-A +A
جبير بن محمد بن جبير
شباب حي الملز القدامى يتذكرون جيدا الحلاق (أبو أمين)، فقد كان متربعا على عرش الحلاقة في الحي.. رغم أنه لا يجيد إلا نوعين يتيمين من قصات الشعر هما "القرعا والتواليت" أما عن النظافة "فحدث ولا حرج"، بعض الشباب كانوا يتمنون حلاقا مبدعا يجيد قصات تشابه قصات أبطال أفلام الستينات والسبعينات، ولكن... ما من مفر من مقص أبو أمين نهاية كل شهر.
أتذكر أن احد الشباب لمعت في ذهنه فكرة تعلم الحلاقة في معهد الحلاقة الواقع في آخر شارع الجامعة من نفس الحي "المعهد الذي لم يخرج حلاقا سعوديا واحدا حتى يومنا الحاضر"، لكنه صدم برفض والده للفكرة.. لاعتبارات قيمية وأعراف مجتمعية عن هذه المهنة، رغم استماتته في إقناع والده بأن تعلمه لها ذو مبرر صحي ووقائي وليس ماديا ومهنيا كما يعتقد أبوه.. لكن محاولاته باءت جميعها بالفشل.
في تصوري أن فكرة ذاك الشاب فكرة رائدة وجديرة بالطرح من جديد فكل من أراد أن يضمن النظافة ويآمن على صحته وتعلم أصول الحلاقة سواء لغرض شخصي أو مهني عليه أن يذهب إلى مثل ذلك المعهد، ولكن ما أعرفه أن ذاك المعهد أغلق منذ سنين ولا اعرف معهدا يقوم بهذه المهمة بطول البلاد وعرضها.
الصحة الوقائية والنظافة العامة عنصران يجب أن يتوفرا لممارسة هذه المهنة، وهذا ما جعل أمانة مدينة الرياض مشكورة تبادر بطرح مشروع كيس الحلاقة "استخدام مرة واحدة" مجانا وتلزم الحلاقين باستخدام هذا الكيس، بغية رفع مستوى أفراد المجتمع بأهمية الوعي بالصحة العامة.. أفكار بسيطة كهذه تخدم وزارة الصحة وتوفر كثيرا من الجهد وكثيرا من الملايين للدولة والافراد.


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 195 مسافة ثم الرسالة