عبر بوابة حجرية صغيرة بالكاد تتسع لشخص واحد نحيل "مثل حالاتي" دلفنا الى موقع "شصر" او "وبار" أو ما يعتقد انه بقايا "ارم" ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد. البوابة الحجرية افضت بنا الى بوابة حديدية مفتوحة وبدون حراسات.. وهي جزء من سياج حديدي "شبك" يحيط بالموقع الاثري. والموقع الاثري لايعدو كونه بقايا ابنية حجرية قديمة لبيوت سكنية او بقايا قلعة كما اشارت التنقيبات والبحوث الاثرية في الموقع.. احد هذه المواقع يبدو انه بقايا مسجد قديم لوجود محراب يتوسط احد جدرانه المهدمة. وتقع هذه الاثار بشكل رئيسي اعلى هضبة مرتفعة اعلى من كل ما يحيط بها.. الا ان هذه الهضبة تقع فوق كهف او تجويف صخري كبير. وتمتد اثار اسوار قديمة مهدمة على جوانب هذا التجويف.. وفي الموقع طرق للمرور بين الحجارة والجدران الاثرية المهدمة للسير عليها كعملية تنظيمية للحيلولة دون المشي على الاثار وتخريبها. وعندما نزلنا الى الكهف او التجويف الصخري وجدناه قد تم رشه بمادة اسمنتية بكامله.. وذلك للحفاظ عليه من الانهيار ولزيادة مقاومته لسنوات قادمة اخرى.. اذ ان الكهف وما فوقه قد يكون عرضة للانهيار نتيجة عوامل جوية او هزات طبيعية او حتى لكثرة المرور فوق المنطقة الاثرية.. ويوجد في اسفل الكهف تجويف لبناء حديث يفضي الى درج طويل ينزل الى اسفل تجويف الكهف.. الذي يفضي بدوره الى حجرة صغيرة بها عدد كبير من الانابيب المخصصة لشفط المياه والتي تمتد جميعها الى داخل تجويف اخر مظلم جدا يبدو انه "بئر" مياه جوفية.. كما يوجد في الحجرة الاولى "مواطير" سحب مياه.. يبدو انها جميعا لاتعمل.. والانابيب شبه مهترئة ويغطي معظمها الصدى.. وتآكل بعضها.. وتمتد جميع هذه الانابيب عبر انابيب رئيسية اخرى تصب جميعها في خزان اسمنتي مقابل التجويف الذي يفضي الى الدرج.. ويبدو ان الخزان قد تعرض للجفاف لفترة طويلة جدا. وعلى احد جوانب الكهف تم بناء عمود اسمنتي حديث مغطى بحجارة للزينة ولا اعتقد ان لها أي دور غير ذلك.. ويبدو ان هذا العمود بني لاسناد الكهف من خطر السقوط وانهيار الاثار التي فوقه.
الاهمال سيد الموقف
وعلى الرغم من الاهمية التاريخية التي يمثلها هذا الموقع الاثري سواء في الواقع التاريخي لاثاره الموغلة في القدم.. او على المستوى الاسطوري اذا ما صح حقيقة او اعتقادا مؤسطرا على انه "ارم ذات العماد" المدينة العربية الضائعة في الصحراء والتي وجدوها هنا في "شصر" في الصحراء العمانية.
اكتشاف بالصدفة
كيف اكتشف هذا الموقع؟ ولماذا اعتقد انه "ارم ذات العماد" المدينة المفقودة؟
قبل اكتشاف موقع "شصر" في الصحراء العمانية كانت هناك عدة محاولات للعثور على المدينة المفقودة منها محاولة المستكشف برترام توماس عام 1930م عندما اعلن انه وجد "إرم" أو "وبار" في صحراء الربع الخالي بالمملكة العربية السعودية، وجاء بعده المستكشف البريطاني جون فيلبي "الحاج عبدالله فيلبي" عام 1931م ليعلن انها لاعلاقة لها بـ"وبار" وليست الآثار الموجودة سوى آثار ينزك ضرب ذلك الموقع قبل ما يزيد على 250 عاما كما اظهرت ذلك نسب السيليكون العالية في الصخور المستزجة من الموقع وفق تحليلات المختبرات البريطانية.
