الأمن شعور وإحساس وواقع فعلي معاش, بدونه لا تستقيم المجتمعات والأوطان, وتتبدد إمكانات ومقدرات وطاقات البشر, أو تستخدم في غير موضعها الحقيقي. وهو كذلك لأنه يُذهب الخوف من داخل الفرد ويُدخل إلى نفسه الطمأنينة, ويخلق له الظروف المواتية للبناء والتنمية, ويوفر له سبل الحياة الكريمة.
ولذلك فإن الحياة لا قيمة لها بدون الأمن, والمجتمعات التي افتقدت الأمن أضحت مسرحاً للقتال والاقتتال والتفجيرات, مما حول حياة البشر إلى ما يشبه الكابوس اليومي, وكثيرة هي المجتمعات التي تعاني من لظى الحروب الأهلية والفتن وعدم الاستقرار, رغم أن بعض مظاهر العنف في بعض المجتمعات مفروضة عليها, فإن ذلك لا يعفي المكونات الاجتماعية والقوى الوطنية من مسؤوليتها في دعم الوحدة الوطنية وتلافي الشرور والقتال. وفي المجتمعات التي تشهد نوعاً من عدم الاستقرار تظهر قيمة الأمن وأهميته جليةً للعيان, لأن البديل هو التفجير والتوابيت اليومية وتردي الأحوال المعيشية.
ولعل ظاهرة الإرهاب أحد مظاهر الإخلال بالأمن, وهو في الحقيقة أحد الشرور التي تبتلى بها الأوطان, لأنها تبديد لطاقات المجتمع وتعطيل لها واستخدامها في غير موضعها الطبيعي, لكن الذين يمارسون الإرهاب يظلون أقلية لا تعكس نهج وتوجه المجتمع وتتجافى قيمها مع أخلاق المجتمع وسلوك أفراده, بالتالي جاز وصفها بالضلال والخروج عن المألوف, ومن هنا يجب محاصرتها ومحاربتها وعلاج مسبباتها. ويظل العمل على احتوائها واعادتها الى جادة الصواب عملاً نبيلاً شريفاً يستحق التقدير والاحترام, بل انه واجب وطني لا يخضع للمساومة.
لكن المشكلة عندما يكون المجتمع جزء من بيئة إقليمية مترابطة وعلى قدر كبير من الانكشاف الاجتماعي والسياسي, كما هي الحال في منطقة الخليج والشرق الأوسط, بالتالي فإن الأحداث التي تحدث في منطقة يكون لها تداعيات على المناطق الأخرى. وفي هذا الصدد تحدث سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز في تصريح صحفي له حول حالات الايقاف التي أعلنت عنها وزارة الداخلية مؤخراً قائلاً: ان الاضطرابات التي تشهدها الدول العربية, والعراق على وجه الخصوص, قربت خطر التهديد الإرهابي للسعودية, وأصبحت المجموعات الإرهابية تضم جنسيات أخرى. وأردف قائلا:ً ان 90 بالمئة أو أكثر من المعتقلين هم من السعوديين.
استهداف المنشآت النفطية أمر خطير, لكنه مفهوم. فالمنشآت النفطية تتميز بكبر حجمها وتعدد مواقعها, إضافةً إلى أنها مواقع حيوية بالنسبة للدولة, حيث يشكل البترول أكثر من 90 بالمئة من صادرات الدولة وأكثر من 70 بالمئة من الدخل الوطني. كما أن البترول سلعة ضرورية للاستقرار الاقتصادي العالمي, خاصة أن الدول الغربية تستورد نسبا كبيرة من احتياجاتها النفطية من الخليج. لكن الجهود الأمنية في مكافحة الإرهاب دؤوبة وذات فعالية كبيرة, بدليل الضربات الاستباقية الموجعة التي حققتها أجهزة الأمن في السنوات الأخيرة, وهذا بلا شك يدخل الطمأنينة على صدر المواطن, ويعزز من فرص النمو والتنمية والاستثمار لأنه يعكس قدراً كبيراً من الجاهزية لدى أجهزة الأمن، مهما يكن عدد المقبوض عليهم كبيرا,ً مما يعني أن الخلايا الإرهابية لا تزال موجودة, إلا أن الجهود المبذولة لاستئصال هذه الظاهرة تحقق نجاحات ملموسة على الصعيد الإجرائي والفكري, رغم تشكيك البعض بقصور الجهود المبذولة على الصعيد الفكري, لأن محاربة الفكر بالفكر أصعب من غيره, وهي عملية تستغرق وقتا أطول, خاصةً في ظل التطور التقني المعاصر. حمى الله البلاد والعباد من كل مكروه.
