عندما كشفت أجهزة الأمن القناع المزيف والمتلبس بلباس الدين والاسلام وأظهرت حقيقة مزاعم الزمرة الباغية المعتدية على الاسلام والمسلمين ظهر للملأ حينها حقيقة المرجعيات الفكرية المختلة علميا والمشوشة فكريا وذهنيا التي اغرقت في آراء وطروحات عانقت الاهواء الباطلة والحاقدة فاخذت تنشر الافساد واحدثت الذعر والارهاب في نفوس البشرية الى ان هيأ الله السبل لقوات الأمن بأن تطمس مراد أهدافهم وفندت مزاعم مقاصدهم مما جعل هذ الأمر يعيدنا الى مراجعة حقيقية نبعها العلم والفكر لكل ما يكتب وينشر من أطروحات علمية مختلفة في كل مجال من المجالات خاصة الفكري منه لأنه هو المحدد لثقافة وتوجه الأمة وبناء مبادئها على إثره ليحل السؤال بثقله هل نعد العدة من جديد ونشمر عن السواعد ونحرك العقول لنرصد ونراجع كل ما يكتب حتى وان كان ضمن اجتهادات واضحة لنخرج بنتيجة متعثرة. “ملحق الدين والحياة” طرح جملة من التساؤلات حول أبعاد هذا الأمر على أحد أرباب الفكر الإسلامي وهو الدكتور “عوض القرني”.
كيف يرى الشيخ عوض ضرورة دراسة الأساليب المتبعة في المراجع والكتب التي ربما أوغلت في جانب خلقته من الالتباس الفكري والتشويش العقلي الذي استفاد منه منظرو الفكر الارهابي؟
- أولاً لابد ان نناقش الأفكار في أجواء صحية تتمتع بكامل الحرية المسؤولة وأؤكد على كلمة المسؤولة وأيضاً ما كان هناك من أخطاء لا يخلو منها أي مجتمع بشري تتعلق بها مثل هذه الكتب فلا يجوز لنا ان نزعم بأنه لا أخطاء لدينا والناس يرون الاخطاء وتحمل اكبر مما تحتمل فما علينا الا ان نعترف بوجود الأخطاء وعندما توجد ونعلن تبرؤنا منها وعزمنا على معالجتها واصلاحها ونناقش الأفكار الخاطئة وندلل على خطئها ونطرح البدائل من الأفكار السليمة ونؤصلها تاصيلا شرعيا أما حجب الكتب هذه الأيام لم يعد ممكنا الا ربما في الفعاليات الرسمية للدولة والمجتمع كمعرض كتاب أو غيره فليس من اللائق ان تعرض الكتب الساقطة والمنحرفة لكن مع وجود الانترنت والفضائيات والبريد الالكتروني اصبحت عملية الحجب صعبة وغير ممكنة لكن الواجب النقاش والنقد البناء الهادف المعتمد على الأدلة والبراهين الصحيحة.
لكن كيف يمكن ايجاد حالة التوازن الفكري والعاطفي المتدفق عند الكثير ممن تؤثر فيهم الأحداث؟ ويستغلها منظرو الفكر الإرهابي؟
- أرى بأن الخلل له سببان:
1- وجود مآس يعيشها المسلمون في كثير من بلاد العالم ووجود تخلف واستبداد كما في فلسطين والعراق.
2- هناك من يوظف ويستغل هذه المآسي وهذه الجروح استغلالاً خاطئاً ويدفع بالشباب والاجيال في آتون مواجهات عدمية لا مبرر لها شرعيا ولا مجدية نفعا ويورط الشباب في أحداث ارهابية فنحن اذن في حاجة ان نقول بأن هذه جروح وآلام وهذا قصور وهذه أخطاء ولكن العلاج الصحيح الشرعي العقلي لها هو كذا وكذا وان تنهض الأمة من كبوتها وتتوحد جهودها وان تعود لاصالتها وان تأخذ بأسباب التنمية والحضارة والتقدم في حينها تكون قادرة على الدفاع عن نفسها وتعالج مآسيها وآلامها.
