هذه حكاية دكتوراه محفوفة بالمصاعب والعقبات الا ان الدكتور احمد محمد اللويمي استطاع ان يقهر كل الصعاب ويهزم المستحيل حتى انجازها. من ابرز الصعوبات التي اعترضت طريقه حالة الفقر التي عاشها بعد وفاة والده حيث اضطر للعمل في الاجازة الصيفية لتأمين مصروفاته المدرسية حيث عمل في الحدادة والنجارة وتركيب الزجاج وفي فرن للحلويات وورشة للميكانيكا. عن تلك المرحلة يقول اللويمي: لو لا دعم وتشجيع والدتي رحمها الله ومساندة اخوتي الكبار ودعمهم لاضطرتني الظروف لترك الدراسة. وفيما يلي ابرز المحطات التي قطعها الدكتور اللويمي حتى حصوله على الدكتوراه في تخصص العلوم البيطرية. بعد انتهائي من الثانوية عام 1974م هـ 1395 انضممت الى جامعة الملك فيصل في الأحساء وقبلت في كلية الطب البيطري التي تعد الكلية الوحيدة في الخليج حتى الآن . وتعتبر هذه الدفعة من المقبولين هي الدفعة الثالثة للكلية . وشملت دفعة الدراسة التي كان عددها عشرة طلاب من سعوديين واردنيين وسوداني . وتميزت الدفعة بالانسجام والأخوة وكانت العلاقة حميمية وخصوصا الأيام التي قضيناها في التدريب الصيفي حيث تمت زيارة المزارع والمشاريع المختلفة. وأمضيت ايام الدراسة بكل تفوق حتى تخرجت عام 1982م/1402هـ بمستوى ممتاز وتعينت على اثر ذلك معيدا في قسم الأحياء الدقيقة في الكلية . واتذكر في هذه المناسبة ان جريدة «عكـاظ» كانت سباقة في تكريم المتفوقين من خريجي الجامعات حيث وجهت لي دعوة وسائر الخريجين المتميزين من انحاء المملكة للمشاركة في تكريم الخريجين .. ذلكم التكريم الذي نظمته برعاية صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز رحمه الله امير مكة المكرمة آنذاك . ورجعت من جدة محملا بالجوائز العينية والمعنوية التي لا يمكن ان انساها. وتزوجت قبل ابتعاثي الى الولايات المتحدة للحصول على الماجستير في تخصص المناعة في جامعة كورنيل العريقة والمعروفة بتخصص العلوم البيطرية. وكانت الصدمة الكبرى عند بدء الدراسة والمتمثلة في الهوة الكبيرة في مستوى البرنامج والمقررات وطرق التدريس وما عهدناه ايام البكالوريوس. وكانت اصعب ايام الدراسة الثلاثة اشهر الأولى حيث تطلب ذلك الجهد الجهيد للتكيف مع النظام التعليمي للجامعة . والصعوبة الكبرى التي واجهتها هو المشرف على الرسالة حيث كان من اصل اسكتلندي وكان معروفا في الجامعة بالغرور واعتبار لغته الانجليزية هي الأنقى والأفضل.وواجهت مزيداً من الصعوبات ومع ذلك وبدعم الزملاء في القسم انجزت مشروع البحث الذي ركز على تطوير انموذج الفأر كحيوان تجارب لدراسة الاستجابة المناعية لبكتيريا السل الكاذب والمعروفة بإصابة الحيوانات المجترة والخيل وغيرها من الحيوانات الأخرى . ونتيجة لعدم الانسجام مع المشرف وعدم رغبني للاستمرارفي نفس الجامعة التي تقع في منطقة معروفة بالبرد الشديد قررت العودة للمملكة لحين الحصول على قبول للدكتوراه . ولكن بعد العودة بأشهر توقف برنامج الابتعاث. وعملت في القسم بمرتبة محاضر واضطلعت بتدريس مقرر المناعة. واتذكر في هذه الفترة انني عملت مع العالم السوداني الأستاذ الدكتور سليمان السنوسي الذي يعمل حاليا عميدا لكلية الطب البيطري في الخرطوم.
مرحلة الدكتوراه
وبعد ثلاث سنوات من التوقف جاءت البعثة لبريطانيا حيث شددت الرحال الى مدينة برمنجهام الصناعية المعروفة في بريطانيا وثاني مدينة من حيث السكان بعد لندن . وانضممت الى كلية الدراسات الحيوية للعمل على جوانب من الاستجابة المناعية لفيروس الأنفلونزا مع الأستاذ الدكتور كليف سويت الذي امضى ما يزيد على خمسة عشر عاما من الدراسة على مرضية الفيروس. وكانت البداية في التأقلم مع المدينة الجديدة سريعة وسلسة حيث كانت الأسر العربية التي تزخر بها المدينة اكبر عون وصديق لنا في فترة الدراسة . وتميزت هذه المدينة بالجمع بين الثقافة الغربية والشرقية حيث تمازج المساجد والكنائس في شوارعها وتداخل المحلات التجارية للآسيوين من الباكستانيين والهنود والصينيين بألوانها الشرقية والمحلات الغربية.
