-A +A
عهود مكرم - برلين
اهتمت الأوساط الأوروبية بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله لأستضافة اجتماع جدة للنفط والغاز للدول المنتجة والمصدرة والمستهلكة بالمملكة في 18 جمادى الآخرة الحالي" الموافق 22 يونيو الجاري". واعتبرت تلك الاوساط الاجتماع بأنه خطوة ايجابية اذا دلت على شيء فانما تدل على مصداقية الدبلوماسية السعودية كما جاء في حوار خاص لـ «عكاظ» لوزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير فيما صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال لقائه المستشارة الألمانية ميركل في جنوب ألمانيا مؤخرا حول ارتفاع أسعار النفط أن الأقتصاد الأوروبي والأقتصاد العالمي يتعرضان لصدمة ذات قوة غير مسبوقة. في نفس الأطار كان د. ميخائيل جلوس وزير الأقتصاد والتكنولوجيا الألماني قد أعرب لـ«عكاظ» عن تفاؤله لدعوة المليك لعقد اجتماع للنفط والغاز بالمملكة وقال أن هذه الفكرة ستمهد لحوار بناء بين المنتجين والمستهلكين للنفط موضحا أن المضاربة في الأسواق العالمية تتصاعد يوميا. وقال جلوس الذي قام بزيارة المملكة في فبراير 2007 أنه على قناعة بفعالية الدور السعودي خاصة وأن المملكة شريك استراتيجي ليس فقط لألمانيا وانما للأتحاد الأوروبي و بصفتها من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط. وأشار في تصريحه لـ«عكاظ» الى أن وزراء الطاقة لمجموعة الدول الصناعية الكبرى قد ناقشوا على هامش انعقاد قمة الثماني دول الكبرى باليابان كيفية دعم الحوار بين الدول المنتجة و المستهلكة للنفط الأمر الذي يتجاوب بشكل ملحوظ مع دعوة الملك عبد الله للأجتماع المرتقب. وقال أن ما تم التشاور فيه يتعلق بأمرين الأول كيفية ترشيد استخدام الطاقة لدى الدول المستهلكة للبترول وكيفية تأمين الأسواق بالنفط من الدول المستهلكة وهنا أكد على دور المملكة وحرصها على امداد الأسواق بالنفط وقيامها باجراءات سابقة لزيادة الأنتاج منوها بأن هذا التوجه يؤدي في كل الأحوال الى استقرار الأسواق. من جهة أخرى رحبت البروفيسورة د. كلاوديا كمفرت خبيرة الشؤون الاقتصادية بمعهد الاقتصاد في برلين في تصريح خاص لـ«عكاظ» بانعقاد مؤتمر النفط والغاز في المملكة مشيرة الى أنها على قناعة من أن منظمة أوبك ستخرج باستراتيجية مستديمة لتوفير الطاقة للعالم مابعد النفط.

وقالت أن المملكة بدأت خطوات في سياسة ما بعد النفط وهو ما نتطلع اليه انطلاقا من أن الحاجة للنفط ستبقى لأمور هامة جدا مثل استخراج الأدوية على سبيل المثال .

وأفادت أن المملكة وعددا كبيرا من دول أوبك يتمتعون بالطاقة الشمسية والصحراء التي تمكن من اقامة مشروعات مستقبلية للطاقة البديلة في اطار استراتيجية مستديمة للطاقة .

واستطردت تقول أن اجتماع النفط والغاز مهم أيضا من ناحية ثانية لأنه سيمكن الحوار المطلوب بين الدول المنتجة والدول المصدرة للنفط والدول المستهلكة حتى نقلل من "صدمة النفط" التي نواجهها الآن لا سيما لأرتفاع استهلاك دول مثل روسيا والصين والهند الأمر الذي يمكن أن يفجر الأسعار أكثر مما يحدث الآن. وطالبت في سياق حوارها مع «عكاظ» أن تبدأ الدول المستهلكة في رفع الدعم المفروض على سعر استيراد برميل النفط في المقابل توقعت زيادة للأنتاج من الدول المصدرة للنفط.

في نفس الاطار أعربت كمفرت أن الوسطاء يقومون بدور آخر في المضاربة بالأسواق ورفع الأسعار في الوقت الذي يبدو فيه أن مخزون النفط لديهم متوافر الى حد كبير.

وقالت أن الاستراتيجية المستديمة للنفط ينبغي أن تناقش أيضا سياسة الوسطاء وكم حجم المخزون المتواجد في الأسواق العالمية والشركات العالمية.

وأفادت أن دولة مثل المملكة بدأت في اطار سياسات الاستثمار الجديدة في الخوض في مشروعات بديلة للطاقة لأحتواء أزمة النفط الراهنة خاصة وأن عمر البترول محدود والدراسات أثبت أنه في خلال عدة عقود تصل الى 30 عاما سوف نكون في حاجة الى بدائل. وهنا أرى أن دول أوبك مطلوب منها وخاصة المملكة التي ستبقى دولة مصدرة للطاقة بكل الأحوال سواء عبر النفط او بدائله في المستقبل.