كيف ترى الطريقة المثلى الجيدة عند استخدام النصوص والاستدلالات العلمية الموضحة للمعاني المرادة؟
- علماؤنا في زمن الصحابة إلى الآن بينوا منهج الاستدلال والاستنباط والاجتهاد في فهم النصوص بيانا شافيا وافيا مفصلا وهو ما يسمى بعلم (أصول الفقه) والعلماء يجمعون على ان الذي لا يحيط بقواعد الاجتهاد والاستنباط لا يجوز له أن يفتي ولا يجوز له القضاء وبالتالي يفترض على المجتمع المسلم ان يحصن ذاته من خلال علمائه ومفكريه ومن خلال انظمتة وهيئاته ومؤسساته فلا تتاح الفرصة لمن ليس من أهل العلم ان يقول من عنده فنحن نرى انه لا يسمح لغير الراسخ في علم الطب في ممارسة مهنة الطب ولا يسمح لغير المختص في الهندسة ممارسة علم الهندسة والا لوقعت كوارث كما نرى نحن نرى الآن مثلا أناسا لم يدرسوا الشريعة على الاطلاق ويفتون في جميع القضايا بعضهم تخصص لغة انجليزية ومكتبات والبعض لا يعرف عنه التدين ولا يؤدي حتى الصلاة ويصبح مفتيا فهذه الفوضى جعلت الشباب يقبلون من كل حد وصوب لكن عندما تصبح الفتوى مقصورة اجتماعيا وحتى تنظيميا على من تخرجوا من المؤسسات العلمية او تتلمذوا على كبار العلماء زمنا طويلا حينئذ ستوجد الحصانة ويصبح لدى المجتمع عرف قائم يملك الاهلية. وحقيقة أرى العجب العجاب سواء في ميدان الدعوة أو أيام تدريسي في كلية الشريعة الكثير من الأقوال والفتاوى في الفضائيات والانترنت، ومن موقعي كمتخصص نعلم بأن الذين يروجون ويفتون في مسائل شرعية من مثل مفتي الارهاب لا يجدون رائحة العلم ولا يعرفونه وليسوا من اهله وسيحدث قطعا تشويش فبعضهم تكلم وأورد آية وآخر أورد حديثا ونعلم من فضل الله بأن القرآن الكريم متاح لأبنائنا حتى في الصفوف الأولى وحتى السنة النبوية تجدها في “سيدي” بعشرات الكتب لكن هذا لا يكفي فلابد من آليات وأهلية للاستدلال كما قال ابن حزم وابن القيم وغيرهما ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أكثر من مئة ألف الذين اثرت الفتوى عنهم 100 وبضعة عشر فحتى التدين متاح لجميع الخلق لكن التصدي للفتوى والقول في العلم الشرعي لا يجوز ان يكون متاحا إلا للعلماء المتأهلين في الدين.
إذن هل ترى ضرورة المراجعة الفكرية لكل الكتب الفكرية والعلمية وقراءة مضامينها من جديد حتى التي خرجت باجتهاد صحيح من الاعمال الابداعية وغيرها؟
- نعم نحن في حاجة على جميع المستويات للمراجعة الفكرية للكتب العلمية حتى التي خرجت باجتهادات صحيحة من الاعمال الابداعية والبرامج والمشاريع الاقتصادية فنحن في حاجة الى مراجعة دائمة فنحن اذا قلنا في أي مجال من المجالات عدا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اننا وصلنا للحقيقة فقد وقفت تنمية البشرية كما يقول الكاتب (فوكوياما) في نهاية التاريخ فهذا ليس صحيحا.
