دعوات الحوار لا تكاد تتوقف في معظم أنحاء العالم، وإن كانت صورها تختلف من بلد لآخر، ومؤتمرات الحوار -أيضاً- لا تكاد تتوقف، فهناك مؤتمرات للحوار بين المذاهب -سنة وشيعة-.. عقدت في إيران وسوريا والكويت ولبنان وسواها من الدول الأخرى؛ عربية وأوروبية، وكذلك حوار بين أتباع الديانات السماوية بدأ منذ زمن طويل واستمر بعد ذلك ومازال مستمراً حتى اليوم.
ومبدأ الحوار -بصفة عامة- مبدأ إسلامي أصيل أكده القرآن الكريم كما أكدته السنة النبوية الشريفة في كثير من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
والتاريخ الإسلامي على امتداده كان يؤكد هذه الفكرة عملياً؛ فهناك حوار بين المسلمين بشتى طوائفهم، وهناك حوار بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى، وهناك حوار بين اليهود والنصارى، وهكذا كان الحوار عُرفاً مألوفاً بغض النظر عن أهدافه وعن النتائج التي يسعى إلى تحقيقها.
وقد سعى خادم الحرمين الشريفين إلى تحقيق هذه الفكرة، فدعا إلى إيجاد مؤتمرات عالمية للحوار بين الأديان، وقد ذكر أنه سيناقش العلماء في تفاصيل هذا الحوار بحيث يكون منسجماً مع مبادئ الإسلام العامة.
ولعلنا نعرف أن وزير العدل الأسبق الشيخ الحركان قد ترأس وفداً كبيراً قبل حوالى أربعة عقود قابلوا خلالها بابا الفاتيكان آنذاك وتحاوروا معه في بعض المسائل العقدية ثم توقف هذا الحوار حتى بدأت فكرة إعادته هذه الأيام.
رابطة العالم الإسلامي -كما يقول رئيسها- التقطت دعوة خادم الحرمين الشريفين فدعت إلى مؤتمر عالمي للحوار يعقد في مكة المكرمة بدءاً من يوم غد وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.
معالي الدكتور عبدالله التركي أمين عام الرابطة وفي حوار مع «عكاظ» أكد أن هذا المؤتمر سيحضره حوالى خمسمائة من العلماء ورؤساء المنظمات والمراكز الإسلامية والباحثين والإعلاميين.
لست أدري ماذا يستطيع أن يفعل كل هؤلاء، بل ماذا يستطيعون قوله في هذين اليومين؟ ولست أدري -أيضاً- عن نسبة السعوديين من هذا العدد الكبير!!
الدكتور التركي أكد أن على المسلمين أن يبادروا إلى طلب الحوار مع الآخرين وفق ضوابط وشروط معينة، كما أكد -أيضاً- أن الحوار بين أصحاب الديانات يمكنه أن يطور نقاط التقاطع بين هؤلاء وأولئك، ومن ثم يمكن صياغة برامج مشتركة تحتاجها البشرية وهذا -كما يقول- يقرب بين البشرية أكثر وأكثر، ومن هنا يستطيع الإسلام تقديم حلول ملائمة لمشاكل البشرية.
وأتفق مع الدكتور على أهمية الحوار بالنسبة للمسلمين فهم -حالياً- أحوج إليه من سواهم، ولكن كيف يكون هذا الحوار وما هي الموضوعات التي تصلح له وما هي الأهداف المتوخاة منه؟! الذي أجزم به أن التقارب بين الأديان مستحيل لأن أصحاب الديانات الأخرى لا يؤمنون بديننا -بصفة عامة- كما لا يؤمنون برسولنا، وبالتالي فهم لا يعترفون بالإسلام جملة وتفصيلاً، لكن البحث عن التعايش بين الأديان -مهما بلغت درجة اختلافها- أمر مطلوب وهو الهدف الذي ينبغي السعي نحو تحقيقه من وراء أي حوار.
التعايش يعني ببساطة شديدة أن لا يتعرض أصحاب ديانة بالإساءة لأصحاب الديانات الأخرى ولا التعرض لثوابت عقائدهم.
ومن هنا لابد أن تسعى الرابطة للتأكيد على هذا المعنى بكل قوة، ليس في هذا المؤتمر فقط بل في كل أعمالها ومؤتمراتها وبصورة عملية وجادة!!
الإساءة للإسلام كثيرة ومتنوعة ومن دول وأشخاص كثر، فماذا فعلت الرابطة بوقف هذه الإساءات وماذا ستفعل مستقبلاً؟!
