-A +A
ابراهيم القربي، عدنان الشبراوي - جدة تصوير: ملفي الوليدي
من الطلاب من يسلك طريقه للنجاح بالمتابعة والتحصيل واستذكار الدروس ومنهم من يسلك طريقا ملتويا باستخدام حبوب الكبتاجون المخدرة والتي يعتقد كثيرون انها تساعدهم على السهر والتحصيل ومن ثم تحقيق النجاح والتميز. من هنا وفي مثل هذه الايام التي تسبق الاختبارات عادة تنفذ عصابات تهريب المخدرات الى البلاد لتنشر سمومها بين الطلاب استغلالا لهذه (الثغرة) التي تتمثل في تطلعهم للنجاح واستغلالا للفترة التي تسبق ايام الاختبارات باعتبارها موسما لهم لتوزيع اكبر كمية من المخدرات وبالتالي تحقيق مكاسب مالية ضخمة. ليس أدل على ذلك من تمكن رجال مكافحة المخدرات نهاية الاسبوع الماضي بالتعاون مع مصلحة الجمارك من احباط تهريب 2.4 مليون حبة مخدرة حاولت بعض عصابات تهريب المخدرات إدخالها إلى المملكة عبر منفذين حدوديين شمال المملكة فيما تم القبض على مستقبلي هذه المخدرات في محافظة جدة.

الكميات المضبوطة وتوقيت تهريبها يؤكدان ان طلابنا مستهدفون لأن تجار هذه السموم استطاعوا ان يدخلوا في اذهان الكثيرين منهم ان تناول هذه الحبوب يقود الى الابداع والتميز وما درى طلابنا انهاتؤدي الى الادمان والاضطرابات النفسية والوجدانية وربما الوفاة حسب الناطق الاعلامي للادارة العامة لمكافحة المخدرات الرائد ابراهيم ابوهليل.

جنون التعاطي

كما يحذر كثيرون من الاطباء النفسيين من خطورة تعاطي مادة الافيديرين اضافة الى مادة الانفيتامين باعتبارها المادة الرئيسية المكونة لحبوب الكبتاجون الاوسع انتشارا بين اوساط الطلاب والمجتمع حيث يؤكد تقرير في هذا الصدد ان 48% من متعاطي حبوب الكبتاجون قد يصابون بإعاقة عقلية مستديمة وان دمج الافيديرين مع مادة الانفيتامين يقود الى جنون التعاطي.. وهنا تكمن خطورة المشكلة التي تحدق بطلابنا في المدارس خاصة في هذه الايام قبيل الاختبارات.

900 طفل في الدور الاجتماعية

وللوقوف على حجم المشكلة التي تواجه طلابنا نشير الى ما اعلنته ورشة عمل متخصصة في الرياض عن إلقاء الجهات المعنية القبض على اكثر من 900 طفل سعودي تتراوح اعمارهم بين 17 و18 سنة بتهمة تعاطي وترويج المخدرات يقضون حاليا عقوبات تعزيرية داخل الدور الاجتماعية المتخصصة في ايواء الاحداث سجلت خلالها مدينة جازان اعلى نسبة إيداع حيث بلغ عدد الاطفال المتهمين بقضايا تعاطي المخدرات والمتاجرة بها 280 طفلا تليها الرياض بـ215 طفلا ثم جدة بـ213 طفلا فيما سجلت حائل اقل المناطق إيواءً للاحداث حيث لم يتجاوز عددهم 9 أطفال فقط!

إدمان الغراء والقشدة

وكان ابرز ما لاحظه مدير الادارة العامة للبرامج الوقائية والتأهيلية عبدالإله الشريف ان 70% من المدمنين في المملكة هم ممن يتعاطون الكبتاجون.

وان المديرية العامة لمكافحة المخدرات تبذل جهداً كبيراً في مجال التوعية وبالذات في توعية الطلبة الذين قد يستغلهم بعض ضعاف النفوس، خاصة في ايام الامتحانات اذ يوهموهم ان حبوب الكبتاجون ستجعل قدرتهم على الاستذكار افضل.

وقال: للأسف هي أوهام للايقاع بابنائنا، فقد لاحظنا ان معظم المستهدفين هم من طلاب المرحلة المتوسطة بعد ان كانوا من المرحلة الجامعية في تحول مقصود منهم لتدمير عقول المجتمعات وجني الاموال بأيسر الطرق.