بدأت اولى مراحل البحث وكانت الخطوات الأولى ثقيلة وبطيئة كعادة كل بحث علمي. ومن اهم العقبات التي واجهت البحث السنة الثانية من بدء المشروع والتي امتدت ستة اشهر. فقد واجهتني معضلة كبيرة في تطبيق احدى التقنيات للتعرف على المركب الوراثي للفيروس الذي له دور في اثارة بعض الجوانب المناعية . وقد كانت التقنية الحيوية المطلوبة للبحث في تلك الفترة لم تصل الى ما وصلت اليه الآن من التقدم مما اضطررت معه الى السفر الى مدينة لندن للعمل مع الباحث الدكتور ألان هاي في المعهد الوطني للأبحاث الطبية المعروف بأبحاثه للتعرف على تركيب فيروس الأنفلونزا والمطور لكثير من الطرق التي كانت دراستي بحاجة اليها . وقد أمضيت معه مدة اسبوع الى عشر ايام للتعرف وبعد العودة حاولت تطبيق ما تعلمت ولكن لافائدة وبدا لي ان المشكلة ليست في ما نستخدم من طريقة فقط ولابد من تغيير بعض الأدوات والمواد التي نستخدمها وبعد جهد جهيد ومضي ما يزيد على ستة اشهر من بدء تطبيق هذه الطريقة تم التوصل الى اولى النتائج وهي عبارة عن بقع سوداء تظهر على فيلم الأشعة الحساس والتي تشير لمورثات الفيروس التي تم تطعيمها بمادة مشع نووي. لا استطيع ان اتصور حجم الفرحة والسعادة التي شعرت بها وانا انظر الى تلك البقع السوداء على فيلم الأشعة الحساس بعد ان قضيت ستة اشهر من النظر الى الفيلم الأبيض الخالي من كل شيء . لقد كانت تلك الفترة عصيبة بمعنى الكلمة حيث ترواد الانسان مخاوف الفشل والعودة الى الوطن مسربلا بالهزيمة. لا اتصور كيف قضيت تلك الفترة مع ما مر بي من الشعور بالاحباط والهم الشديد ولكن بعد تلك المرحلة غمرني شعور لا يوصف من العزيمة ولذة الانتصار . مضت المرحلة النهائية من البحث بكل سلاسة وسهولة واقتربت الى نهاية البحث من خلال النتائج المشجعة والاستثنائية التي توصلنا اليها.
حدث سعيد
و من الأمور الطــريـفــة التي مرت بي في الأشــهر الأخــيـرة من الدراسة هو انني في اليوم الذي كـــان مقررا للمشاركة في لقاء الجمعــيــة البريطانية للأحياء الدقــيـقـة لإلقاء محاضرة عن نتائج البحث شعرت زوجتي بألم الولادة وكانت المرحلة حرجة في كيفية ابلاغ الأستاذ بالظرف الطاريء ووجوب نقلها الى المــسـتـشـفـى ولـكـن بعد الأنتهاء من الولادة لولدي الرابع، توجهت وكان استاذي في انتظاري على احر من الجمر والحمدلله وصلت في الوقت المناسب وكنت محظوظا ان اوفق في الجمع بين هذين الأمرين المهمين في يوم واحد.
يوم المناقشة
بعد اربع سنوات من الأيام الحلوة والمرة وصل يوم المناقشة وكانت المناســـبــة التي ينظـــر اليها كل من يتطلع الى نهاية هــذه المرحــــلة المهمة.. ولكنها كانت بســـيطة وغـــــيـر مـتـوقـعة، فقد جلــست في غرفة صـــغيرة مع الممتحن الخارجي وآخر من القــســم.. وتمت المــناقـــشــــة فــي غضون ساعتين وانتهى كل شيء.. وساعتين من الوقــــت حكمت على اربع ســـنوات من العمل والجهد بعد شهر من ذلك اليوم حزمت امـتـعـتـي وودعت اصدقــــــائي وجـــيراني الذين ما زلت على تواصل معهم وحمــلـت شهادتي الى وطني محملا بالامال والطموح ولكـــني في ذلك الوقـــت اصــطـدمـت بـواقــــع عدم مســايــرة المــؤسـسـات العلمية في تــنـفـيـذ البحوث وتــمـنـيــت ان تكون ظروفها احسن حتى تساعدنا في اجراء الكثير من البحوث لدرجة انني شعرت بأن حالي كحال ساقط من ناطحة سحاب ليستقبل الأرض برأسه ربما يفيق من صدمته او يستغرق في غيبوبته.. ولكنني احمد الله ان الظروف تغيرت وان كانت الامال ما زالت تتمنى الافضل.