الكاذب الأكبر «زكريا بطرس» وهو قبطي مصري كان ولا يزال يبث حقده على رسولنا الكريم فيصفه بأبشع الصفات ويتهمه بأسوأ الصفات، كل ذلك من خلال قناته «الحياة» كما أنه يسيء للمسلمين عامة وبصور متنوعة.
ماذا فعلت الرابطة لإيقاف هذه القناة الشيطانية وصاحبها؟! هذه القناة تبث من قبرص اليونانية وقانون قبرص يمنع الإساءة للأديان، والمسألة تحتاج إلى تبني رفع دعوى قضائية ضد القناة وصاحبها!!
هل يمكن مناقشة التقارب أو التعايش مع استمرار هذه القناة وأشباهها؟!
المرشح الأمريكي الجمهوري «جون ماكين» يستعين بقس صهيوني في حملته، وهذا القس معروف عنه عداؤه الشديد للإسلام ولنبي الإسلام ودعوته لتدمير المسلمين.. كيف نتحدث عن تعايش مع وجود مثل هذا القس وذلك المرشح؟!
الصهاينة يعملون بجد لهدم الأقصى والحفريات تحته لا تكاد تتوقف، فكيف سيتم التحاور مع هؤلاء الذين سيهدمون ثالث الحرمين الشريفين؟!
بعض الحاخامات الصهاينة يدعون لقتل كل العرب رجالاً ونساءً وأطفالاً، وينطلقون في هذه الدعوات من منطلقات دينية، فكيف سنقترب من هؤلاء القوم ونتحاور معهم؟!
أعرف أن النصاري ليسوا جميعاً على رأي واحد وموقف واحد من المسلمين، وأعرف أن منهم من يتعاطف مع القضايا الإسلامية والعربية.. وأعرف -أيضاً- أن اليهود ليسوا كلهم سواء، فهناك من يقف ضد الحركة الصهيونية، بل هناك من يقف ضد وجود دولة صهيونية، ومن هنا فإن الحوار مطلوب ولكن مع من وكيف وما هي الموضوعات التي يجب أن تطرح للحوار وكيف؟!
آمل من رابطة العالم الإسلامي أن توجد حواراً مثمراً، ولعلها تحقق ومن وجود المئات من علماء المسلمين ومثقفيهم نتائج تصب في مصلحة المسلمين، ولعلها -أيضاً- تقف بقوة أمام تلك الدعوات المقيتة التي تسيء للإسلام.
الحوار مطلب مهم، وحوار مكة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين أكثر أهمية، ويجب أن نستفيد منه.. فهل نفعل؟!
للتواصل ارسل sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 113 مسافة ثم الرسالة
ومبدأ الحوار -بصفة عامة- مبدأ إسلامي أصيل أكده القرآن الكريم كما أكدته السنة النبوية الشريفة في كثير من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
والتاريخ الإسلامي على امتداده كان يؤكد هذه الفكرة عملياً؛ فهناك حوار بين المسلمين بشتى طوائفهم، وهناك حوار بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى، وهناك حوار بين اليهود والنصارى، وهكذا كان الحوار عُرفاً مألوفاً بغض النظر عن أهدافه وعن النتائج التي يسعى إلى تحقيقها.
وقد سعى خادم الحرمين الشريفين إلى تحقيق هذه الفكرة، فدعا إلى إيجاد مؤتمرات عالمية للحوار بين الأديان، وقد ذكر أنه سيناقش العلماء في تفاصيل هذا الحوار بحيث يكون منسجماً مع مبادئ الإسلام العامة.
ولعلنا نعرف أن وزير العدل الأسبق الشيخ الحركان قد ترأس وفداً كبيراً قبل حوالى أربعة عقود قابلوا خلالها بابا الفاتيكان آنذاك وتحاوروا معه في بعض المسائل العقدية ثم توقف هذا الحوار حتى بدأت فكرة إعادته هذه الأيام.
رابطة العالم الإسلامي -كما يقول رئيسها- التقطت دعوة خادم الحرمين الشريفين فدعت إلى مؤتمر عالمي للحوار يعقد في مكة المكرمة بدءاً من يوم غد وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.
معالي الدكتور عبدالله التركي أمين عام الرابطة وفي حوار مع «عكاظ» أكد أن هذا المؤتمر سيحضره حوالى خمسمائة من العلماء ورؤساء المنظمات والمراكز الإسلامية والباحثين والإعلاميين.
لست أدري ماذا يستطيع أن يفعل كل هؤلاء، بل ماذا يستطيعون قوله في هذين اليومين؟ ولست أدري -أيضاً- عن نسبة السعوديين من هذا العدد الكبير!!
