-A +A
حمود البدر
اكتست أيام الأسبوع الماضي بعبير شيق تستنشقه الأرواح والعقول قبل الأنوف التي اعتدنا أن نستخدمها لاستنشاق الروائح. لقد دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عدداً من المشروعات الانتاجية التي تعد نقلة نوعية في هذا المجتمع، الذي حباه الله بقيادة رشيدة ودعم ذلك بفيض غير محدود من مصادر الإنتاج التي جرى اكتشافها والتعرف عليها ومن ثم استثمارها بعد أن أكرم الله جزيرة العرب برجل وحدها ووضع عروقها الأمنية وأسسها التنموية ثم واصل مسيرته الكبرى وبصيرته النافذة أبناؤه الكرام الذين أدى احترامهم لوحدة بلادهم والسعي للمحافظة عليها رغبتهم المتواصلة لاستثمار خيرتها.
فقد كانت شركة أرامكو السعودية (الشركة السعودية الأمريكية سابقا) بداية التطوير القائم على الاكتشاف والبحث عن مصادر الدخل، وكانت رعاية خادم الحرمين الشريفين لمناسبتها بلوغ 75 عاماً من الجهود المتواصلة التي توجتها كأكبر شركة في العالم، فقد كانت رعاية خادم الحرمين الشريفين لتلك المناسبة اعترافاً بفضلها وشكراً لها على ما قدمت ودعماً لجهودها المستقبلية للإنتاج والتطوير.
تلا ذلك رعايته -حفظه الله- لعدد من المشروعات الإنتاجية الواعدة مما سوف يدعم الاتجاه الصناعي والإنتاجي في بلادنا العزيزة، تلك المشروعات التي تعد دعماً لما سبقها من مشروعات انتاجية، وفتحاً جديداً في تنويع صادرات المملكة، ووسائل فاعلة لزيادة الدخل مما يتيح الفرص للتسريع في مشروعات التنمية في جميع المجالات.
وإذا كان الله سبحانه قد حبانا بنخبة فاعلة من قادة ومواطنين استطاعت أن تحافظ على وحدة الكلمة في هذا البلد الكبير في مساحته وتعدد قبائله، واختلاف تضاريسه، فإن ذلك ما كان ليستمر لولا حكمة القادة في التعامل مع الظروف والقضايا التي قد تؤثر على تلك الوحدة، ومن ذلك الاستفادة من تجارب الآخرين.
وكلما كانت بلادنا قوية متماسكة أدى ذلك إلى ازدهارها وتطويرها، ولكن ذلك كله لن يسلم من محاولات قد تحدث من الشيطان وأعوانه في الداخل والخارج، ولهذا صار لزوماً علينا أن لا ندع ثغرة صغيرة ولا كبيرة لمكائد المنحرفين، ولعل في ما يعانيه الآخرون من حولنا أكبر دليل على خطورة التهاون في وحدة الكلمة، فلا القبلية ولا الحزبية بعيدتان عن إثارة النعرات، وكذلك الأطماع التي يختلقها الأعداء والطامعون، فمن يتصور مدى الضياع الذي يحدث عندما توجد ثغرات في هذا البلد أو ذاك فيستغلها الأعداء من الخارج والمنحرفون عن الخط العام، المتفق عليه، من الداخل.
وبما أن الله قد منَّ علينا في وحدة مترابطة؛ فقد وفق قيادتنا لتكون مثلاً يحتذى في صيانة الوحدة الوطنية مما أثمر هذا التسارع في التنمية والإنتاج، ولو نظر الإنسان إلى ما يدور في أركان هذه المملكة الواسعة من محاولات جادة في التنمية والتطوير لشكر الله سبحانه على هذه النعمة وهذه الجهود التي تهيأت لها الظروف الأمنية والاتصالية والتمويلية.
ولابد من الاعتراف بأن هناك بعض الأخطاء التي تقع عند التنفيذ، ولولا الحركة المتزامنة للمشاريع، وكثرة المحاولات لما وجدت أخطاء لأن الذي لا يعمل ولا يحاول لا يخطئ، فهذه طبيعة البشر (فالمؤمنون خطاؤون وخير الخطائين التوابون)، ولقد وعد الله التوابين بالمغفرة، فالحمد لله على توفيقه.
فالذي تم في الأيام القليلة الماضية ما هو إلا استمرار للمسيرة التي ابتدأها المؤسس، ثم واصل مسيرتها أبناؤه من بعده، غفر الله لمن لقي ربه منهم وبارك في أعمار الأحياء وأعمالهم من أبناء عبدالعزيز ورجاله وأحفادهم ومن سوف يواصل المسيرة معهم لصالح هذا البلد الذي يعد استقراره قاعدة مهمة للإسلام والمسلمين، فالحمد لله على نعمه وتوفيقه.
وشكراً جزيلاً لأبي متعب على هذه الهدايا القيمة لشعبه وبلاده.
hamoud@albadr.com

للتواصل ارسل sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة