أذهلتني إحصائيات قرأتها في بعض صحف يوم الجمعة الماضي عن عدد المخالفات المرورية التي رصدها مرور الرياض في شهر واحد، وعن عدد الحبوب المخدرة التي صادرتها مصلحة الجمارك في عام واحد، وعن عدد حالات الغش التجاري والبضائع المخالفة التي أتلفتها الإدارة العامة لمكافحة الغش التجاري بوزارة التجارة والصناعة وأوردتها في تقريرها نصف السنوي.
لم أصدق ما قرأته فأعدت قراءة الخبر لأتأكد من المدة التي تمت فيها تلك المخالفات، كيف وصلت التجاوزات إلى هذه الدرجة، ثم إذا كان المكتشَف بهذا العدد فما خفي كان أعظم.
من المؤكد وجود عقوبات للمخالفين في الجهات الراصدة لتلك التجاوزات، لكن من الواضح أن العقوبة لم تكن رادعة، أو لم تطبق بعدالة على الجميع بدليل ارتفاع أرقام المخالفات.
حري بالمسؤولين في تلك الجهات إعلان حالة استنفار وعقد اجتماعات طارئة لدراسة المشكلة من جميع جوانبها، واتخاذ إجراءات حازمة وعقوبات مشددة والحرص على متابعة تنفيذها ومضاعفة العقوبة في حالة تكرار المخالفة، والتوعية الإعلامية بالعقوبات، ثم دراسة الإحصائيات بعد تطبيق العقوبة الجديدة، لمعرفة مدى تقلص المخالفات بعد تطبيقها، وتغيير العقوبة إن لم تثبت فعاليتها واستمرارها إن أثبتت جدواها.
صحيح أن ارتفاع عدد المخالفات المرصودة في تلك الجهات أو غيرها معيار للجهود المبذولة، وهو جهد يشكرون عليه، لكنه أيضاً مؤشر على انخفاض جدوى العقوبات المفروضة، أو عدم متابعة تنفيذها، فهو دليل إدانة أكثر منه مجالاً للفخر.
إن رصد 256 ألف مخالفة مرورية في شهر واحد في الرياض، يعني أن متوسط المخالفات اليومية، أكثر من 8000 مخالفة، وهو جهد جبار لمرور الرياض، لكن كيف وصلت المخالفات إلى هذه الدرجة، إن دور المرور ليس فقط رصد المخالفات لكن معالجة الخلل فالأمر ليس بسيطاً، وأحسب أني قرأت سابقاً أن السعودية هي الأعلى عالمياً من حيث عدد المخالفات المرورية، ولا فخر!!
كذلك فإن ضبط 62 مليون حبة مخدرات في عام واحد، يعني أن معدل عدد الحبوب المصادرة هو 170 ألف حبة يومياً!!
أما عن الغش التجاري فرصد 51 ألف حالة غش تجاري وإتلاف 5 ملايين وحدة استهلاكية في ستة أشهر يعني إتلاف أكثر من 27 ألف وحدة استهلاكية يومياً.
كانت الإحصائيات السابقة مذكورة في بعض صحف يوم الجمعة الماضي، ولا أستبعد إحصائيات مشابهة لجهود جهات أخرى في رصد مخالفاتها فلو رصد مثلاً عدد السرقات المبلغ عنها أو كمية الأموال المفقودة نتيجة السرقة أو عدد الخادمات الهاربات أو عدد المخالفات الطبية لوجدنا أرقاماً أكثر إذهالاً.
هي أرقام كبيرة ومخيفة وما يخيف أكثر عدد المخالفات غير المرصودة وأثرها على أرواح المجتمع، ان الشجاعة في نشر هذه المعلومات شيء إيجابي يجب أن يحرك في كل مواطن أياً كان موقعه، الإحساس بالخطر والمساعدة على التصدي له. أرجو أن تأخذ هذه الارقام حقها من اهتمام المسؤولين، إن المسؤولية أمانة عظيمة وكلكم راعٍ وكل راعٍ مسؤول عن رعيته.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
لم أصدق ما قرأته فأعدت قراءة الخبر لأتأكد من المدة التي تمت فيها تلك المخالفات، كيف وصلت التجاوزات إلى هذه الدرجة، ثم إذا كان المكتشَف بهذا العدد فما خفي كان أعظم.
من المؤكد وجود عقوبات للمخالفين في الجهات الراصدة لتلك التجاوزات، لكن من الواضح أن العقوبة لم تكن رادعة، أو لم تطبق بعدالة على الجميع بدليل ارتفاع أرقام المخالفات.
حري بالمسؤولين في تلك الجهات إعلان حالة استنفار وعقد اجتماعات طارئة لدراسة المشكلة من جميع جوانبها، واتخاذ إجراءات حازمة وعقوبات مشددة والحرص على متابعة تنفيذها ومضاعفة العقوبة في حالة تكرار المخالفة، والتوعية الإعلامية بالعقوبات، ثم دراسة الإحصائيات بعد تطبيق العقوبة الجديدة، لمعرفة مدى تقلص المخالفات بعد تطبيقها، وتغيير العقوبة إن لم تثبت فعاليتها واستمرارها إن أثبتت جدواها.
صحيح أن ارتفاع عدد المخالفات المرصودة في تلك الجهات أو غيرها معيار للجهود المبذولة، وهو جهد يشكرون عليه، لكنه أيضاً مؤشر على انخفاض جدوى العقوبات المفروضة، أو عدم متابعة تنفيذها، فهو دليل إدانة أكثر منه مجالاً للفخر.
إن رصد 256 ألف مخالفة مرورية في شهر واحد في الرياض، يعني أن متوسط المخالفات اليومية، أكثر من 8000 مخالفة، وهو جهد جبار لمرور الرياض، لكن كيف وصلت المخالفات إلى هذه الدرجة، إن دور المرور ليس فقط رصد المخالفات لكن معالجة الخلل فالأمر ليس بسيطاً، وأحسب أني قرأت سابقاً أن السعودية هي الأعلى عالمياً من حيث عدد المخالفات المرورية، ولا فخر!!
كذلك فإن ضبط 62 مليون حبة مخدرات في عام واحد، يعني أن معدل عدد الحبوب المصادرة هو 170 ألف حبة يومياً!!
أما عن الغش التجاري فرصد 51 ألف حالة غش تجاري وإتلاف 5 ملايين وحدة استهلاكية في ستة أشهر يعني إتلاف أكثر من 27 ألف وحدة استهلاكية يومياً.
كانت الإحصائيات السابقة مذكورة في بعض صحف يوم الجمعة الماضي، ولا أستبعد إحصائيات مشابهة لجهود جهات أخرى في رصد مخالفاتها فلو رصد مثلاً عدد السرقات المبلغ عنها أو كمية الأموال المفقودة نتيجة السرقة أو عدد الخادمات الهاربات أو عدد المخالفات الطبية لوجدنا أرقاماً أكثر إذهالاً.
هي أرقام كبيرة ومخيفة وما يخيف أكثر عدد المخالفات غير المرصودة وأثرها على أرواح المجتمع، ان الشجاعة في نشر هذه المعلومات شيء إيجابي يجب أن يحرك في كل مواطن أياً كان موقعه، الإحساس بالخطر والمساعدة على التصدي له. أرجو أن تأخذ هذه الارقام حقها من اهتمام المسؤولين، إن المسؤولية أمانة عظيمة وكلكم راعٍ وكل راعٍ مسؤول عن رعيته.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل sms الى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة