-A +A
هناء البنهاوي ـ القاهرة
يواجه المفكر المصري د. مصطفى محمود سلسلة من الأزمات الصحية المتعاقبة قبل أكثر من عشر سنوات، اضطرته الى إجراء مجموعة من العمليات الجراحية خلال السنوات الست الأخيرة منها عمليات "قلب مفتوح" و"تغيير شرايين"، وثالثة في المعدة. وأعقب هذه الأزمات إصابته بالزهايمر نتيجة الشيخوخة، وهو الأمر الذي جعله يغير مسكنه الذي كان يقيم فيه لسنوات فوق مسجده الذي يحمل اسمه بضاحية المهندسين، وينتقل للعيش في شقة تقع بالطابق الخامس مقابلة للمسجد عند تقاطع شارعي الورود و الشيخ صالح بحي المهندسين. والمفكر الكبير بحسب تأكيد ابنته أمل، يلزم الفراش منذ سنوات ولم يستطع بسبب مرضه وعدم قدرته على الحركة ممارسة رياضة المشي التي كانت مفضلة لديه. كما أكدت أن حالة والدها الصحية مستقرة نسبيا حيث يحرص على ان يقضي يومه بالاستماع صباحا الى إذاعة القرآن ومتابعة القنوات الإخبارية وقت الظهيرة، مشيرة الى انه لا يلتقي الغرباء ولا يلتقي بالاعلام بسبب الضعف في الذاكرة الذي يزداد يوما بعد أخر. الطريف في الأمر ان الكاتبة لوتس عبدالكريم كانت قد ربطت بين سلسلة الأمراض التي يعانيها مصطفى محمود وبين علاقته واستعانته بالجن، مشيرة إلى أن المرض الذي يعانيه في المخ ليس خبيثا، وأن علاقته بالجن قد سمعتها منه، وأنه لم يكن يرى شيئا يعيبه في ذلك لأن القرآن الكريم تحدث عنهم، وهم كائنات مثلنا، وأن هذه العلاقة تحققت بسبب فضوله وحبه لاستطلاع الغيبيات. وأضافت: حسب كلامه أنه أقام اتصالات معهم، وأن صداقته للجن في فترة من حياته، كانت سببا فيما بعد في الأمراض التي عانى منها حيث أجرى عمليات مختلفة في جميع أجهزة جسمه العليل دائماً، وأن الجن عندما كانوا يقتربون منه أو يحتضنونه يسببون له آلاما انعكست على صحته. كما أشارت لوتس الى ان د. مصطفى محمود قد أخبرها بأنه كان يستعين بهم في قضاء حاجات أصدقائه من أصحاب المشكلات، وأنه أقام علاقته مع الجن مدفوعا بحب الاستطلاع في مرحلته بين الشك واليقين وأنه نجم عن لقاءاته المتعددة بالجان ما اعتراه من أمراض عديدة تعب في علاجها بعد أن أقلع عما كان يفعل.
يذكر ان مصطفى محمود المولود عام 1921 بمدينة شبين الكوم محافظة المنوفية المصرية، يعد واحدا من فلاسفة عصرنا الحديث، واتسم عطاؤه الفكري والإبداعي بالتنوع والثراء نتيجة تعلقه بمجموعة من العلوم ومنها دراسته للطب وعمله بالصحافة وكتاباته في السينما والمسرح، كما شغف بدراسة الفلك والعلوم الإنسانية والدينية وسلوك الكائنات البحرية، وقد أغنى ذلك برنامجه "العلم والإيمان" الذي استمر في تقديمه نحو ربع قرن.

وتنوعت مؤلفاته بين الفلسفة والأدب والفكر الاسلامي ومن أعماله الأدبية المجموعات القصصية: «أكل عيش» و«عنبر 7» و«شلة الأنس» و«رائحة الدم» و»«نقطة الغليان» و»«قصص من رسائل القراء» و«اعترفوا لي» و«مشكلة حب» وا«عترافات عشاق». ومن الروايات: «المستحيل» و«الأفيون» و«العنكبوت» و«الخروج من التابوت» و«رجل تحت الصفر»، أما المسرحيات فمنها: «الزلزال» و«الإسكندر الأكبر» و«الطوفان» و«الشيطان يسكن بيتنا».