كذلك المحاولة الشهيرة للمستكشف البريطاني "فيلكس" بين عامي "1927-1930م" وفشلت هي الاخرى كغيرها مما دعى "لورنس العرب" لوصف المدينة بـ "اطلانطيس الرمال المفقودة" نسبة الى قارة اطلانطيس المفقودة في مياه المحيط الاطلسي.
اما في العام 1981م شاءت المصادفة ان يكون المنتج السينمائي "نيكولاس كلاب" موجودا في سلطنة عمان.. وتشاء المصادفة ايضا ان يسمع "كلاب" عن "وبار" المدينة المدفونة تحت الرمال لاول مرة.
وما ان عاد "نيكولاس كلاب" الى امريكا والتفكير في المدينة المفقودة لم يبارح مخيلته حتى بدأ بدراسة كل ما تم كتابته عنها من خلال رحلات الاستكشاف الغربية التي سعت للبحث عنها واثبات وجودها، والتي فشلت جميعها في العثور عليها.
وفي يوم من الايام قرأ "نيكولاس كلاب" في مجلة العلوم "ساينس" الامريكية ان الاقمار الصناعية تمكنت من تصوير مجاري انهار مدفونة تحت رمال الربع الخالي فتساءل: ان كانت الاقمار الصناعية قادرة على رؤية مجاري الانهار تحت الرمال، هل بامكانها اكتشاف طرق القوافل القديمة التي تمر بمدينة "وبار"؟
وعلى الفور قام"نيكولاس كلاب" بالاتصال بكاتب المقال في مجلة العلوم الذي ابدى كامل استعداده لمخاطبة وكالة ناسا لابحاث الفضاء وتزويده بالصور اللازمة، وهكذا تم الاتفاق على اخذ صور لاعماق الربع الخالي في المنطقة التي حددها "نيكولاس كلاب" في محاولة للعثور على طريق القوافل الرئيسي الذي يمر بـ "وبار".
وكانت المفاجأة ففي اكتوبر من عام 1984م التقط مكوك الفضاء "تشالنجر" صورا رادارية اثبتت مع صور اخرى التقطت من القمر "راندسات" وجود ذلك الطريق الا ان "نيكولاس كلاب" واجه عثرة اخرى تمثلت في صعوبة تشكيل فريق البحث، وفي ايجاد التمويل اللازم لبدء حملة استكشاف المدينة المفقودة "كما يعتقد". وفي يوليو من العام 1990م تمكن "نيكولاس كلاب" من تشكيل الفريق وتوفير التمويل اللازم وبدأت رحلة البحث حيث انطلق "نيكولاس" وفريقه من مدينة صلالة في قافلة من جيوب اللاند روفر لاعماق الصحراء في خط افترض "نيكولاس" انه يمر فوق طريق القوافل المدفون تحت رمال الصحراء الا ان مهمتهم لم يكتب لها النجاح ولم يعثروا الا على بعض القطع الخزفية التي اثبتت لهم وجود حضارة قديمة ازدهرت في تلك المنطقة ولكنهم فشلوا في العثور على المدينة المفقودة "إرم ذات العماد" او "وبار".
وعندما عاد "نيكولاس" وفريقه الى الولايات المتحدة اكتشف هناك انهم ساروا في الاتجاه الخاطئ.. كما استلم من "ناسا" صورا جديدة اظهرت وجود شبكة من الطرق تحت رمال الربع الخالي تلتقي جميعها في منطقة مميزة يعتقد انها ربما تكون "وبار" التي يبحث عنها.