بل قال العلماء قديما لما سمعوا مقولة ما ترك الأول للآخر شيئا قالوا كم ترك الأول للآخر وهذا مقتضى قولنا ان الشريعة صالحة لكل زمان ومكان وان الاستنباطات من هذه الشريعة تتطور بتطور الاحداث كما قال عمر بن عبدالعزيز “يجد للناس من الأقضية بمقدار ما يجد لهم من القضايا” فهذه حقيقة فأبو بكر رضي الله عنه كان في زمنه من النوازل ما لم يكن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وعمر كان في زمن ما لم يكن في زمن أبي بكر وهكذا فكانوا يجتمعون ويدرسون ويجتهدون وفق القواعد الشرعية في النصوص الشرعية وبالتالي نحن في مراجعة ونقد دائمين لأنفسنا.
كيف يرى الشيخ عوض ضرورة دراسة الأساليب المتبعة في المراجع والكتب التي ربما أوغلت في جانب خلقته من الالتباس الفكري والتشويش العقلي الذي استفاد منه منظرو الفكر الارهابي؟
- أولاً لابد ان نناقش الأفكار في أجواء صحية تتمتع بكامل الحرية المسؤولة وأؤكد على كلمة المسؤولة وأيضاً ما كان هناك من أخطاء لا يخلو منها أي مجتمع بشري تتعلق بها مثل هذه الكتب فلا يجوز لنا ان نزعم بأنه لا أخطاء لدينا والناس يرون الاخطاء وتحمل اكبر مما تحتمل فما علينا الا ان نعترف بوجود الأخطاء وعندما توجد ونعلن تبرؤنا منها وعزمنا على معالجتها واصلاحها ونناقش الأفكار الخاطئة وندلل على خطئها ونطرح البدائل من الأفكار السليمة ونؤصلها تاصيلا شرعيا أما حجب الكتب هذه الأيام لم يعد ممكنا الا ربما في الفعاليات الرسمية للدولة والمجتمع كمعرض كتاب أو غيره فليس من اللائق ان تعرض الكتب الساقطة والمنحرفة لكن مع وجود الانترنت والفضائيات والبريد الالكتروني اصبحت عملية الحجب صعبة وغير ممكنة لكن الواجب النقاش والنقد البناء الهادف المعتمد على الأدلة والبراهين الصحيحة.
لكن كيف يمكن ايجاد حالة التوازن الفكري والعاطفي المتدفق عند الكثير ممن تؤثر فيهم الأحداث؟ ويستغلها منظرو الفكر الإرهابي؟
- أرى بأن الخلل له سببان:
1- وجود مآس يعيشها المسلمون في كثير من بلاد العالم ووجود تخلف واستبداد كما في فلسطين والعراق.
2- هناك من يوظف ويستغل هذه المآسي وهذه الجروح استغلالاً خاطئاً ويدفع بالشباب والاجيال في آتون مواجهات عدمية لا مبرر لها شرعيا ولا مجدية نفعا ويورط الشباب في أحداث ارهابية فنحن اذن في حاجة ان نقول بأن هذه جروح وآلام وهذا قصور وهذه أخطاء ولكن العلاج الصحيح الشرعي العقلي لها هو كذا وكذا وان تنهض الأمة من كبوتها وتتوحد جهودها وان تعود لاصالتها وان تأخذ بأسباب التنمية والحضارة والتقدم في حينها تكون قادرة على الدفاع عن نفسها وتعالج مآسيها وآلامها.