فقبل اسبوع وبتوفيق من الله تم ضبط مليون حبة كبتاجون وقبلها بأيام تم ضبط اكثر من مليونين ونصف حبة في المنطقة الجنوبية وهو تأكيد على ان تجار هذه السموم يستغلون مواسم الامتحانات لترويج سمومهم، لكن الأمل معقود في الانتهاء من مشروع تطوير المناهج الدراسية في مجال مكافحة المخدرات والتي يتابعها صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية والتي ستنتهي بعد ستة اشهر ستكون بإذن الله جرعة توعية كبيرة لابنائنا الطلبة خاصة ان هذه الدراسة قد اشتركت فيها الجامعات والمديرية العامة لمكافحة المخدرات ومجلس الشورى والذي يعتبر مشروعها متكاملاً بإذن الله ستكون نتائجه جيدة في المستقبل.

مما سبق، يتضح لنا حجم الخطر المحدق بمستقبل الجيل مالم تنهض جميع المؤسسات الرسمية والتربوية والتعليمية والاجتماعية والاعلامية ومنظمات المجتمع المدني بادوارها بالتعاون مع الاسرة لدرء هذا الخطر الماحق ومكافحته والتصدي له بكل حزم وقوة.

«عكـاظ» في لقاءاتها الميدانية بالأسرة التربوية والتعليمية من معلمين وطلاب حصلت على العديد من القصص التي تثبت تورط بعض طلابنا في تعاطي وترويج المخدرات منها أبرز الوقائع التالية:

حكاية طالب مدمن

يروي (ف.م) طالب بالمرحلة الثانوية: كانت حياتي عادية الى أن وقعت ضحية الغش والخداع الذي يمارسه المروجون.. لقد حطمت حياتي بيدي وسببت الألم والأسى لمن حولي فقبل سنتين بدأت بالتعرف على بعض الزملاء خارج المدرسة الذين قاموا بسحبي جانبا بعيدا عن المدرسة وسألني أحدهم كيف ستواجه الاختبارات فقلت له: لا أدري ولكن سوف اجتازها.. ثم بدأ بعرض مساعدته لي بأن هناك ما يساهم على ادائي الاختبارات بكل سهولة وعلى النجاح وبدأ يسرد علي «أوهامها» واعطاني حبة صغيرة وكانت أول مرة اتناولها بيدي.. قال لي: «سوف تأكل المنهج أكل» وفي ليلة واحدة فأخذتها منه «مجانا» وفي يومها كانت عيناني مفتوحتين واشعر انني اذاكر باستمتاع غير ان الواقع يقول خلاف ذلك وخرجت عن اجواء المدرسة والاختبارات وبدأت بالسهر حتى الفجر ومن ثم الذهاب الى أداء الاختبارات وكانت الاسئلة مبهمة وبدت لي كالطلاسم فلم أجب على سؤال واحد.. وبدت على ملامحي وطأة الاعياء والتعب من السهر كنت مواصلا لمدة 24 ساعة، ومن هنا بدأت المأساة الحقيقية.. فصديقي الذي مدّ لي المساعدة بحجة انها سوف تخرجني من مأزق الاختبارات قام باستغلالي حينما طلبت منه مرة أخرى.. ولكن هذه المرة لم يعطني مجانا بل طلب مني عشرة ريالات ودفعت الثمن غاليا الى ان تمكن مني واخذني فريسة سهلة الى ان وصل سعرها الى 25 ريالا.. وكان هذا المبلغ بالنسبة كبيرا وأنا على مقاعد الدراسة ودفعت الثمن غاليا وانفلت زمام الامر من يدي حيث سعيت لأي وسيلة تجلب لي المال لشرائها ومعايشة اجوائها.

حبوب منشطة

ويروي خالد عمر.. طالب في المرحلة الثانوية قائلا: سمعت عن هذه الحبوب المخدرة والتي يزعم اصحابها انها منشطة وسمعت أيضا انه يتم توزيعها بين طلاب المدارس خفية.. ولكنني والحمد لله كنت بعيدا جدا عنها ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان أفكر فيها أو في تعاطيها، فلو كانت فعالة وتساعد على النجاح والاستذكار لما مُنعت من الاساس ولكنها حجج واهية من هؤلاء الفاشلين الذين يريدون من الطلاب المحافظين والمجتهدين والمتميزين الانجراف وراءهم ويريدوننا ان نشاركهم رسوبهم وفشلهم وادمانهم!.

