شكّل الروَّاد الأوائل من العاملين في أرامكو السعودية نسيجاً مدهشاً في تعدد الخلفيات الثقافية وتوحّد الجهود والنجاحات. فقد جاء كل منهم من ثقافة مختلفة عن الثقافة العربية، لكنهم ساعدوا في تنمية حقول الزيت واستكشاف المملكة العربية السعودية. وكانت اهتماماتهم المشتركة بالجيولوجيا والزيت هي الرابط الذي جمعهم. وقد عرفت الشركة اثنين من الروَّاد الأوائل كان لهما فضل في نجاح أرامكو هما تشارلز كرين وعجب خان اللذان تشاطرا اهتماماً مشتركاً مختلفاً هو حب المملكة وأهلها ولغتها وأرضها، رغم مجيء الرجلين من ثقافتين مختلفتين كلياً.
فتى شيكاغو
تشارلز كرين ورث ثروة خلفتها له أسرته من أعمال شبكات السباكة. وفي يفاعة حياته تقلَّد منصب رئيس شركة أسرته في فترة قصيرة، ولكنه كان ولعاً بشؤون العالم، خصوصا العالم العربي. وعلى مدى عشرينيات القرن الماضي موَّل مشاريع استكشاف الماء وبناء الطرق في اليمن. وفي تلك السنوات، نما لديه احترام عميق للإسلام والثقافة العربية، وبل بدأ ترجمة حديثة للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية.
كان أول لقاء له بالملك عبدالعزيز، يرحمه الله، في فبراير سنة 1931م، حيث تبادلا الحديث عن حبهما المشترك للخيل العربية، إلا إن دفة الحديث تحوَّلت إلى حاجة البلاد التي كان يسعى الملك المؤسس إلى تلبيتها. وأثناء ذلك اللقاء، عرض تشارلز على الملك إرسال جيولوجي لاستكشاف الماء والمعادن في المملكة، وقد وجد «ابن سعود»، كما كان يُعرَف آنذاك، في عرض الشاب حلَّين لاثنين من أبرز المشكلات التي تواجهها المملكة الفتية، هما إيجاد إمدادات كافية من الماء في أراضي المملكة الصحراوية القاحلة وكسب إيرادات الموارد الطبيعية التي لم تحدد ماهيتها بعد في ذلك الوقت.
ولم يكن تشارلز أول من تحدَّث إلى الملك عن التنقيب في المملكة إلا أن سمعته والحب الذي يكنه للمملكة حاز ثقة الملك واحترامه. كما أنه كان «رجل شيكاغو» الذي يحمل خلفية عن شبكات السباكة، لذلك وثق الملك في مساعدته للمملكة في أيامها الأوائل. وكتبت تلك البدايات نمو شراكة بين أناس وبلاد نمت وتطورت إلى أرامكو.
فتى بيشاور
أما عجب خان فقد وُلد في بيشاور، إحدى مناطق باكستان اليوم. وفي عشرينيات القرن الماضي فرضت عليه الظروف الاقتصادية في بلاده شق طريقه إلى البحرين التي تعلَّم فيها اللغة العربية بسرعة وعمل مترجماً لدى شركة نفط البحرين «بابكو». وفي العام 1933م، وافق على العمل مع الجيولوجي ألين وايت في المملكة العربية السعودية. وساعدته مهاراته العالية في الترجمة في أن يشتهر ويعتمد عليه العاملون الأمريكيون والسعوديون إلى جانب المسؤولين في الحكومة السعودية وشركة كاليفورنيا أرابين أويل «كاسوك»، السابقة لأرامكو. وقد مُنح الجنسية السعودية، لاحقاً، وأصبح المترجم التحريري والشفهي الشخصي لفلويد أوليقر المدير المقيم لشركة كاسوك.
لا شك ان نجاح مسيرة فتى بيشاور أعجب شخصاً آخر في الشركة، فساعده كثيراً رغم اختلاف خلفيتهما الثقافية تماماً، وهذا الشخص الآخر هو تشارلز كرين نفسه.
فتى شيكاغو
تشارلز كرين ورث ثروة خلفتها له أسرته من أعمال شبكات السباكة. وفي يفاعة حياته تقلَّد منصب رئيس شركة أسرته في فترة قصيرة، ولكنه كان ولعاً بشؤون العالم، خصوصا العالم العربي. وعلى مدى عشرينيات القرن الماضي موَّل مشاريع استكشاف الماء وبناء الطرق في اليمن. وفي تلك السنوات، نما لديه احترام عميق للإسلام والثقافة العربية، وبل بدأ ترجمة حديثة للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية.
كان أول لقاء له بالملك عبدالعزيز، يرحمه الله، في فبراير سنة 1931م، حيث تبادلا الحديث عن حبهما المشترك للخيل العربية، إلا إن دفة الحديث تحوَّلت إلى حاجة البلاد التي كان يسعى الملك المؤسس إلى تلبيتها. وأثناء ذلك اللقاء، عرض تشارلز على الملك إرسال جيولوجي لاستكشاف الماء والمعادن في المملكة، وقد وجد «ابن سعود»، كما كان يُعرَف آنذاك، في عرض الشاب حلَّين لاثنين من أبرز المشكلات التي تواجهها المملكة الفتية، هما إيجاد إمدادات كافية من الماء في أراضي المملكة الصحراوية القاحلة وكسب إيرادات الموارد الطبيعية التي لم تحدد ماهيتها بعد في ذلك الوقت.
ولم يكن تشارلز أول من تحدَّث إلى الملك عن التنقيب في المملكة إلا أن سمعته والحب الذي يكنه للمملكة حاز ثقة الملك واحترامه. كما أنه كان «رجل شيكاغو» الذي يحمل خلفية عن شبكات السباكة، لذلك وثق الملك في مساعدته للمملكة في أيامها الأوائل. وكتبت تلك البدايات نمو شراكة بين أناس وبلاد نمت وتطورت إلى أرامكو.
فتى بيشاور
أما عجب خان فقد وُلد في بيشاور، إحدى مناطق باكستان اليوم. وفي عشرينيات القرن الماضي فرضت عليه الظروف الاقتصادية في بلاده شق طريقه إلى البحرين التي تعلَّم فيها اللغة العربية بسرعة وعمل مترجماً لدى شركة نفط البحرين «بابكو». وفي العام 1933م، وافق على العمل مع الجيولوجي ألين وايت في المملكة العربية السعودية. وساعدته مهاراته العالية في الترجمة في أن يشتهر ويعتمد عليه العاملون الأمريكيون والسعوديون إلى جانب المسؤولين في الحكومة السعودية وشركة كاليفورنيا أرابين أويل «كاسوك»، السابقة لأرامكو. وقد مُنح الجنسية السعودية، لاحقاً، وأصبح المترجم التحريري والشفهي الشخصي لفلويد أوليقر المدير المقيم لشركة كاسوك.
لا شك ان نجاح مسيرة فتى بيشاور أعجب شخصاً آخر في الشركة، فساعده كثيراً رغم اختلاف خلفيتهما الثقافية تماماً، وهذا الشخص الآخر هو تشارلز كرين نفسه.