-A +A
جبير بن محمد بن جبير
أسكن بالقرب من شارع "تجاري" طوله كيلومتر واحد، على جانبيه يوجد أربع صيدليات، اثنتان منهن مكونة من 5 فتحات، والرابعة بسعة الثلاث الأخريات مجتمعة، (أرجو ألا تفهموا أن سكان حينا موبوءون أو مرضى بأمراض مزمنة)، فـ 80% من محتويات تلك الصيدليات متوفرة في البقالات المجاورة لها.! وبالرغم من ضخامة الصيدليات ووفرة إيرادها إلا أنه من المستحيل أن ترى صيدليا أو مساعد صيدلي سعوديا متواجدا فيها.. علما بأن الترخيص صادر باسم صيدلي سعودي.
"فيما يبدو" أن الصيدليات في جميع مدن المملكة لا توجد بها أي خدمة صيدلانية تدل على مسمياتها..!! فدور الصيدلي كصيدلي تقلص إلى بائع يصرف الدواء.. أو تجاوزه إلى طبيب يصف الدواء، فلم أشاهد صيدليا يقوم بتركيب مرهم أو يعبئ ماء مقطرا للأطفال، وربما غياب دور الصيدلي هو ما هيأ بعض الناس نفسيا للتوجه إلى العطارين الذين يقومون بتركيب الخلطات الدوائية لكل العلل والأمراض.

في الواقع تحولت مهنة الصيدلة لدينا من مهنة إنسانية تحترمها وتقدسها المجتمعات المتحضرة إلى مهنة "نص / نص" و"بزنس"، بعد توسع دخول المتطفلين عليها لأهداف مادية، وأصبحت التراخيص الصيدلانية تباع وتشرى وعلى عينك يا تاجر.
لذا يلزم الالتفات نحو هذا القطاع الحيوي وتطويره، والوقوف بحزم أمام مسببات انحدار مهنة الصيدلة.. فربما يحتاج قانون الصيدلة وتداول الأدوية إلى دراسة للتعرف على مشاكله، وإجراء حوارات بشأنه في الأروقة وتحت القبة، والخروج بحلول تنصف وتجذب الصيادلة السعوديين ومساعديهم إليه. كما يلزم الارتقاء بمهنة الصيدلة وتحفيز الطلبة بالإقبال عليها من خلال التوسع في مقاعد الدراسة وبعثهم للخارج لتغطية الشح الحاد في سوق العمل الصيدلاني.. وإلا سيتعرض أمننا الدوائي إلى خلل.
للتواصل ارسل sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 195 مسافة ثم الرسالة