السيرة الذاتية:
الأسم: أحمد بن محمد ابراهيم اللويمي
الوظيفـــــة: استاذ مشارك
التخصص: علم المناعة
العمل: قسم الاحياء الدقيقة والطفيليات
كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية
جامعة الملك فيصل
النشاط الوظيفي: رئيس الجمعية الطبية البيطرية السعودية.
رئيس قسم الأحياء الدقيقة والطفيليات 1424- 1426هـ.
رئيس قسم التشريح 1416- 1418 هـ.
عضو لجنة دراسة إنشاء وحدة التنمية المهنية بالجامعة.
عضو اللجنة الاستشارية لتطوير التعليم بالجامعة.
ممثل الكلية في مجلس مركز الترجمة والتأليف والنشر 1418- هـ حالياً.
النشاط العلمي: المشاركة في الكثير من المؤتمرات العلمية في داخل المملكة والدول العربية والأجنبية.
نشر الكثير من البحوث العلمية في المجلات والدورات العلمية المتخصصة.
حائز على منحة الصيف للأبحاث فوق الدكتوراه من المجلس الثقافي البريطاني لعام 2006
حائز على جائزة فولبرايت العالمية للبحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999م.
عضو الجمعية الأمريكية لعلماء المناعة البيطرية «AAVI»
عضو الاتحاد الدولي لمرض شبيه السل.
النشاط الثقافي وخدمة المجتمع: المشاركة في الكثير من المحاضرات العلمية الثقافية في الجامعة وخارجها.
مساعد معد لبرنامج قضايا صحية للقناة السعودية الثانية.
شارك في بعض البرامج التلفزيونية الصحية في القناة الثانية والأولى.
يكتب في الجرائد والمجلات الوطنية والخليجية والعربية.
مرحلة الدكتوراه
وبعد ثلاث سنوات من التوقف جاءت البعثة لبريطانيا حيث شددت الرحال الى مدينة برمنجهام الصناعية المعروفة في بريطانيا وثاني مدينة من حيث السكان بعد لندن . وانضممت الى كلية الدراسات الحيوية للعمل على جوانب من الاستجابة المناعية لفيروس الأنفلونزا مع الأستاذ الدكتور كليف سويت الذي امضى ما يزيد على خمسة عشر عاما من الدراسة على مرضية الفيروس. وكانت البداية في التأقلم مع المدينة الجديدة سريعة وسلسة حيث كانت الأسر العربية التي تزخر بها المدينة اكبر عون وصديق لنا في فترة الدراسة . وتميزت هذه المدينة بالجمع بين الثقافة الغربية والشرقية حيث تمازج المساجد والكنائس في شوارعها وتداخل المحلات التجارية للآسيوين من الباكستانيين والهنود والصينيين بألوانها الشرقية والمحلات الغربية.
بدأت اولى مراحل البحث وكانت الخطوات الأولى ثقيلة وبطيئة كعادة كل بحث علمي. ومن اهم العقبات التي واجهت البحث السنة الثانية من بدء المشروع والتي امتدت ستة اشهر. فقد واجهتني معضلة كبيرة في تطبيق احدى التقنيات للتعرف على المركب الوراثي للفيروس الذي له دور في اثارة بعض الجوانب المناعية . وقد كانت التقنية الحيوية المطلوبة للبحث في تلك الفترة لم تصل الى ما وصلت اليه الآن من التقدم مما اضطررت معه الى السفر الى مدينة لندن للعمل مع الباحث الدكتور ألان هاي في المعهد الوطني للأبحاث الطبية المعروف بأبحاثه للتعرف على تركيب فيروس الأنفلونزا والمطور لكثير من الطرق التي كانت دراستي بحاجة اليها . وقد أمضيت معه مدة اسبوع الى عشر ايام للتعرف وبعد العودة حاولت تطبيق ما تعلمت ولكن لافائدة وبدا لي ان المشكلة ليست في ما نستخدم من طريقة فقط ولابد من تغيير بعض الأدوات والمواد التي نستخدمها وبعد جهد جهيد ومضي ما يزيد على ستة اشهر من بدء تطبيق هذه الطريقة تم التوصل الى اولى النتائج وهي عبارة عن بقع سوداء تظهر على فيلم الأشعة الحساس والتي تشير لمورثات الفيروس التي تم تطعيمها بمادة مشع نووي. لا استطيع ان اتصور حجم الفرحة والسعادة التي شعرت بها وانا انظر الى تلك البقع السوداء على فيلم الأشعة الحساس بعد ان قضيت ستة اشهر من النظر الى الفيلم الأبيض الخالي من كل شيء . لقد كانت تلك الفترة عصيبة بمعنى الكلمة حيث ترواد الانسان مخاوف الفشل والعودة الى الوطن مسربلا بالهزيمة. لا اتصور كيف قضيت تلك الفترة مع ما مر بي من الشعور بالاحباط والهم الشديد ولكن بعد تلك المرحلة غمرني شعور لا يوصف من العزيمة ولذة الانتصار . مضت المرحلة النهائية من البحث بكل سلاسة وسهولة واقتربت الى نهاية البحث من خلال النتائج المشجعة والاستثنائية التي توصلنا اليها.