الدكتور التركي أكد أن على المسلمين أن يبادروا إلى طلب الحوار مع الآخرين وفق ضوابط وشروط معينة، كما أكد -أيضاً- أن الحوار بين أصحاب الديانات يمكنه أن يطور نقاط التقاطع بين هؤلاء وأولئك، ومن ثم يمكن صياغة برامج مشتركة تحتاجها البشرية وهذا -كما يقول- يقرب بين البشرية أكثر وأكثر، ومن هنا يستطيع الإسلام تقديم حلول ملائمة لمشاكل البشرية.
وأتفق مع الدكتور على أهمية الحوار بالنسبة للمسلمين فهم -حالياً- أحوج إليه من سواهم، ولكن كيف يكون هذا الحوار وما هي الموضوعات التي تصلح له وما هي الأهداف المتوخاة منه؟! الذي أجزم به أن التقارب بين الأديان مستحيل لأن أصحاب الديانات الأخرى لا يؤمنون بديننا -بصفة عامة- كما لا يؤمنون برسولنا، وبالتالي فهم لا يعترفون بالإسلام جملة وتفصيلاً، لكن البحث عن التعايش بين الأديان -مهما بلغت درجة اختلافها- أمر مطلوب وهو الهدف الذي ينبغي السعي نحو تحقيقه من وراء أي حوار.
التعايش يعني ببساطة شديدة أن لا يتعرض أصحاب ديانة بالإساءة لأصحاب الديانات الأخرى ولا التعرض لثوابت عقائدهم.
ومن هنا لابد أن تسعى الرابطة للتأكيد على هذا المعنى بكل قوة، ليس في هذا المؤتمر فقط بل في كل أعمالها ومؤتمراتها وبصورة عملية وجادة!!
الإساءة للإسلام كثيرة ومتنوعة ومن دول وأشخاص كثر، فماذا فعلت الرابطة بوقف هذه الإساءات وماذا ستفعل مستقبلاً؟!
الكاذب الأكبر «زكريا بطرس» وهو قبطي مصري كان ولا يزال يبث حقده على رسولنا الكريم فيصفه بأبشع الصفات ويتهمه بأسوأ الصفات، كل ذلك من خلال قناته «الحياة» كما أنه يسيء للمسلمين عامة وبصور متنوعة.
ماذا فعلت الرابطة لإيقاف هذه القناة الشيطانية وصاحبها؟! هذه القناة تبث من قبرص اليونانية وقانون قبرص يمنع الإساءة للأديان، والمسألة تحتاج إلى تبني رفع دعوى قضائية ضد القناة وصاحبها!!
هل يمكن مناقشة التقارب أو التعايش مع استمرار هذه القناة وأشباهها؟!
المرشح الأمريكي الجمهوري «جون ماكين» يستعين بقس صهيوني في حملته، وهذا القس معروف عنه عداؤه الشديد للإسلام ولنبي الإسلام ودعوته لتدمير المسلمين.. كيف نتحدث عن تعايش مع وجود مثل هذا القس وذلك المرشح؟!
الصهاينة يعملون بجد لهدم الأقصى والحفريات تحته لا تكاد تتوقف، فكيف سيتم التحاور مع هؤلاء الذين سيهدمون ثالث الحرمين الشريفين؟!
بعض الحاخامات الصهاينة يدعون لقتل كل العرب رجالاً ونساءً وأطفالاً، وينطلقون في هذه الدعوات من منطلقات دينية، فكيف سنقترب من هؤلاء القوم ونتحاور معهم؟!
أعرف أن النصاري ليسوا جميعاً على رأي واحد وموقف واحد من المسلمين، وأعرف أن منهم من يتعاطف مع القضايا الإسلامية والعربية.. وأعرف -أيضاً- أن اليهود ليسوا كلهم سواء، فهناك من يقف ضد الحركة الصهيونية، بل هناك من يقف ضد وجود دولة صهيونية، ومن هنا فإن الحوار مطلوب ولكن مع من وكيف وما هي الموضوعات التي يجب أن تطرح للحوار وكيف؟!
آمل من رابطة العالم الإسلامي أن توجد حواراً مثمراً، ولعلها تحقق ومن وجود المئات من علماء المسلمين ومثقفيهم نتائج تصب في مصلحة المسلمين، ولعلها -أيضاً- تقف بقوة أمام تلك الدعوات المقيتة التي تسيء للإسلام.
الحوار مطلب مهم، وحوار مكة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين أكثر أهمية، ويجب أن نستفيد منه.. فهل نفعل؟!
للتواصل ارسل sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 113 مسافة ثم الرسالة