-A +A
نجم الدين أحمد ظافر
كنت قد كتبت قبل أكثر من عام مقالا لخصت فيه كيف ان كل طرف في لبنان يدعي الوطنية وان الآخر عميل لجهة خارجية.. ورغم مرور أكثر من عام ونصف على المشكلة بقيت التصريحات ذاتها، اما الجديد فلجوء الأطراف لكل ما تملكه من أدوات لفرض سيطرتها على واقع الحياة السياسية بلبنان فبادر فريق بإصدار قرارات لم يدرس عواقبها جيدا فرد عليه الفريق الآخر بالنار وهدد بقطع اليد!
يقولون ان السياسة لا تقوم على أخلاق فما هو حق في نظر فريق باطل من وجهة النظر الاخرى، وهذا لا ينطبق على لبنان بل على كل الصراعات، حتى ان حماس والسلطة الفلسطينية اللتين تواجهان عدوا مشتركا ترى كل منهما انها على حق لتضيع القضية بين سياسة «حانا ومانا»، أي ان كلا الفريقين ما زال متشددا لرأيه فلا يهم عنده إضعاف ذلك الخلاف للاقتصاد الفلسطيني طالما ان في الجراب مزيدا من الاتهامات والتصريحات والقرارات.. وطبعا الفضائيات جاهزة لتسويقها بصب الزيت على النار. وبعد التراشق وكثافة التصريحات التي سبقت اجتماعات الدوحة، نتأكد ان هذه هي السياسة كما شاهدناها وسمعناها لا أخلاق فيها، فكلنا لمس كيف حاول كل فريق جاهدا مستميتا للنيل من الآخر والحاق العار والهزيمة به، طالما وضع في أجندته ذات التهمة -التخوين والعمالة للخارج- لأغراض سياسية طبعا.. وبعد صلح الدوحة وانتخاب الرئيس ميشيل سليمان تأكدنا جميعا ان التراشق بالكلمات والقرارات والرصاص كلها أمور لا تجلب الحلول بل تعطي نتائج عكسية كما حدث في لبنان وفلسطين، فالرابح في تجارة السباب خاسر. اما البحث عن عوامل وقواسم ومصالح مشتركة ومسك العصا من المنتصف فحققت لكل الفرقاء ذات الهدف حرية لبنان وجنبته خسائر موسم سياحي على الأبواب، وجعلت من الكل رابحا عندما تحملوا المسؤولية بشجاعة ودون السعي لاسقاط الآخر من المعادلة السياسية واثبتت نجاح العمل العربي المشترك.. فهل نرى ذلك يتكرر بفلسطين.. كريم يا رب.