حكاية طالب مجتهد

ويروي «عماد، ف» طالب في المرحلة الثانوية، قصة أحد اصدقائه الذي وقع في شراك الغش والخداع الذي يمارسه مروجو المخدرات يقول: كان صديقي هذا متفوقاً ومنضبطا ويعتمد على نفسه حيث كان شعلة من النشاط في المدرسة من خلال الانشطة والبرامج التي تقام ولكن فجأة تحول الى الانعزال.. كان يتخوف من الاختبارات فاستغل البعض خوفه هذا واوقعوه في الفخ بتناول حبة واحدة غيرت مجرى حياته بعدها بدت عليه ملامح التغير في سلوكه وكثرة غيابه مما جعلنا طلابا ومعلمين نلاحظ عليه هذا التغير ولولا عناية الله ثم تحرك ادارة المدرسة ووالده لما تم انقاذه من الادمان!!

مستقبل الجيل

هؤلاء الطلاب على الرغم من صغر اعمارهم يشتركون في تعاطي المخدرات وعلى رأسها حبوب الكبتاجون وان كان تحت مسميات اخرى مثل «التمساح» و«الصقر» انتهاء بالحشيش

وكان معظم من التقتهم «عكـاظ» في دار الملاحظة بجدة يعيشون في قرى على خط الساحل ويجمع بينهم انهم اتوا من اسر فقيرة ومستوى ثقافي متدنٍ. حيث يشتغل معظمهم بالرعي لمساعدة اسرهم الفقيرة والبعض الاخر قد ترك مقاعد الدراسة ليتفرغ لمساعدة اسرته كما في القصص التالية:

راعٍ مدمن

بندر «16» سنة صدر عليه حكم بسجنه سنة وجلده 250 سوطا لادانته باستخدام حبوب «التمساح» وهي احد مسميات حبوب الكبتاجون المخدر وامضى الان شهراً في دار الملاحظة.

يروي بندر انه كان يعيش مع اسرته في القنفذة وترك مقاعد الدراسة من الصف الرابع ليرعى الغنم مع والده ثم بدأ في تعاطي المخدرات منذ «5» سنوات أي عندما كان عمره 11 عاما واقر انه كان يتعاطى الحشيش وحبوب «التمساح» وان من ورطه في هذا الطريق هم اصدقاء السوء الذين قدموا له اول حبة «هدية مجانية» ويقول ان حبة «التمساح» كان يشتريها بـ «10» ريالات لكن سعرها ارتفع ليصل مابين 30 - و35 ريالا وهو ما يدفع بعض المتعاطين الى السرقة لتوفير ثمنها حيث يحتاج الشخص في البداية الى 3-4 حبات يوميا.

تائب خلف القضبان

محمد - ص -ص 17 سنة امضى شهرين في دار الملاحظة ولم يصدر عليه حكم حيث لايزال قيد المحاكمة كان يعيش في قرية «حفار» على خط الساحل بدأ رحلة التعاطي وهو في الصف الاول المتوسط وهي المرحلة التي ودع فيها التعليم كان يدخن بالسر عن والديه وتطور الحال مع اصدقاء السوء الى استخدام حبوب «التمساح» و «الصقر» كانوا يشترون الحبة الواحدة بـ «10» ريالات واخر مرة اشتراها قبل القبض عليه كانت بـ «30» ريالا يقول: ان والده «65 سنة» مريض وان «الدشر» في «الديرة» يقصد اصدقاء السوء هم من ورطوه في هذه الحبوب كذلك قال لنا «محمد» انه ترك الدراسة واتجه للعمل في حلقة الخضار مع والده فبدأ بجانب الاستخدام ترويج هذه الحبوب وبيعها.

محمد كتب رسالة بخط يده من خلف القضبان اعلن فيها توبته من المخدرات وحذر من هم في سنه من التورط في تعاطي هذه الحبوب.

مدمن ومروج

«م.د» 17 سنة من ضحايا المخدرات ايضا صدر عليه حكم بسجنه عامين وجلده «400» جلدة وهي ثاني سابقة له بعد ان دخل سجن الملاحظة وحكم عليه بالسجن 6 اشهر لاستخدامه المخدرات في المرة الاولى وتلاها تورطه في الاستخدام والترويج ايضا ودع هو الاخر مقاعد الدراسة واتجه لرعاية الاغنام في قريته القريبة من خط الساحل حيث وصفها بأنها منطقة مليئة بالسموم ويقول: ان والده طرده اكثر من مرة وضربه دون ان يستطيع احد تقويم سلوكه كونه كان اسيرا لاصدقاء السوء كان يتعاطى حبوب التمساح ويروج لها حتى ضبط وحكم ولايزال في سجن دار الملاحظة وقد وجه رسالة بخط يده ايضا ينصح فيها الشباب ويحذرهم من حبوب التمساح و «الصقر».