وفي شهر نوفمبر من عام 1991م عاد "نيكولاس كلاب" مجددا الى سلطنة عمان وبحوزته هذه المرة صورا اكثر دقة من السابقة وبرفقته فريق بحث علمي من جامعة ميسوري بالاضافة الى الامكانات الهائلة التي وفرتها له الحكومة العمانية. وصل "نيكولاس" وفريقه الى واحة "شصر" في صحراء الربع الخالي في الجنوب العماني.
بدأ الفريق اعمال الحفر لتظهر المفاجأة عندما اكتشفوا بيوتا وطرقات ونظام ري مدفونة في اعماق الرمال. وتم اكتشاف ما يبدو انه قلعة اثرية قديمة جدا يربط سورها عدد من الابراج التي يبدو انها كانت معدة لحماية الممتلكات الثمينة، والحلي، والاواني الزجاجية المجلوبة من روما، وفارس، والهند.
وفي الرابع من فبراير 1992م عقد "نيكولاس كلاب" مؤتمرا اعلن فيه انه اكتشف "اطلانطيس الرمال المفقودة" بعد سلسلة من المحاولات الاستكشافية الفاشلة التي قام بها هو او غيره. فهل اكتشف "نيكولاس كلاب" وفريقه "اطلانطيس الرمال المفقودة" او "ارم ذات العماد" او "وبار" حقا؟
وهل تنطبق مواصفات الموقع الذي عثر عليه "نيكولاس" في "شصر" العمانية مع مواصفات "ارم" الواردة في النص القرآني، او "ارم" الاسطورة؟
الاهمال سيد الموقف
وعلى الرغم من الاهمية التاريخية التي يمثلها هذا الموقع الاثري سواء في الواقع التاريخي لاثاره الموغلة في القدم.. او على المستوى الاسطوري اذا ما صح حقيقة او اعتقادا مؤسطرا على انه "ارم ذات العماد" المدينة العربية الضائعة في الصحراء والتي وجدوها هنا في "شصر" في الصحراء العمانية.
اكتشاف بالصدفة
كيف اكتشف هذا الموقع؟ ولماذا اعتقد انه "ارم ذات العماد" المدينة المفقودة؟
قبل اكتشاف موقع "شصر" في الصحراء العمانية كانت هناك عدة محاولات للعثور على المدينة المفقودة منها محاولة المستكشف برترام توماس عام 1930م عندما اعلن انه وجد "إرم" أو "وبار" في صحراء الربع الخالي بالمملكة العربية السعودية، وجاء بعده المستكشف البريطاني جون فيلبي "الحاج عبدالله فيلبي" عام 1931م ليعلن انها لاعلاقة لها بـ"وبار" وليست الآثار الموجودة سوى آثار ينزك ضرب ذلك الموقع قبل ما يزيد على 250 عاما كما اظهرت ذلك نسب السيليكون العالية في الصخور المستزجة من الموقع وفق تحليلات المختبرات البريطانية.
كذلك المحاولة الشهيرة للمستكشف البريطاني "فيلكس" بين عامي "1927-1930م" وفشلت هي الاخرى كغيرها مما دعى "لورنس العرب" لوصف المدينة بـ "اطلانطيس الرمال المفقودة" نسبة الى قارة اطلانطيس المفقودة في مياه المحيط الاطلسي.
اما في العام 1981م شاءت المصادفة ان يكون المنتج السينمائي "نيكولاس كلاب" موجودا في سلطنة عمان.. وتشاء المصادفة ايضا ان يسمع "كلاب" عن "وبار" المدينة المدفونة تحت الرمال لاول مرة.
وما ان عاد "نيكولاس كلاب" الى امريكا والتفكير في المدينة المفقودة لم يبارح مخيلته حتى بدأ بدراسة كل ما تم كتابته عنها من خلال رحلات الاستكشاف الغربية التي سعت للبحث عنها واثبات وجودها، والتي فشلت جميعها في العثور عليها.