كيف ترى الطريقة المثلى الجيدة عند استخدام النصوص والاستدلالات العلمية الموضحة للمعاني المرادة؟
- علماؤنا في زمن الصحابة إلى الآن بينوا منهج الاستدلال والاستنباط والاجتهاد في فهم النصوص بيانا شافيا وافيا مفصلا وهو ما يسمى بعلم (أصول الفقه) والعلماء يجمعون على ان الذي لا يحيط بقواعد الاجتهاد والاستنباط لا يجوز له أن يفتي ولا يجوز له القضاء وبالتالي يفترض على المجتمع المسلم ان يحصن ذاته من خلال علمائه ومفكريه ومن خلال انظمتة وهيئاته ومؤسساته فلا تتاح الفرصة لمن ليس من أهل العلم ان يقول من عنده فنحن نرى انه لا يسمح لغير الراسخ في علم الطب في ممارسة مهنة الطب ولا يسمح لغير المختص في الهندسة ممارسة علم الهندسة والا لوقعت كوارث كما نرى نحن نرى الآن مثلا أناسا لم يدرسوا الشريعة على الاطلاق ويفتون في جميع القضايا بعضهم تخصص لغة انجليزية ومكتبات والبعض لا يعرف عنه التدين ولا يؤدي حتى الصلاة ويصبح مفتيا فهذه الفوضى جعلت الشباب يقبلون من كل حد وصوب لكن عندما تصبح الفتوى مقصورة اجتماعيا وحتى تنظيميا على من تخرجوا من المؤسسات العلمية او تتلمذوا على كبار العلماء زمنا طويلا حينئذ ستوجد الحصانة ويصبح لدى المجتمع عرف قائم يملك الاهلية. وحقيقة أرى العجب العجاب سواء في ميدان الدعوة أو أيام تدريسي في كلية الشريعة الكثير من الأقوال والفتاوى في الفضائيات والانترنت، ومن موقعي كمتخصص نعلم بأن الذين يروجون ويفتون في مسائل شرعية من مثل مفتي الارهاب لا يجدون رائحة العلم ولا يعرفونه وليسوا من اهله وسيحدث قطعا تشويش فبعضهم تكلم وأورد آية وآخر أورد حديثا ونعلم من فضل الله بأن القرآن الكريم متاح لأبنائنا حتى في الصفوف الأولى وحتى السنة النبوية تجدها في “سيدي” بعشرات الكتب لكن هذا لا يكفي فلابد من آليات وأهلية للاستدلال كما قال ابن حزم وابن القيم وغيرهما ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أكثر من مئة ألف الذين اثرت الفتوى عنهم 100 وبضعة عشر فحتى التدين متاح لجميع الخلق لكن التصدي للفتوى والقول في العلم الشرعي لا يجوز ان يكون متاحا إلا للعلماء المتأهلين في الدين.
إذن هل ترى ضرورة المراجعة الفكرية لكل الكتب الفكرية والعلمية وقراءة مضامينها من جديد حتى التي خرجت باجتهاد صحيح من الاعمال الابداعية وغيرها؟
- نعم نحن في حاجة على جميع المستويات للمراجعة الفكرية للكتب العلمية حتى التي خرجت باجتهادات صحيحة من الاعمال الابداعية والبرامج والمشاريع الاقتصادية فنحن في حاجة الى مراجعة دائمة فنحن اذا قلنا في أي مجال من المجالات عدا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اننا وصلنا للحقيقة فقد وقفت تنمية البشرية كما يقول الكاتب (فوكوياما) في نهاية التاريخ فهذا ليس صحيحا.
بل قال العلماء قديما لما سمعوا مقولة ما ترك الأول للآخر شيئا قالوا كم ترك الأول للآخر وهذا مقتضى قولنا ان الشريعة صالحة لكل زمان ومكان وان الاستنباطات من هذه الشريعة تتطور بتطور الاحداث كما قال عمر بن عبدالعزيز “يجد للناس من الأقضية بمقدار ما يجد لهم من القضايا” فهذه حقيقة فأبو بكر رضي الله عنه كان في زمنه من النوازل ما لم يكن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وعمر كان في زمن ما لم يكن في زمن أبي بكر وهكذا فكانوا يجتمعون ويدرسون ويجتهدون وفق القواعد الشرعية في النصوص الشرعية وبالتالي نحن في مراجعة ونقد دائمين لأنفسنا.