كبتاجون

عبدالله.ب. في الصف الثاني ثانوي صدر عليه حكم بسجنه سنة ونصف و 350 جلدة ومصادرة الجوال الذي كان بحوزته يقول عبدالله ان والده مشلول وان اصدقاء السوء ورطوه فيما وصل اليه بل ان اعز اصدقائه هو من ورطه وذلك عندما ضبط بحوزته حبوب كبتاجون لنقلها من شخص لاخر ليتم احالته للقضاء بتهمة «الترويج» ويقول ان اسرته تعيش ظروفا صعبة كونه هو المسؤول عن رعايتهم وليس له سوى اخت صغيرة.

كولونيا

مختار 17 سنة صدر عليه حكم بسجنه 4 اشهر وجلده 80 جلدة لادانته بتعاطي «الكولونيا» بهدف «السكر» يقول مختار انه كان يشتري قارورة «الكولونيا» بـ «5» ريالات لـ «ينسطل» بها وقال ان والده يعمل «سواق» وانه لم يدخل المدرسة وهو امي لايقرأ ولايكتب وقال انه من مواليد «مكة» ويمضي اوقاته في «اللف» و «الدوران» مع اصدقائه من ابناء الحي.

متسلل عبر الحدود

اما مطيع 15 سنة يمني دخل المملكة عن طريق التسلل فقد صدر عليه حكم بسجنه «5» سنوات ثم خفف الحكم من التمييز واصبح «3» سنوات.

يقول مطيع ان والدته توفيت وهو في السجن وكان قد قدم للمملكة للعمل لمساعدة اسرته الفقيرة واخوانه ووالدته المريضة قبل ان تموت ودخل المملكة عبر التسلل وضبط في قضية نقل وترويج حبوب الكبتاجون مشيرا الى انه تورط في ذلك دون ان يعرف ابعاد ما قام به عندما ضبطت بحوزته حبوب الكبتاجون ويمضي مطيع بقوله انه يعيش الان اصعب ايام حياته كونه بعيدا عن اسرته وازداد المه بعد ان فارقت والدته الحياة وهو خلف القضبان.

طفل المدمنة

وفي هذا السياق توضح الدكتورة منى الصواف استشاري ورئيس الطب النفسي بمستشفى الملك فهد بجدة وزميل الجمعية الامريكية للطب النفسي ان منظمة الصحة العالمية تحذر عالميا الان تحذيرا شديدا من ادمان الاطفال ومن الخامسة عشرة سنة والمراهقين من الذكور والاناث نظرا لما يترتب على ادمانهم من اثار خطرة تشمل الناحية العضوية مثل تلف نسيج الدماغ والنواحي الامنية وجنوح الاحداث إلى «السرقة» وتخريب الممتلكات والاستغلال الجنسي للاطفال وما يعرف بتجارة الجنس لدى الاطفال كما يحدث في بعض المجتمعات. ولعل اشهر انواع المخدرات التي يتعاطاها الاطفال المواد الطيارة «استنشاق المواد الطيارة مثل الغراء، المذيبات، الباتكس، البنزين، غاز الولاعات» وتتمثل الخطورة في الاصابة المباشرة في تلف النسيج الدماغي الذي قد يصاحبه التشنجات في معظم الاحيان ثم الوفاة واضافت د. منى: في الفترة الاخيرة لوحظ ان هناك ارتفاعا في عدد المدخنين بين الاطفال وهو احد المؤشرات الخطرة نحو احتمال اصابته بالادمان على مواد اكثر خطورة وفي الفترة الحالية لوحظ زيادة استخدام المواد المنشطة «الكبتاجون» بين اوساط الطلاب صغار السن خاصة في مواسم الامتحانات على الرغم من التحذيرات المستمرة في هذا الصدد.