وفي يوم من الايام قرأ "نيكولاس كلاب" في مجلة العلوم "ساينس" الامريكية ان الاقمار الصناعية تمكنت من تصوير مجاري انهار مدفونة تحت رمال الربع الخالي فتساءل: ان كانت الاقمار الصناعية قادرة على رؤية مجاري الانهار تحت الرمال، هل بامكانها اكتشاف طرق القوافل القديمة التي تمر بمدينة "وبار"؟
وعلى الفور قام"نيكولاس كلاب" بالاتصال بكاتب المقال في مجلة العلوم الذي ابدى كامل استعداده لمخاطبة وكالة ناسا لابحاث الفضاء وتزويده بالصور اللازمة، وهكذا تم الاتفاق على اخذ صور لاعماق الربع الخالي في المنطقة التي حددها "نيكولاس كلاب" في محاولة للعثور على طريق القوافل الرئيسي الذي يمر بـ "وبار".
وكانت المفاجأة ففي اكتوبر من عام 1984م التقط مكوك الفضاء "تشالنجر" صورا رادارية اثبتت مع صور اخرى التقطت من القمر "راندسات" وجود ذلك الطريق الا ان "نيكولاس كلاب" واجه عثرة اخرى تمثلت في صعوبة تشكيل فريق البحث، وفي ايجاد التمويل اللازم لبدء حملة استكشاف المدينة المفقودة "كما يعتقد". وفي يوليو من العام 1990م تمكن "نيكولاس كلاب" من تشكيل الفريق وتوفير التمويل اللازم وبدأت رحلة البحث حيث انطلق "نيكولاس" وفريقه من مدينة صلالة في قافلة من جيوب اللاند روفر لاعماق الصحراء في خط افترض "نيكولاس" انه يمر فوق طريق القوافل المدفون تحت رمال الصحراء الا ان مهمتهم لم يكتب لها النجاح ولم يعثروا الا على بعض القطع الخزفية التي اثبتت لهم وجود حضارة قديمة ازدهرت في تلك المنطقة ولكنهم فشلوا في العثور على المدينة المفقودة "إرم ذات العماد" او "وبار".
وعندما عاد "نيكولاس" وفريقه الى الولايات المتحدة اكتشف هناك انهم ساروا في الاتجاه الخاطئ.. كما استلم من "ناسا" صورا جديدة اظهرت وجود شبكة من الطرق تحت رمال الربع الخالي تلتقي جميعها في منطقة مميزة يعتقد انها ربما تكون "وبار" التي يبحث عنها.
وفي شهر نوفمبر من عام 1991م عاد "نيكولاس كلاب" مجددا الى سلطنة عمان وبحوزته هذه المرة صورا اكثر دقة من السابقة وبرفقته فريق بحث علمي من جامعة ميسوري بالاضافة الى الامكانات الهائلة التي وفرتها له الحكومة العمانية. وصل "نيكولاس" وفريقه الى واحة "شصر" في صحراء الربع الخالي في الجنوب العماني.
بدأ الفريق اعمال الحفر لتظهر المفاجأة عندما اكتشفوا بيوتا وطرقات ونظام ري مدفونة في اعماق الرمال. وتم اكتشاف ما يبدو انه قلعة اثرية قديمة جدا يربط سورها عدد من الابراج التي يبدو انها كانت معدة لحماية الممتلكات الثمينة، والحلي، والاواني الزجاجية المجلوبة من روما، وفارس، والهند.
وفي الرابع من فبراير 1992م عقد "نيكولاس كلاب" مؤتمرا اعلن فيه انه اكتشف "اطلانطيس الرمال المفقودة" بعد سلسلة من المحاولات الاستكشافية الفاشلة التي قام بها هو او غيره. فهل اكتشف "نيكولاس كلاب" وفريقه "اطلانطيس الرمال المفقودة" او "ارم ذات العماد" او "وبار" حقا؟
وهل تنطبق مواصفات الموقع الذي عثر عليه "نيكولاس" في "شصر" العمانية مع مواصفات "ارم" الواردة في النص القرآني، او "ارم" الاسطورة؟