-A +A
عـــبدالله الجفري
* إن كل إنسان يعتقد: أنه يجيد لعبة الشطرنج، وأنه قادر على حصد كل الحجارة المتحركة فوق رقعة الشطرنج، وتبدو الحياة كأنها هذه اللعبة، ويتصور الواحد منا: أن الآخرين من الممكن أن يتحركوا في لعبته هذه كما يريد، لكن الناس لهم عيون واسعة، وعيون ضيقة، حسب أحجام وأبعاد رؤيتهم.. وأتعس مخلوق هو: ذلك الذي يرى الحياة والأحياء يعبون صدره الضيق، والناس لهم صدور نقية، وصدور ملوثة، ولهم أقدام تمشي فوق الحصى، وفوق الزجاج!!
* ولقد حاولت أن أخرج إلى الناس في حياتهم اليومية: في الشارع، حيث يركضون، ويدوسون، ويهربون، وفي المكاتب: حيث يتقايضون في المواقف المادية، و.... «أمسك لي واقطع لك»، وفي البيوت: حيث يتزايدون.. حناجرهم تقهقه، وقلوبهم تتقلب مع أجسادهم على فراش التعب، والإصرار على النسيان!
ويتحدث البعض المتنفج بغروره، وبصلفه على الناس.. عن: الانتصار المؤقت، ليفكر في خطوة قادمة لا تواصل فيها غالباً.. ويتحدث البعض الاخر المتورط بأخطائه عن: الانكسار، فتتحول أفكاره إلى وقيعة بين الناس، وإلى حقد وانتقام، وإلى لعبة الهزيمة، بينما الناس جميعاً: شركاء في الحياة، في الماديات، في بلورة المعاني، في وشائج الوجدان، لكن القدرة على «التجاوز» للسيئ، وللمظلم، وللخطأ: هي قدرة ضعيفة أمام الغرور والعزلة، وأمام القوة والتعب، وأمام البدايات والنهايات التي لا زمن بينهما!!
* * *
* ولكن... هذا النهار: ساطع!
في بدايته.. جاءني «رجل» وبين يديه حجار الشطرنج لنلعب معاً: لعبة الانتصار والانكسار... لعبة التسلية وتتفيه الوقت، وذلك من أجل أن ينفي غربته عن أفكاره ومشاعره.. ومن أجل أن يقف على نقط الضعف في تعاملي، فيستغلها: نقاط قوة في لعبته!
وفي كل التصورات.. نحن لا تخيفنا لعبة البحث عن السعادة، أو البحث عن الذات بأنانية حادة، ولكننا نرتعد من لحظة الألم والحزن، فالذي يأخذ منك اليوم لن يعطيك إلا نفايات نفسه، والذي يعطيك، فهو يتحالف مسبقاً مع التضحية، ويغني لها وهو يحترق!!
* * *
* آخر الكلام :
* للشاعر الأمير «خالد الفيصل»:
- الحذر يا صقر: لا يشبكونك أسير
ويل صقر.. يتله مربطه لا نوى
برقعته الليالي فوق وكر قصير
عقب صفقة جناحه بالهوى.. لاهتوى!!

A_Aljifri@Hotmail.Com



للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 156 مسافة ثم الرسالة