-A +A
فهيم الحامد ـ مدريد
زار العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول أمس الأول (الأحد) صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في مقر إقامة سموه في العاصمة الأسبانية مدريد. وقد عقد الملك الإسباني وسمو ولي العهد اجتماعاً تم خلاله تبادل الأحاديث الودية وبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين. عقب ذلك صحب الملك خوان كارلوس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في موكب رسمي إلى مطار براخس الدولي بمدريد حيث ودع جلالته سمو ولي العهد. وتعقيبا على الاهمية الاستثنائية لزيارة سمو ولي العهد لاسبانيا ومالقيه من حفاوة استثنائية قال الدكتور بهيج ابو دودة استاذ العلاقات الدولية في جامعة مدريد ان استقبال العاهل الاسباني لسمو ولي العهد وتوديعه يعتبر سابقة غير معهودة مؤكدا ان هذا الاجراء يعكس عمق وحميمية العلاقات التي تربط الرياض ومدريد مشيرا الى ان الزيارة تعتبر نقلة نوعية في العلاقات الاستراتيجية السعودية الاسبانية واكد ان المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من التعاون السعودي الاسباني ازاء تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وايجاد سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الاوسط. وشدد ابو دودة على ان هذه الزيارة كشفت خصوصية الدور السعودي.
اما الدكتور ابراهيم الزيد مدير المركز الاسلامي الثقافي بمدريد فقال نحن لم نستغرب الاستقبال الحميمي للأمير سلطان في مدريد مشيرا الى ان سموه شخصية سياسية معروفة في الوسط العالمي ويحظى باحترام وتقدير في الاوساط الاسبانية واضاف ان استقبال العاهل الاسباني خوان كارلوس له لدى وصوله بمقر اقامته بقصر مدريد يعكس حجم الحميمية وقوة العلاقات بين البلدين كما انه يجسد الاحترام والتقدير الذي يحظى به سمو ولي العهد لدى العاهل الاسباني مشيرا الى ان الملك خوان كارلوس يضع تعزيز العلاقات السعودية الاسبانية وتنميتها في جميع الميادين اولوية قصوى .

من ناحيتها قالت ماريا خوسيه الرئيسة السابقة للدراسات العربية بجامعة مدريد المستقلة ان هناك تقاربا وتفاهما سعوديا اسبانيا كبيرا في جميع المجالات خاصة ازاء ايجاد السلام العادل والشامل في المنطقة واضافت انه عندما استقبل العاهل الاسباني سمو ولي العهد لدى وصوله بمقر اقامته بقصر الباردو وايضا عندما ودعه فان هذا يعكس مدى وحجم العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين.
ولقد عكس البيان المشترك الذي صدر في نهاية زيارة الأمير سلطان الى اسبانيا تطابق وجهات نظر البلدين حيال جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة عندما ايد الجانبان اهمية تعزيز الجهود المشتركة لدعم عملية السلام وتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط والالتزام بتناول القضايا الرئيسية في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي للوصول الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في اطار الحل الشامل والعادل والتأكيد على استناد المفاوضات بين الطرفين الى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق. في المجمل حققت الزيارة اهدافا وارسلت رسالة للعالم ان المملكة دولة ترغب ان يعم السلام والاستقرار ليس فقط في الشرق الاوسط بل في العالم كما انها حريصة على تكريس ثقافة التعايش السلمي والاعتدال والوسطية وفهم ثقافة الاخر.