حدث سعيد
و من الأمور الطــريـفــة التي مرت بي في الأشــهر الأخــيـرة من الدراسة هو انني في اليوم الذي كـــان مقررا للمشاركة في لقاء الجمعــيــة البريطانية للأحياء الدقــيـقـة لإلقاء محاضرة عن نتائج البحث شعرت زوجتي بألم الولادة وكانت المرحلة حرجة في كيفية ابلاغ الأستاذ بالظرف الطاريء ووجوب نقلها الى المــسـتـشـفـى ولـكـن بعد الأنتهاء من الولادة لولدي الرابع، توجهت وكان استاذي في انتظاري على احر من الجمر والحمدلله وصلت في الوقت المناسب وكنت محظوظا ان اوفق في الجمع بين هذين الأمرين المهمين في يوم واحد.
يوم المناقشة
بعد اربع سنوات من الأيام الحلوة والمرة وصل يوم المناقشة وكانت المناســـبــة التي ينظـــر اليها كل من يتطلع الى نهاية هــذه المرحــــلة المهمة.. ولكنها كانت بســـيطة وغـــــيـر مـتـوقـعة، فقد جلــست في غرفة صـــغيرة مع الممتحن الخارجي وآخر من القــســم.. وتمت المــناقـــشــــة فــي غضون ساعتين وانتهى كل شيء.. وساعتين من الوقــــت حكمت على اربع ســـنوات من العمل والجهد بعد شهر من ذلك اليوم حزمت امـتـعـتـي وودعت اصدقــــــائي وجـــيراني الذين ما زلت على تواصل معهم وحمــلـت شهادتي الى وطني محملا بالامال والطموح ولكـــني في ذلك الوقـــت اصــطـدمـت بـواقــــع عدم مســايــرة المــؤسـسـات العلمية في تــنـفـيـذ البحوث وتــمـنـيــت ان تكون ظروفها احسن حتى تساعدنا في اجراء الكثير من البحوث لدرجة انني شعرت بأن حالي كحال ساقط من ناطحة سحاب ليستقبل الأرض برأسه ربما يفيق من صدمته او يستغرق في غيبوبته.. ولكنني احمد الله ان الظروف تغيرت وان كانت الامال ما زالت تتمنى الافضل.
السيرة الذاتية:
أخبار ذات صلة
الوظيفـــــة: استاذ مشارك
التخصص: علم المناعة
العمل: قسم الاحياء الدقيقة والطفيليات
كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية
جامعة الملك فيصل
النشاط الوظيفي: رئيس الجمعية الطبية البيطرية السعودية.
رئيس قسم الأحياء الدقيقة والطفيليات 1424- 1426هـ.
رئيس قسم التشريح 1416- 1418 هـ.
عضو لجنة دراسة إنشاء وحدة التنمية المهنية بالجامعة.
عضو اللجنة الاستشارية لتطوير التعليم بالجامعة.
ممثل الكلية في مجلس مركز الترجمة والتأليف والنشر 1418- هـ حالياً.
النشاط العلمي: المشاركة في الكثير من المؤتمرات العلمية في داخل المملكة والدول العربية والأجنبية.
نشر الكثير من البحوث العلمية في المجلات والدورات العلمية المتخصصة.
حائز على منحة الصيف للأبحاث فوق الدكتوراه من المجلس الثقافي البريطاني لعام 2006
حائز على جائزة فولبرايت العالمية للبحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999م.
عضو الجمعية الأمريكية لعلماء المناعة البيطرية «AAVI»
عضو الاتحاد الدولي لمرض شبيه السل.
النشاط الثقافي وخدمة المجتمع: المشاركة في الكثير من المحاضرات العلمية الثقافية في الجامعة وخارجها.
مساعد معد لبرنامج قضايا صحية للقناة السعودية الثانية.
شارك في بعض البرامج التلفزيونية الصحية في القناة الثانية والأولى.
يكتب في الجرائد والمجلات الوطنية والخليجية والعربية.