knhabbas@hotmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 145 مسافة ثم الرسالة
ولذلك فإن الحياة لا قيمة لها بدون الأمن, والمجتمعات التي افتقدت الأمن أضحت مسرحاً للقتال والاقتتال والتفجيرات, مما حول حياة البشر إلى ما يشبه الكابوس اليومي, وكثيرة هي المجتمعات التي تعاني من لظى الحروب الأهلية والفتن وعدم الاستقرار, رغم أن بعض مظاهر العنف في بعض المجتمعات مفروضة عليها, فإن ذلك لا يعفي المكونات الاجتماعية والقوى الوطنية من مسؤوليتها في دعم الوحدة الوطنية وتلافي الشرور والقتال. وفي المجتمعات التي تشهد نوعاً من عدم الاستقرار تظهر قيمة الأمن وأهميته جليةً للعيان, لأن البديل هو التفجير والتوابيت اليومية وتردي الأحوال المعيشية.
ولعل ظاهرة الإرهاب أحد مظاهر الإخلال بالأمن, وهو في الحقيقة أحد الشرور التي تبتلى بها الأوطان, لأنها تبديد لطاقات المجتمع وتعطيل لها واستخدامها في غير موضعها الطبيعي, لكن الذين يمارسون الإرهاب يظلون أقلية لا تعكس نهج وتوجه المجتمع وتتجافى قيمها مع أخلاق المجتمع وسلوك أفراده, بالتالي جاز وصفها بالضلال والخروج عن المألوف, ومن هنا يجب محاصرتها ومحاربتها وعلاج مسبباتها. ويظل العمل على احتوائها واعادتها الى جادة الصواب عملاً نبيلاً شريفاً يستحق التقدير والاحترام, بل انه واجب وطني لا يخضع للمساومة.
لكن المشكلة عندما يكون المجتمع جزء من بيئة إقليمية مترابطة وعلى قدر كبير من الانكشاف الاجتماعي والسياسي, كما هي الحال في منطقة الخليج والشرق الأوسط, بالتالي فإن الأحداث التي تحدث في منطقة يكون لها تداعيات على المناطق الأخرى. وفي هذا الصدد تحدث سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز في تصريح صحفي له حول حالات الايقاف التي أعلنت عنها وزارة الداخلية مؤخراً قائلاً: ان الاضطرابات التي تشهدها الدول العربية, والعراق على وجه الخصوص, قربت خطر التهديد الإرهابي للسعودية, وأصبحت المجموعات الإرهابية تضم جنسيات أخرى. وأردف قائلا:ً ان 90 بالمئة أو أكثر من المعتقلين هم من السعوديين.
استهداف المنشآت النفطية أمر خطير, لكنه مفهوم. فالمنشآت النفطية تتميز بكبر حجمها وتعدد مواقعها, إضافةً إلى أنها مواقع حيوية بالنسبة للدولة, حيث يشكل البترول أكثر من 90 بالمئة من صادرات الدولة وأكثر من 70 بالمئة من الدخل الوطني. كما أن البترول سلعة ضرورية للاستقرار الاقتصادي العالمي, خاصة أن الدول الغربية تستورد نسبا كبيرة من احتياجاتها النفطية من الخليج. لكن الجهود الأمنية في مكافحة الإرهاب دؤوبة وذات فعالية كبيرة, بدليل الضربات الاستباقية الموجعة التي حققتها أجهزة الأمن في السنوات الأخيرة, وهذا بلا شك يدخل الطمأنينة على صدر المواطن, ويعزز من فرص النمو والتنمية والاستثمار لأنه يعكس قدراً كبيراً من الجاهزية لدى أجهزة الأمن، مهما يكن عدد المقبوض عليهم كبيرا,ً مما يعني أن الخلايا الإرهابية لا تزال موجودة, إلا أن الجهود المبذولة لاستئصال هذه الظاهرة تحقق نجاحات ملموسة على الصعيد الإجرائي والفكري, رغم تشكيك البعض بقصور الجهود المبذولة على الصعيد الفكري, لأن محاربة الفكر بالفكر أصعب من غيره, وهي عملية تستغرق وقتا أطول, خاصةً في ظل التطور التقني المعاصر. حمى الله البلاد والعباد من كل مكروه.
knhabbas@hotmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 145 مسافة ثم الرسالة