-A +A
محمد داوود (جدة)
السمنة هي نتاج عدة اسباب وظروف مجتمعة لذلك فان علاجها يتضمن ايضا اكثر من طريقة واحدة مجتمعة، ويمكن تصوير ذلك بمثلث تكون قاعدته (الارادة) واضلاعه نوعية الغذاء وممارسة الرياضة، والارادة لا تتطلب الامتناع عن الطعام بل تناول الطعام حسب قانون ليكون متكاملا.
يقول الدكتور فؤاد مصطفى نيازي استشاري علاج السمنة ان البدانة هي زيادة الدهون في الجسم عن كمية معينة بحيث تؤدي الى تغيير في شكل الجسم وزيادة في الوزن، واسباب السمنة عديدة منها ما يعود الى العوامل الوراثية بنسبة 30% والمقصود بالوراثة ليس فقط الاستعداد للسمنة بل ايضا توزيع الخلايا او المخازن في مناطق البطن والارداف والذراعين.

ويضيف: فيما يخص نمط الاكل فإن الطفل عندما ينشأ في عائلة نمطها هو الاسراف في الاكل او في نوعية الاكل فإنه سوف يتربى ويعتاد على ذلك، فمن المعروف ان الاستعداد للامراض جميعها تقريبا هو وراثي بما فيها الامراض السرطانية..
ولكن اذا كان مرض السمنة في العائلة وراثيا فذلك لا يعني بأنه محكوم على كل افرادها الاصابة بالسمنة، فالوعي بخطورة السمنة يمثل هنا دورا كبيرا.. فمشاكل السمنة عديدة وخاصة اذا لم يكن هناك ضوء احمر يخيفنا منها، حيث ان هناك رابطا بين الدهون في الدم والكوليسترول العالي او السمنة..
فمنذ حوالي 7 سنوات عرف ان هناك نوعا من الانزيمات يحول الخلايا الدهنية الى هرمون، وزيادة الهرمون تؤدي الى قابلية اكبر للاصابة بسرطان الثدي لدى السيدات، اما عند الرجال فإن هناك انواعا اخرى من امراض السرطان ممكن ان تؤدي اليها السمنة بالاضافة الى احتمال اكبر للاصابة بمرض السكر وتآكل المفاصل والضغط على المبايض مما يقلل آلية ممارسة الحياة الزوجية وصولا الى الناحية النفسية التي لا بد ان تؤخذ في الاعتبار..
ويشير د.نيازي الى انه من الافضل تفادي السمنة قبل الوقوع فيها ويكون ذلك ببساطة عن طريق التوعية حول هذا (القاتل الصامت) الذي لا ينحصر سببه بكونها وراثية فقط بل ايضا تعود لاسباب منها نفسية والعادات وعدم انتظام الاكل والزيادة في الاكل وليس في نوعيته.
الوجبات السريعة
وحول اي درجة يؤثر النمط المعيشي على زيادة او قلة السمنة داخل مجتمعنا يواصل د.نيازي:ان هذه القضية هي قضية الانسان بشكل عام وليست قضية مجتمعات، ففي الولايات المتحدة نجد ان هناك 36% يعانون من السمنة ومعظم طعامهم هو من الوجبات السريعة وهذا يكلف حوالي 26 مليار دولار سنويا كمصاريف عناية صحية، وبعد حوالي 6 سنوات ستصل النسبة الى 50%. فالمرأة هناك لا تعرف كيف تطهو او ليس لديها الوقت الكافي للطبخ. .
اما المرأة العربية فتعرف ان الطعام الذي تحضره مليء بالدهون وهذا ما يجعل الام مسؤولة عن حوالي 30% من حالات زيادة الوزن لدى الاطفال،ويجب علينا تنشيط الطفل ونصحه على ممارسة الرياضة منذ الصغر..
كما نلاحظ في الغرب ان معظم الناس عضلاتهم مشدودة منذ الصغر بفضل ممارسة الرياضة، ولكن للاسف معلوماتنا عن الرياضة ضئيلة ونكتفي بالحركة الطبيعية، فيجب على الجميع الاعتياد على ممارسة الحركات الرياضية منذ الصغر على الاقل 15 دقيقة في اليوم لشد العضلات.. وعن انتشار اصناف الشاي للتخسيس يمضي د.نيازي قائلا:اضاف الشاي او القهوة التي يزعم انها تساعد على التخسيس فهي تطرد السوائل من الجسم وتدر البول وتحدث اسهالات وتؤثر سلبا على املاح الجسم فلا ينصح بها.
امتصاص الدهون
وعن ادوية التخسيس وخاصة الزينكال واثبات الابحاث العالمية انه يقلل من فرص الاصابة بالسكري النوع الثاني يستكمل د.نيازي حديثه:
هذا العقار الذي اثبت جدواه على المستوى العالمي يعد اول علاج للسمنة ليست له علاقة بجهاز المخ والاعصاب فهو آمن ولكن لا بد ان يصرف بروشتة طبية.