-A +A
سيد عبد العال ـ القاهرة
توقع خبراء ومراقبون مصريون أن تنعكس نتائج زيارة سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز لمدريد ايجابيا على العلاقات العربية الأوروبية نظرا لموقع أسبانيا وأهميتها داخل الاتحاد الأوروبي. واكد الخبراء أن تحرك الدبلوماسية السعودية شرقا وغربا يعزز العلاقات السعودية مع مختلف دول العالم بما يعود بالنفع على العلاقات والقضايا العربية . وقال هؤلاء إن زيارة سمو ولي العهد تؤكد على التنوع والحيوية الذي تتمتع به العلاقات السعودية في الخارج والتي خلقت وزنا سياسيا أصبح يمثل رقما مهما في معادلة العلاقات الدولية والاقليمية .
الدكتور محمد سليمان أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة قال إن نتائج مهمة ستترتب على زيارة الأمير سلطان لأسبانيا أهمها خدمة الاستقرار في المنطقة ، ووصف الدور السعودي بأنه دور نشط وحيوي وأن علاقات المملكة مع مختلف دول العالم تمثل نموذجا مثاليا لتفاعل الدولة في محيطها الاقليمي والدولي ، وقال ان زيارة أسبانيا تمثل إضافة مهمة الى الزيارات التي قام بها المسؤولون السعوديون والتي كرست قيمة المملكة كعنصر للاستقرار السياسي والاقتصادي في آسيا والشرق الاوسط.

وأضاف سليمان أن المملكة عززت علاقاتها في الفترة الاخيرة مع جميع القوى الاقليمية والدولية ولا يوجد خلاف على المكانة الرفيعة التي تحظى بها في العالمين العربي والاسلامي بفعل السياسة السعودية القائمة على التفاعل الايجابي مع محيطها العربي والاسلامي ، وأشارالى أن زيارة ولي العهد الى أسبانيا تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت نظرا لاهمية الدور الاسباني في الاتحاد الاوربي الذي يمثل كتلة اقتصادية وسياسية مهمة وفاعلة في قضايا وسياسات الشرق الاوسط .
اما الدكتور محمد عبدالرحمن أستاذ الدراسات الاوروبية بكلية الآداب بجامعة عين شمس فوصف نتائج الزيارة بالهامة مشيرا الى أنها جاءت في الوقت المناسب وتمثل تحركا سعوديا جديدا لخدمة قضايا السلام والاستقرار في المنطقة ، واكد أن نتائج الزيارة سوف تعزز العلاقات الثنائية بين المملكة وأسبانيا في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية وقال ان المملكة لها علاقات مميزة مع دول الاتحاد الاوربي أحد الاطراف الدولية الراعية لعملية السلام في المنطقة ، والتي يتعاظم دورها الاقتصادي والسياسي في النظام الدولي والعلاقات الدولية مؤكدا أن أسبانيا رقم مهم في معادلة العلاقات العربية الاوربية نظرا لقرب أسبانيا من الدول العربية وتفهمها للحق العربي والفلسطيني ودعمها لقيام دولة فلسطينية .
من جهته قال الدكتور طاهر عبد السلام استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية ان العلاقات السعودية الاوروبية ممتازة يعززها رغبة الجانبين في دعم الاستقرار في المنطقة ، واشار الى ان دول الاتحاد الاوربي حريصة على تقوية علاقاتها مع دول الخليج بشكل عام والمملكة بشكل خاص ، وأضاف ان زيارة سمو ولي العهد لاسبانيا دليل على اتساع أفق الرؤية السياسية السعودية التي لا تركز فقط على علاقاتها في المحيط العربي والاسلامي ، مؤكدا أن الزيارة أبرزت الادراك والوعي السعودي باهمية تعزيز العلاقات مع مختلف الدول الاوربية وأمريكا ودول شرق آسيا وغيرها.