ومن الحالات التي عايشتها د.منى الصواف حسب ما توضحه حالة طفل عمره 3 سنوات واحيل إليها للعيادة من قبل الجهات المختصة وتبين ان الطفل لديه شلل نصفي في الجسم مع فقدان جزئي للبصر وسرعة حركة وحدة في الانفعال وبتتبع حالة الام اثناء الحمل تبين انها كانت مدمنة هيروين وبعد الولادة كانت الام تعالج صراخ طفلها المتكرر عن طريق اعطائه الحقنة الفارغة والتي تحتوي على بقايا الهيروين عن طريق الفم بقصد اسكات صراخه مما اصاب الطفل بمضاعفات خطرة. وتضيف ان هذه الواقعة التي عايشتها قبل نحو عامين لها مدلولاتها اهمها ان الادمان يؤدي الى استهتار خطير من المدمن يصل الى حد اللامبالاة في الحاق الاذى بالاطفال. وان الاطفال يتأثرون بالمخدرات بصورة اشد واكثر خطورة من الكبار نظرا لعدم اكتمال نضج المخ والجسم. كما ان غياب المعرفة بحالة أي طفل مدمن ونكران او استبعاد حدوث إصابته بالإدمان قد يؤدي لمضاعفات خطرة لانكتشفها الا بعد فوات الاوان!

أوهام القوة والسهر

ووصف شاكر الازوري مدير دار الملاحظة الاجتماعية ان اوهام القوة وتوهم البعد عن المشاكل عبر هذه الحبوب يؤدي الى كارثة مستقبلية مشيرا الى ان المروجين يستغلون صغار السن محملا الاسرة مسؤولية متابعة ابنائها والحرص على مراقبة سلوكهم وابعادهم عن اصدقاء السوء الذين هم الشرارة الاولى في انحراف الاحداث بالتوافق والتزامن بغفلة الاسرة عن ابنها مشيرا الى ان هناك الكثير من الاسر تخلت عن وظيفتها في تربية الابناء لذلك فان الذين يتناولون المنشطات يفتقدون التواصل الاسري موضحا ان كثيرا من الاحداث يلجأون الى العقاقير المنبهة اعتقادا منهم انها تساعدهم على السهر والاستذكار وتمنحهم القوة والنشاط والسلطنة الزائفة.. ومن المنشطات التي يروجها ضعاف النفوس «الامفتامين» المعروف بالكبتاجون وله اكثر من اسم فمنهم من يطلق عليه «التمساح» و «الابيض» و «ابو ملف» و «الصقر» و «الشبح» وهذه الحبوب لاتباع في الصيدليات بل تباع في الخفاء بواسطة المروجين ومخاطر هذه الحبوب كثيرة فهي تستنزف مستخدميها وتعيقهم عن الاداء السليم وتشتت الذهن وتسبب الهلاوس السمعية والبصرية والضلالات وتدمر المخ.

غياب الرقابة الاسرية

ومن جانبه يؤكد عبدالرحمن حامد السلمي مدير ثانوية الثغر النموذجية بجدة: ان 90% من الآباء لا يعلمون ان ابناءهم يقعون في شباك المخدرات خاصة الحبوب المنشطة وذلك لأسباب هي سهولة ترويج واستخدام هذه الحبوب. كما ان مما يدفع الطلاب لتعاطي الحبوب المنشطة هو زعم المروجين بأنها تقوي الذاكرة وتساعد على اجتياز الاختبارات فضلا على الاضطرابات الاسرية وبعد الاب عن مسؤولياته التربوية وهنا يقع الدور الكبير على وسائل الاعلام في معالجة هذه القضبة لأن التوعية في المدارس تعد مقبولة نوعا ما اما بالنسبة للأب فمتابعته لابنه غير كافية والتوعية مفقودة والمدرسة لا تستطيع مراقبة الطلاب بعد خروجهم من المدرسة.. وهنا يجب على الجهات الامنية ان تتواجد ليس فقط اثناء الاختبارات وانما طوال العام الدراسي.

ويذكر السلمي في نهاية هذه القضية قصة لأحد الطلاب قائلا: عندما كنت مديرا لاحدى المدارس في الكيلو 14 بجدة كان قد اخرج احد الطلاب حبة امام معلمه وزملائه الطلاب في الفصل وعندما رآه المعلم قال له: ما هذه فأجابه الطالب انها بندول مما يعكس السهولة في تناولها وترويجها واستخدامها في أي زمان ومكان دون النظر الى مخاطرها انها تؤدي في المدى البعيد الى الجنون!!