من الجهة الشرقية هو طريق الفيل ويقصد به طريق فيلة إبرهة الحبشي، ويبرز كأحد أهم المعالم التاريخية في مخلاف جرش، ومازالت آثاره ظاهرة في منطقة ظهران الجنوب بالقرب من سراة عبيدة ، وتبدو معالم الطريق واضحة للعيان ويظهر على شكل ممرات جوانبها مبنية من الأحجار، أما أماكن السير فمرصوفة بطريقة تقليدية حيث ألقيت الأحجار والصخور بين جانبي الممر ثم أهيل عليها التراب، وعمدوا إلى وضع الأحجار للحفاظ على تماسك الممر وللحد من انجراف التربة بسب عوامل التعرية والأمطار . كما تشكل القلاع القديمة جانبا مهما من هوية مخلاف جرش، ولا يمكن حصر مواقع هذه القلاع في موقع محدد، فهي تنتشر في جميع أنحاء المنطقة من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق مرورا بوسطها ، كما أنها منتشرة في السهول والجبال وفي الأجزاء التهامية والسروية أيضا ، ولا تزال آثار القلاع باقية كشاهد حي يتحدث عن تاريخ هذه المنطقة وقد لعبت دوراً كبيراً في التحصين والدفاع عن المنطقة.
قلعة شمسان
ومن أبرز هذه القلاع شمسان وتقع في أبها عند قاعدة جبل متوسط الارتفاع عثر فيه على عدد من المدافن الحجرية عبارة عن رجوم كبيرة بالإضافة الى عدد من الأبنية المختلفة شيدت أسسها بألواح حجرية ما زالت قائمة حتى الآن ، أما الملتقطات فهي عبارة عن مجموعة من الأدوات الحجرية والصوانية بأحجام وأشكال متباينة تميزت بدقة وإتقان صناعتها تعود بتاريخها الى الألف الثالث ق.م ´ كما عثر في الموقع أيضاً على مجموعة من الكسر الفخارية ذات البطانة الحمراء يرجع زمنها الى الألف الأول ق.م. كما تشتهر شمسان بالقلعة المعروفة باسمها (قلعة شمسان ) وهي بناء كبير من الحجر يبلغ طوله 90م وعرضه 50م تميزت هذه القلعة باحتوائها على ثلاثة أبراج دفاعية في ثلاث من زواياها فقط بينما المعتاد أن يكون عدد الأبراج الركنية أربعة ، في كل زاوية برج كما تلاحظ أن كل برج يختلف عن الآخر من ناحية الشكل المعماري .
وتعتبر هذه القلعة الأشهر بين القلاع وهي تقع في الشمال من أبها تطل على الطريق العام القادم من عقبة شعار ومن عقبة الصماء، وهي أكبر القلاع مساحة لها باب غربي كبير ومحاطة بسور وفيها أبراج للحراسة والقلعة قد طالتها يد الاهمال وبحاجة للترميم فهي تمثل جزءاً من تاريخ المنطقة وكانت مقراً لاطلاق مدفع رمضان وموقعها الجيد فوق قمة جبل شمسان يتيح لها أن تأخذ مكانتها السياحية إذا ما استثمرت بشكل صحيح.
جبل ذرة
جبل ذرة يتوسط مدينة أبها وهو يطل على مدينة أبها من مختلف الاتجاهات فهو كالحارس الأمين لهذه المدينة ويطلق عليه اليوم مسمى الجبل الأخضر وهو يعتبر من أبرز معالم المدينة لارتفاعه واطلالته على المدينة وعلى سهول ووديان تهامة .
قلعة أبو خيال والدقل
تقع هذه القلعة على قمة جبل أبو خيال وعلى الحزام الدائري وتشرف بشكل مباشر على وادي ضلع .
وقلعة الدقل جبل مرتفع يقع شمال مدينة أبها ، وتظل هذه القلاع وغيرها من الأماكن الأثرية التي تؤكد أن عسير غنية بآثارها وتراثها وهذه القلاع بحاجة إلى عناية وترميم لإبرازها لتكون عامل جذب سياحي إلى جانب مقومات السياحة الأخرى في عسير لاسيما في ظل انتشارها في كافة أرجاء المنطقة .
ورغم أن هذه القلاع تكاد تشترك في طريق بنائها سواء التي تقع في الوادي أو الجبل ولا تختلف كثيرا عن شكلها الداخلي والخارجي إلا أن لكل قلعة وظيفتها الخاصة حيث يشير الباحث في علم الآثار أحمد العمري إلى أن القلاع الواقعة بجوار الأودية وبالقرب من المزارع كانت تستخدم للأغراض السلمية من خلال تخزين الحبوب والثمار والمنتوجات الزراعية أما القلاع التي بنيت على قمم الجبال وسفوحها فإنها كانت تستخدم كأبراج مراقبة في الغزوات والحروب لرصد الأعداء بالإضافة إلى استخدامها كمصدات أولية لرصد ومنع طلاع الغزاة .
ويختلف الباحث التاريخي الدكتور علي الغامدي مع هذه الرؤية حيث يشير إلى أن هذه القلاع متعددة الأغراض سواء التي تقع على ضفاف الأودية أو التي تقع على قمم الجبال ففي السلم تستخدم للأغراض السلمية كتخزين المواد والمنتوجات الزراعية أما في الحروب فتستخدم للتحصين وكأبراج مراقبة وكمواقع للرماه لصد الغزاة . ويضيف الدكتور الغامدي : الذي يؤكد هذا الرأي هو تشابه التصميم في هذه القلاع السهلية والجبلية منها فهناك مواقع في كل منها للتخزين إضافة إلى مواقع في أعلى هذه القلاع لجلوس الرماة وفتحات يمكن رمي السهام من خلالها أو رصد القادمين من مسافات بعيدة وكما أن وقوع هذه القلاع في قمم الجبال يسمح بمجال أبعد للرؤية فإنها في الغالب تقع على جبال تنتشر المزارع والقرى في سفوحها . وبإلقاء نظرة على هذه القلاع نجد أن معظمها يتكون من جزءين الأول عبارة عن قاعدة مربعة الشكل مبنية من الأحجار ويتراوح عرضها وطولها ما بين 3 إلى 5 أمتار أما ارتفاع القاعدة فيصل إلى 4 أمتار أما الجزء الثاني من القلعة فيبنى من الحجر والطين على القاعدة بشكل دائري أو مربع ويرتفع البناء أحيانا إلى أكثر من 10 أمتار ويلاحظ أن قاعدة القلعة تتسع كثيرا ويمكن استخدامها للتخزين فيما تضيق القلعة كلما صعدنا ، وفي أعلى القلعة توجد فتحات صغيرة وخلفها أماكن للجلوس لا تكفي إلا لجلوس شخص واحد وتبدو في أحد جوانب القلعة سلالم من الأخشاب وهي عبارة عن أغصان منحنية أدخل طرفاها في أحد الأركان بشكل متساو بحيث يمكن استخدامها عند الصعود .